أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن احمد - من الافاق في جنيف 2















المزيد.....

من الافاق في جنيف 2


محسن احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الافاق في جنيف 2
انتهت اليوم الجولة الاولى من مؤتمر جنيف دون نتائج ذات اهمية عملانية على ارض الواقع الفعلي ، وجاءت التصريحات الصحفية لوفد السلطة السورية وقبله لوفد الائتلاف لتعكس درجة التباين الواسع والهوة العميقة بين الطرفين وهو أمر كان يبدو جليا وغير مدهشا قياسا بمسيرة الصراع العنفي وموقع الائتلاف في الصراع قبيل انعقاد المؤتمر.
جنيف 2 مرتبط كليا بمقررات جنيف1(حزيران 2012 )ومؤسس له بإحدى فقرات القرار الدولي 2118 لم يبن فقط على القرار المذكور تحت اشراف الامم المتحدة وإنما اضيف له رعاة جدد تمثلوا بالأمريكان والروس مما يعكس آلية التوازن الدولي الجديد، وقد حاول كل طرف من رعاة المؤتمر فرض صفه على الآخر وظهر الطرف الامريكي بداية هو الاقوى من خلال تدخله الفاعل في التحضيرات اللوجستية وتحديد هوية المشاركين وتمثل ذلك في:
1- محاولة فرض ممثليه من المعارضة السورية في المؤتمر بشكل مركزي ( الائتلاف الوطني) كممثل وحيد عن المعارضة السورية و (زورا) عن الشعب السوري واختزال المعارضة الحقيقية بالائتلاف ولم توجه أي دعوة لأي فصيل معارض آخر، وهذا تقدم لطرف الصف الامريكي يأخذ بالحسبان ، والروس يبدو وقفوا عاجزين من جهة بهذا الشأن متأملين تمرير مشروعهم الخاص في المؤتمر ( قضايا الارهاب)
2- سحب الدعوة التي وجهت من ايران تحت تهديد ووعيد الائتلاف بعدم الحضور بالتالي ولعدم دعوة أي طرف معارض آخر رضخ بان كي مون للضغط الامريكي وضغط الائتلاف الوطني مما مثل أول نجاح معنوي لهذا الصف وقبل حدوث المؤتمر لآن انسحاب الائتلاف يعني عدم عقد المؤتمر.
3- تحديد اسماء المفاوضين من الائتلاف وتبديلهم اذا اقتضت الحاجة، والاشراف المباشر على الردود ومحاولة حصر مفهوم جنيف 1 بالحكومة الانتقالية الكاملة الصلاحيات وعزل أي دور لرئيس الجمهورية الحالي في الحياة السياسية.
أما الطرف الروسي فهو صاحب النفس الاطول في المباحثات فقد اراد من المؤتمر تظهير قضية الارهاب الجهادي عالميا والدول الداعمة لها، والسعي لوضع حد للدول الداعمة له ، واعتمد كليا على وفد السلطة في ذلك بعد أن تشاور مع معارضين وطنيين ولكن الروس لم يبذلوا الجهد اللازم لفرض هؤلاء المعارضين في المؤتمر واكتفوا بالأخذ ببعض أرائهم، هكذا كان المشهد يبدو قبيل انعقاد مؤتمر جنيف2. فالهم الروسي انحصر في محاربة الارهاب (القاعدي) والحصول علىقرار دولي في ذلك.
افتتح مؤتمر جنيف بكلمات نارية وعلى أرضية فضيحة انسانية واسعة جهز لها الصف الامريكي بعناية فائقة وهو موضوع التوثيقات للقتلى في اقبية الامن السوري ولم يبدو أي طرف بأنه مستعد للحوار وهذا انعكاس طبيعي وقد صطدم وزير الخارجية السوري نظيره الامريكي بالرد عليه بشكل مباشر وواضح وقوي ليظهر بأنه كرئيس وفد مفاوض ليس حملا وديعا جاء ليسلم مفاتيح البلاد لهم بل ظهر كند قوي بشكل واضح الامر الذي شكل ارتباك واضح للصف الامريكي وترك اثار سلبية واضحة عليهم.. فالحشد الدولي الذي جهزته امريكا والمساند لها، ظهر كقربة جوفاء ولم يترك الحشد أي فعالية سياسية أو معنوية على وفد الحكومة السورية وعلى مجرى المفاوضات اللاحقة، حيث استطاع وفد الحكومة تثبيت نقطة ايجابية هامة في مفاوضاتة وفي احاديثه الصحفية بأنه يفاوض جزء محدود من المعارضة ، فهو يقر بوجود معارضة وطنية بالداخل ولها تمثيل أوسع من الائتلاف، ومعها سيجري الحوار لايجاد المخرج السياسي من الازمة الراهنة، أي بالمعنى السياسي أن فرص الاتفاق الثنائية وعزل باقي المعارضة الوطنية غير قائمة ,,,
بدأت المفاوضات بين الوفدين عبر الوسيط الدولي وفي اليوم الاول طرحت القضايا الانسانية وتجاوب وفد الحكومة واظهر مرونة في التعامل مع الموضوع مما احبط محاولات إحراجه في هذه القضايا، ليستلم زمام المبادرة فتقدم بورقتين اساسيتين هما رؤية السلطة لسورية المستقبل وأخرى لمحاربة الارهاب وهاتان الورقتان يمثلان أعلى اشكال التفاهم الروسي السوري ودائما الرفض موجود من قبل الائتلاف فهم لديهم هم وحيد هو حصولهم على السلطة بشكل منفرد وتجريم الطرف الاخر بنحو كلي ومطلق وكأنهم ملائكة هبطت من السماء هم وجيهاتهم القتالية من جيش حر ونصرة وداعش وجبهة اسلامية..
انكسر الجليد نسبيا بين طرفي المفاوضات في جنيف ولكن تبين أن القرار 2118لعام 2013 الذي اعتمد في إحدى فقراته على جنيف 1 فكل جهة تحمل مفهومها الخاص له ومن هنا لم يخرج من الجولة الاولى من هو رابح أو خاسر سياسيا بل تجذر الخلاف الواضح في رؤية جنيف 1 ومفهوم كل طرف له...
فالصف الامريكي حشد كمية ضخمة من الاعلام ومن كل انحاء العالم تقريبا والموالي له ومجهز بديماغوجية محضرة سلفا واسئلة تترك انطباعا عن تجريم السلطة السورية وركز في خطاباته الاعلامية على ثلاث نقاط مركزية تمثلت بما يلي:
• تجريم السلطة القمعية السورية واتهامها بارتكاب مذابح يحق المدنيين منذ بدء مايسمونه ( بالثورة) وإلى الان ..
• التأكيد على أن اثناء المؤتمر هناك قصف بالبراميل المتفجرة من الجو في حمص وريفها وحلب وريف دمشق ودرعا والتأكيد على ذلك يوميا مما يعني للعالم أن النظام غير جاد في وقف العنف وان النظام هو من يقتل ويدمرويهدم المدن.
• طرح فكرة العربة والحصان والحصان بالنسبة للصف الامريكي هو الحكومة الانتقالية ( هيئة الحكم الانتقالي ) ولن يقبلوا بعربة تسير أمام الحصان ..ولذلك لم يوافقوا على طرح أي موضوع آخر إلا بعد التفاهم على الحكومة الانتقالية واقرارها وكنا قد نوهنا مرارا بأن السلطة لن تذهب لجنيف لتسليم مفاتيح السلطة لمعارضيها.. ومن هنا رفضت كل المشاريع المقدمة من وفد الحكومة السورية. مما أفشل مشروع مكافحة الارهاب التي كانت تعول عليه روسيا.

