أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - جغرافية الشعر و العشق والوطن في رواية - الحلم لي - لحليمة زين العابدين















المزيد.....



جغرافية الشعر و العشق والوطن في رواية - الحلم لي - لحليمة زين العابدين


عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 01:13
المحور: الادب والفن
    



على سبيل التقديم
بإصرار أكيد ورغبة عارمة ، تقتحم الكاتبة الروائية المتعددة حليمة زين العابدين زمن الرواية المغربية والعربية ، متجاوزة تعثرات البداية المنسوجة بعوالم الذات والمطبوعة بالسير الذاتي . وهي تتخطى البدايات ، تدخل أفق التراكم السردي ، بحثا عن شكل روائي جديد مغاير، يتجاوز أفق الكتابات السردية السابقة للكاتبة . تجيء هذه الرواية الحالمة " الحلم لي ". بعد روايات صاخبة بعنف المتخيل المستمد من عنف الواقع المعيش ، اقتصادا واجتماعا وسياسة وثقافة ووجدانا، والذي تمثل في منجزها الإبداعي الصادر على التوالي : كتاب " قراءة وإقراء النصوص السردية نموذج أوراق عبدالله العروي 1997 / رواية " هواجس العودة " 1999/ مسرحية حكايات النساء 2003 / رواية " قلاع الصمت" 2005 / رواية "على الجدار" /2012 / رواية " الحلم لي " 2013 " .
يجب التأكيد منذ البداية أننا أمام رواية تتيح إمكانات متعددة للقراءة لغناها أولا ، ولتنوع مساراتها وقضاياها المطروحة على مختلف مجالات الحياة النفسية والاجتماعية والفنية والسياسية والدينية . ومن ثمة فهي رواية تفتح للقارئ بوابات ومداخل متعددة على اعتبار أنها رواية إشكالية ، ذات أطروحة تتضمن فرضيات واحتمالات واقتراحات وبدائل ما تزال مثار نقاش وطني وقومي ودولي من قبيل : الحراك السياسي والاجتماعي الذي شغل الناس . وقضايا مجتمع المعرفة وحقوق الإنسان ودولة الحق والقانون والمواطنة . إلى جانب النقاش الفني حول حداثة الرواية ورواية الحداثة أو التجريب أو الخصوصية الروائية أوالشكل الفني للرواية.والرواية لا تزال قادرةعلى التنوع والتجريب والتجاوز ..
وبين مد وجزر ، تحاول رواية " الحلم لي " تحاول التخلص من تجربة الكتابة عن واقع الاعتقال السياسي وتجربة السجن . كما تحاول التملص من الأجواء المشحونة بطبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، كما في روايات : " الساحة الشرفية " لعبد القادر الشاوي و" أخاديد الأسوار" لزهرة الرميج وغيرها .. لكن رواية " الحلم لي " سريعا ما يراودها الحنين والتاريخ إلى كتابة تتساوق واللحظات الهاربة والمنفلتة ، الكائنة والممكنة . فتعيد كتابة المرحلة ذاتها لكن بصيغة جديدة تخيلية متراوحة. تقترب وتبتعد قليلا .فلم تتمكن من إحداث القطيعة ـ بمفهوم غاستون باشلارـ مع الروايات السابقة رغم الفروق الواضحة بينها أسلوبا ومضامين ، مبنى ومعنى . والكاتبة في هذا وذاك ، تمتلك قدرة مائزة على تخطي الواقعي بامتلاكها له ، دون مجاراته ودون أن تتحول وقائع وأحداث المتواليات السردية في عين القارئ إلى ترديد لصدى هذا الواقع المرير، في الزمن المقيت . فتبدو اللمسات التخيلية الحالمة كقيمة مهيمنة واضحة على جسد الرواية ، فضاءا ووقائع وشخصيات وتقنيات وبرامج سردية لافتة ، تمتاح من السرديات المتاخمة والمتوالفة مع فضاء البحر بقيمه وتقاليده وأسراره ومغامراته ، كما في كتابات الروائي السوري العميق حنا مينة .. ( الذي لاشك أنه كان حاضرا ومتمثلا في ذهن الكاتبة قبل تخلق الرواية وتشكلها ، ولاشك أنه يمثل أحد المرجعيات المفكر فيها ، من مقروءات الذات الكاتبة المخترقة لآفاقها ومقصديتها الجمالية.).
