أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لحسن ايت الفقيه - التنمية المحلية وحقوق الأطفال والشباب بإقليم زاگورة















المزيد.....


التنمية المحلية وحقوق الأطفال والشباب بإقليم زاگورة


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 4351 - 2014 / 1 / 31 - 12:27
المحور: حقوق الانسان
    


نظمت الجماعة الترابية أيت ولال بإقليم زاگورة محفلا بمناسبة زيارة ممثلة اليونسيف إلى الإقليم يوم الثلاثاء 21 من شهر يناير من عام 2014، تخللت برنامجه توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين المجلس الجماعي واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات بالجنوب الشرقي المغربي.
انتظم برنامج المحفل، الذي دُعي للمشاركة فيه جماعتبن ترابيتين، بلدية أكدز، والجماعة الترابية مزموطة، إلى جانب اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات، ودُي المستشارون الجماعيون، وكل من يعنيه الأمر. انتظم البرنامج في استقبال المشاركين ابتداء من العاشرة صباحا، ولما أشير إلى العاشرة والنصف، كان الافتتاح بكلمة السيد رئيس المجلس الجماعي للجماعة الترابية أيت ولال، ثم كلمة السيد عامل إقليم زاگورة [تازاگورت بالأمازيغية]، وكلمة السيدة ممثلة منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، وكلمة السيد رئيس المجلس الجماعي للأطفال والشباب. وعلى الساعة الحادية عشرة صباحا والنصف شَرع في إلقاء عرض حول التخطيط الإستراتيجي وتفعيل «مبادرة الجماعة صديقة للأطفال والشباب»، وعرضت الاتفاقية من لدن إطار إداري لدى اللجنة المذكورة، وحصل توقيعها وكان الانسحاب من قاعة الاجتماعات بالجماعة الترابية أيت ولال للقيام بزيارات ميدانية لمدرسة تيغرمت ومركز التعليم الأولي بتغرمت والمركب الرياضي أجمو، وكل هذه المواقع العمرانية كائنة بالجماعة الترابية أيت ولال [عشيرة من عشائر قبيلة أيت عطا بالجنوب الشرقي المغربي].
ود السيد رئيس الجماعة الترابية أيت ولال أن يفتتح المحفل باللغة الفرنسية مهنئا السيدة ممثلة اليونسيف بالمغرب، على مهامها الجديدة. وباسم كل الماهنين المحليين في مجال التنمية، أي: المستفيدين من برنامج التعاون بين الحكومة المغربية ومنظمة الأمم المتحدة ورعاية الطفولة (اليونسيف) منذ إحداث إقليم زاگورة [تازگورت] في بحر سنة 1997 ود السيد الرئيس أن يشكر السيدة بحرارة فائقة على دعمها البرنامج في محاوره المركزة على التنمية المجالية المندمجة، وفق البرامج التالية: البرنامج القروي المغطي الفترة الزمانية بين سنة 1997 و 2006، وبرنامج دعم الأطفال ما بين 2002 و2006، وبرنامج ضد حساسية الأطفال في الوسط القروي ما بين 2007 و 2011، وبرنامج التنمية المحلية وحقوق الشباب والأطفال ما بين 2012 و2016. ويروم البرنامج ضد حساسية الأطفال تثمين المكتسبات والتجارب في إطار البرامج السابقة، ما بين 2002 و2006. وعاد إلى البرامج على الصعيد الوطني مذكرا بالشراكة الموقعة بين اليونسيف ووزارة الداخلية في الحكومة المغربية، حول دعم الجماعات الترابية في مجال التخطيط والتدبير والتنمية، على مستوى المجال، وخاصة في إطار - مثل- البرنامج الذي يعنينا في الحال، وهي ذات علاقة بالتعاون على المستوى المحلي في إطار إعمال حقوق الطفل والشباب، والتي انطلقت منذ سنة 2009. وود الالتفات بنظرة إيجابية للصيغة الجديدة للتعاون المجسد في البرنامج الأخير ما بين 2012 و2016 .
