أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - سيداتي.. سادتي...















المزيد.....

سيداتي.. سادتي...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 14:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ســـيـداتي.. ســــادتي
رسالة وخواطر وتذكير الى كل المواطنين
بالعالم العربي.. والمهجر.
كنت أود أن أكتب لكم باللهجة العامية. ولكن بما أنه حتى في مدينة اللاذقية التي ولدت فيها, يتكلم الناس هناك عدة لهجات مختلفة, حسب أحيائهم, أو حسب بورجوازيتهم.. أو القرى القادمين منها.. وفي كافة البلاد الناطقة (بالعربية) يتكلم السكان عشرات اللغات واللهجات المختلطة المركبة وأكثر.. من دولة عربية لأخرى.. والصومالي لا يتكلم مثل اللبناني, والأردني لا يتكلم مثل المغربي, والسوري لا يتكلم مثل السعودي.. بالإضافة إلى الفروقات العديدة المتعددة حسب المدن والقرى والمناطق داخل هذه الدول التي تسمي نفسها عربية.. حتى دويلة جزر القمر, تسمى اليوم عربية... ولها كرسي في مجلس جامعة الدول العربية.. بينما سـوريا التي كانت من أول المؤسسين لهذه المنظمة الكاريكاتورية الهيتروكليتية, أقصيت بواسطة القطريين والسعوديين وبالطبع موظفهم الأول وسكرتير هذه (الجامعة) السيد نبيل العربي.. ويا لتضارب وغرابة الأسماء ــ أحيانا ــ مع حامليها!!!...
لهذا السبب سأحاول الكتابة باللغة العربية الفصحى, نظرا لأنها اللغة الرسمية ــ مبدأيا ــ لمجموعة الدول العربية. إذ أنها تعتبرها الرابط الرئيسي الذي يجمع دول هذه المؤسسة. بالرغم من أن كثيرا من شعوب دول هذه الجامعة, تتكلم لغات لا يربطها بهذه اللغة وأصولها وقواعدها الصعبة, أي شيء سوى ديانتها الإسلامية.. ولا شيء آخــر. وهنا ألفت النظر أن أشهر من حافظ على تراث وأصول هذه اللغة التي علا تراثها بفضلهم هم سوريون أو لبنانيون .. هذه اللغة الفصحى التي يعشقها آلاف وآلاف من المستشرقين الأجانب, ومن الطلاب الغربيين الذين تجذبهم أحداث المشرق وسياسات أو لا سياسات العرب, والذين يميلون إلى تعلم اللغة العربية والتخصص بها, لمتابعة ودراسة سياسات وديانات ومذاهب وعقائد وطرق عيش هذه البلدان التي تغلي وتتحرك سلبا أو إيجابا.. نحو الحضارة والحداثة.. أو تــكــفــر الحضارة والحداثة.. وتجلب اهتماماتهم والبحث عن الحقيقة.. أو للانخراط بالشركات الرأسمالية التي تأمل مزيدا ومزيدا من العقود التجارية التي تباع للعرب أو للدول البترولية الغنية التي لم تملك أبدا منذ ولادتها أية معرفة أو أية تقنية. ولكنها تملك الأموال الطائلة وتستعملها لشراء شركات أو مؤسسات لا تفهم إطلاقا غير ما تنتج من ثــراء إضافي.. أو بناء جوامع إسلامية ضخمة في عديد من البلدان الأوروبية.. حيث اشترت شــوارع وناطحات سحاب بأكملها.. ولم تبن جامعة أو مدرسة أو مستشفى.
ولكن هذه الدول العربية, وغالبا النفطية ــ الغازية (من الغاز وليس الغزو) تمول وتسلح وتشتري فتاوى لبيع الديمقراطية معلبة جاهزة, لدول عربية أخرى, تسميها علمانية أو كافرة. لأنها تمارس التعددية المشتركة في العيش.. بحكم تاريخ مشترك.. كمصر وسوريا والعراق ولبنان مثلا.. بلاد كانت لا تمارس الأحادية المذهبية.. وكل مواطن يمكنه العيش بتفاهم مع الآخر, ولو اختلفت مذاهبهم.. مع كميات محدودة من الحريات البسيطة, يمكن ممارستها. بشرط تقديس سياسة الحاكم واعتباره مرسلا وحيدا واحدا.. وبهذه البساطة المعيشية وعدم التدخل بالسياسة, ولا المطالبة بتطوير النظام أو انفتاح على مزيد من الحريات.. كان بالإمكان للمواطن البسيط العادي.. تأمين خبز عياله وخبزه اليومي بأمان وسلام.. ليس أكثر.
