أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كامل عباس - مهمات اليسار الراهنة في العراق الجريح















المزيد.....

مهمات اليسار الراهنة في العراق الجريح


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1236 - 2005 / 6 / 22 - 13:03
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ليس من المبالغة القول على ما أعتقد , أن صحيفة – الحوار المتمدن الالكترونية – تقدم لليسار العراقي والعربي ما يوازي إن لم نقل يزيد , ما تقدمه احزاب عربية يسارية لها تاريخ طويل في المنطقة , واهم ما تقدمه الآن هو السجال بين الرأي والرأي الآخر داخل اليسار نفسه , هذا السجال الهادئ , نحن احوج مانكون اليه لكي نقارب الحقيقة الموضوعية بشكل ديالكتيكي . والصحيفة لا تتدخل بالحوار الا بما يخدمه ويوجهه , على سبيل المثال الأسئلة الثلاثة التي طرحتها هيئة التحرير على كتابها وكاتباتها . فألف تحية مني لكل الذين يساهمون في اخراج هذه الجريدة . وهذه مساهمتي استجابة لطلبهم .
قبل ان أخوض في مهمات اليسار العراقي , ارتأيت أن أعرض للقارئ تعريفي لليسار كما افهمه , اليسار مصطلح شائع يقصد به القوى الطليعية التي تقف في مقدمة القوى الاجتماعية المعنية بدفع عجلة التقدم الاجتماعي الى الأمام , واليمين مصطلح يقصد به القوى التي تضع العصي في دواليب الحركة الاجتماعية لأنها ستدوس في حركتها جزءا كبيرا من مصالحها ونفوذها في المجتمع . ومن هذا التعريف اشتقت مسميات أخرى لها نفس الدلالة مثل رجعي وتقدمي أو مجدد ومحافظ .. الخ . هذا الفهم او التعريف ما زال علميا اذا صح التعبير . ولكن الخلاف هو الآن على تحديد هوية تلك القوى التي تخدم الحركة الاجتماعية او القوى التي تعيقها .
على ما اعتقد بدأت المشكلة بشكل جدي منذ أن طرح غورباتشيف موضوع اعادة البناء ( البيروسترويكا ) في الاتحاد السوفياتي . منذ ذلك التاريخ بدأ اللغط والاختلاف على من هو اليساري ومن هو اليميني . ياترى كان يلتسين آنذاك يساريا ام يمينيا , وكان الانقلابيون تقدميون ام رجعيون , مجددون ام محافظون ؟ لنطرح السؤال الان وبكل وضوح كما يلي :
هل يعد من يدعو الى ضرب الامبريالية في الحلقة الأضعف الآن يساريا ام يمينيا ؟
هل يعد من يُنظِّر ويعمل لكي تبدأ الاشتراكية على هذا الكوكب من الأطراف وليس من المركز ؟ من الدول المتخلفة وليس من الدول المتقدمة , يساريا ام يمينيا ؟
هل يعد يساريا من يقاتل من اجل عودة النظام العالمي السابق كما كان , ويرى بسقوط الاتحاد السوفياتي مؤامرة حيكت من الخارج ؟
المشكلة قديمة جديدة في النظرية الماركسية . بدأت منذ أيام ماركس واصراره على تفسير الحركة الاجتماعية بشكل طبقي بحت , حيث الاقتصاد هو العامل الحاسم بالنهاية . لكننا هنا نرى بوضوح أن مصلحة تلك القوى الاجتماعية والطبقية هي مع التقدم وسياستها على العكس . من اين ننطلق في تقييمها ؟. انا انطلق في تقييمها من السياسة .
...................................................................................
اذا أخذنا بذلك الفهم في العراق الجريح الآن لقلنا . ان العراق هو البؤرة المركزية الملتهبة على هذا الكوكب في الصراع بين القديم والجديد , وتاريخه وموقعه الجغرافي وثرواته الباطنية , يجعل من شعبه قربانا لتقدم الجنس البشري , والمفارقة في العراق تكمن كما يلي ,هل يعد بعثيو صدام حسين وحلفاؤهم من الأصوليين الاسلاميين 0 الزرقاوي وانصار السنة . وأنصار مقاومتهم من شيوعيين وقوميين مع التقدم الاجتماعي ام ضده ؟ . مع انهم جميعا كقوى طبقية مصلحتهم مع التقدم الاجتماعي -هنا المفارقة - فخدمة التقدم الاجتماعي تتطلب بالدرجة الأولى فهم القوانين الاجتماعية , وآلية عملها , وكيفية تسهيل هذا العمل , وان لم نفهمها يمكن ان تعمل بهمجية اشد من همجية القوى الطبيعية .
دعونا نتعرف على اللاعبين السياسيين على ارض العراق ونفهمهم جيدا لنحدد موقفا منهم .