ـ فإلى أي حد تتماس رواية " الحلم لي " وروايات البحر ؟ ..
ـ وبم تنماز عنها ؟ ..
ـ وما الإضافة النوعية التي تقترحها الرواية في تجاوزها للروايات السابقة للكاتبة ؟ .
ـ ما هي تجليات الحلم المومإ إليه في عتبات الرواية ؟ .
ـ و ماهي تمثلات الحلم من خلال رصد وقائع الرواية ، وتتبع مفرداتها ، المعجمية والدلالية السياقية ؟
ـ ما هي تمظهرات الشعري في الرواية ؟ و ماهي حدوده ووظائفه ؟ .
أسئلة عدة تتردد على القارئ أثناء القراءة وتراوده بعدها ، سنحاول ملامستها لا الإجابة عليها .
1 ـ عتبة الإهداء
تقول :
" إلى
ـ روح مارية بلغيثي ، كان طيفها حاضرا أثناء الكتابة .
ـ علي بنساعود ، احتضن الرواية مازالت فكرة ، رافقها مخاضا ورسمها ذهنيا وكتابة على الورق .
ـ عبد العاطي جميل ، جمل من شعره تؤثث فضاء الرواية .
ـ خرفا محمد ( ميميد ) أدخلني عوالم المشردين وعنهم كتبت .
ـ روح حفيظ حموي ، في حياته ، حمل البحر لي والصيادين .
ـ خالد ، عزيز ، عمر ، مهدي ، ماجدة وعبد الرزاق فهم أحبائي " .ص. 3
عتبة الإهداء هذه في رواية " الحلم لي " لا تقل أهمية عن باقي العتبات كالعنوان واسم الكاتبة حليمة زين العابدين ولوحة الغلاف ( القارب على الشاطئ ) وغيرها .. وهي بدورها تستبق أحداث الرواية ودلالاتها وخلفياتها المرجعية . فهي محيلة على ست إشارات دالة باعتبارها القوى الفاعلة المنتجة والمساهمة في الرواية .. فالعتبة تصريح ضمني بأنها شخصيات متواطئة و محفزة تمثل المؤلف الضمني أوالمتعدد الذي منح الكاتبة الإيحاء والفضاء والطاقة العاطفية في مغامرة الكتابة ( الطيف / الاحتضان / الشعر / التشرد / البحر / المحبة ) ص. 3 .. وهذه الإشارات العاطفية القوية جميعها واكبت تأطير الرواية مبنى ومعنى حسب الكاتبة في الإهداء / فالاعتراف سيد الأدلة ، هو شكل من أشكال الفضيلة والوفاء للأحياء والأموات .. وهذه إحدى خصال الذات الكاتبة المتميزة ...
2 ـ عتبة الاستهلال
هذا نصه :
" الحلم لي / حلم / لا يبتاع / لا يبضع / لا يسرق / لا ينسف / لا يدمر " . ص. 5
عتبة الاستهلال بدورها تؤكد إصرار الذات الكاتبة على حيازة الحلم وامتلاكه باعتباره هوية وجودية لها .. هذا التوكيد يجيء في صيغة سلسلة من اللاءات الفعلية " لا يبتاع ، لا يبضع ، لا يسرق ، لا ينسف ، لا يدمر، بعد الجملة الإسمية " الحلم لي " : فهذا الحلم حلم الذات غير قابل للبيع ، للتبضيع ،للسرقة ، للنسف ، للتدمير.. فكأن هذا الاستهلال يتخذ شكل احتجاج ، ورفض يستبق رؤية الذات العميقة للعالم أو يحيل عليها. وهي رؤية تتجه صوب كتابة التغيير أو الإصلاح على الأقل . مما يجعلنا نتساءل عن هذا الحلم المتحدث عنه في الاستهلال :
ـ أهو حلم للكاتبة حليمة ، بدمها ولحمها ووجدانها ، أم أن الحلم معبر عن حلم جماعي/ مجتمعي ، جاء على صيغة مفردة ؟ ..
ـ أ هو حلم متحقق بالفعل متجسد في البرامج السردية أم هو حلم في أفق الانتظار ، تسعى إليه الذوات المتعددة ، الكاتبة الفعلية ، والقارئ المفترض ، والشخصيات المتخيلة ؟..