وانتهز الفرصة، واستغل المناسبة، للاعتراف بجميل اليونسيف الذي يكمن في دعم تجربة ذات صلة بإعمال حقوق الطفل، وود لو كانت كل الجماعات الترابية صديقة الأطفال والشباب، وإن ما يتمناه يجب أن ينجز تدريجيا وعبر مراحل بدءا من بلدية أكدز وجماعة تامزموت المجاورتين للجماعة الترابية أيت ولال. وقطع على نفسه بأنه سيعمل جاهدا صحبة السلطة الإقليمية بإقليم زاكورة لدعم المشاريع المرتبطة بالشراكة مع اليونسيف.
الكلمة الثانية تناولت باللغة العربية، بعد الترحيب بالسيدة ممثلة اليونسيف والحاضرين، وبالإشارة إلى أن جماعة أيت ولال حقل لمجموعة من التجارب المتوجة بالنجاح بفضل مجهود الجميع، وانخراط كل الفاعلين، وهي تجارب نموذجية على الصعيد الوطني. ويتجلى تفوق هذه التجربة في التخطيط الإستراتيجي، وإعداد مخططات تنمية الجماعات، وأضاف، إن تجربة أيت ولال ليست يتيمة اليوم مادامت ترافقها ثلاث جماعات أخرى، فكانت أربع جماعات صديقة للأطفال والشباب. وخال تجربة جماعة أيت ولال التزاما. ويعني الالتزام، في نظره، بذل المجهود للوفاء به. وعاد ليحسب التجربة ثانية نموذجية على الصعيد الوطني، وهي تجربة متوافرة نماذجها في الدول المتقدمة. وذكر أن لتجربة الجماعة الصديقة للأطفال أركانا، لا يزال طموح جماعات أيت ولال قويا لإعمالها وتحقيقها. وإنه منذ بدء التجربة ثبت تغير السلوك تجاه الأطفال والشباب. ولقد اقتنع المسؤولون بالجماعة الترابية أيت ولال بضرورة استحضار الطفل والحرص على مشاركته في التفكير والتخطيط والتتبع، والانخراط في جميع برامج التنمية بالجماعة. وعلل الموقف بالعلاقة بين ما يهم الطفل والشباب بشأن المجتمع كله. ذلك أن الأطفال رجال الغد، ومعنى ذلك أن تنشئة الأطفال وفق طرق صحيحة، في مجالات التعليم الأولي والابتدائي، ضمن أهداف البرنامج. وأضاف «لئن واكبنا التنمية في مجالات أخرى فإننا نبني بالتأكيد الدولة». وباختصار فقد «لمسنا في التجربة عدة مؤشرات طالها التغيير في الجماعة. ولا تفتأ الجماعة تقيس تقدمها نحو الأمام بالمؤشرات، ولا غرو فقد عُرضت في اللوح وثائق ذات ارتباط بشأن الجماعة نموها. فالمجلس مقتنع ويتبنى مخططا إستراتيجيا وتشاركيا يشكل مرجعا للبحث والتمويل». وذكر أن الكثير من المجالس الجماعية لم تفهم معنى المخطط، ذلك أنهم [استعمل المذكر، لأن المجالس تفعل فعل العاقل] يرون إتمام إنجاز المخطط إعلانا بإنتهاء المهمة، فالمخطط وثيقة عمل المجلس الجماعي، تحسم في الغالب الكثير من الخلافات، والشنآن وتضع لها حدا قاطعا. «فالمخطط خريطة الطريق لعملنا».
وعقب ذلك فتح المجال للسيدة ممثلة اليونسيف: «صباح الخير، إنه لفرصة حسنة للقاء بكم، والحضور معكم، الفرصة المقرونة بالسعادة. لقد قضيت شهرين متتابعين في المغرب بعد تعييني، وأن مدة انتدابي في المغرب لهذه المهمة تضاهي خمس سنوات، ويملأ قلبي الأمل بأن ألتقي معكم مجددا. إن مبادرة التعاون في مجال الأطفال والشباب، لندعمها في مجموعة من دول العالم» بما فيها دولة إيطاليا التي تنتمي إليها السيدة فريجينا. لذلك «وجب في كل دولة ملاءمة هذا الإطار، الجماعة الصديقة للأطفال للواقع المؤسساتي لأي دولة وقوانينها. لكن لهذه المبادرة هدف عام، إعمال حقوق الطفل والشباب وتحقيقها رغم اختلاف الوسائل. وكلكم يعلم الكثير عن حقوق الإنسان وضمنها حقوق الأطفال، الحق في التعليم، الحق في اللعب، والحق في المشاركة، وكما تعلمون فالحقوق متداخلة».
وأعطيت الكلمة للسيد ممثل الداخلية ليشكر السيد رئيس جماعة أيت ولال، والسيد عامل إقليم زاگورة [تازاگورت]، وود التذكير ببعض النقط، أولها أهمية المخطط كما سلفت الإشارة إليه من لدن السيدين العامل والرئيس. ولا غرو، فأهمية التخطيط الإستراتيجي تتجلى في إعداد المخطط. ذلك أن الإشراك عملية أساسية من أجل انخراط الجميع في مسلسل التنمية داخل الجماعة، وإن ذلك الانخراط يمكّن الجماعة والسكان من مواصلة العمل في التنمية، من حيث إعدادُ المخطط ومنهجه، مادام الإعداد يستحضر التشخيص الترابي الذي يمكّن من معرفة المشاكل الحقيقية التي يعرفها السكان. وللعلم فقد أُنجز تشخيص في جماعة أيت ولال، استخلصت منه مؤشرات مكنت من تسطير الأولويات في مجال التنمية، وتفرض التتبع من أجل معرفة مدى تحقيق أهداف المخطط، في مدى زماني معين، معلوم في ممارسة التخطيط، يضاهي واحدة من الفترات المعتمدة في المخططات، ثلاث سنوات، أو خمسة.. وبدا أن جماعة أيت ولال رائدة في هذا المجال. ومند بداية سنوات 2000، والجماعة تشتغل بهذه المنهجية [هذا المنهج]، والتي خالها المتدخل مرجعا بالنسبة للإدارة المركزية [لوزارة الداخلية في الغالب]، وبالنسبة للفاعلين [الماهنين] جميعهم في مجال التنمية والتخطيط. ولا تنمية بدون تخطيط. ومرد وجوب التخطيط في نظره إلى قلة الموارد، وكثرة الحاجات. فلا مناص، لتعذر إنجاز كل شيء دفعة واحدة، من العمل بالأولويات، وممارسة الفعل التنموي بالدفعات. ولقد نجحت التجربة لتوافر بعض المميزات بالمنطقة، من ذلك التضامن الذي يسود في المجتمع القبلي، والتلاحم من أجل قضية ما تخص القبيلة، والتعامل الجدي مع الوعود. وإنها لثقافة راسخة في المنطقة، وجب العمل بها، لأنها تبطن القيم الواجب استحضارها في الفعل التنموي. وبالرجوع إلى مبادئ برنامج الجماعة صديقة الأطفال نلفى خصلة أخرى حسنة، مهمة لنجاح التجربة، تكمن في التفاعل الإيجابي بين السكان والمجلس الجماعي، والاحترام السائد بين جميع الفئات الاجتماعية: الرجل يحترم المرأة والعكس صحيح، وتربط بين الأباء والأبناء علاقة احترام راقية. وكلها خصل ومسلكيات مساعدة على نجاح التجربة. ولقد حان وقت الاجتماع لدراسة مشروع الجماعة الترابية