أهم وأقوى اللاعبين هي امريكا . أمريكا الدولة والقوة العظمى التي تريد ترتيب عالما على صورتها وبما يخدم مصالحها , وقد بدأت بالقوة العارية , انسجاما مع طرح قادتها المحافظين الجدد, وحددت العراق وأفغانستان كنقطة للبداية . والسبب ان كلا النظامين - الظلامي والاستبدادي - اصبحا عبئا على الحركة الاجتماعية . ولم يكن بالامكان ازاحتهما من الداخل لأسباب تحتاج الى وقفة اخرى . بالتاكيد منطق القوة مرفوض . ولكن متى كان التاريخ وحركته يمشي بارادتنا , يهمنا هنا القول : أن ماعبر عنه المناضل الكبير رياض الترك سياسيا بقوله لقد انتقل العراق بعد الحرب( من -1 الى الصفر) هو اكبر فهم عفوي صائب لحركة التاريخ ( للعلم رياض الترك ليس منظرا ولكن حاسته السياسية كانت دائما مع المنحى العام الصحيح للنظرية ) وليس الفضل لأمريكا في ذلك بل للارادة تاريخية . هذا جديد التاريخ
المشروع النقيض . مشروع قوامه الأصوليون الاسلاميون والقوميون والشيوعيون . وأقواهم الاسلاميون الذين يستندون الى نهضة اسلامية جوهرها كره المسلم لأمريكا والتي بدت دائما ضد الحق الاسلامي والعربي ولا تحترم مشاعره ولا مصالحه
يحتاج العراق الى مشروع ثالث يميز نفسه عن المشروعين السابقين , وينطلق من مصلحة العراق وشعبه , ويفهم امريكا كدولة راسمالية , وان كان قادتها الآن من المحافظين الجدد ويعملون لخدمة اسوا شرائح الراسمالية في العالم ,فإن علينا ان لا نفكر بالبعد الأحادي للتاريخ كما نظرت اليه الماركسية . امريكا دولة حضارية وراسمالية ومتطورة وديمقراطية و ولشعبها تاثير على قرار قادتها السياسيين . وهي وان تكن الآن مع تثبيت كل ماهو متخلف وقديم في العراق خدمة لمصالحها وتترجم ذلك بالمحاصصة الطائفية , الا ان قدرتنا على خلق انفسنا على الارض لنكون بديلا لمشروعها , لن يؤدي الى التصادم معها وسيكون مقبولا لها ولمشروعها اكثر من الجهة الثانية .
أما بالنسبة للمشروع الثاني , فالمطلوب بذل الجهود هنا مع القوميين والشيوعيين داخله من اجل فهم للعالم يستجيب لمصالحنا . وان كان لابد من المقاومة المسلحة للاحتلال كما يرون , فليميزوا انفسهم عن مقاومة أخرى عمادها الانتحاريون والسيارات المفخخة .
استنادا الى هذا تصبح مهمة التيار اليساري والديمقراطي العراقي في خلق نفسه على الأرض , بالعمل من أجل عراق فدرالي موحد لا طائفي يتمايز عن المشروعين السابقين . اما مهمات اليسار العراقي التي تتقاطع مع يسار دول الجوار فيجب ان تبدا بوضوح من الهوية العربية . من عراق ذو بعد عربي ينسق مع يسار عربي وشرق اوسطي ليعمل بشكل مختلف عن امريكا وأوروبا , وما يروجان له من أجل خلق شرق اوسط جديد لاجامعة عربية فيه , يندمج فيه عدونا القومي ويكون هو قائده . بالطبع البعد القومي العربي يجب ان يكون بافق ديمقراطي , وبما تتقاطع فيه مهمات كل ساحة مع الساحة الأخرى , ويحترم كل القوميات والأقليات ,قومية او طائفية , ولا يكون على حسابها , بل يكون همه بناء انسان ديمقراطي عربي ضمن شرق اوسط يساهم ويغني حضارة الجنس البشري على هذا الكوكب , لكنه لا ينسى ان لنا عدوا قوميا قديما ما زال يحتل جزء من ارضنا - الجولان والضفة الغربية على سبيل المثال لا الحصر . ولكن دحر الاحتلالات يتم عبر العمل السلمي المتعدد الوجوه الذي يجعل بوابته هي محاربة الاستبداد ونشر الديمقراطية وحقوق الانسان , والعمل على كسب الراي العام العالمي وفي مقدمته الراي العام الأمريكي والأوروبي لتاييد قضيتنا العادلة, هذا هو الطريق لتعديل موازين القوى بما يخدم قضيتنا العادلة . انها تكريس جهودنا لثقافة الديمقراطية بوجه الاستبداد وجعل الناس في دولنا مواطنين لا رعايا .عندها فقط سيتعاطف الراي العالمي معنا وهناك محيط عالمي وثقافة حقوق انسان الى جانبنا, والامر ليس سهلا علينا نحن اليساريين , حيث يقف بوجهنا حركة عفوية متخلفة تتحرك بغريزتها وليس بوعيها , وانحياز امريكا والغرب السافر لعدونا القومي يعقد مهمتنا . لكن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة . والخطوة الآولى بالاتجاه الصحيح هو عنونتها كما يلي

