أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عقيل صالح - ممن يسخر ماركس ؟















المزيد.....

ممن يسخر ماركس ؟


عقيل صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4351 - 2014 / 1 / 31 - 23:26
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كتبنا مقالتنا الأخيرة ( ممن يستشيط ماركس غضباً ؟) رداً على الأفكار الواردة عند السيد قاسم محاجنة, ولكنه لم يقتنع بعد بأنه يشوه الفكر الماركسي أكثر مما يدافع عنه, وأخذ يقول أن لا يمكن لأي أحد أن يمنع أفكار الغير وما شابه ذلك, وأخذ يقول أن دفاعه عن الفقراء هو دفاع عملي, سواء كان هؤلاء تحت أسم البروليتاريا أم الفقراء, فلا يهم. ويبدو أن السيد محاجنة يريد أن يحلم, فلندعه يحلم كيفما يشاء, فلا فائدة من الحوار معه. ولكن, من خلال قراءتي للسيد محاجنة, لاحظت في إحدى مقالاته يشكر السيد ماجد الشمري على نقده (الساخر – على حسب وصفه) للدوغمائيين إلخ. وفي الحقيقة, أنا لم أقرأ للسيد ماجد الشمري, إلا أن قرأت مقالته (الساخرة – على حسب وصف زملائه) الموجهه لي بشكل أساسي.

في مقالة السيد ماجد الشمري ( غضب أم سخرية ماركس ؟, الحوار المتمدن, العدد 4349) يحاول أن يدافع عن افكار السيد محاجنة, ويبدو أن محاجنة مسح عرق جبينه شاكراً لتدخل السيد الشمري. وطبعاً السيد شمري لم يذكر أسمي ولو لمرة واحدة, وهكذا فأنه لا يحترم قرائه الذين يريدون معرفة فحوى الموضوع واشكاله. ويبدو لي أن السيد الشمري لم يمتلك موضوعاً ليكتب عنه, ولكن في مثل الوقت لا يريد أن يدخل في سجال لا يخرج منه, فلهذا لم يذكر اسمي في مقالته ليتجنب النقاش, هذا هو فهمي, على الاقل, لعدم اقتباس جمل من مقالتي ونقدها, ولعدم ذكر اسمي ونقدي شخصياً, ويبدو أن السيد محاجنة كان اكثر شجاعة من الساخر الشمري من حيث قام بإقتباس الجمل التي اراد ان ينتقدها.

عندما يقرأ, أي أحد, مقالة السيد الشمري, لن يصيبه إلا ألم الراس, لأنه سيقرأ كتلة كاملة من الجمل غير متناسقة وغير مرتبة وفحواها بائس ويائس ولا معنى له, والمقالة ستعجب, من يتفق, بشكل أعمى, مع السيد (الساخر طبعاً) الشمري.

أولاً يعترف, السيد الشمري, بأن مقالته عاطفية بشكل تام (يبدو أن الحوار المتمدن أصبح مرتعاً لتنفيس الغضب), ويبدو أن هذه الجملة بحد ذاتها تنوه القارئ بأن الكاتب لن يكتب بالشكل العلمي, وأنا أعلم أن الكاتب لم يتعمد في عدم الكتابة بشكل العلمي أو النقدي, لأنه لا يعرف كيف يكتب بهذا الشكل أساساً, فلهذا يسلك الطريق السهل, وهو طريق العاطفة في التحليل والكتابة, ويتجلى هذا في تصنيف مقالته في خانة (الكتابات الساخرة) فضلاً عن (ابحاث اشتراكية ويسارية وشيوعية).

يقول السيد الشمري, إزاء من يطلب المصطلحات العلمية لتصنيف الطبقات (يا ترى من هو ؟ ) :
((وذاك من يكفر ويخطيء استخدام المفردات والمصطلحات(غير العلمية)في تحديد الطبقات والفئات الاجتماعية،فكما يزعم فان:الاغنياء والفقراء هي مفاهيم لاتعكس الفهم الماركسي المزعوم للتصنيف الطبقي لقوى الانتاج الاجتماعي!مع انه امرا بديهيا وشائعا ان تكون البرجوازية غنية،والبروليتاريا فقيرة،فتلك تملك رأسمالا وتشتري قوة العمل،وهذه لاتملك سوى قوة عملها لتبيعها في سوق العمل الرأسمالي.كل هذا معروف وملموس ومفهوم لدى ابسط الشيوعيين.ولكن ليس كل منتج هو بروليتاريا وليس كل بروليتاريا هو منتجا!فهل الفلاح المنتج بأمتياز هو بروليتاريا؟!وهل ان سائق الشاحنة الذي يعمل في مجال الخدمات هو غير بروليتاريا؟!.وعليه فالتصنيف الحاد للطبقات لايعكس الواقع الطبقي الاجتماعي الملموس في مجتمعاتنا بتلك القولبة الصارمة والزعومة!))