أيت ولال بتنسيق مع السيد عامل إقليم زاگورة [تازاگورت]، دراسة تستغرق إمكانية دعم المشروع، وإمكانية تعميم تجربة الجماعة صديقة الطفل، لبث هذه المفاهيم والقيم، بالمنطقة. وأعطيت الكلمة عقب ذلك للسيدة رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات، لتشكر، في البدء، باسم اللجنة المذكورة السيدة ريجينيا ممثلة اليونسيف بالمغرب، ورئيس الجماعة الترابية أيت ولال، الذي بادر مطالبا اللجنة بتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون مع المجلس الجماعي للجماعة الترابية أيت ولال. وكدأبها ودت التعريف ثانية باللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، ذلك أن معظم الوجوه التي جلست أمامها كانت مشاركة في اللقاء التواصلي مع رؤساء المصالح الإقليمية والجماعات المحلية بإقليم زاگورة [تازاگورت] الذي صادف مساء يوم الجمعة 20 من شهر دجنبر من السنة الماضية 2013، وهو اللقاء الرابع من نوعه، علما أن لقاءات تواصلية نظمت بالأقاليم ورزازات، وتنغير ، والرشيدية، ابتغاء التفكير في صيغة لتنزيل الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان. وبعد تعريفها باللجنة المذكورة ومجال اشتغالها، بما هي إحدى الأليات التابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان. ولأنها –اللجنة- تعمل وفق ما تقتضيه سياسة القرب، فإن طرق باب الجماعة الترابية يكون في البداية. وعادت لتشير إلى الأجواء الإيجابية، على الصعيد الوطني، والتي استصحبها صدور دستور 2011 بالمغرب، لاسيما وأنه دستر مؤسسات الحكامة، ومن ضمنها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، المدعم ب13 لجنة جهوية، مدعوة لضمان العمل عن قرب، في مجال ترابي محدد. وبينت مجال اشتغال اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الترابي الذي يغطي أربعة أقليم إدارية، زاگورة [تازاگورت]، وورزازات، وتنغير، والرشيدية، وأبرزت مجال اشتغالها الموضوعاتي، حماية حقوق الإنسان والنهوض بها، وإثراء الفكر والحوار فيها. وأفصحت عقب ذلك أنه من ثمرة اللقاءات التواصلية اكتشاف الجماعات صديقة الأطفال والشروع في ربط الاتصال معها، فكان في البدء توقيع اتفاقية شراكة وتعاون مع جماعة صديقة الأطفال، جماعة أوسلسات الترابية بإقليم ورزازات يوم الإثنين 23 من شهر دجنبر من السنة الماضية، وتلك بداية مبشرة بمستقبل واعد في إعمال حقوق الطفل، وقد تلتها مناسبة يومه، والتي أتت نتيجة مسلسل من التواصل.
وقدم المستشار إبراهيم بوسعيدي، بصفته أحد أعضاء المجلس الجماعي للجماعة الترابية أيت ولال بإقليم زاكورة، ومكلفا بملف الطفل والشباب، عرضا سمته «مسلسل التخطيط وتفعيل مبادرة «جماعة صديقة للأطفال والشباب»، أشار فيه السيد إبراهيم، إلى أن عرضه يتناول محورين: مسلسل التخطيط الإستراتيجي التشاركي بالجماعة، ومحور تفعيل مبادرة الجماعة صديقة الأطفال والشباب. ورأى أن لا جرم من التذكير في البداية، ولو بإيجاز، ببسط معطيات حول الجماعة، وكيف تشتغل قبل التجربتين، والذي ستحصل الإشارة إليهما فيما سيأتي.