وفي يوم من سنة 1948.. قرر العالم.. أو مؤسسة الأمم المتحدة, قررت خلق دولة إسرائيل على أرض فلسطين. وعلى طريقة خلق الولايات المتحدة الأمريكية, كما تأسست بهولوكوست كامل لسكان أمريكا الأصليين الهنود الحمر.. رسمت (قراءة الكلمة بالفعل المجهول) فكرة قتل أكبر عدد من الفلسطينيين أطفالا ونساء ورجالا وشيوخا.. حتى لا أقول الصهيونية العالمية التي قررت هذا.. واتهم بهذا البلد بالعنصرية.. بالإضافة إلى تهجير ما تبقى منهم.. وما زالت هذه العملية الإجرامية الآثمة اللاإنسانية مستمرة حتى يومنا هذا... وكانت دولة إسرائيل والتي من مخططاتها الظاهرة والخفية التوسع والامتداد على كل الدول والشعوب المجاورة لها.. لخلق دولة إســرائـيـل الكبرى Grand Israël.. من هذا اليوم بدأت مآسينا.. وبدأنا نقتل بعضنا ونبيع حياتنا وكرامتنا وأرضنا, باشتراك خيانات زعمائنا الذين اختاروهم لنا.. وما زالوا يعيثون فسادا وحكما وخيانة من المحيط إلى الخليج.. وكل أزماتنا السياسية والمعيشية والاجتماعية, كانت تصنع وتفبرك لخدمة هذا المخطط الجهنمي.. لهذه الخريطة.. والتي سماها بــوش الأبن.. خريطة الطريق.. يعني أنهم حتى سموها خارطة الطريق.. لــنــا.. لحياتنا.. لآمالنا ومآسينا وأحزاننا.. وموتنا.. وقتلنا وتهجيرنا.. خارطة الطريق لخنق أنفاسنا لمنعنا من التحرك والتفكير.. حتى لا نسأل ونفكر يوما أو يفكر أولادنا لماذا.. صيغت أفكارنا ودياناتنا حتى نغرق في الغباء أو في الصلاة.. وانتظار ليلة القدر.. بدلا أن نسمو للرقي والابداع والذكاء ونطور أجيالنا لاستعادة حقوقنا وحضارتنا وقوتنا.. بدلا من الخنوع والاكتفاء بتقتيل بعضنا البعض.. والاختلاف على من يستحق الخلافة.. بوقت لم تعد فيه أية خلافة سوى لدى بعض الأغبياء المتحجرين من عبيد عرباننا ومخلفاتهم.. ومثال أكثر من مائة خلافة اليوم على الأرض السورية.. أمراؤها يقتلون بعضهم.. الواحد تلو الآخر.. ماركات غباء.. صنعتها هذه الدولة العبرية الصهيونية.. واحدة تلو الأخرى في مخابرها الجاسوسية التي تقهقه وتضحك وتسخر من خرافاتنا التي تحولت إلى مــآس إنسانية أبدية.. ومن مصيرنا الذي لا يشبه سوى الخرافات التي لم تعد تكتب حتى بقصص أطفال بلاد الأسكيمو.
انظروا سيداتي, سادتي, إلى العرب العربان كلهم في العالم.. وهل تبقى لهم أي وزن أو أي احترام.. إن اجتمعوا.. يجتمعون للتآمر على بعضهم البعض, او يتبارون بفن الشتيمة, بلغاتهم ولهجاتهم وقراءاتهم التي لا يفهموها هم بالذات ولا يفهمها السامع الآخر... أو لشراء أندية وفرق كرة في بلاد الكفار, يفتخرون بها.. كأنهم غزوا البلد.. بالإضافة أنهم يتصرفون بلا حكمة ولا أدب ولا احترام لعادات البلد وتقاليده وانظمته.. كأنهم فعلا غزاة البلد... لأنهم يدفقون دولاراتهم البترولية.. بلا عناء.. بكل غباء.. دون اكتساب أي ذوق أو علم أو أدب أو إبداع أو تقنية أو حضارة...
