أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حُسام كصّاي - جدّل المقدس والمدنس (نظرية الديني والسياسي)















المزيد.....

جدّل المقدس والمدنس (نظرية الديني والسياسي)


حُسام كصّاي

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 21:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



جدّل المُقدس والمُدنس
(نظرية الديني والسياسي)

لماذا اصبح الخطاب الديني حكراً على فئة دينية او مذهبية متْبلوَّرة في شكل حزب سياسي يمثل طائفة من الناس بما تعنيه الطائفة من كونها جماعة اقلية لا تتجاوز الألف شخص, .. وبما هي الدرك الاسفل في سُلم المجتمع الوطني والوطنية, .. وهي الحضيض الذي يستقر في قعر الهرم السياسي والاجتماعي والثقافي للدولة .. ولماذا اصبح المُقدس مُلكاً لهم والمُدنس سلاح ناري يصوب نحو "فروات رؤوس" الخصوم والمختلفين معهم عقائديا ليصبح المسلم (سين) في الجنة والمسلم (صاد) في النار, وكأن دخول الجنة ودخول النار يمر عبر صناديق الاقتراع او من خلال بطاقات الانتماء لأحزاب الاسلام السياسي المتهمة بالتطرف والراديكالية.
والحقيقة ان الخطاب الديني في مُجمّلة هو خطاب تجاوز قيم الفكر عند حدود الممارسة, وتحايل على النظرية من خلال التطبيق بطريقة سلبية ومجحفة, فأصبح خطاباً ببغاوياً يردد عبارات وفتاوى منقولة عن التراث ولم تكن مدروسة من العقل, .. يردد فتاوى القرن الرابع الهجري ولم ينظر اليها بعين القرن الحادي والعشرين, وهذه مشكلة الخطاب الديني اليوم انهم أولئك الدينين الممزوجين برغبات السياسة يرون العالم اليوم بعيون القرون الوسطى, ويحاولون نسخ نماذج حصلت في القرن الرابع الهجري _ مثلاً _ وتطبيقها على مشكلات القرن العشرين او الحادي والعشرين, وإلباسها ثوباً وبزة حزبية تنتخب اصحابها عن طريق الإيمان والانتماء لأفكار الحزب والجماعة _ لا الإيمان بقيم وتصورات الإسلام الفعلي والرسولي المبكر _ وهو بلا شك سوف يزيد الطين بله ويزيد من حدة الخصومة لا فضاً للإشتباك الحاصل بين الديني والسياسي.
فمن هم الناطقين اذن باسم الدين .. ومن خولهم لتمثيل الإسلام في عصرنا وزماننا وما هي صفاتهم وخصائصهم .. ومن خول هؤلاء للنطق وعزل اولئك ونحن ندرك جيداً ان الدين امر مشاع ومتاح للجميع.
ومن المعلوم ان صفات الناطق او المتحدث باسم الدين هو ان يتحلى بمميزات فائقة وقدرات موهوبة .. وان يتمتع بقدر وافي من المعرفة العلمية والانسانية والتحصيل الدراسي تسليحاً علمياً ما يؤهله للحديث عن امور العقيدة والمفاهيم العامة ,, لا تسليحاً بالجهل والضلالة والتخلف التي تعني حمل السلاح الناري لتنفيذ اجنداته السياسة لأن الإسلام رفض الحديث باسم الدين وامور السماء لمن لا يفقه شيئاً, لكن من يمتلك الجرأة من رجال الدين ليعترف انه لا يمتلك شيء, ومن يقر بذاته انه لا يملك ما يؤهله للحديث باسم الرب والسماء, وهنا ينبغي ان يحضر الإصلاح بقوة, في نفوس إصلاحييه لا ان تنادي بما لا تؤمن به, بل ان اغلب الحركات الإسلامية اليوم في العالم العربي لا تخرج من دائرة: (ينصحون الناس وينسون انفسهم).
فالعلم اساس الدين .. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون .. بل ان العلم مسؤولية مهمة تقع على عاتق كل مسلم .. بدليل ان اول آية قرآنية نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه عن طريق الوحي هي (أقرأ وربك الاكرم),, وهذا هو فضل العلم للدين وفضل الدين للعلم, وجاء حديث النبي الاكرم قوله: (من أفتى بغير علم فقد كفر) وقوله صلى الله عليه وسلم (من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه) .. فهل هذا هو النسق العام للخطاب الديني اليوم.