لنمسك هذه الجملة بحد ذاتها (التي تعتبر أنموذجاً لمصدر رئيسي للصداع), ونحدد كيف يجب تصنيف الطبقات بمصطلحاتها العلمية. أولاً, يطلب السيد الشمري, رفع هذا ((التزمت)) في اختيار المصطلحات لتعريف الطبقات, لأن من المعروف أن الفقراء هم البروليتاريا والأغنياء هم البورجوازية, ولكي يحرر نفسه من أي إتهام, قال أن أيضاً الطبقة الوسطى تعتبر من البروليتاريا.

ويقول بكل سهولة, أن هذا معروف لدى ((ابسط الشيوعيين)), على أساس أنه من الماركسيين الكبار. وبهذا يتجلى لدى الشمري, بأن عمال المصانع وسائقو الشحانات كلاهما فقراء وبذلك كلاهما من الطبقة البروليتارية, بينما مدراء المكاتب (على سبيل المثال) وأصحاب المصانع كلاهما أغنياء وبذلك كلاهما من البورجوازية. هذه الفكرة ستصلح, إذا اسس الشمري ايديولوجية أسمها : الشمرية, غرضها اطلاق العنان للعاطفة, وتنفيس الغضب, واللعب بالماركسية. ولكن هذه الفكرة مرفوضة في الماركسية, وهكذا يتحدث كارل ماركس في الجزء الثاني من كتابه رأس المال:
(( ولكن هناك عدة فروع صناعية مستقلة لا تنتج, في العملية الانتاجية, انتاجاً مادياً جديداً, أيّ ليس سلعة. ومن ضمنها فقط صناعة الاتصالات, سواء كانت تشتغل في مواصلات حقيقية, للمنتوجات والركاب, أو مجرد نقل الرسائل, أو البرقيات, إلخ, التي تشكل اهمية اقتصادية)).

ويقول –ماركس - في (العمل المنتج والعمل الغير منتج) :
(( كل عامل منتج هو عامل مأجور, ولكن هذا لا يعني أن كل عامل مأجور هو عامل منتج. وفي كل الأحوال, عندما يشترى العمل ليتم استهلاكه كقيمة استعمالية, كخدمة, وليس من أجل إستبدال قيمة الرأسمال المتحرك كعامل حي (Living Factor) ودمجه بالإنتاج الرأسمالي, يكون هذا العمل ليس عملاً منتجاً, وايضاً العامل المأجور ليس عاملاً منتجاً)).

فإذن سائق الشاحنة, بالرغم من أنه فقير, وربما لا يملك أي شيء, إلا أنه ليس بروليتارياً كما يدعي السيد الماركسي الكبير الشمري, لأنه يعمل في فرع صناعي يشكل أهمية اقتصادية فقط, ويكون عمله غير منتج لأي سلعة, بل عمله هو عبارة عن خدمة حركة رأس المال. فلا يمكن, أن أطلق على فقير من الطبقة الوسطى مصطلح بروليتاري, ليس لأن لا يحلو لي ذلك, وليس لأننا حنبليون, بل لأننا نحترم المصطلح العلمي ومكانه العلمي.

يقيس الماركسي الكبير الساخر الطبقات وفقاً لحجم ثروتها, فيمكن أن يطلق علي, كطالب, رأسمالي, لماذا ؟, لأن رآني, على سبيل المثال, أمتلك آلفي ديناراً, وربما, يطلق علي صفة بروليتاري, لأنني لا أمتلك ديناراً. ويمكنه في هذا المقام, أن يطلق على جميع كتبة الحوار المتمدن بالرأسماليين, لأن أغلبهم ليسوا عمالاً, ولأن أغلبهم ميسوري الأحوال, ويمتلكون عدة هواتف, ويمتلكون حاسوباً.

ولكن القياس الطبقي, يتم من ناحية موقع الانسان الانتاجي في المجتمع, وليس على حسب ثروته, فيمكن لأي شخص أن يقترض مالاً وفيراً من البنك, فهل يصبح رأسمالياً بهذه العملية ؟ ولكن موقع الانسان الطبقي هو موقعه الانتاجي وعلاقته بالأدوات الانتاجية ونمط واسلوب انتاجه.

ومن خلال نمط فكر السيد الماركسي الكبير, سنتمكن من أن نقول أن ايضاً الجندي يعتبر من البروليتاريا !.