دشدشاتهم وعقالاتهم ونساؤهم المنقبات بشكل معتم أسود كامل.. أصبحت ماركات مسجلة في فنادق لندن وباريس ومدريد وبقية العواصم الأوروبية... وفي ماربيللا الإسبانية... ومنهم من يتحدث عن عودة العرب والإسلام لغزو اسبانيا وأوروبا... مما ولــد عودة الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة إلى الساحة.. ومطالبتها بشكل شــرس معاد ثائر, حماية البلد من هذا الغزو الإسلامي.. ومن مظاهره المثيرة.. حيث يكمن أن نرى آلافا من المصلين قرب جامع إسلامي كبير, يقطعون السير حتى يقوموا بالصلاة في الشارع, وخاصة أيام الجمعة من الأسبوع.. رغم أن بناء جوامع ضخمة كبيرة باهظة التكاليف, ممولة من المملكة الوهابية أو من أمارة قطر.. مستمر في غالب المدن الرئيسية الكبرى في أوروبا... ولم نسمع يوما أنهم مولوا بناء مستشفى أو جامعة أو مدرسة...
لهذا السبب هناك همهمات واعتراضات متواصلة, بدأت تظهر حتى في الصحف المحلية المعتدلة والبعيدة عادة عن الإثارة العنصرية...ولكن أجواء اعتراضية مكهربة وتكتلات عرقية بدأت تطفو على السطح, نظرا لاقتراب الانتخابات البلدية في فرنسا, والتي تبقى من أهم الانتخابات هنا.
أجواء مكهربة عنصرية عرقية واضحة, بدأت تظهر لدى السكان الأوروبيين الأصليين, وأكثر وأكثر بالمقابل تكتلات دينية وحتى تكفيرية ووهابية واضحة, في اللباس والمأكل والمظهر والتصرفات والتجمعات والاجتماعيات, تكتلات متقوقعة جامدة, لدى غالب الجاليات العربية أو الإسلامية, رغم امتلاك غالب أفراد هذه الجاليات على جنسية البلد أو بطاقات إقامة دائمة... وتستفيد بشكل كامل من جميع المساعدات والخدمات الاجتماعية والتسهيلات الحياتية والحريات العامة وأمانها, كأي مواطن أوروبي.
أما عن السوريين هنا.. أبناء البلد الذي ولدت فيه... إنهم آراء مختلفة ملونة, مثل السوريين وحسناتهم وسيئاتهم في البلد.. كما وصف أحد كبار الأساتذة اللبنانيين الذي يدرس بجامعة أمريكية... عندما يشرح لطلابه عن المشرقيين... يقول : أنهم ينتقلون ويسافرون ويهاجرون كقالب باطوني مع عاداتهم وتقاليدهم.. ويعيشون دوما ــ رغم نجاحاتهم الاقتصادية والتقنية والعلمية ــ داخل هذا القالب الباطوني... ولا أضيف فاصلة واحدة على هذا التفصيل الاجتماعي..
************
على الهامش
حسب العديد من وكالات الأنباء أن محاربي داعش وجهوا إنذارا البارحة إلى جميع المواطنين السوريين المسيحيين في مدينة الرقة السورية التي يسيطرون عليها, بالتجمع أمام مبنى المحافظة رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا وإعلان إسلامهم, وأما يتحملون العقوبات المختلفة التي تنصها الشريعة الإسلامية على الـــكـــفـــار!!!...
ألا يستحق هذا الخبر الوقوف والتفكير والتحليل بعمق وقليل من الحكمة إلى أين.. ألى أين يذهب هذا البلد الذي تعود حضارته وتجانسه وثقافته وتاريخه إلى آلاف السنين.. قبل داعش والنصرة والقاعدة... وحتى قبل الأديان والآلهة؟؟؟!!!................
بـــالانـــتـــظـــار....
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقة بيضاء
- أمريكا تفجر جنيف2
- كلمة.. إلى وفد الائتلاف المفاوض...
- لعب أطفال في مونترو
- كلمة بسيطة عن هذا المؤتمر
- الإرهاب يتحدى جنيف2 من بيروت...
- جهاديون من فرنسا... والإرهاب العالمي
- بانتظار اجتماع الفرقاء
- مسيو هولاند يهتم بنا!!!...
- رد على السيدة مرح البقاعي
- تكهنات.. معقولة... أو كلمات غاضبة...
- البابا الحالي فرانسوا... وتساؤلات بسيطة أخرى...
- طبول الفتنة...
- تحية... أما بعد... نداء أخر...
- كلمة أخيرة ل 2013
- آخر الاشتراكيين يشحد في مملكة العتمة
- رسالة صادقة إلى الدكتور سامي الذيب
- في جنيف... أو في جزيرة الواق الواق...
- الشام.. مارك توين..الميلاد...
- رسالة قصيرة إلى السيدة ليندا كبرييل


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - سيداتي.. سادتي...