أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - نفاق النخبة المنهارة














المزيد.....

نفاق النخبة المنهارة


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلما حدث أثناء الأنتخابات الرئاسية بعد ثورة 25 يناير من تحليل وتفكير فاشل لما يسمى بالنخبة الثقافية والسياسية والإجتماعية، حيث خرجوا بعد تفكير كبير إلى ما يشبه الإجماع فى إختيار جماعة الإخوان المسلمين وممثلها مرسى لحكم مصر، وكان هذا التفكير فاشل بالإجماع وعلى ألسنتهم شخصياً بعد أن أكتشفوا خطأ أختيارهم، ونفس هذه الحالة تحدث الآن وبأسلوب رفض علنى يكشف ضحالة وإنهيار تفكير النخبة، وأخذت عباراتهم الرافضة الشهيرة حيزاً كبيراً فى المشهد الإعلامى والتى تقول: " أرفض ترشيح السيسى للرئاسة لأنه قائد الجيش ومصر تحتاجه أكثر كقائد للجيش أن يظل أسداً فى عرينه كوزير للدفاع..."، هذا الرفض الأعتباطى خير مثال على التسطيح الفكرى لك من يعبر عنه، لأنه لا يدخل تحت منطق حرية الرأى وإنما النفاق الذاتى والشخصى لنخبة تعانى الانهيار الحقيقى.

كان الأفضل أن تستحى وتكتفى تلك النخبة المنهارة فكرياً بما سببته بسوء أختياراتها من ضياع سنة من عمر المصريين، وهى سنة من الصعب إزالة آثارها بسهولة وبساطة فالعنف والقتل والتظاهرات اليومية خير دليل على ذلك، ناهيك عن الآثار التى تركتها الجماعة المحظورة من تغييرات فى قيادات المؤسسات التعليمية مثلاً وتغييرها للمناهج بما يخدم ويشجع على أعتناق أفكار الجماعة، وتشويه صورة مصر فى الأوساط العالمية التى تسيطر عليها الإدارة الأمريكية حليفة الجماعة المحظورة، بل سمحت إدارة أوباما لنظام مرسى أن يشجع الجماعات الإرهابية للعيش فى سيناء وتحويلها إلى أفغانستان ثانية، وسربت الإدارة الأمريكية وقطر الأموال اللازمة لأستيراد الأسلحة والعقول الإرهابية لخدمة نظام القبيلة والعشيرة لإقامة الخلافة الإخوانية.

إنها إهانة بكل المقاييس يرتكبها هؤلاء النخبة فى حق أنفسهم تكشف عن الجهل والثقافة الزئبقية التى تزدرى وتسخر بعقول الشعب المصرى كله، إن عالم الأوهام الذى تعيش فيه تلك النخبة نتيجة طبيعية للتخدير الذى شوه وضلل ثقافتهم وقدرتهم على التفكير المنطقى الصحيح، تخدير عقولهم الذى جعلهم ينتخبون مرسى والآن يرفضون ترشيح السيسى، وافقوا على أنتخاب رجل ليست لديه أية مؤهلات علمية ومعرفية وقيادية وبعد أن ثبت فشله وسقوطه بإرادة الجماهير، يرفضون بعد 30 يونيو قائد عسكرى كبير بحجم السيسى وقف بجانب ثورة الشعب أن يقود بلاده فى مرحلتها الأنتقالية التى تحتاج إليه، إن مبررات الرفض لترشيح السيسى أعتبرها مبررات صبيانية لا ترقى للتفكير المنطقى الذى يعيش الواقع ولا يعيش فى ماضيه.

إن كائنات النخبة الخرافية التى تصف نفسها بالديموقراطية وترفض شخصاُ لمجرد أنه قائد عسكرى ناجح وقدير دون أن يقرأوا برنامجه الأنتخابى ليكون حكمهم عليه حكم عقلى منطقى، لكن للأسف نجد تلك الكائنات النخبوية لم تقل شيئاً عن بقية الأسماء التى من المنتظر ترشيحها للرئاسة ولم ترفضها، وهذا هو دليل الأنهيار الثقافى التى تعانى منه مصر منذ سنوات طويلة بعد أن تم تجفيف ينابيع التنوير والحداثة، لصالح ثقافة التخلف والظلام المنتشرة بفضل أموال الوهابية وغيرها وأرتضت كائنات النخبة لنفسها أن تدخل إلى الكهوف الأسطورية وتلزم الصمت وتترك الساحة الثقافية للتاريخ الغيبى وتسمح له بأختراق المجتمع ليهدم الثوابت الإنسانية ويتم إحياء الثوابت الغيبية الرافضة لحضارة الإنسان والعصر الحديث.

أقول للجميع : أشكروا السيسى الذى أعطاكم الحرية والشجاعة لترفضوا ترشيحه وأن تقولوا له إلزم ثكناتك وأن تقولوا أنت لا تصلح رئيساً للجمهورية بل رئيساً للوزراء ومن يقول لا نريد دولة المرشد ولا حكم العسكر.. وغيرها كثير من العبارات التى يتم توجيهها فقط إلى السيسى الذى أثبت كفاءته وليس لصباحى أو عمرو موسى أو لغيرهم، والإجابة البديهية التى يسوقها هؤلاء الناصحين أنهم يريدون مصلحة مصر وجيش مصر ويخافون عودة الحكم العسكرى وهم نفس الأشخاص الذين لم يخافوا من النظام الدينى بقيادة الجماعة المحظورة وأعطوا أصواتهم له، لكنهم يتجاهلون أن مصر فى مرحلتها الحالية تحتاج رجلاً قوياً لا يخضع لأمريكا أو للجماعات المحظورة التى تنشر التخلف وسط صمت الجميع، مشكلة مصر ليست فى وزير دفاع لجيشها لكن فى العثور على رئيس وطنى مخلص لشعبه قادر على أسترداد مكانتها الحقيقية وسط دول العالم.

معنى كلامى ليس تفضيل أبو الفتوح أو صباحى أو السيسى أو غيرهم، بل أعنى أن نترك الشعب يختار رئيسه بإرادته ووعيه الثورى دون التأثير السلبى والنيل من شخصية مرشح على آخر، علينا أن نترك الديموقراطية تأخذ طريقها فى النضوج دون دعايات وشعارات دينية أو طائفية أو مذهبية، أتركوا الثورة تصوغ وعى الشعب المصرى فى أختياراته الرئاسية والبرلمانية القادمة.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب القنابل الدموية
- هروب الشباب من الدستور
- أنصار الوهم
- قطر والعيال كبرت
- حروب الأستنزاف
- شرعية الإنقلاب الشعبى
- الخيانة العظمى
- رجوع مرسى وفلسطين
- تبرك زعماء العالم بمانديلا
- كوميديا الدستور الخمسينى
- تظاهروا والدفع نقداً
- أستشهاد القرارات الحاسمة
- الإعلام فى قفص الأتهام
- الإسلام السياسى والتكفير
- إسلام المؤمن على المحك
- مصالح أمريكا الإرهابية
- فصائل الخطوط الحمراء
- تفجير مصر وضرب سوريا
- فلسفة ديموقراطية الإرهاب
- معقل الجماعات الإسلامية


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - نفاق النخبة المنهارة