ـ ما هو مضمون هذا الحلم ؟ .. وما هو مجاله : أهو عاطفي ، نفسي ؟ .. أم حلم سياسي ؟ أم حلم اجتماعي ؟ أو ليس الحلم حقا من حقوق غير معلن عنها صراحة ؟.. ربما ..
3 ـ البداية :
يتجلى خطاب الغواية والإغراء السردي منذ السطور الأولى للرواية حيث يلامس اللغة العاطفية الحالمة المعبرة عن دواخل الشخصيات وانشطارها من خلال موضوعة الحب . في حوار بين شخصيتي علاء وخديجة . يقول علاء : ـ ما بك يا خديجة ؟ ما بك يا حبيبتي صامتة على غير عادتك ؟ . فتجيبه قائلة : ـ أتأمل في هذا الحب الذي يزداد يوما عن يوم ، لهذه الشعيرات يا علاء . ـ حمقاء يا حبيبتي . قدري أني وقعت في شباك امرأة مجنونة تحب شعيرات صدري . ـ أحبها شعيرات صدرك عي التي أغوتني في بدايات الخيال والحلم ، بأن أغرم بك وأترك العالم وأتبعك. أقطع الحدود والغابة لأمضي معك يومين . ص.6
4 ـ النهاية :
" ... اجتمعوا كلهم على شريط الغابة الممتد من قرية الصيادين إلى بلد الجبل . طوفان من بشر مهيئين و مستعدين للعودة الجماعية، يعلنون ثورة الأحرارعلى العبيد لا ثورة المشردين ... و كان علاء بباحة استراحة نقطة العبور ينتظر وصول الأستاذ حمدان ، ليعيش معهم نشوة انطلاقة مسيرة العودة .. ص. 190 .
إن طبيعة العلاقة بين الوضعية البدئية للرواية والوضعية النهائية تتجلى على مستوى اللغة المختلفة الموظفة ، انطلاقا من الحقل الدلالي المعجمي للبداية : " خديجة حبيبي الحب يزداد وقعت مجنونة تحب حمقاء أحبها أغوتني الخيال الحلم أغرم أتبعك أقطع أترك أمضي . " . وهو حقل دلالي عاطفي ورومانسي حالم لكن له بعده المادي الجسدي المرتبط بالصدر والشعيرات ... فموضوعة الحب في البداية تركز على الجسد الذاتي المثير والمحرض على الحب العاطفي والروحي .. أما في الوضعية النهائية للرواية ، فالملاحظ أن الحقل الدلالي المعجمي فيجنح إلى كل ما هو جمعي عكس البداية ويتمثل ذلك في المفردات اللغوية التي جاءت في صيغة الجمع : " مشردي قادرون أكواخهم جمعوا اجتمعوا جمعوا الصيادين طوفان من بشر العودة الجماعية ثورة الأحرار ثورة المشردين . "
هكذا تبدأ الرواية من الحب الفردي وهكذا تنتهي نحوالحب الجمعي : حلما ومعاناة ومصيرا وخلاصا . لتترجم جغرافية الجسد وهو يعاند جغرافية الوطن
تحديد بنية الرواية
تتشكل رواية " الحلم لي " من ثلاثة أقسام :
القسم الأول يمتد من الصفحة 5 إلى الصفحة 82 ويتكون من متواليتين سرديتين أ ـ الأولى من ص.5 إلى ص.68 . ب ـ الثانية من ص. 69 إلى 82 ..
القسم الثاني يمتد من الصفحة 83 إلى الصفحة 160 ويتكون بدوره من متواليتين سرديتين .أ ـ الأولى من ص. 83 إلى 125 . ب ـ الثانية من ص.126 إلى 160
القسم الثالث يمتد من الصفحة 161 إلى الصفحة 190 . ويتكون من متوالية واحدة فقط ..
فالملاحظ أن ثمة تفاوتا في البرامج السردية لكل قسم . فالقسم الأول يتكون من 76 صفحة . والقسم الثاني من 55 صفحة . والقسم الثالث من 29 صفحة فقط .. وهذا مؤشر دال على النفس السردي الذي يسير وفق مسار تنازلي من 76 صفحة إلى 29 صفحة . يساهم في تسريع سرد أحداث الرواية بغية التخلص منها أو إنهائها . وقد بدا ذلك جليا في الصفحات الأخيرة التي تعلن نهاية الحلم وتحققه من خلال توحيد البلدان الثلاثة : : بلد الجبل ، بلد المدينة و بلد قرية الصيادين .. وهكذا الشكل الانحداري للنفس السردي قد أثر بالفعل في تسريع النهاية التي أضحت أشبه بنهاية الرواية الشرقية التي " في ختامها يتزوج الأبطال " حسب تعبير الشاعر نزار قباني .. بمعنى النهاية السعيدة ..
