أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - توما حميد - هل يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي بالضد من العمل المشترك؟ بصدد حملة الحوار المتمدن من أجل الشروع بعمل مشترك لقوى اليسار والديمقراطية في العراق















المزيد.....

هل يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي بالضد من العمل المشترك؟ بصدد حملة الحوار المتمدن من أجل الشروع بعمل مشترك لقوى اليسار والديمقراطية في العراق


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 1237 - 2005 / 6 / 23 - 12:39
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تدور الكثير من النقاشات حول ضرورة التوصل الى نوع من التحالف بين القوى اليسارية في العراق لمواجهة القوى الرجعية وانتشال المجتمع من الوضع الماساوي الذي فرض عليه من قبل امريكا وحلفائها من جهة والقوى الاسلامية والقومية المعادية لامريكا من جهة اخرى.
من المعروف انه لا يوجد في الوقت الحاضر حزب او قوة شيوعية في العراق قادرة على التاثير بشكل جدي على معادلات السياسية لصالح الجماهير، لذا يطرح موضوع العمل المشترك بين القوى الشيوعية واليسارية في المجتمع في هذا الوقت بالذات حيث يغرق المجتمع في ازمة اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة نفسه بالحاح. السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما هو موقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي من العمل المشترك وحتى من الدخول في تحالفات مرحلية مع القوى الاخرى في المجتمع من اجل اهداف محددة وواضحة تقدمية واي قوى يمكن للحزب الشيوعي العمالي العراقي الدخول معها في عمل مشترك؟ وما هو موقفه من المشاريع التي تساهم في احضار جماهير التيارات الاخرى الى الميدان؟
لايقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي بالضد من العمل المشترك مع القوى الاخرى على مسائل تقدمية فحسب بل انه قام بالعديد من المبادرات في هذا الشأن لخلق ارضية للعمل المشترك مع القوى التقدمية سواءا داخل العراق او خارجه، مثل الدفاع من حقوق المرأة او الطفل او اللاجئين، حملة اعادة بناء المجتمع المدني والحملة من اجل اقرار حق العمل السياسي وغيرها. ان منظمة حرية العراق هي اخر هذه المبادرات التي تدل على روحية عملية تسعى الى تغير الواقع بعيدا عن المعارك الذهنية والايدولوجية التي عادة ما ينغمس فيها اليسار. ولكن الدخول في عمل مشترك او حتى تحالف مع الاحزاب الاخرى ليس بالنسبة للحزب الشيوعي العمالي العراقي هدفا بحد ذاته بل هو وسيلة من اجل التقدم بسياسة معينة وتحقيق هدف معين. ان الدخول في العمل المشترك بالنسبة للحشعع يتطلب وجود قوى سياسية لديها ما تقدمه للجماهير.
فلا يمكن للحزب الشيوعي العمالي العراقي على سبيل المثال الدخول في تحالف مع قوى تكون اولويتها التحضير والمشاركة في انتخابات معروفة النتائح مسبقا والتي لن تكون افضل من مهزلة الثلانين من كانون الثاني الماضي. ان عقد امال على الانتخابات القادمة يعني التوهم بان البرجوازية المحلية والعالمية هي بصدد بناء نظام ديمقراطي على الطراز الغربي في العراق ولذا قد يكون بامكان اليسار من خلال المشاركة في الانتخابات تحقيق اهداف تقدمية. في الحقيقة ليس من مصلحة البرجوازية المحلية والعالمية اقامة نظام علماني ديمقراطي يقر بالحقوق والحريات الموجودة في الغرب ببساطة لان العراق هو من بين الدول الذي تريدها البرجوازية المحلية والعالمية ان تكون مصدر للعمل الرخيص. ان العمل الرخيص يتطلب عامل خاضع ومقموع وهذا ما يتناقض مع الديمقراطية بطرازها الغربي. هذا لايعني بانه من غير الممكن فرض نظام علماني على البرجوازية، الا ان هذا لن يتم من خلال التعاون مع البرجوازية والمشاركة في مشاريعها بما فيها الانتخابات بل من خلال الضغط عليها من خارج هذه المشاريع. لذا فان الديمقراطية التي تنوي البرجوازية بنائها في العراق هي ما نراه اليوم وليس شيئا اخرا. ان التوهم بان امريكا بصدد اقامة ديمقراطية في العراق هي جزء من السذاجة التي كانت قبل وقوع الحرب تصم الاذان من كثرة الحديث عما سيتحقق في ظل الاحتلال الامريكي. لقد صح كل ماقاله الحزب الشيوعي العمالي العراقي وانزوى المطبلين للحرب منشغلين بالتفكير بما حدث والتراجع بشكل خجول عن مواقفهم السابقة. لم يبقى من تلك السذاجة الا الاعتقاد الذي يحمله قلة قليلة بان عدم قيام نظام ديمقراطي في العراق هو بسبب ان امريكا لم تعطى الفرصة نتيجة للاعمال الارهابية التي تقوم بها عصابات الاسلام السياسي وبقايا البعث. اذا تحالف اليسار بكل مجاميعه سوف لن يحقق نتائج افضل كثيرا عن النتائج التي حققها الحزب الشيوعي العراقي في الانتخابات السابقة لان هذه الانتخابات مصممة ان لا يكون لليسار فيها دورا كبيرا وحتى لو حقق شيئا ذو شان فلن يسمح له ان يستخدم موقعه الا لخدمة المصلحة العامة للبرجوازية والتي تتطلب قمع منظم ودكتاتورية من نوع جديد. هذا هو احد ابرز سلبيات الحملة التي اطلقها الحوار المتمدن. ان التحضير والمشاركة في الانتخابات القادمة هي اولوية من اولوياتها والتي لن تحقق شيئا لليسار وربما ستزيد من تشائم وازمة اليسار الذي يعقد الكثير من الامال علي هذه الانتخابات عندما يفشلون من تحقيق نتيجة تذكر. ان للحزب الشيوعي العمالي العراقي كحزب ذو سياسة وبرنامج واضح و معين الحق ان لايشارك في ما يتناقض مع ما يعتقد به. فربما نجد قوى وافراد يعتبرون الجبهة التي يهدف الى بنائها اياد علاوي جبهة تقدمية ويطالبون اليسار الانضمام اليها!
ومن جهة اخرى فان التعاون بالنسبة للحزب الشيوعي العمالي العراقي ليس عملية الدخول في جدالات فكرية وذهنية مع كل اربعة اشخاص يعلنون تشكيل تنظيم. أن الدخول في عمل مشترك او حتى تحالف له معني عندما يكون بين قوى سياسية. لن يكون للدخول في تحالف او عمل مشترك مع القوى الاخرى معنى لو كان الحزب الشيوعي العمالي العراقي قويا الى درجة يكون قادراً على تغير موازين القوى لصالح الجماهير بل ربما يكون الدخول في العمل المشترك في هذه الحالة مضيعة للوقت. ولكن اليوم حيث الحشعع يمثل قوة في المجتمع ولكن ليس قوة حاسمة يكون للدخول في العمل المشترك اهمية وهذا الامر ينطبق على بقية القوى اليسارية. لكن في نفس الوقت لايوجد معنى للدخول في عمل مشترك او تحالف مع مجاميع تعيش في الحاشية وخاصة اذا كانت تلك المجاميع ايدولوجية اكثر من كونها قوى سياسة مما يجعل اي عمل مشترك معها عامل ضعف واعاقة للنضال بدلا من التقدم به. ان الحشعع سيستفيد من العمل المشترك من القوى الاصلاحية والجماهير التي تدعم هذا التيار في المجتمع وليس مجاميع اليسار غير الاجتماعي التي ليس لها علاقة بالمجتمع.

