أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فوزي بن يونس بن حديد - الفكر الإباضي يشع من جديد














المزيد.....

الفكر الإباضي يشع من جديد


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4344 - 2014 / 1 / 24 - 19:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حينما انتفض الفكر الإباضي إبان العهد الأموي، كان المؤلفون والمؤرخون قد جنّدوا أقلامهم للحرب على هذا الفكر الذي لا يوافق أهواء السلطة الأموية، ومنذ العهد الأموي الأول مارس الأمويون سلطة الأنا وكان الخليفة بيده الأمر كله لديه جميع السلطات ولا يتحرك كائن خلاف ما يقول، وإن فعل فالسيف قاطعه، وقد كان الحجاج بن يوسف الثقفي الرجل الشرس في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي اغتصب الحكم بالحيلة والمكر والخداع ولم يدع مجالا للحوار في معركة شرسة مات فيها كثير من المسلمين والسبب هو الوصول إلى كرسي الحكم بطريقة بشعة سجّلها التاريخ وراوغ فيها المحتالون ليصوّبوا هذا الرجل بدعوى أنه صحابي يجب الخضوع لأمره حتى لو كان ظالما مستبدّا، ومنذ ذلك الوقت اختلف المسلمون اختلافا كبيرا في شروط الحاكم وهل يجوز الخروج عنه إذا كان ظالما ولا يعدل بين الخلائق؟
هذه المسألة بقيت معقّدة إلى يومنا هذا، ومثار اختلاف كبير بين العلماء، فبينما كان الآخرون يشرعون في التودّد لبني أمية خوفا من بطشهم كان الإباضية منارة علم ومعرفة لم يقبلوا بشرط القرشية في الحكم لأنه ربما يأتي عصر لا يتوفر فيه القرشي ولأن الكفاءة هي الفيصل للتربّع على عرش الحكم مما يبعد أي وراثة في الحكم كما فعل الصحابة رضوان الله عليهم، فقد تولى أبوبكر الصديق رضي الله الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لإجماع الأمّة على خُلقه ومكانته في الإسلام، ولما توفّي عهد الخلافة لعمر بن الخطاب فكانوا أحقّ بها وأهلها ولما بدأ يدبّ في نفوس البعض الطمع في السلطة اختلقوا المبرّرات، منها القصاص لدم عثمان الذي قتل إثر خلاف عميق مع بعض الصحابة الكرام، أراد حينها معاوية بن أبي سفيان وهو يملك ناصية الشام وساعده في ذلك الفراغ الذي كانت عليه مكة والمدينة مركزُ الخلافة الإسلامية، أن يستغل الفرصة وقد استغلّها فعلا لصالحه وكان له أتباع كثيرون خوفا من بطشه لا رضاء لحكمه فقد عُرف عنه أنه يبطش بمعارضيه كما فعل بالإباضية، فقد شرّدهم وحاربهم ونكل بهم بل وزوّر التاريخ من أجل أن يبقى حكمه، ونسي أنه سيموت يوما ويرحل من الدنيا وأنّ ما فعله كان عليه وزره إلى يوم القيامة.
الفكر السّياسي الإباضي منذ البداية كان واضحا وسيبقى إلى يوم الدين، ومن ثوابته أن الحاكم لا تشترط فيه القرشية بل يمسك الحكم من كان كفؤا ولديه القدرة على تسيير الأمور ويتميز بالخلق والتقوى، فلا يهمّ من كان حتى لو كان عبدا حبشيا، كما أنهم لا يرضون أن يعيشوا تحت وطأة الظلم والاستبداد بل يسعون دائما للتغيير وعندهم طرقهم في ذلك منها الكتمان والدفاع والظهور والشراء، ولكل طريقة زمانها كما يستخدمون التقيّة حتى ينجون بأنفسهم، هؤلاء في نظر الأمويين معارضون للحكم ويسعون للتخريب لذلك سمّوهم خوارج وغلاة وغيرها من الألقاب المنفّرة التي تجعل المجتمع ينبذهم ويكتب فيهم الأقاويل والمزاعم والافتراءات، وانتشر الفكر الأموي في كامل الأصقاع واستكان الناس للظلم والاستبداد وكانت عصا البطش تلاحقهم في كل مكان.
