أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي الصراف - جرائم الشرف , بغياب الشرف














المزيد.....

جرائم الشرف , بغياب الشرف


علي الصراف

الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 17:17
المحور: المجتمع المدني
    


بالطبع لا يوجد شخص بالعراق من لا يعرف ما هي جرائم الشرف و للتوضيح لمن لا يعرف ذلك فهي جريمة قتل بصورة متعمده و صريحه مع سبق الاصرار و الترصد حيث يقوم الجاني بقتل الضحية و التي قد تكون زوجته او اخته او ابنته كونها قد مست شرف العائله و وجب هدر دمها للحفاض على شرف العائله و سمعتها .
الجميع ميقن لهذه الجرائم و العديد منا من اطلع على هذه الجرائم بصورة مباشره او غير مباشره و تدور النقاشات و الحوارات حول هذه الامور فينقسم الشارع بين مؤيد و معارض لجرائم الشرف حتى تختلط الاوراق باي نقاش و تبتعد عن موضوع الجريمة متجهت نحو الجانب الديني و الاخلاقي ، الا ان السؤال الاهم هو " ما هو الشرف " ؟
في احد نقاشاتي مع احد الكبار في سن و نحن نتجه بالحوار الى جرائم الشرف فكان شخصا مؤيدا بشكل واضح لجرائم الشرف و يجب يقتل الفتاة التي تجلب العار الى عائلتها كي تكون عبرة لغيرها و تحافض على شرف العائلة فبدرت في ذهني اسألة وددت ان اطرحها عليه كان اولها " هل يجب قتل كل من يمس شرف عائلة بسوء او ضرر ؟ " فكانت اجابته واضحه و صريحه " نعم يجب ذلك " .
فكان سؤالي التالي " ماذا لو كنت اخيه الصغير و كنت جندي في احدى الجبهات و استشهدت فيها و انا ادافع عن الوطن ، ما هو موقف العائله ؟ " فكانت اجابته بانه ( شرف ) للعائلة ان تضحي بابنائها للدفاع عن الوطن .
- و ان كنت موضفا نزيها يتحدث الجميع عني في العمل و يمتدحون اخلاقي و تصرفاتي ؟
-- انه ( شرف ) للعائلة و اسمها ايضا .
و انهمرت عليه بالاسالة حتى اجد في اغلبها يتردد كلمة شرف للعائلة و اسمها ، و ان كان صديقي فهو لشرف له ايضا و ان كان مدير عملي فهو شرف له ايضا حتى تبين لي ان كلمة الشرف لا تقتصر على المرأة او الفتاة بحد ذاتها بل هي كلمة تعني الكثير في مجتمعنا هذا الا انها لا تعرف الا بأمور العرض و النساء فقط .

ان كانت جريمة الشرف و الاخلال به من كل النواحي تطبق بالعراق بحذافيرها و على الجميع فاني ميقن ان ينخفض تعداد سكان العراق من ثلاثين مليون نسمه الى ما يقارب السبعة ملايين نسمة او اقل و هذا الرقم ان دقق في شرف الجميع من اصغرهم حتى اكبرهم .
الا يجب قتل الجندي الذي تخلف عن الدفاع عن وطنه و حماية شعبه لاخلاله بشرف العسكري و جلب العار للعائله و المساس بشرفها علنا ، و حينما يفعل هل يتلقى التوبيخات من عائلته ام يتقبل منهم التشجيع على ذلك ؟
هل قتلت زوجة زوجها بتهمة الاخلال بشرف العائله بعدما علمت باختلاسه مبلغ من الاموال ، ام شجعته على ذلك او بررت له ؟
او قتلت زوجة زوجها لاكتشافها خياته مع اخرى و هل يمتلك الشرف الرجل و لا تملكه المرأة ؟
هل قتل شاب على يد والده كونه شارك في تفجيرات و قتل ناس عزل و و جلب العار للعائله ام تقبل تشجيع و تبرير والده و دعاء والدته بالمقابل دون المرور على موضوع الشرف ؟
هل قتل شخص كونه اخل بشرف المهنه و جلب العار لعائلته و لشهادته او مهنته ؟
و الكثير الكثير من هذه الاحداث و جميعا تخل بالشرف ، فان كان موضوع الشرف يقتصر على النساء فهذا ايضا اخلال بالشرف من الطرفين فهي قدرة القوي على الضعيف .
اذن هي سلطة القوي على الضعيف فاغلبنا يخل بالشرف بطريقة او باخرى و بتكرار مستمر و بطريقه فضيعه و مباحه و معلنه و قد يفخر بها في بعض الاحيان و يخفيها احيانا اخرى ، فالعراقيين اليوم يسابقون على الاخلال بالشرف بغض النظر عن الاضرار التي سوف تلحق باسم العائله و شرفها و سمعتها ( ان كان هذا مهما ) ، فهم يتهافتون للاعلان عن اسماء عوائلهم و عشائرهم في حين هم يطعنون بشرف العائلة في كل يوم و باكثر من مره و ان كان جزاء المساس بالشرف هو القتل ، لماذا ما زالوا على قيد الحياة في حين ان جرائم الشرف قد اخفت العديد من الاناث من على سطح الارض و لا يزال الرجال يتلاعبون بشرفهم و شرف عوائلهم بكل وقاحه ؟

ان جرائم الشرف تستشري في العراق يوما بعد يوم و تحت مسميات كثيره و عده منها التقاليد و منها الدين و الحفاظ على سمعة العائله و شرفها في حين لو طبق الدين لكان نصف العراقيين مقطوعي الايدي جراء سرقتهم للمال العام و نصفهم ايضا قد قتل رجما بالحجارة حتى الموت جراء المساس بشرف الاخرين و الزنا و نصفهم ايضا قد تبرأت منهم عوائلهم لتخاذلهم في الدفاع عن وطنهم ، و منهم في السجون لقتلهم المتعمد و منهم يواجهه الاعدام لجرائمهم الارهابيه و غيرها ، الا ان كل هذا لا يحدث على ارض الواقع و كل ما يطبق هو قتل الفتاة بسكين منزلي او عيار ناري امام منزلها بداعي الحفاظ على الشرف ، في حين ان شوارع العراق سوف تصبغ باللون الاحمر لو طبقت جرائم الشرف على الجميع .

هو مجرد توضيح للامور لا غير ، فهي فعلا قدرة القوي على الضعيف فيستطيع الرجل قتل زوجته كونها رفضت زواجه من اخرى بدافع جريمة الشرف او يستطيع قتلها كونها رفض اعطائه المال الذي بحوزتها بدافع الشرف او قد يقتلها لمجرد انه سأم منها او لم يعد يستطيع تحمل تكاليف معيشتها بدافع الشرف ، فالشرف اليوم هو شماعة تعلق عليها جميع الجرائم الوحشيه و ينال بالمقابل حكم مخفف بدافع جريمة الشرف .

فقد بعض العراقيين الشرف حتى تحول من وسام يعلق على صدورهم الى احلام يحاولون نيلها حتى انتهى بهم المطاف الى الادعاء به و التضاهر بوجوده بداخلهم في حين انهم لا يعلمون عنه شيئا قط ، فالحفاظ على الوطن شرف و الدفاع عن شعبه شرف و نصرة المظلوم شرف و النزاهه في العمل شرف و احترام الغير شرف و عدم اختلاس الاموال او الرشاوي شرف و الحفاظ على النظافه شرف و الالتزام بالقوانين شرف و و و و الخ ، و لا يقتصر الشرف على المرأة وحدها بل على الجميع .



#علي_الصراف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو انتصر الفقراء
- ثمان سنوات من الاستغباء !!
- سباق ( القبه ) , في طريق الانتخابات البرلمانيه المقبله
- القانون فوق الجميع ... الا هم !
- خمسون يوما من السواد
- الأنتماء ...... لمن ؟؟
- شذوذ , من نوع أخر
- تقاتلوا , لم اعد اهتم
- منابركم , عمائكم ... تقتلنا
- خطباء التحريض
- المرأة بين الظلم و الظالم
- الطائفيه السياسيه
- تجار الدين


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي الصراف - جرائم الشرف , بغياب الشرف