وحتى مع القوى التي لها حضور في المجتمع فان الحوار و العمل المشترك لا يمكن ان يكون في الميدان الفكري بل على مسائل عملية حية في المجتمع. هذا هو احد السلبيات التي رافقت حملة الحوار المتمدن، فبدلا من التركيز على المسائل العملية، ركز على المسائل الفكرية والكتابة. فاذا كان الرفاق في حملة الحوار المتمدن ينون الخروج بهذه الحملة بشيء عملي عليهم التركيز على مسائل عملية من بينها ايجاد الية لجر القوى السياسية الاجتماعية الى العمل المشترك والضغط عليها والكشف عمن يقف ضد مثل هذا العمل.
رغم المصاعب التي يصاحب العمل المشترك وعدم وجود قوة قريبة من الحزب الشيوعي العمالي العراقي على يمينه الا انه كان دائما مع هذا النوع من العمل لانه تنظيم راسخ يمتلك استقلالية تنظيمية كاملة ووضوح ايدولوجي. فالدخول في عمل مشترك بالنسبة لحزب شيوعي يتطلب ان يكون الحزب حزبا واضحا ومستقلا ايدولوجيا وتنظيميا عن كل التيارات السياسية الاخرى في المجتمع وخاصة القوى الاصلاحية التي تقف حائلا امام انجاز ثورة الطبقة العاملة في المراحل الثورية. وكلما تمكن الحزب من انجاز هذه المهمة يكون مسالة العمل المشترك مع القوى الاخرى في المجتمع اكثر سهولة. ولهذا لم يكن الحشعع ضد اي عمل مشترك من اجل اهداف تقدمية مادام هذا العمل المشترك لايقيد حرية التبليغ و حرية النقد والنضال ضد محدوديات ومعوقات التيارات الاخرى وما دام يسمح له العمل كطرف مستقل.




