أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - الاسلام السياسي و -الربيع العربي-















المزيد.....

الاسلام السياسي و -الربيع العربي-


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 4351 - 2014 / 1 / 31 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاسلام السياسي و" الربيع العربي "
حظيت حركات الاسلام السياسي لعقود طويلة برعاية خاصة من قبل الأنظمة الحاكمة في العالم العربي ، فهي للأنظمة الحاكمة الخيار الوحيد وصمام الأمان الذي يحول دون انطلاق وتطور الأفكار العلمانية واليسارية التي تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية ، تلك الأفكار التي رأت فيها الأنظمة العربية خطراً عليها وبما يهدد بقاءها ، فاحتضنت حركات الاسلام السياسي بمختلف الوانها ، تلك الحركات التي وجدت في تلك الرعاية تارة وفي الجهل والفقر والتكفير تارات أخرى مرتعاً لها للتفشي في المجتمعات العربية ، مستغلة في ذلك البعد الديني وطبيعة الشعب العربي حيثما وجد وتعلقه برسالة الاسلام فكراً ومنطلقاً ، فكانت النتيجة الحتمية لكل ذلك سيطرة تلك الحركات على الشارع السياسي العربي سواء كان ذلك سراً أم في العلن وتقزمت بالمقابل الحركات اليسارية والعلمانية بشكل كادت معه أن تختفي لما ألصق بها من تهم وعلى رأسها اتهامها بالكفر والإلحاد ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أخذ نجم حركات الاسلام السياسي بالبروز بقوة كنتيجة للدور التي قامت به تلك الحركات في مقاتلة الاتحاد السوفييتي وخروجه من أفغانستان كما ساهم الدعم الذي قدمته ايران لحركات الاسلام السياسي في ذلك البروز علاوة على دخول بعض هذه الحركات في الكفاح ضد الكيان الإسرائيلي في لبنان وفلسطين وتحقيقها بعض الانجازات العسكرية التي تفاخرت بها تلك الحركات .
وعقب انطلاق حافلة " الربيع العربي " وانطلاق ثوراته ، تهيأت الأرضية لقبول قوى الإسلام السياسي كحركات سياسية تمتلك مشروعا قابل للتنفيذ لانتشال بلدان " الربيع العربي " من معضلاتها المستعصية التي ساهم في نشوئها فشل الأنظمة العربية في أداء واجباتها الوطنية ، ومن هنا دخلت قوى الإسلام السياسي الساحة من أوسع أبوابها راكبة على ظهور حركات التغيير والاصلاح غير المنظمة مستفيدة من قوة وقدرة تلك الحركات في تغيير الأنظمة ومن متانة تنظيماتها كقوى كانت تعمل في السر لعقود طويلة التي مكنت تلك الحركات من الظهور الشرعي على الساحة والوصول إلى السلطة كما حدث في مصر وتونس بعد أن كانت على قائمة الحظر العلني في تلك البلدان وبعد أن فشلت خلال العقود الثلاثة الماضية من الحصول على الشرعية اللازمة لممارسة الحياة السياسية في العلن على الرغم من مشاركتها بنشاط في المجالس التشريعية ومجالس الشعب في تلك البلدان.
والآن وبعد مضي ما يناهز الثلاث سنوات من عمر ما سمي بثورات "الربيع العربي" فإننا نجد أن الإسلام السياسي قد اصبح مشكوفاً للجميع وأضحى في وضع لا يحسد عليه بل واصبح يواجه فشلاً ذريعا في المستقبل القريب وذلك على غرار الأنظمة التي انتقدها وساهم في الإطاحة بها بشكل أو بآخر.
ففي العراق ، حدث ولا حرج وبعد الاحتلالين الأمريكي والايراني للعراق وظهور قائمة من الأحزاب التي اعتبرت الدين والطائفية وسيلتها للوصول للسلطة .. بل وتسلم تلك الأحزاب للحكم في العراق ، فقد أثبتت تلك الأحزاب فشلها الكارثي في إدارة شئون البلاد حتى الان بل وساهمت بشكل مباشر في زيادة حالة الانقسام والتشرذم والفوضى وتفشي النزاعات الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية ، وذلك على الرغم من مضي أكثر من عشر سنوات على تسلم تلك الأحزاب للحكم والسلطة واعتمادها المحسوبية والمحاصصة والفئوية الضيقة في تسلم المواقع حيث أصبح العراق الآن في المرتبة الحادية عشر في إحصائيات 2013 من بين العشرين دولة الأكثر فشلا في العالم كما واحتل المرتبة 155 في قائمة الدول الأكثر أمنا وسلاما ؟؟؟ ، حيث وضع في ذيل القائمة سابقا الصومال بثلاث نقاط.