حوارية السرد في الرواية
من خلال تتبع المسار السردي لرواية " الحلم لي " في أقسامها الثلاثة بمتوالياتها السردية الخمس ، يتضح ذلك التفاعل والتناغم بين السردي والحواري والحجاجي . والاندغام بين الواقعي والتخيلي . وهذا التنوع مرده إلى الطابع الإشكالي الحيوي للرواية الذي يكسر رتابة السرد ويتجاوز الكتابة النمطية الخطية التقليدية التي تسير على نفس واحد ، وفق نسق زمني كرونولوجي . وصوت أحادي . كما أن تعدد الخطابات أملته طبيعة الشخصيات ذات التجارب الغنية التي تثير قضايا فكرية وجودية وسياسية مثار خلافات تتعدد فيها الرؤى والأطروحات .. وهي شخصيات إشكالية ، مثقفة ذات حمولة معرفية متنوعة فلسفية وحقوقية وأدبية قادرة على السجال والشرح والتفسير والاستدلال قصد الإمتاع والإقناع على حد سواء وحسب السياقات التي تجري فيها الوقائع والأحداث وحسب تعددية الفضاء أيضا .. ويستتبع هذا كله الطابع السجالي والحواري الذي يطرز نسيج الرواية من بدايتها إلى نهايتها .. وسنسوق أمثلة دالة على التواجد اللافت للحوار ودلالاته النصية ..
1/1 ـ تمثلات الحوار في القسم الأول
إن رواية " الحلم لي " غنية بالحوار كتقنية سردية تتيح للشخصيات أخذ الكلمة للتعبير عن ذاتها عن آرائها ومواقفها وعواطفها دونما حاجة إلى وسيط مما يبرز ذلك الطابع الديمقراطي في السرد، وكذا تعدد الأصوات الذي يغيب هيمنة السارد الكامل المعرفة الذي يخبر عن الشخصيات ويسرد كل المعطيات حولها ، ماضيها وحاضرها وربما مستقبلها ..
ـ في ص.6 يمتد الحوار بين شخصيتي علاء وخديجة إلى الصفحة 10 .
ـ في ص. 25 يمتد الحوار الاسترجاعي بين علاء والعم عامر إلى الصفحة 27 ( قصة الكلب بلاك / أخ علاء .)
ـ في ص.41 حوار بين عامر وصابر حول عشق سمكة إصبع الخادم أو إصبع الجارية .
• 1 /2 ـ الحوار في القسم الثاني
ـ من الصفحة 69 إلى الصفحة 82 تقدم حوارية مطولة حول " امتحان الجنة " ويجري الحوار مع حمدان لجنة تتكون من ثلاث شخصيات هي الرجل والطفل والمرأة .. وهي حوارية مستفيضة حول قضايا وموضوعات شائكة نعتت بالأزمة وهي على التوالي : الشغل / التعليم / الصحة / السكن / الحب ..ص.69 .. وهذه الحوارية تذكرنا برواية " اللجنة " لصنع الله إبراهيم و " رسالة الغفران " لفيلسوف الشعراء أبي العلاء المعري وإن اختلفت عنهما طبعا . وهذه الحوارية تضفي الطابع الغرائبي على ملامح الرواية .
1 / 3 ـ الحوار في القسم الثالث .
في الصفحة 165 حوارية بين علاء وبهية . فبهية تحكي الأسطورة الصينية ( الرسام والموت ). فالحديث عن تطهير بلد المدينة وعودة عامر ووردة . ثم العمل في الجمعية وإمكانية التحاق أصيل ومجد بها .
الحلم لي رواية بحر
ـ هل رواية " الحلم لي " رواية تنتمي إلى أدب البحر( الذي كرسه الروائي السوري حنا مينة ) في الرواية المكتوبة بالعربية ؟؟ ..
ثمة أكثر من إشارة تحيل على فضاء البحر ، وتشير إلى المعرفة بثقافته وأسراره وخباياه : صيدا وشعرا وغناء ونحتا وأسطورة ..مما يجعل إثارة هذا السؤال مشروعا . وسنحاول أن نقدم تلك الإشارات الست الدالة على أجواء البحر. ونترك للقارئ مجال التفكير وإصدار الحكم ، فله واسع النظر ..
