أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - خطوة في الاتجاه الصحيح














المزيد.....

خطوة في الاتجاه الصحيح


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1237 - 2005 / 6 / 23 - 12:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد أن كانوا مكتومين أو غرباء في ديارهم، اعترف ب225 ألف من الأكراد السوريين كمواطنين، ولقرار كهذا يفرح القلب، ويتململ اليأس الذي كادت الروح تأسن فيه، وتتجدد براعم الأمل.
القرار إنساني ،فمن حق الإنسان أن يكون مواطناً،والقرار سياسي فمن حق المواطن أن يعترف به كإنسان،والأكراد جميعاً مواطنون وبشر وهذه حقوقهم أو بالأصح الخطوة الأساسية نحو حقوقهم.
باتجاه تصحيح تلك المعادلة المصابة بخلل مزمن في طرفيها، فإن هذا القرار هو خطوة على الطريق الصحيح، لتعديل هذا الخلل، بجانبيه الإنساني والسياسي، ليس للمواطن الكردي فقط، وإنما للإنسان السوري بغض النظر عن جنسه وقوميته ودينه، لأن سوريا كجملة أوان مستطرقة، لابد لأي سائل أن يستقر ضمنها على مستوى واحد، فمشكلة السوريين الأكراد، مشكلة السوريين الآخرين، عرباً وأرمن وتركمان وسريان وآشوريين، وغيرهم من الثقافات، والعكس بالعكس،ولهذا فخطوة كهذه هي انتصار لسوريا وللسوريين، وليست للأكراد فقط، لأنها تدعيم للمناعة الذاتية للجسم السوري كله.
لقد كان الأكراد عبر تاريخ سوريا، أوفياء لها ومساهمين فعالين في نموها وحياتها،وهم اليوم سيعطونها أكثر وسيضخون في شرايينها الاستمرارية والقوة المضطردة، ورغم ذلك كان بعض المستفيدين من ذوي السلطة وربما حتى اليوم لا يرون أن ثمة مشكلة كردية، واليوم يبرز الوجه الآخر لهذه العملة الباطلة، أي لدى بعض الأكراد(لحسن الحظ أنهم أقلية) حيث تصل المغالاة لدى هؤلاء بالحديث عن الانفصال عن سوريا، ويخلطون بحماقة بين حقوقهم الثقافية والمواطنية والإنسانية وبين الانفصال التام، وكأنهم ينسون أو يتناسون أن هذا ليس من حقهم على الأرض السورية، حيث يشاركهم سوريون من أثنيات عريقة،وربما يكون هذا الطرح مناسباً لبلدان أخرى، ولكن ليست سوريا منها، ويمكن لمثل هذه الأخطاء بل الحماقات، أن تضع السوريين الأكراد في مواجهة السوريين العرب، أو السوريين الآخرين، وتالياً ترتكب أكبر الحماقات بحق سوريا كلها، ومن ضمنها الأكراد.
إن الحقوق الثقافية المهضومة تاريخياً، يجب أن تعود (اللغة الكردية والثقافة والمدارس وغيرها)وأن تصبح شرعية وعلنية، ففي الثقافة الكردية، إغناء لسوريا كلها، و هذا مختلف عن الاستقلال التام أو الانفصال.

ثمة حقوق إنسانية مهضومة لجميع السوريين، فكلنا لسنا مواطنين بالمعنى الحديث للكلمة، والأكراد خاص في هذا العام، وليس منفصلاً عنه، بل لا حل للمشكلة الكردية إلا ضمن الحل الديمقراطي السوري العام، ولا أتكلم إلا على الحاضر، مع أن التقدم البشري يسير باتجاه الوحدة،طبعاً ليست وحدة عبد الناصر وعبد الحميد السراج، وإنما الوحدة الديمقراطية القائمة على التنوع والحرية.

أمام سوريا استحقاقات كثيرة،وهي استحقاقات داخلية وخارجية، وبعضها ملح وعاجل بل تأخر كثيراً، كالحريات السياسية (صحافة – أحزاب – جمعيات ....إلخ)والتحديثات الاقتصادية و القانونية، وهذه كلها مرتبطة بإرادة السلطة السياسية ورغبتها وقدرتها على الإصلاح أولاً، وبعضها مرتبط بعوامل إقليمية ودولية كتحرير الأرض وإقامة السلام مع جميع الجيران دون استثناء.
إن مواجهة الاستحقاقات الخارجية غير ممكن بدون حل معظم الاستحقاقات الداخلية، فالدولة التي مواطنوها أحرار هي الدولة القادرة على مواجهة الخارج بكل تحدياته سواء كان ينشد الصداقة أو العداوة.
إن هذه الخطوة فيما يخص الأكراد، يجب ويمكن ونأمل أن يتبعها خطوات أخرى في استكمال حقوقهم الثقافية، وتحرير لغتهم وإطلاق سراحها، وعدم التعامل معها كوباء، لأنها لغة شعب عريق له ثقافته وأدبه وفنونه.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى حكم البابا ويعرب العيسى و أساتذتهما......
- اقرأ ثم اكتب لنغتني معاً
- تبييض السجون تبييض للوجوه
- النعامة
- حزب البعث والدولة السورية
- أوراق توت من نوع خاص
- كيف تكون محترماً ومحبوباً في مقالة؟
- عاد الجنرال الهرم ورحل المثقف الشاب
- عند عبد الحليم الخبر اليقين
- دخان أسود
- حسين مروة- مهدي عامل – مصطفى جحا- سمير قصير- تكسرت النصال عل ...
- سمير قصير.......سمير قصير!!!!!
- الفجر بعد المجتمع القديم والعاصفة
- المقارنة المهينة للحضارة والكرامة والأنوثة
- حصار التفاهة
- عذر أقبح من ذنب!!!
- أعداء الفجر غير مرحب بكم
- حذارِ أيها السوريون!!!!
- بانوراما الأكاذيب الاستبدادية
- التدنيس الشكلي والتدنيس الفعلي للقرآن


المزيد.....




- كم بلغت قيمة دخل بايدن وزوجته في 2023؟
- هل تستطيع الصين أن تلعب دورا في تجنب حرب شاملة بالشرق الأوسط ...
- -تفجير عبوات بلواء غولاني واستهداف جنود ومواقع-..-حزب الله- ...
- القوات المسلحة الإيرانية تحذر بعض الحكومات وإسرائيل: إذا قام ...
- رئيس الحكومة العراقية يدعو من واشنطن إلى ضبط النفس في الشرق ...
- ?? مباشر: إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبو ...
- بحسب مذكرة مسرّبة.. نيويورك تايمز تقيّد صحفييها بشأن تغطية ا ...
- سلاح الجو الأردني يكثف طلعاته منذ قصف إيران لإسرائيل
- في ذكرى غرقها.. معلومات مثيرة عن -تيتانيك-
- بتشريعين منفصلين.. مباحثات أميركية لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - خطوة في الاتجاه الصحيح