وفي تونس اضطرت حركة النهضة بالرضوخ للمطالب الشعبية وللقوى اليسارية والعلمانية ، إذ أجبرتها تلك القوى على التنحي عن قيادة الحكومة كما فشلت النهضة في فرض مشروعها الأيدلوجي ، بعد أن جوبهت برفض شعبي واسع النطاق الأمر الذي أدى في النهاية إلى إقرار دستور مدني يحظر توظيف الدين في السياسة ، ويساوي في الحقوق بين النساء والرجال ولا يلزم أن يكون الدين الإسلامي مصدر رئيسي للتشريع ، كما ويستبعد الكثيرون فوز حركة النهضة في الانتخابات التشريعية القادمة وتشكيلها للحكومة ، بعد إخفاقاتها المتتالية في إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الماضية.
وفي مصر وعلى إثر حركة شعبية واسعة النطاق قام الجيش المصري بعزل وإقصاء حكم حركة الاخوان المسلمين عن الحكم بعد سنة واحد من تسلمها للسلطة اثبتت فيها فشلاً ذريعاً ، في ادارة البلاد بل وفي خلق أزمات سياسية متلاحقة مع وأخفاقها في حل مشاكل الشعب المصري الاقتصادية والأمنية، علاوة على تسببها في تدهور علاقات مصر الخارجية، وكنتيجة للعزل والإقصاء كانت ردة فعل حركة الإخوان ومن يدور في فلكها عنيفة، حيث اندلعت التظاهرات غير السلمية وأعمال العنف والعمليات الإرهابية ، وردت السلطات المصرية التي يقودها العسكر بحظر حركة الإخوان واعتبارها حركة إرهابية كما تم اعتقال الآلاف من أعضائها وأنصارها.
وفي السودان فإن صفة عدم الاستقرار والاقتتال في اقاليمه المختلفة أضحت ظاهرة مستمرة في ذلك البلد الذي كان يعتبر الأكبر مساحة وكان يعتقد في يوم ما انه سيكون سلة للغذاء العربي إلا أن فشل الإسلاميين في الحكم وفي إدارة البلاد أدى إلى تقسيم البلد وانفصال جنوب السودان عنه وأصبح دولة مستقلة مع بقاء أقاليم أخرى في البلاد معرضة لنفس المصير.
أما في سوريا ، وبعد أن ركبت الحركات الاسلامية التحرك الشعبي المنادي بالاصلاح هناك مستغلة أخطاء وغباء النظام السوري في التعامل مع تلك الحركات، بل ومحاولة قمعها ، حيث قامت الحركات الاسلامية بتحويل الانتقاضة الشعبية المطالبة بالاصلاح إلى مواجهة عسكرية مع النظام ، معتمدين في ذلك على دعم إقليمي ودولي لإسقاط النظام السوري وإضعاف المعسكر الايراني في المنطقة ، بل وتجاوز الأمر ذلك لك وصولاً إلى الدعوة للجهاد والوقوف مع تلك الحركات بمساندة اقليمية واضحة اهتزت كثيرا بسقوط حركة الاخوان المسلمين في مصر ، مما تسبب في حرب أهلية استزفت الكثير من الموارد وأدت إلى تدمير البنى الأساسية في الكثير من المدن والقرى السورية وتسبب في تشريد الملايين من ابناء الشعب السوري وذلك بعد ان استقدمت تلك الحركات المنظمات الاسلامية التي تتخذ من الارهاب والقتل وسفك الدماء وسيلة لها للوصول للسلطة على قاعدة تكفير الآخر ، مما يعني استحالة تسلم تلك الحركات المتأسلمة للسلطة أو إلى تقبل الشعب السوري لها ، وبدون أن تحظى بأدنى حد من القبول الدولي حتى من داعميها مستقبلاً بالنظر لما تشكله من خطورة واضحة على الاستقرار والأمن الاجتماعي في الإقليم بشكل خاص وفي العالم بشكل عام .