1 ـ لوحة الغلاف : عتبة تشكيلية دالة على البحر من خلال مؤشرين هامين : الماء وقارب الصيد .. ولسنا في حاجة إلى تأكيد أهمية هذه العتبة في استباق الأحداث والدلالة على الفضاء البحري الذي يشكل أهم الفضاءات التي تجري فيها أو حولها وقائع وأحداث الرواية ..
2 ـ على ظهر الغلاف نقرأ : " لا يؤجل مواعيده مع البحر أو مع المرأة ، لا يخزن أحلامه ، ولا ينتظر قدره أو يراهن بالحب ... إنه العم عامر .. بكل النزوع الجانح إلى صيد مغامر في البحر وعلى مرافئه .. يتوق في أعينهن إلى البحر ، وعلى أجسادهن ، يعشق صخب الموج حين المد وحين الجزر .. وحين يصطدم بواقع إنساني فاقع الدنس ، يحتمي بالبحر .." . الصفحة 32
ـ 3 ـ المكان : تجري أحداث ووقائع الرواية في ثلاثة أمكنة هي : أ ـ بلد المدينة ، يقع على السهول الشرقية الجنوبية ، ويمتد من مصب النهر الكبير في البحر شمالا ، ليشمل الجانب الشرقي من الغابة .ص.45 . ب ـ بلد الجبل ، يقع على المرتفعات الغربية الجنوبية ، ويمتد من رأس الهضبة المطل على البحر شمالا ..ص.46 . ج ـ بلد " قرية الصيادين " ، يقع في المنطقة الساحلية الشمالية يمتد على طول الشواطئ ما بين مصب النهر الكبير في حدودها الغربية مع بلد المدينة .ص. 46
ففضاءات الرواية الثلاثة تربطهم علاقة وطيدة بالبحر .. وهي بلدان ذاتية الحكم ، لكل منها سيادته الخاصة .. لكنها في ما قبل كانت أرضا واحدة ثم تقسيمها من طرف القراصنة الغزاة .. يقول السارد : " كما قسموا أرضها إلى ثلاث مناطق جغرافية متساوية المساحة ، أطلقوا على كل واحدة منها اسما مستقلا ، يشير إلى خاصية طبيعية مميزة لها : بلد الجبل ، بلد المدينة و بلد قرية الصيادين .." ص. 45
4 ـ الشخصيات : أبطال الرواية وأهم شخصياتها شخصيات بحرية بامتياز : العم عامرص9. و8 و.32 ـ صابرص. 48 ـ بهية ص. و زوجها القبطان ص. "35. وردة ص. 142. مجد ص. 114.خديجة ص. علاء ص . . وثمة أمثلة لا حصر لها تؤكد هذا الانخراط الفعلي للشخصيات في فضاء البحر والانتماء إليه جسدا وفكرا وقيما وعاطفة ...
5 ـ قيم البحر : و منها : الوفاء ، الصبر، الحب ، التمرد ، المغامرة ، الحزن ، النضال ، العناد ، الانتظار .. وتشكل هذه القيم التيمات المهيمنة في الرواية من وضعيتها البدئية إلى وضعيتها النهائية .مرورا بالتحولات السردية التي يعرفها مسار الرواية بأقسامها الثلاثة ..
6 ـ ذاكرة رواية " الحلم لي " هي ذاكرة بحرية بامتياز ، نظرا لاستعاداتها للوقائع والأحداث الماضية . وتنوع إحالاتها الفكرية والفلسفية والسياسية والأسطورية المرتبطة بثقافة البحر.. ويكفي أن نشير إلى الصفحة 110 وحدها للدلالة على ذلك . فهي تحيل على أنساق وقيم فكرية متعددة من خلال الاستشهادات لمفكرين وكتاب ك فرج فودة و نوال السعداوي و تشي غيفارا و همنجواي .
إن رواية " الحلم لي " تتخلق من خلال تعدد الشخصيات والمواقف والرؤى واللغات ، لغات الرفض والتبرير والمرارة والوحدة والوفاء والتحدي والخيانة والأسطورة والشعروالزهد . وهي أشبه بجامع النص لدى جيرار جينيت . تحتوي أشكالا سردية صغرى كالحكاية والمقالة والرسالة والقصيدة والأغنية والأمثال والحكم ..هكذا تحقق شعريتها أيضا من خلال اختراق الشعري لها تحاورا وتضمينا وتناصا وتأليفا أيضا. فتتحول الرواية إلى محكي شعري استعاري كما لدى إيف تادييه حيث استعارة الفعل / التقنية /الأسلوب .