ويوضح ماركس هذه المسألة ( في مثل المصدر المذكور) :
(( الجندي هو عامل مأجور, مرتزق, ولكن هذا لا يجعله عاملا منتجا
(...)
العامل ايضاً يشتري الخدمة من خلال ماله, التي تعتبر شكل من أشكال الانفاق, ولكن لا يمكن أن يكون سبب الانفاق هو لتحويل المال إلى رأسمال.
ولا أحد يشتري خدمة صحية او قانونية كوسيلة لتحويل المال –انفق بهذه الطريقة- إلى رأسمال.))

فإذن, حتى العامل, يمكنه أن يشتري خدمة شخص قد يكون بحاجة شديدة لمال البروليتاري الذي يريد هذه الخدمة. فهل البروليتاري رأسمالي في هذه الحالة ؟ وهل صاحب الخدمة بروليتاري في هذه الحالة ؟.

لذلك, استخدام كلمة فقراء, تشير إلى أن الطبقة الوسطى والبروليتاريا كلاهما ينتميان إلى مثل الطبقة, وفقاً لحجم الثروة التي بحوزتهما, وهذا المصطلح, بشكل عام لا يشمل الانتقاء العلمي للتصنيف الطبقي. وهكذا, يصبح, السيد الماركسي, في الحقيقة, سيداً اصلاحياً, يدافع عن الفقراء, ولكن لا يعلم فقراء اي طبقة, لأنه فقط عاطفي ويريد ان يثبت ذاته بأي طريقة من الطرق.

الذاتوية لا مكان لها في العمل الماركسي, الذاتوية, هي بحد ذاتها ما تجعل السيد الشمري, الذي يعتقد نفسه ماركسي كبير ساخر, أضحوكة !, وكذلك تجعله, يشوه الفكر الذي يدافع عنه بكل قوة.

ويواصل السيد الشمري :
((ماركس الخيالي القابع في الاذهان والاوهام!هو في الحقيقة ذلك الانساني جدا،والديمقراطي والعلمي اولا،والاقتصادي الفذ،والسياسي الثوري الراديكالي العمالي ثانيا.هذا هو ماركس لاذلك المقولب ايديولوجيا،والمتزمت نظريا وفكريا،والذي تم تصنيعه على يد ستالين،وجعل منه "بروكست"البروليتاريا!وسريرا ايديولوجيا للثورة!يجب قراءة ماركس بعيدا وبالضد من تلك التجارب الرديئة والممسوخة والفاشلة من قبل التلاميذ المتحجرين والعاقين،وايضا اولئك التوفيقيون المنفلتون!تلك التجارب التي رسمت صورة كالحة وكريهة لحلم ماركس الاشتراكي الجميل،والذي انزلق من اعذب الاحلام النبيلة الى كابوس الهمجية الاكثر قسوة.يجب ان تحضى افكار ماركس الفلسفية والاقتصادية،وآراءه السياسية ونضاله العمالي،بقدر كبير من العمق في القراءة.))


أعتذر من القراء لهذه الاقتباسات –للشمري- المؤلمة للأعين, ولكن, كما قلت للسيد محاجنة, في سبيل التحليل الماركسي, لا بد أن نتحمل أي كارثة, ولا شك, أن السيد الشمري أحد الكوارث المميتة.


وفي الحقيقة, لا ارى اي نقد ساخر هنا, كما يدعي الشمري, بل فقط أرى كاتباً, يتحدث كالحبلى التي تشتكي ألم بطنها, فهو فقط, يحذف على القراء, عاطفة وراء عاطفة, ويشتكي للقراء عن الدوغمائيين الذين لا يقرؤون الماركسية بالشكل الصحيح.


من يقرأ هذه الفقرة, لن يخفى عليه, أن السيد الشمري يحاول أن يكون استاذاً ماركسياً (لا تضحكوا! دعوه يحلم !), وبهذا ينصح الناس بالقراءة الماركسية الرصينة, وهذه النصيحة, بشكلها المجرد, بالضرورة تعني أن الشمري يعتبر نفسه ماركسياً حقيقياً نصوحاً للماركسيين الاقل منه درجة بأن يتبنوا الماركسية بشكلها الصحيح.


في الحقيقة, الماركسيون الانسانيون, على غرار سيدنا الشمري, ليسوا بماركسيين وليسوا بماركسيين كبار وليسوا حتى أنصاف ماركسيين. هؤلاء, يحبذون الكلمات اللامعة التي تتحدث عن العدالة البشرية, ويفضلون أن يتركوا ماركس الحقيقي, ويتبنوا ماركس الشكلي بشكله المجرد, الذي يسيء فهمه الكثيرون.