ما الذي يمكن ان يحققه الحزب الشيوعي العمالي العراقي من العمل المشترك؟

ان وظيفة الحزب الشيوعي العمالي العراقي هي قيادة ثورة الطبقة العاملة من اجل بناء المجتمع الاشتراكي. لكي يقوم الحزب بهذه المهمة يجب ان يكون قادرا على كسب الطليعة الثورية من الطبقة العاملة. وللقيام بهذه الوظيفة يجب ان يستفيد من كل الميادين والفرص التي تساعده على الوصول الى الطبقة العاملة بما فيها القطاعات التي تدعم التيارات الاخرى. من هذه الميادين هو العمل المشترك مع القوى الاجتماعية الاخرى في المجتمع.
كما اشرنا سابقا في اوضاع مثل وضع العراق حيث تسيطر القوى الرجعية بكل انواعها على المجتمع وتسود ظروف السيناريو الاسود، كما ان الحشعع لايزال ليس بامكانه توحيد الطبقة العاملة حول رايته وشعاراته العملية الانية وليس بامكانه حسم المعادلات السياسة او التاثير عليها بشكل جدي اذ ان شرائح واسعة من الطبقة العاملة تقع تحت نفوذ التيارات والافكار الرجوازية بما فيها الاصلاحية تبرز ضرورة العمل المشترك.
ان العمل المشترك مفيد لتقوية النضال الطبقي وتعزيز مكانة الحزب الشيوعي العمالي العراقي. ان اهمية العمل المشترك مع القوى الاخرى على اهداف مرحلية تقدمية تكمن في انه:
· قد يساعد العمل المشترك، مهما كانت المطاليب والشعارات محدودة، على احضار عدد اكبر من الناس الى الميدان مما يزيد ثقة الجماهير بنفسها ويساعدها على السير الى الامام. ان نمو حجم الحركة يزيد من راديكاليتها. ان هذا النمو في الراديكالية يخلق ظروف ملائمة للشعارات وطرق النضال الثورية والدور القيادي للشيوعيين لكي تطغي. عندما تكون الجماهير ثورية، وواثقة من نفسها وفي الميدان يكون بامكان الحشعع وطروحاته ان تحقق مكانة ومقبولية اكثر بين هذه الجماهير. اذا كان من مصلحة الاحزاب البرجوازية الرجعية دفع الجماهير الى بيوتها ومنعها من التدخل في السياسة مما يعطيها فرصة للحكم والعمل من وراء ظهر الجماهير، فان من مصلحة الحزب الشيوعي العمالي العراقي ان يحضر اكبر عدد ممكن من الجماهير الى الساحة السياسية. ان زيادة تدخل الجماهير في الحياة السياسية وزيادة راديكاليتها تخدم الحزب الشيوعي العمالي العراقي الذي يستند في تحقيق اهدافه على الجماهير نفسها.
.