التوظيف الشعري في السرد
قضية الشعرية في الرواية من القضايا التي أثارتها الدراسات النقدية لدى ميخائيل باختين وهو يتعقب الأجناس التعبيرية التقليدية والشعبية فاهتم بأسلوبية الرواية . يقول باختين " هذا ما ينطبق مثلا على الأشعار التي أدخلها جوته إلى روايته " ويلهم ميستر، وكان الرومانسيون يدرجون أبياتا شعرية في الرواية بمثابة علامة مكونة للجنس الروائي . نقلا عن " الشعري في الكتابة الروائية " للدكتور محمد أدادا ..ص. 20 / 21 . وقد اهتم بالموضوع العديد من الدارسين نذكر منهم : جوليا كريستيفا عند اشتغالها على ظاهرة التناص وجيرار جنيت في كتابه " مدخل إلى جامع النص " في معرض حديثه عن الاختراق الشعري للرواية والنص الموازي والتضمين.
كما اهتم جون إيف تادييه في كتابه " المحكي الشعري " الذي يعرفه بأنه الشكل الذي يستعير من القصيدة الشعرية وسائل فعلها وتقنياتها وطرائق تعبيرها .. " المرجع نفسه .ص. 36 .
أما تمثلات الشعري في رواية " الحلم لي " فيمكن رصدها بدءا من تبويب أو تقسيم المتن الروائي إلى ثلاثة مفاصل . يتصدر كل مفصل منها مقطع شعري دال :
ـ ففي المفصل الأول / الصفحة 5 . نقرأ : " الحلم لي / حلم لا يبتاع / لا يبضع / لا يسرق / لا ينسف / لا يدمر " .
ـ و في المفصل الثاني / الصفحة 83 . نقرأ : " حلم / عصي / على الريح / على المطر / على العواصف / والرعد " .
ـ و في المفصل الثالث / الصفحة 161. نقرأ : " انشر في الكون الدمار / مزق الجسد وأوقد النار / و احذر . احذر فالرصاص الخائب / يسيل الدم / لا يهزم الحلم / حلمي لا ينكسر لا يهزم / حلم لا يتلاشى لا يدمر . " .
ـ أما في المتن السردي ، فالروح الشعرية تنطلق من الصفحات الأولى للرواية ، من خلال الانسياب اللغوي الاستعاري الحالم والغاوي الذي يسكن اللغة الحوارية العاشقة بين شخصيتين محوريتين في الرواية هما شخصيتا : خديجة وعلاء في الصفحة 7 يقول : " .. وهو جعلني أفك حروفها ، وأقتحم عالم العصيان والتمرد . جعلني مولعا بالفن . معه اكتشفت أراغون وبابلو نيرودا وجاك بريل . "
ـ و في الصفحة ذاتها " .. هو دائما يردد أغنيتها ( إيديت بياف ) " هاهو بحار قادم " سيغنيها لنا إن ذهبنا لزيارته ..
وفي الصفحة 29 نقرأ " أخذ يردد مع الصوت الساحر كلمات الأغنية " ومنها نقتطف : " ها هو بحار قادم ... / إنه ما يزال بعيدا ولكننا نراه ... / ليس رجلي ... / و لكنه بحار ... / كأنه ذاك الذي قال لي : / أحبك ، أحبك كل الحياة ... " .
وفي الصفحة 33 / 34 على لسان شخصية أصيل الشاعر العاشق نقرأ : " في عينيها حوار / بين النخيل والنهر والقمر/ فكيف لا يحملني الشوق إليها / وأنا أهوى البلح / والسباحة / والسهر ؟ .. " .. هو القائل " كوني قصيدة كي أحبك " أم هي آلهة الشعر أوحت له بهذه الصورة الشعرية عنها . أهي حقيقة هذه المرأة أم هي صناعة ربات الشعر، أم هي نجمة انفلتت من مدارات كوكبية أبعد من الشمس لتستقر على شط قرية الصيادين ؟ .. هي ذي خديجة يا خالة ، بها مس من جنون الشعراء " .