إذا كان الرفيق فؤاد النمري قد قال (مقتبساً من جونسون) عن الوطنية بأنها : " الملاذ الأخير للأوغاد" فأنا سأقول عن الماركسية الإنسانية (التي تتحدث عن العدالة الاجتماعية والمساواة ونصرة الفقراء) بأنها : " الملاذ الأخير للحمقى". وهذا كان ملجأ سيدنا الشمري بلا شك.


يقول أنجلز في (ضد دهورنغ) ساخراً من هؤلاء :

(( المطلب البروليتاري للمساواة هو مطلب إزالة الطبقات. وأي مطلب يتجاوز هذا, لا بد ومن الضروري أن يكون سخيفاً. ))


ويفضحهم ماركس في (خطاب للجنة المركزية للعصبة الشيوعية) قائلاً:

(( ديموقراطيو الطبقة البورجوازية الوضيعة, بعيداً عن مطلب تحويل المجتمع بالشكل الكلي في مصلحة البروليتاريين الثوريين, يسعون فقط لتغير الأوضاع الاجتماعية لجعل المجتمع الآني أكثر راحة وأكثر تحملاً على قدر المستطاع (...) لتحقيق هذا يستدعي عمل حكومة ديموقراطية, سواء كانت دستورية أو جمهورية, التي ستجعل إياهم وحلفائهم الفلاحين الأغلبية, ويحتاجون ايضاً إلى نظام ديموقراطي للحكومة المحلية ليحصلوا على تحكم مباشر للملكيات المحلية وعلى عدد من المكاتب السياسية التي في الوقت الحالي في أيدي البيروقراطيين. (...) يريد ديموقراطيو الطبقة البورجوازية الوضيعة أجوراً وأمناً افضل للعمال, آملين بتحقيق هذا من خلال تمديد التوظيف في الدولة ومن خلال مقاييس رفاهية , وبإختصار, يحاولون رشوة العمال بطريقة تمويهية لإظهارها كصدقة ومن أجل كسر قوتهم الثورية بتعديل أوضاعهم الحالية بشكل مؤقت.))

السيد الشمري, يريد العدالة الاجتماعية, التي تعني المساواة ما بين الطبقات, أيّ, تعايشها السلمي, سواء كان يدري بذلك أو لا يدري, وبوعي أو دونه, العدالة الاجتماعية تتجاوز المساواة البروليتارية التي تسعى إلى محو الطبقات, بل العدالة الاجتماعية تعزز الوفاقية بين الطبقات الاجتماعية. أليس السيد الشمري هو فارس الفقراء ونصيرهم ؟ وأليس الفقراء ليسوا فقط بروليتاريين بل عمال غير منتجين ؟ فهو بالضرورة يدعو إلى المساواة ما بين الطبقات الاجتماعية التي لا تدعو بأي شكل من الأشكال إلى محو الطبقات.


فإذن, السيد الشمري, من منظور أنجلز, يطرح اطروحات سخيفة !.


ويواصل السيد الشمري قائلاً :

((ان مادفع ماركس لكراهية الدولة والمال هي كراهية عاطفية قبل ان تكون فكرية في البدء،فالدولة والمال هما الآفتان اللتان تقفان عائقان امام تحرر الانسانية،فتجربته الحياتية المرة ومعركته مع الاستبداد البروسي المطلق،ووضعه كمنفي ومنبوذ ومهمش من المجتمع الرسمي.ففكرة القوة الاجتماعية المكلفة بمهمتها التحريرية،هي في تصوره تسبق المفهوم السسيولوجي للطبقة العاملة كما رسمها في كتاب رأس المال،ولكنها لم تخلو من تلك المسحة"الاخلاقية"لمفهوم البروليتاريا.ماقرأه في وجوه العمال الباريسيين المحرومة والبائسة هو مادفعه لتبني قضية البروليتاريا وليس شيئا اخر!.))


هل هناك كلمة في هذه الفقرة ما تعارض أفكار الفاشيين حول ماركس ؟ الذين أنتقدوا فكره على اساس انه فكر عاطفي ؟. وفي الحقيقة هذه الفقرة تبين مدى انخراط عقل السيد الماركسي في خيالات أدبية وشعرية سخيفة وغير علمية. لا توجد كلمة في هذه الفقرة تتسم بالعلم أو التنسيق النقدي. فهو قد كتب كل ما تعلمه, وجل ما يعرفه, سواء كان يعرف معنى الذي يكتبه أو لا. الماركسي الناعم لا يعترف بالديالكتيك هنا, ولقد ستر الله بأن لم يقل السيد الماركسي الناعم أن ماركس اكتشف الديالكتيك بدوافع عواطفه ايضاً ! ويبدو ان الناعم الشمري مملؤ بالعاطفة قبل الكتابة, ولكن العاطفة لا تحل مكان التحليلات الماركسية, ويجب, إذ كان الساخر الناعم ممتلئاً بالعواطف, فيجب عليه أن يحضر ندوات شعرية أفضل من أن يكتب في الماركسية !.


