أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - لا كرامة لوطن تهان فيه الأمهات














المزيد.....

لا كرامة لوطن تهان فيه الأمهات


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 10:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يستحق الشعب المصرى الكرامة والعدالة والحرية بعد كل هذه الثورات والتضحيات بأغلى ما يملك من الروح والدم.

أشاد الجميع بمشاركة النساء والأمهات فى ثورة يناير ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٣، وفى الاستفتاء على الدستور الجديد (١٤ و ١٥ يناير ٢٠١٤). كانت طوابير النساء أطول من طوابير الرجال، لكن ما إن تستقر الأمور حتى تعود المرأة إلى مكانها الأدنى فى قاع النظام فى الأسرة والدولة.

تفضل المرأة المصرية إراقة دمها على فقدان سمعتها، وما أسهل أن تفقد المرأة سمعتها، إن خرجت من بيتها للمشاركة فى المظاهرات أو الانتخابات دون موافقة رجل البيت، الذى يملك تطليقها وتشويه سمعتها، فالمرأة مدانة وإن لم تخطئ، وإذا اعتدى عليها رجل واغتصبها فهى وحدها تحمل العار.

بالأمس تم العثور على جثة طفل عمره شهور، أمه فى الرابعة عشرة، اعترفت بالجريمة، لفشلها فى قيده بسجل المواليد، اغتصبها أبوه ولم يعترف بابنه، تم عقاب الضحية وتبرئة الجانى لأنه يملك وحده الشرف حسب العرف والشرع والقانون المسيطر فى الدولة حتى اليوم.
فى الشوارع ثلاثة ملايين طفل يدفعون ثمن جرائم آبائهم فهل ينصفهم القانون الجديد بعد الثورة؟

الأحزاب القديمة والجديدة من الرجال والنساء، لا تنشغل بهذه المآسى اليومية لملايين الأطفال والأمهات، فالفصل التعسفى الموروث بين السياسة والمجتمع، أو بين العمل السياسى والعمل الاجتماعى- يجعل محترفى السياسة منشغلين كل الوقت بكراسى الحكم ومكاسبه، ومن أجل الحصول على الأصوات فى سوق الانتخابات يتاجرون بقضايا الفقر والمرأة وأطفال الشوارع.
يتغنى الكل بالأم الغالية وتضحياتها العظيمة، فإن تعبت أو مرضت يهرب منها الكل! ويستمر الحال حتى اليوم.
فى عيادتى الطبية النفسية تتجمع أنواع مختلفة من الأمهات، قالت لى إحداهن ما يلى:

كنت متفوقة بكلية الآداب، ونجحت فى عملى كصحفية، لكنى تزوجت من زميل لى ضحيت بعملى من أجل نجاحه هو فى عمله، وتفرغت لخدمته وتربية أطفالنا الثلاثة، تخرج ابنى البكر ونجح وتزوج، وتخرجت الابنتان ونجحتا وتزوجتا، وتعرف زوجى (بعد أن أصبح صحفياً ناجحاً) على ابنة رئيس التحرير، تزوجها من أجل تدعيم نفسه أدبياً ومالياً، فرض رئيسه عليه أن يطلقنى قبل الزواج بابنته، وصلتنى ورقة الطلاق بالبريد، وانتهت حياتى الزوجية بعد ثمانية وعشرين عاماً دفعت فيها شبابى وروحى وعرقى ودمى، وجدت نفسى فى نهاية عمرى أعيش وحدى، واضطررت للعمل مربية أطفال فى البيوت لأعول نفسى، ولا أطلب شيئاً من قريب أو بعيد، عندى كرامة يا دكتورة ولا أحتمل المعاملة غير الطيبة من الابن أو الابنة، كنت أعذر قسوة الابنتين بسبب سيطرة الزوج بحكم القانون وعدائه للحماة بحكم الثقافة والتقاليد، لكنى لا أعذر قسوة ابنى، والمفروض ألا يخضع لزوجته التى تكرهنى دون سبب لمجرد أننى حماتها.

هذا مثال واحد لملايين الأمهات اللائى قدمن حياتهن للأسرة والوطن، ولم تقدم لهن الأسرة والوطن إلا الذل الهوان.
نحن فى حاجة إلى ثورة ثقافية وقانونية تقتلع جذور القهر والذل للنساء؛ فلا كرامة لوطن تهان فيه الأمهات.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة الأساتذة علماء السياسة
- الدم المراق وكبش الفداء
- الإعلامى الثورى وعبقرية الكذب
- عبقرية البنات. والطب. والثقافة
- إحياء التراث والروحانيات ونبذ الماديات
- تحرير العقل والعودة للبدهيات
- لماذا لا أحب الأعياد؟
- الحياة المكشوفة فى مواجهة التجسس
- الجبل وشابات لبنان
- هل تتغير المهن مع تغير النظام؟
- المنطق الغائب والصدق
- التناقضات الصارخة فى الدستور
- هل هو فيروس مجهول ؟
- الثورة تبدأ فى العقل
- الأسرة الدينية فى الدولة المدنية
- قوارير ذكورية والجوهرة المصونة
- واحدة من النساء تكفي
- أيضحكون على دقون النساء؟
- القمة والحضيض.. عودة الوعى وغيابه!
- فقط لأنها ليست ولداً؟


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - لا كرامة لوطن تهان فيه الأمهات