· يساعد العمل المشترك على كشف محدودية بقية القوى وخاصة الاصلاحيية امام الجماهير. ويساعد على توضح فرق الشيوعية العمالية عن بقية الحركات والمجاميع وعلى ايصال الصراع معها الى مستوى جديد من الجدية مما يودي الى الاتيان بافكار جديدة بدل من اعادة نفس المجموعة من الافكار في هذا المجال. و يساعد هذا الصراع على ايصال افكارنا الى شرائح جديدة من الناس. ان الصدام مع بقية التيارات في المجتمع امام انظار الجماهير يبين نقاط قوتنا، اذ ليس من مصلحة الشيوعية العمالية الابقاء على الجغرافية الحالية للنفوذ التي تتمتع بها القوى المختلفة. بهذا الصراع سنحرم القوى الاصلاحية من احتلال اي موقع داخل الطبقة العاملة مبني على الازدواجية والغموض والبينية او ان تذرف الدموع على وضع الطبقة العاملة بينما تعمل كل ما في وسعها من اجل خدمة الطبقة الحاكمة تحت شعارات ومسمياة مختلفة. بامكان الحشعع من خلال العمل المشترك فصل الجماهير عن هذه القوى. فالخوض في العمل الجماهيري الواسع يساعد الجماهير على كسب الخبرة الضرورية التي تساعدهم على الانفصال عن القوى البرجوازية الرجعية وحتى عن القوى الاصلاحية. ان الطبقة العاملة اليوم مقسمة الى اغلبية واقعة تحت تاثير القوى اليمينية الرجعية واقلية واقعة تحت تاثير التيار الاصلاحي واقلية اصغر تحت تاثير الشيوعية العمالية. ان العمل المشترك يساعد الطبقة العاملة من الحركة من اليمين الى اليسار باتجاه القوة الثورية المتمثلة بالحزب الشيوعي العمالي العراقي. من جهة اخرىيمكن العمل الجماهيري الطبقة العاملة من التعرف على برنامج وطرق نضال الحزب الشيوعي العمالي العراقي و على فهم الحزب والثقة به وبالتالي دعمه والانضمام اليه. عن طريق العمل بين الجماهير فقط يمككنا ان نثبت للجماهير باننا نناضل بشكل افضل من القوى الاخرى وباننا اكثر وضوحا وثباتا واخلاصا وحيوية. والعمل المشترك يساعد الجماهير لكي تعرف باننا رغم اختلافانتا مع القوى الاخرى الا اننا على استعداد للعمل من اجل بناء وحدة الجماهير والعمل من اجل كل مايخدم مصالحها.
·
· العمل المشترك سيساعد على الكشف عن محدودية القوى اليسار الراديكالي غير الاجتماعي التي تجد في الحزب اداة للدعاية وليس اداة للنضال من اجل تغير الوضع القائم. و يكشف عدم قدرة هؤلاء على مغادرة مكاتبهم والخوض في العمل الجماهيري حتى لايصابون بلوثة ايدولوجية وتتلوث افكارهم بالافكار الشائعة في صفوف الطبقة العاملة. انه يكشف ضيق افقهم ووسبب بقائهم في حاشية المجتمع وعدم وجود اي علاقة بينهم وبين الطبقة العاملة.

· ان العمل المشترك الذي يساعد على تعزيز العمل الجماهيري العملي يساعد الحزب نفسه على التحول من اداة للدعاية الشيوعية الى حزب اجتماعي يعمل بين الجماهير ويناضل من اجل كسب السلطة. ان العمل الجماهيري يعلم الحزب وقيادته على قيادة الجماهير في النضال اليومي. كما ان الدخول في العمل المشترك هو التعهد بانضباط ونضال معين.