وحتى لو كان ماركس كان له عاطفة تجاه النظام الذي كان يتعايش فيه, فأننا غير معنيين بهذه العاطفة, بل نحن معنييون بالدراسات العلمية والمنهجية التي قدمها ماركس حول تحليل الرأسمالية والتاريخ والمجتمع والطبيعة ككل.


وينهي الشمري مقالته البائسة قائلاً :

((لقد تحولت مأساة ماركس على يد الامعات والمعتوهين الى اسوء من ملهاة!الى(فارس)تهريجي يردد نصوصا ميتة داخل غرف مكيفة!!هؤلاء الحمقى اذا احسنا الظن!والمأجورون اذا خبثت نيتنا!!شاؤوا ذلك ام ابوا وعوا ذلك ام لم يعوه!!.ماركس لايغضب ممن يناضل من اجل الكادحين والفقراء،كل الكادحين والفقراء،بل يغضب ويتهكم ساخرا في نفس الوقت من ديدان البرجوازية القذرة والحقيرة التي تتمسح بأذياله!!!!))


أتمنى أنه لم يكسر لوحة المفاتيح لحاسوبه الشخصي عندما قام بكتابة هذه الفقرة. وفي الحقيقة, هذه الفقرة بائسة بحد ذاتها, وتعبر عن بؤس الكاتب وجهله بالماركسية, ولهذا يلجأ إلى العاطفة. وهل يا ترى يعيش الشمري في غرفة صغيرة لا توجد بها مكيف ؟ وهل يا ترى الشمري يعيش على خط الفقر ؟! الشمري ينسى نفسه, ولا بد أن نذكره بنفسه, لأنه بدأ ان يظن أنه بطل بروليتاري, بينما هو ليس بطلاً وليس بروليتارياً, وبدأ يظن نفسه منظراً ماركسياً, بينما هو ليس منظراً وليس ماركسياً.

ويبدو أن الشمري أعتقد نفسه بأنه مناضل ولا منافس له بالنضال, بينما هو ذاك الناعم الجالس في غرفته يتحدث عن امور لا يفهم عنها, الذي يتحدث باللغة الشعرية (طبعاً العاطفية – لا ننسى ذلك) حول العدالة الاجتماعية والمساوة.

وفي النهاية, لم أجد ما في هذه المقالة البائسة, أي كلام يدل على السخرية, وأنا عادة اضحك عندما اقرأ من يسخر مني, ولكن لم أضحك كلياً وبتاتاً هذه المرة, ولكن ضحكي كان فيه شيئاً من الحزن على حال الماركسي الساخر الناعم الشمري, الذي تسيطر عليه أوهام ذاتوية.

نتمنى من السيد الشمري الغير ساخر والغير ماركسي أن يحاول أن يكون ماركسياً ويقرأ فيما لا يفهم, فضلاً عن ملاحقة مناقشات لا يفهمها, وأكبر منه فكرياً, ويضع نفسه في مواقف محرجة لا يمكن الخروج منها. هذه, بكل صدق, نصيحة رفيق.



#عقيل_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممن يستشيط ماركس غضباً ؟
- هل يمكن للماركسية أن تتآكل ؟
- نقد التأويل الشريعتي للفكر الماركسي
- إضافات ستالين للماركسية
- هل يجب البحث عن تنظيم بديل ؟
- تناقضات العمل الجسدي والذهني.
- ما بعد ثورة اكتوبر؟
- حول الرأسمال المعولم
- رأسمالية متأخرة أم ما بعد الرأسمالية ؟
- النقد والنقد الذاتي
- المجتمع,والاقتصاد, والدولة في عصر الخدمات
- غواية المصطلحات
- انهيار سايكس بيكو
- حول الماركسية في القرن الواحد و العشرين
- جوقة مبتذلي الماركسية
- من الرأسمالية إلى الإستهلاكية
- حول النظام العالمي الجديد
- من العمل الشيوعي إلى العمل السياسي
- حول ستالين
- حول مسألة العمل الشيوعي


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عقيل صالح - ممن يسخر ماركس ؟