أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - أعلام الاحتفالات وألغام التفجيرات














المزيد.....

أعلام الاحتفالات وألغام التفجيرات


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الاحتفال بذكرى 25 يناير الثالثة استفتاء شعبيا ضخما صوت فيه الشعب المصري ضد الإرهاب والإخوان الذين ظنوا أنهم سيروعون الشعب بثلاثة تفجيرات متتالية قبل يوم من الاحتفال. وبدلا من الخوف إذا بميدان التحرير وشوارع المدن الأخرى تمتلأ بالبشر وتعلو فيها الأعلام فوق دوي الألغام. كان الإخوان قبل أيام من التفجيرات الإجرامية قد نشروا بيانا اعتبره البعض اعتذارا منهم للشعب لمجرد أنه تضمن عبارة " نعتذر لجميع التيارات الثورية ورفقاء الميدان وشعب مصر العظيم على ما اقترفناه". ما الذي اقترفوه ؟ وما الذي يعتذرون عنه ؟ إنهم يعتذرون عن خطأ وحيد ، أنهم لم يصطدموا بمؤسسات دولة مبارك إلي النهاية، أما الإرهاب والترويع ، والاغتيالات، والتكفير، والتفجير، وتمزيق الكتب المقدسة، وشق الوطن بالفتن الطائفية فإن ذلك كله لا يطاله اعتذار ولا يعد مما " اقترفوه"! وفي الواقع فإن البيان استهدف تحديدا القوى السياسية المختلفة برسالة مفادها أن الإخوان مستعدون لتقاسم السلطة وليس احتكارها كما حدث عهد مرسي. أي أن البيان كان محاولة لإغراء تلك القوى أو بعضها بالتحالف مع الإخوان مقابل جزء من كعكة الحكم مستقبلا. لم يكن البيان سوى محاولة لاستمالة أطراف تفتح للإخوان باب العودة مقابل إشراك تلك الأطراف في الحكم. وقد أكد الإخوان بالتفجيرات التي أعقبت بيان" الاعتذار" أنهم لم يقصدوا ببيانهم لا من قريب ولا من بعيد التراجع عن نهجهم الإرهابي الذي اتسم به تاريخهم الدموي الطويل. وحين يكرر الإخوان وأنصارهم أنه " لابديل عن المصالحة والحوار" فإنهم في واقع الأمر يقولون " لابديل عن إفساح المجال للإرهاب والقبول به ". وقد أكدت التفجيرات الثلاثة أن الإرهاب بجذوره الفكرية الإخوانية لن يكف عن الوجود من تلقاء نفسه. إنه عاجز عن مراجعة تاريخه ومواقفه ومنهجه. عاجز حتى عن إدراك أن 30 يونيو ثم الاحتفال بذكرى يناير كان استفتاء شعبيا على نبذ الإخوان.
من ناحية أخرى فقد دوت التفجيرات على خلفية تراخي الدولة وترهلها وتقاعسها عن مواجهة الإرهاب. وأبسط مثال على ذلك أن هناك مئات القضايا التي يحاكم فيها الإخوان ولم نسمع بحكم واحد في قضية واحدة إلي الآن. أيضا فإن طبيعة الاتهامات الموجهة في العديد من القضايا تنأى عن الاتهامات الحقيقية السياسية وتنزلق لتهم من الدرجة الثانية. وليس أدل على ذلك من محاكمة مرسي بتهمة التخابر مع حماس، وتنحية الاتهام بالتخابر لصالح أمريكا في موضوع الكربون الأسود. أيضا فإن الدولة لم تبذل أي جهد لشن حملة فكرية على نهج الإخوان.
إن الإرهاب الإخواني لا يسعى لترويع الدولة لكنه يسعى في حقيقة الأمر لترويع الشعب المصري. وقد أصبح من الضروري إعلان خريطة طريق لمواجهة الإرهاب يتضافر فيها الحسم الأمني والمواجهة الفكرية التي لا نرى لها أثرا لا من قبل الحكومة ولا وزاراتها خاصة الثقافة والإعلام. على أنه لابد لخريطة الطريق تلك من أن تقوم على تقديم نموذج اقتصادي واجتماعي يستجيب لمتطلبات المواطنين وحاجات التطور والتنمية ويواجه الفقر والبطالة والتخلف. هذا لأن الأعشاب السامة تظل تنمو مادام الحقل ذاته مشبع بالمياه الراكدة. والفقر والبطالة لا ينجبان الطيبة ولا التسامح .

***
أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفويض الجيش المصري للسيسي رئيسا
- قائمة للنسيان - قصة قصيرة
- مصر التي في خاطرك
- ثلاثون مليون زهرة
- ما يشغلني في موضوع الدستور ليس الدستور
- التمويل الأجنبي رصاصة في الضمير
- خبز أحلام لزمن قادم
- منى مينا .. انتصار الحقيقة
- لغتنا احتفاء عالمي واختفاء قومي
- صحوة ضمير لكن ليس في اتجاه الإخوان !
- رقصة شرقية بين العلم والدولة
- بيت جدي - قصة
- قانون التظاهر إهانة بالغة لكرامة الشعب المصري
- اللي يشوف ببلاوى الناس ..
- الإهدار القومي لأعمار المصريين
- ليلة بلا قمر - قصة قصيرة
- الشاعر القطري محمد العجمي.. أنت حر وهم السجناء !
- من أطلق النار يامريم .. على قلبك الصغير ؟
- رئيس مصر القادم
- أشواق الوعي المصري .. حكاية الدساتير المصرية


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - أعلام الاحتفالات وألغام التفجيرات