ومن هنا تأتي الاهمية الكبرى لخارطة الطريق التي أقرتها قوى ائتلاف التغيير السلمي والمذكرة التنفيذية لها وما كتب رفاقنا من مقالات بهذا الخصوص. إننا في التيار ندعم استمرار مؤتمر جنيف لأن لاأفق آخر للخروج من الازمة الوطنية ، كما نؤكد على دعوتنا لكافة القوى الوطنية المعارضة لعقد مؤتمر حواري في دمشق ودعوتنا موجهة للسلطة السورية لنفس المؤتمر بغية الخروج بجهد وطني مشترك لمواجهة مخططات الصف الامريكي ونتائجه في الجلسات المقبلة لجنيف 2.
إن قوى المعارضة السورية الوطنية هي الان بأشد الحاجة الماسة للتقارب فيما بينها ، بعد الاقرار العلني من السلطة بأنها ستكون طرفا مركزيا وفاعلا في الحوارات القادمة ، ومن هنا نكرر دعوتنا لوحدة تياراتها المتقاربة في الرؤى السياسية الراهنة وفي رؤية الحلول المقترحة من أجل تشكيل قوة فاعلة في السياسة وتعميق علاقتها المباشرة مع جمهور الكتلة الشعبية التي تنبذ العنف والتدخل الخارجي وتطمح للتغيير الديمقراطي السلمي، نحو سورية الجديدة، دولة ديمقراطية علمانية.



#محسن_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوريون وجنيف 2
- جنيف2 وبعض المدلولات
- نحو مؤتمر جنيف - والخروج الآمن من الأزمة 2-2
- نحو مؤتمر جنيف - والخروج الآمن من الأزمة 1-2
- بعض الافاق المحتملة للصراع الراهن
- سورية و العدوان الخارجي


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن احمد - من الافاق في جنيف 2