أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - محنة الأساتذة علماء السياسة














المزيد.....

محنة الأساتذة علماء السياسة


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 09:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يلعب بعض علماء السياسة القريبين من الحكم، دورا فى تشويه الثورات الشعبية، وبلبلة الرأى العام، يكتبون بلغة لا تكشف عن رؤيتهم الحقيقية للأحداث.

كانت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ من أهم الأحداث التى تناولها علماء السياسة بالتمجيد تارة وبالتشويه تارة، ثم بالتمجيد والتشويه معا بلغة زئبقية، يذوب فيها المدح بالقدح والأبيض بالأسود فى رمادية الهيولى والضباب.

ومن مقال لأحد هؤلاء، نشر بصحيفة مصرية يوم ٢٣ يناير ٢٠١٤، أقتبس السطور الآتية:

«الحدث الأعظم فى ثورة ٢٥ يناير هو نزول الملايين فى ميادين مصر المختلفة طلباً للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية... كسروا حاجز الخوف... وقالوا لا فى وجه سلطان جائر ... يناير العظيمة هى حركة الناس العادية... كانت الناس (يوم ١١ فبراير) مستعدة لأن تقبل عمرو موسى أو كمال الجنزورى أو المشير أبوغزالة... أفشل قادة المجلس العسكرى مشروع عمر سليمان... لأسباب شخصية... وسلموا السلطة لرئيس إخوانى... ما جرى بعد ٢٥ يناير كان مزيداً من الفوضى... وربط بعض «الثورجية» نبل أهداف الثورة بالاحتجاج ودعوات الهدم والتفكيك والإسقاط... لم نع أن سقوط مبارك فى ١١ فبراير يجب ألا يكون طريقاً لسقوط الدولة... مهمتنا فى أعقاب ذلك هى إصلاحية بامتياز وليست تظاهرات احتجاجية... معضلة ما بعد ٢٥ يناير أن البعض تصور نفسه فوق الناس والدولة... واستمر فى دعوات الإسقاط والهدم وليس البناء وتقديم البديل... مصر فى حاجة إلى استدعاء قيم ومبادئ ثورة ٢٥ يناير من أجل بناء نظام سياسى ديمقراطى وليس نظاماً ثورياً على رأسه مرشح ثورى يعيد تكرار تجارب الحصانة الثورية الاستبدادية فى العالم».

هذا نموذج للغة الزئبقية التى تمجد الثورة وأهدافها العظيمة، ثم تحذف أول هذه الأهداف وهو: إسقاط النظام.
رغم اعتراف الأستاذ بأخطاء المجلس العسكرى، ومنها تسليم السلطة للإخوان؛ فإنه يوجه الإدانة لشباب الثورة، بلغة ساخرة تحط من شأنهم.

لا يشرح لنا الأستاذ ماذا يعنى بالنظام وماذا يعنى بالدولة؟ وما الفارق بينهما؟ وحين نادت الملايين العظيمة، كما وصفها، بإسقاط النظام فى ثورة يناير هل كانت تعنى سقوط مبارك فقط؟ أو استبداله بعمر سليمان أو عمرو موسى أو كمال الجنزورى أو المشير أبوغزالة أو ممن أطلق عليهم البديل الثورى؟ وتشتد الزئبقية حين يحول أهداف الثورة إلى أهداف إصلاحية وليست ثورية، لماذا يا أستاذ؟ لأن النظام الثورى يقود إلى نظام استبدادى (فى نظره) لو رأسه مرشح ثورى؟

لقد تجاهل الأستاذ الكبير المنطق البسيط، وأساء تفسير أهداف الثورة وشعارها «يسقط النظام» ويعنى بوضوح «التغيير الجذرى» لنظام الدولة القديم الفاسد وبناء نظام جديد أفضل، لكن الهدف الأساسى للثورة تحول عند الأستاذ إلى تغيير وجه مبارك أو بعض الوجوه والأسماء فقط، على أن تظل الدولة كما كانت، بنظامها الطبقى الأبوى العميق العتيق، وشبكة مصالحه ومؤسساته وآلياته وشركاته وأرباحه داخلياً وخارجياً.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدم المراق وكبش الفداء
- الإعلامى الثورى وعبقرية الكذب
- عبقرية البنات. والطب. والثقافة
- إحياء التراث والروحانيات ونبذ الماديات
- تحرير العقل والعودة للبدهيات
- لماذا لا أحب الأعياد؟
- الحياة المكشوفة فى مواجهة التجسس
- الجبل وشابات لبنان
- هل تتغير المهن مع تغير النظام؟
- المنطق الغائب والصدق
- التناقضات الصارخة فى الدستور
- هل هو فيروس مجهول ؟
- الثورة تبدأ فى العقل
- الأسرة الدينية فى الدولة المدنية
- قوارير ذكورية والجوهرة المصونة
- واحدة من النساء تكفي
- أيضحكون على دقون النساء؟
- القمة والحضيض.. عودة الوعى وغيابه!
- فقط لأنها ليست ولداً؟
- لماذا أصبحت المعرفة خطيئة؟


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - محنة الأساتذة علماء السياسة