أولا، تعد جماعة أيت ولال محدثة تنفيذا للتقطيع الإداري لسنة 1992، مساحتها 902 كيلومترا مربعا،يقطن بها 10554 نسمة منهم 4998 أنثى، و4783 طفلا منهم 2348 أنثى، وخلص من ذلك إلى الإفصاح ضمن جدول مبين، أن نسبة الأطفال، أقل من 18 سنة، بجماعة تناهز 45 من المئة من سكان الجماعة، وإذا انضاف إليهم أطفال ما بين 18 سنة من العمر، و24 سنة سترتفع النسبة إلى 62 في المئة، وبالتالي، فالأطفال والشباب بجماعة أيت ولال الترابية جديرة بالاعتناء والاهتمام، لذلك صح توجيه مجهودات الجماعة إلى هذه الفئة.
ولم يتردد السيد إبراهيم عقب ذلك إلى إلقاء نظرة عن وضع الجماعة الترابية ايت ولال في مرحلة ما قبل تجربة «جماعة صديقة الأطفال والشباب»، وكيف اشتغالها. لقد سادت العشوائية، طمعا في جبر الخواطر وإرضاء الأشخاص، وانعدمت الرؤية الإستراتيجية وطغى العمل بدون مخطط جماعي، وضعُفت الكفاءات والقدرات في مجال التخطيط، وغابت آليات / أدوات البرمجة والتتبع والتقييم، ولقد انجر عن ذلك كله ضعف الفعالية وتشتيت المجهودات. وود الإشارة إلى بزوغ، وقتها، نجم البرنامج القروي للتعاون بين الحكومة المغربية ومنظمة اليونسيف ما بين 1997 و2001. وفي تلك الفترة اكتشف البرنامج بالتعاون مباشرة مع بعض جمعيات المجتمع المدني، دون مشاركة الجماعة، وبعد المراجعة نصف المرحلية سنة 1999 في لقاء نظم بمركز بوزنيقة تبين جليا ضرورة انخراط الجماعة المحلية في البرنامج، ضمانا لتعميم التجربة، التي عسر تعميمها وقتها في 36 ألف تجمع قروي بالمغرب. وبحكم قرب الجماعة من التجربة، وبحكم اختصاصها في مجال التنمية، حصل اختيار جماعة أيت ولال إلى جانب أربع جماعات أخرى لتقود التخطيط الإستراتيجي التشاركي، ومنذ ذلك الوقت نشأ التخطيط التشاركي في الجماعي كوسيلة لعقلنة المستقبل، نشأ عبر ثلاثة مراحل:
امتدت المرحلة الأولى ما بين 2002 -2006، وطبعتها مواكبة الأطفال بالوسط القروي، وحدث، عملا بتوجهات ترتكز على المقاربة التشاركية، على الخصوص، وتشكلت لجنة جماعية تتكون من المنتخبين، والموظفين الجماعيين، والمصالح الخارجية، وفعاليات المجتمع المدني. ولقد استفادت من برنامج تكويني هدفه التخطيط، وحسناته تأهيل الكفاءات وإعمال المقاربة التشاركية، والتخطيط الاستراتيجي، وإعمال الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل. ومن ثمرة التكوين أن تمكن اللجنة من إنجاز مونوغرافيا الجماعة الترابية أيت ولال، والقيام بتشخيص تشاركي في تراب الجماعة، وكان تحديد مواضع التدخل بالجماعة الترابية أيت ولال، في مجال الطفل، وحصل إنشاء شبكات المؤشرات، وتوجيه المخطط للعمل على حقوق النمو والبقاء. وباختصار، كان التخطيط منذ البدء تخطيطا وفق المقاربة الحقوقية التي قضت تحديد مجالات التدخل وفق محاور الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وتحليل الحاجيات وفق شبكة المؤشرات، دون إغفال حقوق المشاركة والحماية، وكان ذلك العمل أول مشروع حول الطفل. و حصل في الفترة الأولى ما بين 2002 -2006، إعداد مشروع المخطط التنموي لفائدة الطفل الذي عرض للتصديق في طاولة اجتماع المجلس الجماعي للجماعة الترابية أيت ولال في شهر غشت من عام 2003. أشار إلى الميزانية المبرمجة في الفترة الثانية، وضمنها مساهمة الجماعة بنسبة 6 في المئة، ومساهمة اليونسيف ومشاركة مشاركين آخرين، وهي – الميزانية- التي مكنت من إنجاز من إنجاز 73 مشروعا من بين 83 مشروعا في المخطط. ولقد عَرض جدولا حاويا كل المعطيات الرقمية ذات الاتصال بالفترة، وما قبلها للتمكين من إجراء المقاربة ومن الاستخلاص مدى للتخطيط الإستراتيجي من أهمية في التنمية المحلية، ومدى وجوب الانخراط في التخطيط الإستراتيجي.