كم هي المسائل التي يمكن العمل عليها بشكل مشترك كثيرة ومتعددة، مثل طرد قوى الاحتلال، الارهاب، الحرب، المواذ الغذائية،الخدمات الصحية و الكهرباء والماء والتعليم، مسالة الدستور، حقوق المراة ومساواتها مع الرجل، العلمانية، الحرية السياسية، دعم الاحتجاجات العمالية اليومية، مسالة البطالة. كل هذه الامور وعشرات غيرها بالامكان ان تكون ميادين للعمل المشترك مع القوى الاخرى.
ولكن في وضع العراق اليوم يوجد مشكلة عدم وجود قوى تقدمية بالامكان الحزب الشيوعي العمالي العراقي العمل معها على اهداف ومطاليب تقدمية انية. فالعمل المشترك بالنسبة لقوى ثورية مثل الحزب الشيوعي العمالي العراقي يكون ممكنا مع القوى الاصلاحية التي لها شيء تقدمه للمجتمع. ولكن الحركات البرجوازية اغلبها من الرجعية بحيث لاتناضل من اجل اي من القضايا التي تمس حياة الجماهير. لذا ليس بمقدور الحزب الشيوعي العمالي العراقي العمل مع هذه القوى الرجعية في المجتمع . كما ان الكثير من القوى التي يفترض ان تكون يسارية واصلاحية بما فيها الحزب الشيوعي العراقي نتيجة للهجمة المكثفة لليمين وللاسف قد اتجهت الى اليمين الى درجة كبيرة بحيث لم يعد لها الكثير لكي تقدمه للمجتمع ولذلك ليس بامكانهم الدخول في عمل مشترك على اهداف تقدمية . كما تعلم هذه القوى جيدا بان اي عمل مشترك من هذا النوع سيكون في غير صالحهم. وهنا تبرز اهمية المشاريع الاصلاحية التي بامكانها جذب الجماهير الواقعة تحت تاثير التيارات الاخرى في المجتمع وخاصة التيار الاصلاحي التي لاتتفق مع الحزب في كل المسائل ولكن تشاركه اهداف معينة انية الى الساحة بقوة.
وهنا يعوض العمل المشترك مع القوى الاخرى بالمشاريع التي تساعد على احضار الجماهير الى الساحة السياسية وجرها للعمل السياسي. احيانا يصعب العمل مع القوى المنظمة للتيارات السياسية الاخرى او قد لا تمتلك تلك التيارات قوى منظمة في مرحلة من المراحل ولكن يكون اسهل جر الجماهير التي تقع تحت تاثير تلك التيارات الى العمل السياسي. ان مايجعل جر الجماهير العمالية التي تدعم التيارات الاجتماعية الاخرى مثل التيار الاصلاحي من قبل الحزب الشيوعي العمالي العراقي الى الساحة السياسية ممكنا هو حقيقة ان حتى الجماهير التي تدعم هذه التيارات مهتمة بتحسين مستواها المعاشي، وبالحرية، والعلمانية وغيرها من الامور التي تهم الحزب.
و هناك العديد من القضايا المهمة التي يمكن من خلالها جر الجماهير التي تقع تحت تاثير التيارات البرجوازية الاصلاحية الى العمل السياسي. تأسست منظمة حرية العراق من اجل القيام بهذه الوظيفة. ان اقامة دولة علمانية غير قومية هو مطلب اصلاحي كبير في وضع العراق واكثر الحاحا. والنضال من اجل هذا المطلب المهم بامكانه جذب قطاعات واسعة من الجماهير لكنه يحتاج الى جهود. ان اي شخص جدي فيما يتعلق بالعمل المشترك بين اليسار والقوى التقدمية في المجتمع وباحداث اصلاح في وضع الجماهير عليه ان ينضم الى هذا المشروع. فهذا هو اطار للعمل في هذا المجال بدل من التركيز على المسائل الفكرية التي لا تقدم ولا تأخر في اي شيء. ان هؤلاء الذين يودون خلق تقارب بين اليسار من اجل شيء اكثر اهمية من المشاركة في مهزلة الانتخابات عليهم العمل في منظمة حرية العراق لان هذه المنظمة ببساطة موجودة كاطار للعمل المشترك وقد انجزت الكثير من المسائل مثل كتابة برنامجها وهيكلتها. كما اثبتت انها منظمة جماهيرية ليست ملك الحشعع. لذا يجب علينا عدم العودة الى الوراء فهناك شيئا قد تحقق فعلا علينا جميعا البناء فوقه وليس العودة الى نقطة الصفر اذا كان الهدف هو العمل الشترك بين القوى التقدمية وليس فقط محاولة جر الناس وراء سياسات الحزب الشيوعي العراقي.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بورصة نشطة لتجارة الدم في العراق نتيجة للارهاب الامريكي والا ...
- حرية التعبير هي من ابسط حقوق الانسان
- اختلافاتنا مع تقاليد اليسار الهامشي، رد على جليل شاهباز، الج ...
- الشيخوخة تصيب فرقة حميد تقواي في العراق
- الخلافات بين الشيوعية العمالية واليسار التقليدي-رد على جليل ...
- انا يساري فان لم تكن معي فانت يميني! رد على الرفيق جليل شهبا ...
- لاتطالبوننا بتحويل الشيوعية العمالية الى شيوعية بائسة - الجز ...
- لاتطالبوننا بتحويل الشيوعية العمالية الى شيوعية بائسة - الجز ...
- جريمة اربيل والدور غير المباشر للاحزاب الحاكمة
- ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! الجزء الث ...
- ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! - الجزء ا ...
- ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! الجزء الا ...
- فصل اخر من فصول السيناريو الاسود، يخرجوه مجلس الحكم
- هذا البعبع لم يعد يخيف الناس ردا على جريدة الفرات
- لماذا نطالب باستبدال قوات الاحتلال بقواة دولية تحت اشراف الا ...
- نحن بحاجة الى فصل الدين عن الدولة وليس اصلاح الدين - تعقيبا ...
- نحن بحاجة الى فصل الدين عن الدولة وليس اصلاح الدين - الجزء ا ...
- أمريكا بحاجة الى المزيد من الحروب و الأنتصارات فمن العدو الق ...
- لماذا لن تقوم امريكا ببناء العراق؟ الفرق بين عراق اليوم والم ...
- المعارضة العراقية: يا عالم لاحل لدينا غير حرب امريكا!!!!!!!! ...


المزيد.....




- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 552
- النظام يواصل خنق التضامن مع فلسطين.. ندين اعتقال الناشطات وا ...
- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - توما حميد - هل يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي بالضد من العمل المشترك؟ بصدد حملة الحوار المتمدن من أجل الشروع بعمل مشترك لقوى اليسار والديمقراطية في العراق