أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - كمل جميلك














المزيد.....

كمل جميلك


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4345 - 2014 / 1 / 25 - 09:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لعل هذه العبارة التى تشتمل على كلمتين فقط تذكر القارئ بالحملة التى يأمل القائمون عليها أن بصبح الفريق عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة المصرية مرشحا فى الانتخابات الرئاسية القادمة. من الملاحظ أن عبارة "كمل جميلك" التى تبدأ بفعل أمر هى فى الواقع تحمل فى ثناياها معانى ضمنية بأن المخاطب أدى معروفا وعليه أن يكمل هذا "الجميل" أو المعروف أى أن يضيف إليه معروفا أو "جميلا" جديدا. والسؤال: هل المخاطب هنا هو الفريق السيسى أم الشعب المصرى؟ وبعبارة أخرى فهل الفريق السيسى مطالب بأن يكمل "جميله" وأن يظل مساندا لهذا الشعب أم الشعب هو المطالب بأن يظل مساندا لجيشه حتى تعبر سفينة الوطن إلى بر الأمان.

وإذا افترضنا أن دعاة الحملة يخاطبون الفريق السيسى فهذا معناه أنه أدى "جميلا" تجاه الوطن أو الشعب حين أقدم على إزاحة الإخوان المسلمين من الساحة السياسية تلبية لنداء الشعب المصرى الذى احتشد فى الميادين وعليه أن يخوض الانتخابات الرئاسية حتى يكمل المعروف الذى قدمه. من المؤكد أن هؤلاء القائمين على الحملة مخلصون ويعبرون بحق عن حبهم للرجل الذى وضع كفنه بين يديه حين أقدم بكل شجاعة على خطوة خطرة لا يستطيع أن يقوم بها إلا الرجال الشجعان. كان من الممكن أن يستمتع الرجل بحياته وأن يجنى الثروات لو اختار أن يبقى محايدا يوم 30 يونيو الماضى لكنه أدرك الخطر الذى يحدق بالبلاد والمؤامرات التى تحاك هنا وهناك. لعله التفت يمنة ويسرة ليعلم أن الجيوش العربية تساقطت وتلاشت الواحد تلو الأخر ولم يبق منها سوى الجيش المصرى. فهذا هو الجيش العراقى الذى كان يمثل المانع الحصين والحامى ضد نزوات وأطماع الإيرانيين بدأ يتلاشى أمام أعيننا وكذلك الحال بالنسبة لباقى جيوش المنطقة. لقد أعدت مؤسسة "القوة النارية حول العالم" قائمة أقوى الجيوش فى العالم فى عام 2013م والتى تعتمد على 40 معيار لترتيب جيوش حوالى 68 دولة حيث جاء الجيش المصرى فى المرتبة رقم 14 بعد إسرائيل مباشرة. والسؤال ماذا عن جيوش الدول العربية؟ لقد جاءت السعودية فى المرتبة رقم 27 والجزائر رقم 38 وسوريا 39 واليمن 43 والأردن 56 والإمارات 57 والعراق 58 وليبيا 59 والكويت 63 وقطر 65 ولبنان 66. وهذا الأمر دفع أحد الخبراء اليهود يدعى ديفيد وينبرج مدير مركز بيجين للدراسات الإستراتيجية أن يعبر عن فرحته لما آلت إليه الجيوش العربية. يقول الخبير إن الجيش العراقى لم يعد موجودا والجيش السورى فقد نصف قوته. أما الجيش المصرى الذى يتكون من 14 فرقة فإن سبع فرق فقط تعتبر قوية ومتماسكة. وعلى حد قول الخبير فإن التهديد العسكرى العربى لإسرائيل قد تبخر وتلاشى إلى الأبد مما يجعل إسرائيل فى مأمن وتستطيع أن تعربد فى المنطقة كما تشاء.

ما يدعو إلى الدهشة هو أن الفريق السيسى لم يشر من قريب أو بعيد أنه يقدم "جميلا" لمصر لأنه يدرك تمام الإدراك أن هذا الوطن هو صاحب الفضل على الجميع. هذا الوطن هو الذى أنجب رجالا من عينة السيسى وسوف يظل ينجب رجالا ونساء يدينون له بالولاء. لعل الفريق يعلم أنه مهما قدم من تضحيات فإنه لن يوفى الوطن حقه. لقد أعلن الفريق فى أكثر من مناسبة بأنه وجنوده على أهبة الاستعداد للتضحية بالغالى والنفيس فى سبيل هذا الوطن. من المؤكد أن الفريق لم يكن ليستطيع أن يقف فى وجه الإخوان والتنظيم الدولى المساند لهم لولا حصوله على الضوء الأخضر من الشعب الذى نزل بالملايين إلى الشوارع والميادين. كما إن الدول الأوربية وأمريكا كانت تقف إلى جانب الإخوان وبذلوا جهودا مكثفة لإثناء الفريق عن عزل الرئيس لكن وقوف الشعب إلى جانبه جعله يتحدى كل الإرادات. خلاصة القول إن الفريق لم يقدم "جميلا" بل أدى واجبا تجاه الوطن وقدم لنا درسا فى الوطنية، درسا سيظل التاريخ يذكره لدهور وقرون قادمة.

لذلك أظن أن المخاطب فى عبارة "كمل جميلك" هو الشعب المصرى الذى شعر أن الوطن معرض للتمزق وأن الجيش سوف يتعرض للتشرذم فقام لإنقاذ الوطن والجيش من المؤامرات والمكائد التى تدبر. ولعل هذه العبارة التى تبنتها الحملة تناشد هذا الشعب لكى يكمل "جميله" من خلال الالتفاف حول الجيش والشرطة ومن خلال اختيار الرجل المناسب الذى يستطيع أن يعبر بنا إلى بر الأمان.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممكن؟
- قناة الجزيرة وحقوق الإنسان فى قطر
- الخيانة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى
- بعض أمنيات المصريين فى عام 2014
- حول تطوير التعليم الجامعى فى مصر
- هل يصوت الشعب المصرى بنعم للدستور الجديد؟
- زيارة شتوية للقاهرة والإسكندرية
- خارطة طريق أخرى فى مصر
- قراءة فى قانون التظاهر المصرى مع مقارنته بالقانون الامريكى و ...
- أخطاء الرئيس السابق محمد مرسى
- تعاطف وانتماء بعض المصريين للإخوان المسلمين
- حتى لا تتكرر المأساة فى مصر
- فض الاعتصامات فى مصر وردود الأفعال الأجنبية
- التجربة الإخوانية فى حكم الدولة المصرية
- رسائل خاصة لأبطال ثورة 30 يونيو فى مصر
- سد النهضة وطريقة إدارة الأزمات فى مصر
- التحريض والتهديد والسباب: وسائل لهدم الاستقرار فى مصر
- التحريض والتهديد والسباب: وسائل لهدم الاستقرار
- علامات الحزن واليأس تخيم على قاهرة المعز
- عميد أجرة وعميد ملاكى


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - كمل جميلك