المرحلة الثانية من التخطيط الإستراتيجي التشاركي استغرقت ما بين 2007-2010 والمرحلة الثالثة تغطي ما بين 2011-2016. ولئن كان من مكتسبات المرحلة الأولى الحصول على كفاءات محلية ومؤهلات في مجال التخطيط، ومصادفة مؤشرات محسنة في ( حقوق البقاء والنمو)، والتمكن من نظام معلوماتي جماعي مساعد، وتلك مؤهلات مكنت الجماعة من الدخول السليم في المرحلة الثانية والثالثة، فإن مخططي 2007-2010 و2011-2016، كانا لتثمين مكتسبات المرحلة الأولى 2002-2006، والاستمرار في تحسين مؤشرات حقوق البقاء والنمو والمعتمدة أساسا في المخطط الأول، وتأهيل الكفاءات المحلية عبر تكوينات إضافية وخصوصا التكوين حول المقاربة المبنية على النتائج، والتكوين حول التتبع والتقييم. وكانا أيضا لتحسين مؤشرات المشاركة والحماية وتثمينها، وذلك من خلال إرساء خلايا الحماية في جميع المؤسسات التعليمية، ومواكبة مشاريع المؤسسات التعليمية ( GQ، مجلس التدبيرCGE)، وتأمين المؤسسات التعليمية ومحيطها حيث جرى التحصين بالأسوار في أغلب مؤسسات الجماعة، والاعتناء بالماء الشروب وإيصاله إلى جميع المدارس والنقط العمرانية بالجماعة، وتنظيم الحملات التحسيسية حول النظافة والتطهير، والاعتناء بالرياضة والترفيه، يشار في ذلك إلى الشروع في بناء المركب الرياضي بالجماعة، مركب موضع أجمو، وبرمجة مركب رياضي ثاني بالتجمع ملال بالجماعة.
ذلك ما ورد في مسلسل التخطيط الأول بالجماعة، وأما المسلسل الثاني فيتعلق بمبادرة الأطفال والشباب، وبما أن المبادرة دعم للتجارب السابقة، ومجال لإعمال حقوق الأطفال والشباب، حصل توقيع ميثاق الالتزام، بمناسبة الذكرى العشرين للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل نونبر 2009، ولتفعيل هذه المبادرة، قامت الجماعة بإرساء ميكانزمات الحكامة أولا، وذلك بإحداث المجلس الجماعي للأطفال والشباب: ( CDE ، برنامج العمل...)، وجريان الشخص المرجعي لحقوق الطفل والشباب، والحصول على المنتخب المكلف بملف الطفولة والشباب، وتشكيل لجنة التنسيق والالتقائية وإعداد الخطة المندمجة للطفولة والشباب، وإصدار التقرير الدوري، وتحيين النظام المعلوماتي، وتحليل الميزانية. ونتج عن ذلك نمو مؤشرات التنمية، وعرض أمثلة لذلك في الجدول. وحصل إرساء الحكامة أيضا من خلال تشكيل المجلس الجماعي للأطفال والشباب، المجلس الذي استفاد من دورات تكوينية، وخصوصا الدورة التكوينية حول الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وجرت مواكبة المجلس لإعداد برنامج عمله، ثم عين المكلف بملف الطفولة والشباب بالجماعة، وتأسست عقب ذلك لجنة التنسيق والالتقائية، التي تشكل تحديا بالنسبة لنا، وأعدت الخطة المندمجة للطفولة، التي رجعت وأسست