أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تعرية العقل














المزيد.....

تعرية العقل


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 21:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعرية العقل
ما نقصد بتعرية العقل ؟, عل هو تجريده من ماضيه أم تجريده من قواعده وركائز عمله؟ ,والسؤال الأهم هل يمكن حقا أن نفعل ذلك وكيف؟, وسؤال يتبعه سلاسل من الأسئلة المتفرعة والمتنوعة لكنها تصب أخيرا في معنى التعرية ,كلما أمكننا أن نقهم التعرية سنجد الكثير من الإجابات حاضرة, العقل كأي كائن حي وجودي يحتاج إلى أسباب ومبررات تتعلق بوجوده أولا الغرض منها أثبات ضروريته كذات .
فما تيسر منها وتم التعرف عليها يصبح العقل هنا ناطقا بما فيه من قوة وقدرة مجيبا عن ما في مجموعة أخرى من الأسباب والمبررات والعلل هذه المرة تتعلق بكيفية الفعل لديه وصور النتيجة أو تصور النتائج الممكنة لهذا الفعل وأثره في الإنسان أولا وفي المحيط ثانيا وهكذا تتسلسل النتائج والصور بالتوالي والتتالي بتراكم وتكرار الفعل.
أي أن العقل كموضوع يجب النظر إليه مرة على أنه ماهية فاعلة بعد أن نثبت ماهيته المنفعلة التي كونته أصلا ,بعدها يصار على محاكمة العقل ومحاكمة الفعل العقلي بمنطق مجرد بالضرورة يكون خارجي عنه كموضوع, فلو كان الأحتكام والأمتحان بموجب منطقه هو لا يمكننا أن نجعل منه الخصم والحكم ,وهذا ما نسميه عبث ,أذا حتى تكون المحاكمة حقيقية لا بد من منطق خارجي حقيقي , الإشكال هنا من أين لنا بمنطق خارجي طالما أن الإنسان هو الكائن العاقل الوحيد في هذا الوجود؟.
حتى لو جئنا بمنطق خارجي من سيكون المقرر في المحاكمة أي ما هي السلطة التي ستفصل بالنزاع ,تتكرر نفس الإشكالية وتفس النتائج ,إذن تعرية العقل هو نزع سلطته في التقرير والحكم بما نسب له كفعل وأسناد هذه السلطة إلى قوة محايدة خارجه عنه, إذن التعرية هنا كعملية حقيقية افتراض عبثي طالما لا قوة هناك قادرة على الفصل , فأما نؤمن بقوى غيبية نقبلها حكما وندين بالحكم ,أو نرفض مبدأ التعرية ويبقى العقل هو الخصم وهو الحكم وبالتالي ووفق المبادئ المعروفة عن العقل بأنه قاصر وغير مطلق وغير تمامي ومستحيل عليه الكمال لا يمكن التسليم برفضه كله ولا يمكن التسليم بقبوله كله ,فلا بد أذن أن نقبل بما ينتجه هو من أشكال معرفيه منها العلم ومنها الدين.
البعض يقول أن ما سلمت به أنفا من قصورية العقل هو بالحقيقية تسليم بالقصورية للعقل الفرد ,وأن هناك ما يسمى بالعقل الجمعي وهو صورة من صور العقل عندما يتشكل من تنوع في تشكيلاته لكنه بالأخر يعمل وفق نظام واحد موحد يمكننا أن نحتكم به وله بما ينتج من حكم تشاركي ذا أهلية جادة وحقيقية للتسليم به ,ولا داع أصلا لافتراض العبثية أو أنها حكم متسرع.
الجواب بكل بساطة مفهوم العقل الجمعي يمكن أن يكون أهلا للحكم في حال أن يتخلى عن مسلماته الأولى ,وهذه المسلمات كما نعلم أما أن تكون منحازة للعلم أو منحازة للدين وأحيانا تتوسط بينهما وأحيانا ترفضهما معا ,وفي حالات لا تؤمن أصلا بحقها في المحاكمة, عليه يكون اللجوء إلى التجريد صعب جدا بل ضرب من اللا واقعية التسليم به .
فكل عقل كما قلنا لا ينطق في الحكم على الأشياء من فراغ ولا بد له من مقدمات تساعد وتمهد الطريق للحكم ,أو أنها تتفق على منهج حيادي تقريري يجعل الدين والعلم كنظائر يلاحظ فيهما أساسيات المنهج بتجرد ثم يحكم ,وهنا نرجع إلى نفس المربع الأول من يقرر حيادية المنهج وتجرد العقل وكيفية قياس هذا التجرد.
العقل الجمعي لا يمكن أن يكون مفهوم حقيقي ومناسب للحكم ,قد يصلح في النظر بقضايا انتاجية أخرى بما يمثله من انحياز طبيعي عند الإنسان لجهة موضوع ما أو رفض له وإن لم يشترط الجزم بكون نتيجة الأحتكام هنا مثالية أو حقيقية فكثيرا من الأحكام التي يصدرها العقل الجمعي والتي عدت في وقت ما حقيقة ,أظهرت التجربة والتطور العقلي والمعرفي أنه كان التسليم ليس بمحله وأن الأحتكام خاطئ بل ومضلل ,إذن لا يمكن بأي حال من الأحوال تعرية العقل أو حتى الأفتراض بإمكانية التعرية ومن ثم البناء على المفترض الخيالي لذا قلنا أنه عبث لأن الخيال وهو نوع من توهم الصحة لا يسلم به أيضا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية التربية والتعليم في العراق رؤية حداثوية
- الرب المذموم والإنسان المعصوم.
- أعراب قحطان وعرب عدنان
- خطيئة التأريخ
- العرب والأعراب في التأريخ
- أول التأريخ حكاية
- أحلام السلام جزء من استراتيجية التقدم.
- مطر السياب
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح4
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح3
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح2
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ج1
- كتب إبراهيم في ليلة الوداع الاخير
- أتجاهات التغير ومسالك الطريق العربي
- الديمقراطية ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل ج2
- الديمقراطية ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل ج1
- الديمقراطية والسلطة والشعب
- تنمية الأسس الحداثية في التفكير
- العراق أولا ....
- العراق بين التخطيط والتخبط


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تعرية العقل