وان الخطاب الديني مبني في مجملة بإن (الإسلام هو الحل) وهو كما نرى لا يختلف عن الخطاب العلماني _ في بعض منه _ الذي يرى ان الاسلام هو الحل لكن ليس بالحل الإسلاموي او حل الإسلام السياسي او حل الاحزاب ذات المرجعية الراديكالية الطائفية, .. بل المعالجة بالوقع والمعطيات المتوفرة على الأرض, .. وان تفكيك الخطاب الديني يكمن في تفكيك الخطاب الطائفي عن الخطاب الديني إذ ليس بالضرورة ان كل ما هو ديني هو طائفي والعكس صحيح, لكن الزج الديني في اللعبة السياسية بطريقة لا اخلاقية قد تفضي الى نوع من الخطاب الديني الراديكالي (المتشدد) ومن هنا تتولد لدينا النظرية الطائفية المُقامة على اساس التمازج الديني بالسياسي لصالح الأخير وعلى حساب الأول.
وان من يدعون او ينصبون انفسهم نواب الرب ووكلاء المُقدس هم بالحقيقة ادنى من ان يكونوا نواب الارض, والكثير منهم لم يحالفه الحظ في اختبار المدارس الابتدائية او الثانوية لكن الحظ او الصدفة او الطفرة الدينية جعلت منه مفتٍ عام او واعظ او داعية من الطراز الاول حسب تقييم الفيفا الاسلامية.
فهل يعلم الناس ان المئات من خطباء المساجد والدعاة والوعاظ هم خريجي دورات سريعة في الفقه والافتاء (فقه الدولة) (دين السياسة) (شريعة النظام) (قرأن السلطة) (عقيدة الرئيس) ونحن نعلم ان الدين يتطلب علمية اكثر من الدراسات الاجتماعية والانسانية الاخرى, خصوصاً في عالمنا العربي, لأن الدين جزء اكبر من الدولة ولا بد ان يكون الدين الحاضر والامر والناهي في شكل الحكم والدولة في العالم العربي الاسلامي.
وهناك كم هائل من الخطباء ممن هم خريجي معاهد مهنية (صناعة وزراعة وتجارة) .. رغم ان الدعوة الدينية لا تتطلب بالضرورة الاختصاص الديني حصراً, لكن لا ينبغي ان تنتشر على يد سطحيين .. شيئيين .. جهله لا يفقهون بالدين شيئاً, فالإسلام قيمة مثلى ومبدأ سامي يجب ان يقوده انُاس بمكانة صحابة رسول الله او بحدود دنيا لذلك.
بل ان سبب قيام الدعوة الدينية على يد اناس ليسوا اهلاً لها هو ما حصل لنا وللإسلام الذي تعرض لهزة ارضية هددت كيانه ورجت اوصاله, جعلت منه إسلامياً فئوياً مجرداً منطوياً على جانب دون اخر, او بالاحرى جعلت منه ما يسمى ظاهرة "الإسلام السياسي" الذي هو بالاساس جاء للتعبير عن طموحات ورغبات جماعة من الناس او طائفة من الدين لتنفيذ اجندات خاصة عن طريق الاستعانة بالدين المقدس لأجل المدنس.
اذن فالخطاب الديني _ للأسف _ تحول الى خطاب كلامي يمتثل ورائه الخطاب الطائفي, يحمل نزعة الخطاب الاسلامي السياسي للجماعات التي تريد ان تصل الى السلطة _ قبل ثورات الربيع العربي _ او ان تحافظ عليها _ بعد ثورات الربيع العربي _ وهو ما يدلل على ان الخطاب الديني اتاح الفرصة للجماعات المسلحة ان تقبض على عمومية الخطاب ليصبح خطاباً سياسياً يمثل في واجهته العامة خطاب الاقليات الطائفية المتطرفة.
اذن فنظرية الخلط الديني السياسي العربي عن طريق احزاب وجماعات الإسلام السياسي هي التي أسست للنظرية الدينية _ السياسية او ما تُسمى بـ (النظرية الطائفية), وهي التي تم "تنصيصها" وتضمينها في دستور عدد من الدول العربية.

حُسام ﮔ-;-صاي



#حُسام_كصّاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية هي الحل
- تداعيات العنف الطائفي في العراق


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حُسام كصّاي - جدّل المقدس والمدنس (نظرية الديني والسياسي)