هذا الفكر الإباضي الرصين شاع وانتشر من جديد من خلال الثورات العربية التي بدأت من تونس ليلعن الشعب الفكر الأموي ويستبدله بالفكر السياسي الإباضي الذي يدعو إلى العدل والمساواة والعيش بكرامة، وكأننا نعيش عصرنا، وكأن الفكر الإباضي بدأ يشعّ من جديد وينتشر في قلوب الناس الذين ذاقوا العذاب الأليم في ظل حكومات ليست متسلّطة على الإباضية فحسب، بل عمّ ذلك وانتشر فزهق الناس هذا النوع من الحكام وطالبوا بإسقاطهم لأنهم كانوا ظالمين طاغين لا يفكّرون إلا في أنفسهم وفي مصالحهم وتركوا شعوبهم تهيم في الأرض كالبهائم، ولكن حان الوقت لتسترجع الشعوب حريتها وكرامتها، ولتطوي صفحة الظلم للأبد، شعّ الفكر الإباضي فكان لؤلؤة في كل مكان ظهرت فيه ثورة، وكانت سياسته المتبعة هي التي تنشدها الشعوب في كل مكان وتعزف سيمفونية الرجوع للحق وزهق الباطل الذي حاول طمس الحقيقة ليبقى أشخاص معيّنون ينعمون والآخرون يعيشون من فتاتهم.
وما زال اليوم الفكر الوهّابي يعتقد أنه الأولى بالحكم من غيره، ويعتقد أنه على حقّ حينما يقتل الأطفال والنساء والرجال انطلاقا من فتاوى باطلة ورخيصة لا ترقى لمستوى الفتوى، وحينما يدمرون البلاد ويعتقدون أنهم يجاهدون في سبيل الله، هذه الغشاوة التي أعمت كثيرا من الشباب وأوقعتهم في فخّ الإرهاب والتطاول على الناس حتى على والديهم وأقربائهم بدعوى أنهم على حق والآخرون على باطل التي ما زالت تخيم في مجتمعاتنا وما زالت تهتك عرضنا وتسلب منا حريتنا وكرامتنا، بينما يجلس في البقعة المباركة في الجهة الأخرى الفكر الإباضي الناصع يتوجه إليه كل مبتغ للحرية والكرامة ويجد فيه متعته الدينية بعيدا عن الترهات والخزعبلات والخرافات والفتاوى التي تخدم الحكام.
ندعو الجميع إلى قراءة هذا الفكر قبل الحكم على المقال، ولنقرأ من الكتب التي كتبها الإباضية لا كتب المقالات المحشوّة بالإسرائيليات وغشاها التزييف وتحريف الحقائق والتهجم على فرقة هي من أجلّ الفرق الإسلامية وأنصعها حقيقة.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعقد جنيف 2؟
- ما السر وراء رجوع إيمان عياد لقناة الجزيرة؟
- فيصل القاسم وراء القضبان
- لقاء مع القمة
- من يسمعني؟
- أمة مجنونة، هل تستفيق
- ماذا لو تغير التاريخ
- ورطة الإرهاب
- لا جهاد إلا في القدس
- رسالة إلى أوباما لعله يتوب
- سوريا تنتصر مرة أخرى
- الطفولة تنتهك حرماتها
- تونس تبحث عن حل
- الزهايمر يضرب الدوحة
- السعودية تعاقب الشعب التونسي
- الصراحة في زمن المجاملة
- قناة العربية في الهاوية
- أردوغان... كما تدين تدان
- معذرة ... الأشياء في أماكنها
- أمريكا تمارس الإرهاب الخفي


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فوزي بن يونس بن حديد - الفكر الإباضي يشع من جديد