أما في لبنان فيواجه حزب الله خطرا محدقا به كتنظيم سياسي وعسكري يفوق الدولة اللبنانية وكافة الأحزاب السياسية والقوى الطائفية قدرة وإمكانية ، ويشكل جناحه العسكري جيشا أكثر قوة وتسليحا من جيوش بعض الدول العربية، فحزب الله يعيش كابوس فقدان احد أهم داعميه ومموليه ألا وهو النظام السوري، وفي حال تحقق ذلك فان حزب الله سيواجه خطرا محدقا يتمثل بقيام حكومة معادية له سوف تحاصره من مختلف الجهات، وتعزله عن إيران وتضعف تركيبته الداخلية وتستقوي عليه الأعداء .
في البحرين فشلت الحركة الإسلامية الشيعية حتى الآن في استقطاب التعاطف الإقليمي والدولي معها متخوفين من كون أطروحة الملكية الدستورية التي تتبناها تلك الحركة ما هي الا ستار يراد به إبقاء العائلة المالكة مجرد اسم دون سلطة حتى تتمكن من القفز وتحويل البحرين إلى دولة دينية تديرها الأغلبية الشيعية بحيث تصبح جزءاً من المحور الإيراني في المنطقة .
أما في اليمن فان المحاولات مستمرة لإقامة دولة مدنية اتحادية التي وان تكلل لها النجاح فإن ذلك سيضعف قوى الإسلام السياسي المتمثلة بالحوثيين والسلفيين شيئا فشيئا بما يمهد لحياة سياسية خالية من الشوائب والنزعات المذهبية والطائفية، وسيادة فكر ديني معتدل ومتوازن في المجتمع اليمني ، حيث تم إقرار برنامج الوفاق الوطني بعد مخاض تفاوضي عسير فلن تكون عملية إخراجه الى حيز الوجود بأسهل من الجولات التفاوضية التي رافقته في ظل تدخل بعض القوى الاقليمية كل قوة للجهة المؤيدة لها مع بقاء اسئلة كثيرة حول مستقبل الوحدة اليمنية وإن كانت كل الدلالات والمؤشرات تبين بشكل واضح مدى تراجع المد الديني والطائفي هناك .
أما في فلسطين وبعد أن فشل حماس في إدارة الحكومة الفلسطينية إما لظروف داخلية أو إقليمية مع فشلها في الممارسة السياسية السلمية والديمقراطية الأمر الذي أدى إلى ما يشبه الإنقسام الإداري والسياسي بين قطاع غزة والضفة الغربية وتفرد حماس في حكم القطاع من دون أدنى اعتراف إقليمي أودولي بشرعية حكمها، حيث اصبحت الآن في مواجهة عزلة سياسية وحصار اقتصادي خانق بعد خروجها من المحور الإيراني من خلال وقوفها مع صف المعارضة السورية وإنهاء تحالفها مع النظام هناك في الوقت الذي تم فيه تجميد المساعدات الإيرانية ، كما واجهت حماس ضربة موجعة بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر، واتخاذ السلطات المصرية الجديدة مواقف عدائية ضدها.
وبعد ، ومن خلال فشل حركات الاسلام السياسي في قيادة حافلة " الربيع العربي " وفشلها الذريع في عملية الاصلاح السياسي في المنطقة في كافة الدول التي عانت من تلك الحركات ، فإن كافة الدلائل تشير إلى فشل مشروع وحركات الإسلام السياسي بل وإلى نهايتها المحتومة ، ولو أن ذلك سيأخذ المزيد من الوقت مع استحالة نجاح تلك الحركات في تسلم السلطة في اي من الدول وظهور مدى تسلطها وتمسكها بالحكم الشمولي الدموي طريقاً ومنهجاً في الحكم مما سيعني بالضرورة أن المواطن العربي يسعى إلى فصل الدين عن الدولة ورفضه للأحزاب الدينية وسيادة الفكر المدني .. مع أن الوقت ما زال مبكراً للوصول إلى الأحزاب التي تعتمد البرامج الحقيقية للتنمية والتطوير وتحقيق العدالة الاحتماعية وتأسيس الدول التي تعتمد مبدأ المساواة بين ابناء شعبها وتكافئ الفرص بينهم بغض النظر عن الدين أو الطائفة .



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور الدساتير
- عباس ... والغطاء
- مفاوضات ... حتى الممات
- دولة فلسطين الديمقراطية
- يهودية دولة
- حكايات .... ابو مازن العباسي
- أسرانا يهربون الخلود
- الطائفية والدين والقومية
- بين مرسي والسيسي ... سي
- قادتنا الملهمون ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - الاسلام السياسي و -الربيع العربي-