وفي الصفحة 35 في معرض الحديث عن جنون الشعر " جنون الشاعر يا علاء... يحرر العقل ويحرر الخيال ، يجعل كلامنا المألوف جميلا، كلنا نتمنى لو نقوله فلا نقدر .. " .
وفي الصفحة 36 يقول علاء مخاطبا خديجة : خديجة ، في ماذا فكرت أيضا ؟ أنت لم تقولي لنا كل الشعر الذي يدور برأسك . تعرفين . وإن كان تخصصي علم النفس ، فأنا أحب الشعر .
وفي الصفحة 37 في مجال التغني للحلم ، أغنية " في ميناء أمستردام " للمغني البلجيكي جاك بريل ومنها : " في ميناء أمستردام ... / بحارة يغنون لحلمهم ... / ذاك الذي ، في عرض البحر سكنهم ... / في ميناء أمستردام ... / بحارة ينامون ... / كورق التلال ... / تتمدد على الضفاف ... / في ميناء أمستردام ... / بحارة يموتون ... / مع شعاع الصباح ... / مثخنون بالبيرا والألم ... / وفي ميناء أمستردام ... / بحارة يولدون ... ".. ص. 38
وفي الصفحة 48 : " أقول لها شعرا . لو سمعته نساء الأرض لغرن من البحر .
ـ أعرف رساما يا صابر لا شاعرا . قال عامر .
ـ صابر بحار ، رسام ، شاعر سوى أني لم أكن أسمع شعري إلا لسمرائي ...
وفي الصفحة 50 وها أنا أحلم . ليت الشباب يعود يوما فأريك يا عامر ما أنا فاعل بها .
وفي الصفحة 51 : جوابي هنا في قول محمود درويش يا علاء ... ستصيرون مواطنين إن أردتم أنتم كشعب أو أراد حاكمكم ..
وفي الصفحة 58 أغنيته " قصة العشاق القدامى " لجاك بريل ومنها ما ردده عامر على إيقاعها : " و أخيرا و أخيرا / يلزمنا الكثير من المواهب / لنكون كبارا لا شيوخا / أحبك ما أزال . / تعرف . " ..
وفي الصفحة 59 / 60 ، وفي عشق الليل ، تقرأ بهية على ظهر غلاف كتاب " أحب الليل بشغف " لغي موباسان .. وقد علقت عليه بقولها : " هو كلام عن الليل يا عامر ، وأنا كهذا الليل ، كثير من الظلام لف حياتي . " ...
وفي الصفحة 90 : " يتحدث علاء إلى أمه عن عامر : " .. واستمر يردد مع محمود درويش : كل أرض ولها ميلادها .. كل فجر وله موعد ثائر . " كان صوته يا أماه يصدح في زنزانتي وهو يتلو قصائد درويش وكل الشعراءالذين كتبوا من أجل الإنسان ، أو يغني مع جاك بريل أو إيديت بياف أو ليو فيري وغيرهم ممن كان يسمعني أغانيهم حين كنت أزوره .
ـ وفي الصفحة 96 يقول الشاعر أصيل : " عيني عليها / تحضنها / بعيدا / عن عيني الأخرى / للنفس عينان : / عين للسهو / و للصحو الأخرى . "
وفي الصفحة 97 ، في معرض حديثه عن شخصية خديجة يقول السارد : " كانت خديجة تعشق الشعر وتكتبه .. " ومن صياغتها له نقرأ : " ...
وفي الصفحة 108 في حديثه عن شخصية بهية يقول السارد : " ... بهية دكتورة .. أخصائية نفسية وهي مولعة بالشعر . "
وفي الصفحة 140 : " .. تهذي بوطنها يسع الحلم المفرد والجمع، يسع المؤنث والمذكر سواء. وطن يخترع له لغة جديدة .. تهذي ، وأنا لم يكن يتردد على لساني طوال الطريق من الشاليه إلى المصحة غير قصيدة نزار قباني ، تحضرني في حالات حزني القصوى ، أرددها وأعيد . تمتزج الكلمات بدموعي .
