أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -حبر- لمحمود ابو هشهش














المزيد.....

-حبر- لمحمود ابو هشهش


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 14:00
المحور: الادب والفن
    



الانتقال من كتابة الشعر إلى كتابة لرواية ليس بالأمر السهل، فهذه التجربة الأولى للشاعر محمود أبو هشهش في كتابة الرواية، بعد كتابة ديوانه “وجع الزجاج" عمل أدبي أو عملين لن يصقلا تجربة الكاتب ويوصلانه إلى درجة الكمال، رواية حبر تتحدث عن مرحلة تاريخية مهمة في حياة الفلسطيني ( انتفاضة الأقصى ) وما تعرض له المواطن من مضايقات واعتقالات وقتل على أيدي الاحتلال، من هنا تأتي أهمية رواية حبر، هذا العمل يقع ضمن الإعمال الروائية التي تؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ النضال الفلسطيني، كما هو الحال بالأعمال الرواية الأخرى مثل "أيام الحب والموت" لرشاد أبو شاور و"عاد إلى حيفا" و"أم سعد" لغسان كنفاني و"نشيد الحياة" ليحيى يخلف وثلاثة احمد حرب "بقايا وإسماعيل وارض الميعاد" وغيرها من الأعمال الروائية التي تقع ضمن الجمع بين الأدبي والتاريخي معا .
العمل يتحدث عن مرحلة ما بعد عام 2000 من تاريخ الانتفاضة الأقصى ، "وحبر" يمثل احد الأعمال الأدبية الذي تناول هذه المرحلة تحديدا، الروائي أبو هشهش يمتلك الحبكة المتقنة في عمله واستطاع أن يجذبنا من خلال لغة سهلة وبأسلوب ناعم رقيق ينساب بكل هدوء، شخصيات الرواية تمتلك العناصر الفنية للرواية بشكل كامل، فهناك البطل وأخته هالة وأبنائها وصهره، والفتاتين
شخصيات الرواية تكلمت بعبارات تعبر عن الضيق والظلم الهائل الذي وقع على الفلسطيني فنجد دعاء الشيخ في الستين من عمره " ... أن تنصرنا على أعدائنا " فهذه الصرخة توضح حجم المعاناة التي يتعرض لها الفلسطيني، وفي مكان آخر يقول الكاتب عن عملية التنقل بين رام الله والخليل، " وعندما فعلت أيقنت أن المسافة بين رام الله والخليل كانت تساوي المسافة بين عمان وباريس وان مسافة العودة تساوي المسافة بين سان فرانسيسكو ونيويورك " ص15، وقد يستغرب البعض الذي لا يعرف حقيقة حواجز الاحتلال هذه التشبيه المبالغ فيه، لكن واقع الحواجز كان يسبب إرهاق وتعب وجهد وتضيع الوقت للمواطن أكثر من هذا بكثير، وقد رسم لنا أبو هشهش صورة من مئات الصور التي تعرض لها الفلسطيني في تنقله من مكان إلى آخر " كان علينا النزول بين الحين والآخر لاستبدال السيارة ، كلما اقتربنا من حاجز عسكري ، لنتسلق سفحا ، أو ننزل واديا ، أو نقطع ساترا ترابيا " ص19 ، لقد أعاد الاحتلال الفلسطيني إلى قرون الوسطي، من هنا كان علينا التنقل باستخدام الأقدام أو الدواب، السيارات أصبحت من المحذورات التي لا يمكن أن تسير في زمن الاحتلال، ولهذا وضعوا في الطرق كافة العوائق والمعيقات أمامها .
وكما كان دائما للفلسطيني يعيش زمن الموت والعذاب، ها هو أبو هشهش يؤكد لنا شؤم هذا الوقت الذي نعترض فيه للكثير من العذاب والقهر والاضطهاد، " غيمت السماء وأمطرت الدنيا وصار التراب طين مثل العجين البني " ص20، إن هذه الرواية جاءت لتضيف صورة أخرى لواقع الحصار الذي تعرض له الفلسطيني، والمشهد هذا يذكرنا بقصيدة الشاعر محمد الريشة " كمائن " التي تصف أيضا حالة التنقل على الطرقات أثناء المطر .
أما علاقة الكاتب بالمرأة فقد منحها مساحات جيدة من خلال حديثه عن أخته هالة وكذلك عندما قال " اخسر المرأة التي تحبني دونما أكسب المرأة التي أحب " ص35 ، وقد كانت المرأة في روايته عصرية ومدنية أيضا، من هنا كانت تمثل المرأة المتحررة والخارجة عن العرف والتقليد " كنا نجلس في مقهى زرياب " ص42 " جاءت لزيارتي بينما كانت سيفرين مرت بي لشرب فنجان قهوة معي " ص67 ، ونحن نعتقد بأن حديث الكاتب عن الحب في هذه الأجواء الجحيمية يمثل إصراره على الحياة وكذلك على إنسانيه التي لن تتخلى عن الشعور بالحب وفعله في واقع يفترض أن يجعلنا نفكر بأمور أخرى .
لكن هناك بعض الهفوات في هذا العمل تتمثل في ذكر وفات الشاعر حسين البرغوثي، فكانت اقرب إلى عملية إقحام في النص أكثر منها جزءا حيويا من النص، وبمثابة الخروج عن الموضوع لان حدث الوفاة لا يمت بصلة إلى أحداث الرواية، وأخيرا نقول هذا العمل من الأعمال التي تقرأ بكل سلاسة ولا تتعب القارئ بفك رموزها المعقدة، ويمكن اعتمادها كعمل أدبي تاريخي .



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادب القفز بالمظلات لمعين بسيسو
- رائحة النوم
- من تاريخ الحزب الشيوعي الفلسطيني
- -أميرة الوجد- للشاعر فراس حج علي
- مدخل النص القرأني (الكامل)
- ملحمة جلجامش النص الكامل
- محلمة جلجامش -الطوفان-
- هواجس
- ملحمة جلجامش - الحلم
- محلمة جلجامش -الثور السماوي-
- ملحمة جلجامش -غابة الأرز-
- ملحمة جلجامش -انكيدو في اوراك-
- ما هو المطلوب في سوريا
- محلمة جلجامش -البغي والوحش انكيدو-
- ملحمة جلجامش والجنس
- ملحمة جلجامش والآلهة
- الملعون لبدر عبد الحق
- حاجتنا إلى الإمام علي
- نزف القلوب لجهاد دويكات
- ملحمة جلجامش والمقدس


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -حبر- لمحمود ابو هشهش