من الاستبداد الى الديمقراطية
كامل عباس – اللاذقية
******************************************************
دعوة للمشاركة في الحوار حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=39349



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف الوطنيين الأحرار والتاسيس الليبرالي في سوريا
- ملاحظات على مشروع الوثيقة التاسيسية للتجمع الليبرالي الديمقر ...
- رسالةمفتوحة الى مؤتمر حزب البعث
- السعودية من منظور مختلف حوار مع د . يوسف سلامة
- القضاة المصريون يفتحون باب المل على العالم العربي
- حزب الشعب الديمقراطي السوري - خطوة الى الأمام
- من التجمع الليبرالي الى التجمع الليبرالي الديمقراطي مرورا با ...
- من غازي الياور الى جلال الطالباني
- الطبقة العاملة والقرن الواحد والعشرون
- المشروع الحضاري الاسلامي لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا - ...
- إشكاليات المؤتمر الوطني السوري المنشود
- حقوق الانسان تجارة جديدة رابحة
- رسالة مفتوحة الى السيد الرئيس بشار الأسد
- حزب الله اللبناني على مفترق طرق
- من قتل رفيق الحريري, من يقتل عارف دليلة !؟
- من العضّة الى القبلة
- تحرر المرأة- في سوريا حزب العمل الشيوعي نموذجا
- اتحاد الكتاب يهين سوريا أكثر من رجال مخابراتها
- سلطة النقل أعلى من سلطة العقل عند اليسار السوري
- أما من نهاية لثقافة التخوين في سوريا ؟


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كامل عباس - مهمات اليسار الراهنة في العراق الجريح