أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كريمة الحفناوى - من الحزن والألم إلى الفرحة والأمل














المزيد.....

من الحزن والألم إلى الفرحة والأمل


كريمة الحفناوى

الحوار المتمدن-العدد: 4351 - 2014 / 1 / 31 - 19:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



إنه الشعب المصرى العظيم، يخرج كالمارد الجبار من وسط الهدم والركام متصديا بعزيمته وصلابته لكل التحديات.
إنه الشعب المصرى العظيم، صانع الفرح من قلب الاحزان، صانع الأمل من وسط أنين الألم، بانى الديار من وسط الدمار والخراب، متحديا الإرهاب والموت بالغناء بعلو الصوت. إنه الشعب الذى سيروى عنه التاريخ كيف علم العالم فى بدايات القرن الواحد والعشرين دروسا فى الديمقراطية وإرادة الشعوب. دروسا فى التخلص من التبعية والمؤامرة الاستعمارية الأمريكية الصهيونية الإخوانية، القطرية التركية، مع بعض الدول الأوروبية.
هل رأيتم شعبا يخرج ويتزاحم بعد لحظات من الانفجار الذى استهدف مديرية أمن القاهرة صباح يوم 24 يناير؟! هل سمعتم السيدة التى خرجت مسرعة من بيتها وقالت: "أول ما سمعنا الانفجار جيت جرى، ماهو لازم نتطمن على ولادنا، ولازم نبقى معاهم. آه مش هم اللى بيحمونا؟"
هل رأيتم شعبا يخرج بالملايين يوم 25 يناير 2014 متحديا القتل والتهديد والوعيد، مخرجا لسانه لكل من يريد تركيعه أو تخويفه أو ترويعه؟! ملايين من الأسر وكأننا فى يوم عيد، الأطفال الصغار يسيرون على الأرض وعلى وجوههم الابتسامة، وفى أياديهم البالونات على شكل علم مصر، وآخرون محمولون على أعناق آبائهم ويرددون: تحيا مصر.
إنه الإبداع المصرى منذ فجر التاريخ، صدقونى، لو اجتمع علماء الأرض فى علم النفس والاجتماع ما استطاعوا تفسير تصرفات وإبداعات الشعب المصرى. من هنا كان لابد وأن ينزل الرئيس المؤقت، المستشار عدلى منصور، على إرادة الشعب المصرى، الذى خرج فى الاستفتاء على الدستور، وفى 25 يناير ليطالب بانتخابات رئاسية قبل البرلمانية.
ومع ازدياد تخوفات الشباب المشروعة من القمع أو الدولة البوليسية طالب رئيس الجمهورية المؤقت النائب العام بسرعة التحقيق مع المقبوض عليهم من الشباب وسرعة الإفراج عمن لم تثبت عليه تهمة، واضعا فى الاعتبار مستقبل هؤلاء الشباب. ومع ازدياد التخوفات بطء العدالة، كانت مطالبة الرئيس بالعدالة الناجزة وعمل دوائر متفرغة لسرعة إصدار الأحكام.
يقول البعض، ويشيع أفراد القوى المضادة للثورة أن التبكير بالانتخابات الرئاسية جاءت لمصلحة شخص بعينة هو المشير السيسى، وأن هذا غير دستورى. وأقول لهم أولا: أن المادة 230 فى باب الأحكام الانتقالية لدستور 2014 تتيح لرئيس الجمهورية تحديد أيهما يسبق، الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية. ثانيا: أنه لخطورة الأوضاع الأمنية، ومن أجل تقصير المرحلة الانتقالية والإسراع بالمسار الديمقراطى طالبت القوى الوطنية التى تمثل كل فئات الشعب المصرى رئيس الجمهورية عندما التقوا به، بالانتخابات الرئاسية أولا، لم يكن ذلك لشخص بعينه، لأننا أمام نظام ديمقراطى يتم فيه انتخاب الرئيس من بين عدة مرشحين.
ويتخوف البعض الآخر ويشيع أن ترشح المشير عبد الفتاح السيسى، مع كل هذا الحب الشعبى الجارف، سوف يعيدنا إلى عهد الزعيم الفرد ليصنع منه ديكتاتورا، أو يمكنه من تأسيس نظام عسكرى جديد من كبار أجهزة الدولة. وأقول لهم: هذا معناه أن هذا الرئيس القادم لا يعى أنه جاء بعد دستور تقلصت فيه سلطات الرئيس، وأصبحت سلطات مشتركة مع البرلمان ورئيس والوزراء، بل ويسمح الدستور بمحاسبة الرئيس والوزراء وسحب الثقة وتقديم أى منهم للمحاكمة عند اقترافه جريمة فى حق الشعب والوطن. وأن هذا الرئيس القادم جاء بعد ثورة عظيمة نادت بالحرية والعدالة الاجتماعية وإنهاء التبعية واستقلال الإرادة الوطنية، وأن ملايين الشعب ازداد وعيها ولن تفرط فى حق من حقوقها ولن تعطى شيكا على بياض للرئيس القادم، بل ولن تمهله كثيرا أذا لم يحقق مطالب الشعب والثورة.
والبعض الآخر، وخاصة من الشباب، يتعالى على الشعب المصرى وينعته بصفات سلبية ناسيا أن الشعب بعد قيامه بالثورة أزداد وعيه وازدادت مشاركته عبر اشكال تنظيمية عديدة لتحقيق أحلامه وأمانية. وأسأل هؤلاء: هل كان من الممكن للطليعة الشعبية والأحزاب والمثقفين، وفى القلب منهم الشباب، تحقيق هذه الثورة العظيمة دون مشاركة الشعب المصرى؟!
وأقولها بصدق: من وجهة نظرى أمامنا خيارين، إما أن نحترم إرادة هذا الشعب ونثق به ونقف معه ونلعب دورنا فى رفع وعيه وتنظيمه وتعبئته لتحقيق أهداف ثورته، وإما أن ننعزل عنه ونتصور أننا بمعزل عن الجماهير سنملك الرؤية الصحيحة أو نحقق أهدافنا الاستراتيجية.
إن الوقوف مع الشعب يمكننا من العمل معا للوصول إلى تحقيق خطوات أكبر ورفع سقف مطالبنا أكثر بدلا من الإحباط واليأس والانعزال. هذه وجهة نظرى التى تحتمل بالطبع الخطأ والصواب. عاش نضال الشعب المصرى.
دكتورة كريمة الحفناوى
الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى.



#كريمة_الحفناوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب وتخوفات مشروعة
- 25 يناير 2011-2014 ثلاث سنوات والثورة مستمرة
- من شعب مصر إلى الرئيس القادم
- كيف ولماذا تصدرت النساء المشهد
- الدستور والحق فى الصحة والتعليم
- فلنستعد جميعا لتحسين أحوال الشعب والقضاء على الإرهاب 2-2
- من مسيرة ست البنات 2011 إلى دستور 2013
- ثورة الشعب ثورة وطن


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كريمة الحفناوى - من الحزن والألم إلى الفرحة والأمل