على المخطط الجماعي للتنمية، والبحث التشاركي حول وضعية الشباب بالجماعة، والبحث حول التعليم الأولي بالجماعة، والبحث حول الأنشطة الترفيهية بالجماعة، وكذا التقرير الدوري الأول حول الأوضاع الحقوقية للأطفال والشباب بالجماعة. وقد صدر التقرير الدوري الأول، ووقع تحيين النظام المعلوماتي، وتحليل الميزانية. ذلك أن الجماعة استفادت من تكوين حول تحليل ميزانيات الجماعات المحلية. وقد مكّن التكوين ، حسب السيد إبراهيم، الموظفين والمستشارين من تحليل ميزانية الجماعة وقد خصصنا 25 في المئة من ميزانية الجماعة لإعمال حقوق الطفل والشباب بالجماعة. وقد عرض جدولا مضمنا لمؤشرات ذات دلالة في التجربتين، ورسوما بيانية. وعرض في الأخير الأفاق والتحديات تفعيل هياكل الحكامة: المجلس الجماعي للأطفال والشباب، ولجنة التنسيق والالتقائية، ولجنة المساواة وتكافؤ الفرص، ونشر ثقافة حقوق الإنسان بتعاون مع الأندية التربوية، وبتعاون مع المكتب الإداري الجهوي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وإدماج مؤشرات تهم الشباب ضمن النظام المعلوماتي. وهناك إكراهات تواجه المبادرة، من ذلك بعد المصالح الخارجية عن موضع التجربة، مما يؤثر سلبا على لجنة التنسيق والالتقائية، ويكمن الإكراه الثاني في شساعة الجماعة وتشتتها، وهناك قلة الموارد البشرية بالجماعة.
وتحدث صاحب العرض عن الأفاق وخالها تكمن في ما يلي:
- تفعيل هياكل الحكامة : CCEJ، CCC و CPEC،
- تفعيل برنامج أنشطة الترفيه بتعاون مع الأندية التربوية،
- نشر ثقافة حقوق الانسان بتعاون مع CRDH ،
- إدماج مؤشرات تهم الشباب ضمن النظام المعلوماتي
وعقب هذا العرض حصل عرض مضامين اتفاقية الشركة بين المجلس الجماعي أيت ولال واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات. وقبل عرض بنود الالتقائية جرت الإشارة إلى أسس التواصل بين الطرفين، والذي جرى عن طريق المراسلات الإدارية التي استحضرت برنامج التعاون بين الحكومة المغربية ومنظمة اليونسيف ورامت دراسة إمكانية توقيع اتفاقية الشراكة المذكورة من أجل نشر ثقافة حقوق الإنسان (المراسلة بتاريخ 03 من شهر شتنبر من عام 2013)، وجرى أن دعت الجماعةُ اللجنةَ للمشاركة في أشغال اليوم التحسيسي يوم 23/09/2013، لكن اللقاء أُجل إلى يوم غير معلوم، وأخيرا توصلت اللجنة بمراسلة تحمل نبأ عقد نشاطه توقيع اتفاقية الشراكة والتعاون بين المجلس الجماعي لجماعة أيت ولال الترابية، واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات. وبناء على النية المعبر عنها في اجتماع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات الذي صادف الدورة الخامسة يوم 07 من شهر شتنبر من العام الماضي 2013، حصل قبول الطلب.