وفي الصفحة 169 ، يتساءل وفي ذهنه كان أصيل يكتب قصيدة حين اكتملت أخذ يترنم بأسطرها : " كيف يمنع الصمت من السير / في الطرقات / كي يبوح بالآهات / وبالدم / الذي لم يجف بعد ؟؟. "
و في الصفحة 175 ، نقرأ للشاعر أصيل : " وأنت أيها الخريف لا تأسفن على ما فاتك ، ردد النشيد بلغات الوطن . ربما يخضر ماضيك في أحلامك الناعسة ... وإن صرخت من حسرة " هرمنا .. هرمنا " كشجر الأركان يقصفنا العمران في قلب الوطن ... انظر الأفق الأزرق تر ما تريد ... فالطيور القادمة من زبد القصيد لا تهادن الريح ... "
وفي الصفحة 179 يقول أصيل مخاطبا مجد : أنت تعجبك يا مجد قصائدي ، تجد فيها التغني بالوطن ، بالإنسان ، بالحب، بالتسامح . حولها إلى أغان يحفظها رواد أوراش الجمعية ، وظفوا أيضا للتعبئة والتحسيس بقيم مشروعنا فن المسرح ، وهذه سهيلة تكتب مسرحيات ، وبين المشردين من يكتب أيضا "
... هكذا يتضح عبر تتبع المسار السردي للرواية أن الشعري فعلا يخترق الرواية بناء ودلالة ، ويبنينها من خلال اللغة الموحية والإيحائية المجازية التي توظف المجاز بكل تلاوينه وعلاقتيه : المشابهة من خلال التشبيهات والاستعارات . والمجاورة من خلال الكنايات والمجاز المرسل والمجاز العقلي والأمثلة الدالة كثيرة في الرواية خصوصا في المونولجات والتداعيات النابعة من أعماق شخصيات إما أنها شاعرة بالفعل أو بالقوة ، متشبعة بكل ما هو شعري وشاعري من خلال ترديد الأغاني ذات الحمولة التخييلية لكبار الشعراء العالميين .
إن رواية " الحلم لي " تسير في أفق المنجزالسردي المغربي الذي قد زاوج بين الكتابة الشعرية والكتابة الروائية أو زاوج بين اللغة السردية واللغة الاستعارية بحثا عن آفاق إيقاعية جديدة للكتابة الروائية كما في التجارب الروائية المغربية الرائدة على سبيل التمثيل ، عند محمد الشركي وأحمد المديني وعزالدين التازي ومحمد زفزاف وزهرة الرميج وفاتحة مرشيد . ، كما في التجارب العربية لدى إميل حبيبي، وحيدر حيدر، وحنا مينة ، وإدوراد الخراط ، وإلياس خوري ، وغادة السمان ، ورضوى عاشور وعبدالرحمن منيف و بهاء طاهرو نبيل سليمان الذي قال : " الكتابة كانت تطمح إلى أن تبدأ بالشعر ، وبه تختتم لكأنها تبسمل (...)" .
هكذا تتمكن رواية " الحلم لي " للروائية حليمة زين العابدين من استعارة أصوات قديمة وحديثة ولغات متعددة تنتمي إلى أشكال فنية متنوعة تخللت مسار المتن في محاولة لأسطرة المحكي وتجاوز الإحالة المرجعية التاريخية المباشرة. ورغم ما حققته هذه الرواية من جمالية ومتعة فقد ظل في نفسي ـ كقارئ ـ شيء من حتى : كما في الرواية السابقة " على الجدار " حول اقتحام الذات الكاتبة للمسار السردي واغتصاب النهاية بالتعجيل والتسريع قصد التخلص منها وإنهائها . وكأن الذات الكاتبة أعيتها حيوية الشخصيات ، وغناها الذي قد يقود إلى تشعب الأحداث والمزيد من طرح القضايا والتفاصيل . لتبقى الرواية مفتوحة على نهايات محتملة ومفترضة تبعث على المزيد من التشويق وتعليق أفق انتظارات القارئ ..

عبد العاطي جميل

يناير / 2014



#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من برج العذراء
- حمل غير وديع
- ربما أراك قبل الرحيل
- رقصة الأسر
- مقام العشق
- على رصيف عاصمة
- رحيل الشمعدان
- من آيات الصمت
- كأس لعوب
- في مواضع شتى
- إلى روح أبي المورقة ...
- حانة انتظار
- ديوان مسودات - اعتقال قبلة -
- يد واحدة
- انكسارات أبجدية
- عورة الأبجدية
- جسدك فكرة ثائرة
- ظاهرة الغياب / ثانوية الحسين السلاوي التأهيلية / سلا
- من سيرة جسد
- شارع لا يحده صمت


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - جغرافية الشعر و العشق والوطن في رواية - الحلم لي - لحليمة زين العابدين