أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد السلايلي - الأحزاب و النقابات و الإنفجارات الاجتماعية














المزيد.....

الأحزاب و النقابات و الإنفجارات الاجتماعية


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 07:42
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لحد الان، لم تعلن اي من الاحزاب او النقابات او الجمعيات ذات الصلة، عن موقفها من الاضرابات المتتالية للتلاميذ منذ أكثر من أسبوع. وخاصة تلك الاحزاب و النقابات التي دعمت بشكل او اخر شباب حركة 20 فبراير، قبل أن تبدأ شيئا فشيئا في مراجعة موقفها حتى لا تبقى على هامش اللعبة السياسية القائمة الذي يحرمها من العديد من الامتيازات.

كما حدث مع حركة 20 فبراير، لا أحد كان ينتظر أن ينفجر التلاميذ و يكتسحون الشوارع بمختلف المدن و البلدات للمطالبة بوضع حد لازمة التعليم الممنهجة. لقد تفاجأت الاحزاب و النقابات بقوة الحركة التلاميذية و سرعة امتداداتها و دقة مطالبها و جرأة شعارتها. و مرة أخرى، ستقف هذه الاحزاب عاجزة عن استيعاب هذه اللحظة، أو على الاقل مترددة في التفاعل معها سلبا او ايجابا، كما حدث مع 20 فبراير.

ان انفجار المدرسة العمومية، و اكتساح التلاميذ و التلميذات الشوارع و الميادين، كان متوقعا له أن يحدث، حتى قبل أن يتم وضع برنامج مسار التي تحاول وسائل الاعلام وضع هذه الاحداث في اطاره. فإن المدرسة المغربية، علاوة على ازمتها الهيكلية بسبب سياسة التضبيع، تنفجر من جديد في وجه هذه السياسة الممنهجة، التي يكتوي بنارها التلاميذ و أوليائهم.

تزامنت اضرابات التلاميذ مع توالي التقارير الدولية التي تصنف نظام التعليم المغربي ضمن الأسوء في العالم. و اضافة لسمعته الشنيعة، تفسخ هذا النظام و اصبح ينتج العنف و الانحراف و الجهل و التضبيع.

و مع ذلك كله، تعجز هذه الاحزاب و النقابات، على فهم طبيعة حركات المجتمع الاحتجاجية، و من ضمنها التلاميذ. فاقدة لاي دور طلائعي يسند هذه الحركات و يقوي شوكتها و يرفع من معنوياتها و يجدر مطالبها.

و فيما يوهم الاعلام أن سقف مطالب التلاميذ هو اسقاط برنامج مسار، لازالت الاحزاب و النقابات لم تحسم أمرها بعد : هل ستمضي في موقفها الداعم للحركات الاحتجاجية الشعبية الكبرى كما حدث ابان 20 فبراير، أم انها ستتراجع للوراء و تركز على الجانب المؤسساتي من نضالها فقط؟

هناك معطيين بالغي الاهمية يترافقان مع انفجار الوضع الحالي: الاول اعلان المركزيات النقابية عن اضراب وطني و الثاني، الاعلان عن انشاء كونفدرالية أحزاب اليسار الدمقراطي. و هما اعلانين قد يصحبا تاريخيين فعلا ان عادت الاحزاب و النقابات للنضال الجماهيري.

و بالنسبة للمركزيات، التي لو كانت قامت بالتنسيق فيما بينها ابان حراك 20 فبراير و اعلنت خوض الاضراب العام موحدة، لتغيرت الان العديد من المعطيات. لكن لا احد انذاك كان يحلم بعودة الكفاح النقابي الى صلب المجتمع فبالاحرى الوحدة النقابية التي يتحدث عنها البعض الان؟.
استغلت ذات النقابات نزول المطالب الوطنية الشاملة لاصلاح النظام السياسي ، بإنزالها المطالب الفئوية و تشتيت نضالات النقابيين و الطبقة العاملة، من جهة، و وضعها حاجز الفئوية لمنع التقاء مطالب حراك 20 فبراير بمطالب الشغيلة المغربية من جهة ثانية.

و أكثر من ذلك، قامت مركزيتان كبيرتان، الاولى بالتصويت على الدستور و الثانية بالمشاركة في الانتخابات التشريعية، في ظرف كان فيه الحراك الشعبي في ذروته بالرغم من القمع الشرس الذي لجات له الدولة، و عرى شعاراتها الزائفة امام الراي العام الوطني و الدولي.

اليوم بعد تمرين ضمن مسرحية "زعزعة عرش بنكيران" تستعد المركزيات للاعلان عن الاضراب العام؟ كيف و متى و من كان وراء أن تضع خلافاتها فيما بينها جانبا، هل هو بنكيران بعد أن لوح باصلاح منظومة صناديق التقاعد، و خوفا من فقدان أهم الينابيع التي ترتوي منها النخبة النقابية و المعروفة دوليا باسم" مافيا النقابة"؟

هناك فرصة امام مناضلي المركزيات لتصحيح هذه الوضعية الشادة و تحرير العمل النقابي من قيود البيروقراطية و الانتهازية التي اصبحت مكلفة اجتماعيا. حتى لا يسجل لتاريخ الحركية النقابية بالمغرب، أنها أخطأت موعد 2011، برهانها على تحقيق مكاسب فئوية ضيقة و تحسين شروط مفوضاتها مع الحكومة. في الوقت الذي لعب فيه الاتحاد العام التونسي دورا رئيسيا في الثورة التونسية، و هو المركزية النقابية التي كان الحزب الوطني الحاكم يضعها في جيبه؟

متى تتحمل الاحزاب و النقابات المناضلة مسؤوليتها في تاطير الانفجارات الشعبية ؟ لقد حان الوقت لكي تحسم مع الازواجية التي تجعلها تتردد و تتدبدب في اتخاذ المواقف السديدة من الحراكات الشعبية؟ فالدعم وحده لايكفي، فلجن دعم 20 فبراير بائت بالفشل ان لم نقل أنها تحولت في وقت من الاوقات الى أي شيء أخر الا الدعم...



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وراء الحملة ضد تجريم التطبيع؟
- لا تصبوا الزيت في النار
- محمد الساسي و إمكانية التحالف مع الاسلاميين ؟
- مصرنة الصراع السياسي بالمغرب !
- معركة المعتقلين السياسيين مستمرة بالمغرب
- التحول الذي يخيف المخزن المغربي
- المغرب يعيش فوق طاقته ؟
- حين يفقد المثقف البوصلة أو يغير الاتجاه؟
- الأحزاب و دينامية المجتمع المغربي
- النخب المغربية والحراك الشعبي
- الدولة في مواجهة المجتمع
- لماذا يغلب منطق التمرد على منطق الثورة ؟
- الإسلاميون يحكمون و يعارضون ؟
- من الضحية : الإخوان أم الثوار؟
- بروبغاندا الإستثناء المغربي
- هل أصبح الريسوني منظرا للثورة المضادة؟
- من يستفيد من عيد الأضحى؟
- الإكتساح الكبير هو بداية للأفول
- - البارطاج- في وجه الجشع الرأسمالي
- التابث و المتحول في السياسية المغربية


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد السلايلي - الأحزاب و النقابات و الإنفجارات الاجتماعية