تسعى الاتفاقية إلـى وضع إطار عام للتعاون والشراكة بين اللجنة الجهوية لحقوق الانسان الرشيدية - ورزازات والجماعة الترابية وسلسات في مجال النهوض بثقافة حقوق الإنسان، وذلك من خلال إدماج المقاربة الحقوقية ومقاربة النوع الاجتماعي في المخطط الجماعي للتنمية، وتتبع أنشطة مشتركة وبرامج وتقويمها، مع التوظيف المشترك لإمكاناتهما المادية والمالية والبشرية لتحقيق الأهداف المشتركة. ويبدو أن بعضها يكمن في الانخراط بشكل تشاركي لدعم قدرات المتدخلين في مجال تقوية الشعور بالمواطنة والنهوض بثقافة بحقوق الإنسان المساهمة في تنمية الوعي بالحقوق الأساسية للإنسان وحقوق المواطنين والمواطنات وواجباتهم. وقد تروم تنظيم تظاهرات مشتركة تتخللها أنشطة ثقافية واجتماعية وفنية إشعاعية تهدف إلى النهوض بالمواطنة وحقوق الإنسان. ولم يُغفل توفير مناخ ملائم يساعد على اندماج الأطفال والشباب في المجتمع، بتراب الجماعة أيت ولال. ويعد تطبيق اتفاقية حقوق الطفل والحقوق المتعلقة بالشباب على المستوى الذي يحقق آثار كبيرة على الأطفال والشباب، من الأولويات الحاضرة في الاتفاق. وأما ضمان مشاركة متقدمة للأطفال والشباب في تدبير الشأن المحلي بالجماعة الترابية أيت ولال، والنهوض بثقافة حقوق الإنسان بها، ودعم إستراتيجية الجماعة لحقوق الأطفال والشباب، فمن العناصر الأساسية لإنجاح التجربة. واتفق الطرفان على إعداد تقارير دورية وموسمية حول واقع الطفل بالجماعة، والمساهمة في تفعيل برنامج العمل المشترك حسب ما تسمح به الإمكانات المادية والإدارية، والحرص على تعزيز التنسيق المشترك مع أندية التربية على المواطنة وحقوق الإنسان وتوفير الإمكانيات لتسهيل عملها. ذلك ما برز متفق عليه بين الطرفين. وكل يراوده الأمل أن يكون الوعد مفعول.



#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الإنسان بالجنوب الشرقي المغربي في مرآة الصحافة في عام 2 ...
- أفاق الشراكة بين اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزا ...
- أي تمثيلية نسائية في ضوء مشروع الجهوية المتقدمة وروح الدستور ...
- أكادير: ندوة حول «إعمال اتفاقية حقوق الطفل ببرامج الجمعيات و ...
- سياق التشاور بين اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان والمصالح الإقل ...
- برنامج تقوية لتأهيل الجمعيات بإقليم الرشيدية
- مهرجان بوعنان للثقافة الأصلية بالجنوب الشرقي
- الرشيدية: إعلان الجنوب الشرقي على هامش لقاء «الحركة الجمعوية ...
- النسخة الثانية من منتدى أرض الجموع بالجنوب الشرقي بمدينة ورز ...
- الأمازيغية في السياسة العمومية، أي حصيلة ؟ وأي أدوار للفاعلي ...
- ملوية العليا وإشكال أسس العلاقة بين الإنسان والأرض
- «من أجل مشاركة فاعلة للمتدخلين المحليين في تدبير الشأن المحل ...
- المناظرة الجهوية حول الحركة الجمعوية بالمغرب ورهانات البناء ...
- موسم أو المغني بجبال الأطلس الكبيرالمغربية، بين تعديل الموعد ...
- الوقع الاجتماعي للتكنولوجيا الحديثة على الحرفية التقليدية لس ...
- اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات: الاستئناس با ...
- آفاق التنمية بحوض كير بالجنوب الشرقي المغربي
- هل هي بداية موفقة لتصحيح مفاهيم الخطوبة والزواج والتحرش الجن ...
- السجن والسجناء في تاريخ المغرب الوسيط
- من أجل حكامة جيدة في تدبير أرض الجموع بجهة الجنوب الشرقي - ا ...


المزيد.....




- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لحسن ايت الفقيه - التنمية المحلية وحقوق الأطفال والشباب بإقليم زاگورة