خطوة الألف ميل

علي مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 18:54
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

دائما هناك ما يقلق في الواقع الكردي حين يكون التوجه العام جدياً نحو شكل من اتخاذ القرارات المهمة والتي قد تكون بمثابة الخطوات التقريرية و المصيرية في طريق الحل النهائي خصوصاً تلك التي لها صلة مباشرة بالشأن القومي الكردي كمسألة جنيف2 والتخوف من نتائجها كنتيجة لتوجه دولي جرى التحضير لها وسط نفاذ الفرص الاخرى و فرض خارطة طريق لصورة الحل السلمي الدبلوماسي في سوريا كخيار وحيد بعد مخاض عسير لولادة اريد لها ان تكو ن قيصرية ، فهي وإن لم ترتقي إلى مستوى الطموح الوطني السوري والتي قامت على اساسها الثورة بحيث لم تكن لترضى عن اسقاط النظام بديلا ،فهي جاءت بالنتيجة كتصور دولي جرى التوافق على اساسياتها دبلوماسيا في جنيف1 عام 2012 وكانت بمثابة الخطوة الأولى باتجاه الألف ميل . واذا اجيز القلق الكردي في أضيق جوانبه كحالة شعب عاش استثنائيا على أرضه ، مغترباً عن وطنه ومغيبا عن تقرير مصيره ، فإن هذا القلق يفقد ما يبرره إذا كان ذو علاقة مع الحالة العمومية السورية وبرعاية دولية ضامنة وبالتالي يتم وفقها ربط الجزء بالكل ، فبنفس القدر الذي يكون فيه الكل قويا طبعاً سيكون الجزء قوياً أيضاً ، ولا يمكن في أي حال من الأحوال حل مشكلة الجزء الكردي في سوريا دون حل مشكلة الكل السوري . فالبنظر إلى السلوك الكردي الدبلوماسي البعيد عن منطق الدبلوماسية السياسية خصوصاً من جانب القوى السياسية الكردية التي بقيت خارج الائتلاف الوطني السوري وبالتالي لم يتم إشراكهم في وفد المعارضة إلى جنيف2 نرى أنه كان متخبطاً في العشواء وعبثياً في غالب الأحيان ، فهو من جهة كان يدعو إلى وفد كردي مستقل بغية تشتيت صف المعارضة وتحقيق رغبة النظام في ذلك وسط الدعوة الدولية الحاسمة المبنية على أحادية الوفد السوري المعارض ، مقابل الوفد الذي سيمثل النظام ومن جهة أخرى يحاول تحميل الوفد الكردي تبعات تاريخية تعود لعقود ماقبل الحرب الباردة على صورة تكرار لمؤتمر لوزان الذي قوض الحلم الكردي حينئذ وهي بالتاكيد كانت محاولة يائسة على طريق التهديد المستتر للوفد الكردي الذي يحضر جنيف2 كجزء من وفد المعارضة السورية ولعل ما صرح به اسماعيل حمه السكرتير السابق لحزب يكيتي لولاتي نت مؤخرا يأتي ضمن نفس السياق في محاولة يائسة منه للنيل من مصداقية التمثيل الكردي في جنيف2 ضمن الائتلاف ويشترط أيضاً حضور وفد كردي مستقل كشرط لتمثيلهم للحالة الكردية وكأن هناك اقليم كردي مستقل يعارض أو يتعارض مع الوفدين السوريين في أقاليم مختلفة مستقلة كما أنه ينسى أو يتغافل عن حقيقة مفادها أنه لو حضر وفد كردي مستقل سوف يكون ذلك مقرونا بوفد درزي مستقل وكذلك وفد علوي مستقل ووفد سني مستقل وكذلك الامر بالنسبة لوفد التركمان والكلدو آشور وغيرهم .....!

#علي_مسلم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات