أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميرغنى ابشر - بريخت محتالاًَََََََِِ!!.. الجزر الدينى لديالكتيك -التغريب-*















المزيد.....

بريخت محتالاًَََََََِِ!!.. الجزر الدينى لديالكتيك -التغريب-*


ميرغنى ابشر

الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 22:46
المحور: الادب والفن
    


* يندرج هذا المقال فى سياق المحاولة لاكتشاف مرجعية نظرية تتأسس على الواعية الجمعية للانسان ينهض عليها فن العرض المسرحى،فما تزال الحاجة ملحة لطرح نظرات معمقة وجديدة يمكن استخلاصها من موضوع يمكن النظر اليه على انه منجز فى الكتابات المتبحرة فى حقل الدراسات المسرحية . ولسنا بحاجة لحشد رتل من الاستشهادات لاساطين الدراسات النقدية المسرحية المعاصرة لنؤكد على مايزة الايحائيات التاريخية للعرض المسرحى وتأثيرها الخلاق على الجمهور، من غير تحديد اعتسافى لدرجة ونوع هكذا تأثير يحتاج تبيانه لمسوحات بحثية شاقة.

* نموذجنا المخبرى لاكتشاف هذه المرجعية الشاعر والكاتب الالمانى برتولد بريخت (10 فبراير 1898 –14 أوغسطس 1956) وهو بلا شك المع المبدعين تأثيرا فى المسرح العالمى فى القرن العشرين. فالصياغة المسرحية التى ابتدعها بريخت فى كتاباته المسرحية والمتكئة على أعمال ادبية سابقة (تاريخية مجازا)، على سبيل المثال "اوبرا الثلاث قروش" المقتبسة من "اوبرا المتسولون" للانجليزى جون كاى ،ومسرحية "القائل نعم والقائل لا" المقتبسة من مسرحية "تانيكو" لآرثر والى ، مسرحية "يوحنا المقدسة على المزابح" المقتبسة عن مسرحية شلر "عذراء اورليانز" ومسرحية "الرؤوس المستديرة والرؤس المدببة" المقتبسة من مسرحية شكسبير "كيل بكيل"، أعتمدة فى صياغتها على (التأرخة)1 كاداة من اهم ادوات (التغريب) فى المسرح البريختى، فتغريب بريخت مايزال ينجز لنفسه مسميات معاصرة لن تقف عند الميتادراما فجميعها، وأبتدا من عند المسرح التجريبى ، صيغ تنوعية على تغريب بريخت تنحو نحو اللامالوف.

* تناولت عدد من الكتابات النقدية أعمال بريخت المسرحية وعمق اهتمامه بالتاريخ ومن ابرزها "الوظيفة التاريخية فى أعمال بريخت" لدتلف مولر،"بريخت والاصول" لهانس ماير،و"مقدمة عن المسرحيات التاريخية" لآرنست شومخر. الا أن هذه الدراسات اتخزت منحى وظيفيا محضا تقصدت فيه الدور الذى تلعبه (التأرخة) فى اعمال بريخت ، فبحسب هذه الدراسات ينظر بريخت للتاريخ كعامل حاسم من أجل التغير كما أنه وسيلة لجعل العصر الحاضر اساسا ماديا مسترشدا بفلسفة الديالكتيك،والغوص فى الماضى بغية التحكم فى المستقبل وتفادى انتكاساته هو الهدف من تأرخة العرض المسرحى.اذ أن التاريخ هو المجال الصحيح لتطبيق التحليل العملى على الحالة الاجتماعية. وفقا للمنظور الهيغلى والمادية التاريخية منطلق بريخت النظرى ومرجعيته المعرفية فى تركيب مادة العرض المسرحى. هذه هى الاطروحة النمطية السائدة فى الدراسات التى عالجت المنحى التاريخى فى اعمال بريخت المسرحية، وهى المفردة التى يعتنى بها هذا المقال كواحدة من أهم مداميك المسرح الملحمى عند بريخت.فجميع الدراسات على - حد علمنا- لم تغامر لتتجاوز العتبة الاخرى لوظيفة التأرخة، جاهلة وعن عمد تَقصَده وافلح فيه بريخت باحتيالية ذكية، لتوريطها بهكذا منحى وجهالة!!تقف بالتاريخ عند الموضوعات السياسية والاجتماعية. ففى ببحثه الدؤوب من اجل ابتداع مدرسة مسرحية تتمرد على منظور الامير الارستقراطى والارث الارسطى المسرحى يخرج بها المسرح الاوربى من ازمته ويحقق بها فرداته على معاصريه، نقب بريخت فى خصائص المسرح الشرقى والصينى على وجه الخصوص كما ارتبط ومنذ دراسته الثانوية بعاطفة خاصة تجاه الادب الرومانى والمسرح اليونانى الذى يعتمد فى بناء حدوته الدرامية على القدر، ليتجه لاحقا ويمتع من هذا الادب مستمدا منه مواضيع مسرحياته طيلة سنوات المنفى التى امضاها فى سيوسرا وفرنسا وبراغ وفنلندا والاتحاد السوفيتى. وخلص بعد عدة مراجعات فى المسرح الصينى واليونانى لدراسته "تتريخ الاحداث التمثيلية على المسرح" ليمسك على أهم عوامل نجاح المسرح الصينى والرومانى التى اتسمت عروضهم بالقدرية والحكمة دينيتى النزعة والمنشأ، وهما لحمة وسدأة تاريخية العرض المسرحى. ومن هنا فقط يتخطى المسرح البريختى عتبة الدراسات الوظيفية وصالوناتها النقدية الى رحابة القراءة السيكودرامية للصياغة التاريخية للعرض المسرحى .
ان عبقرية بريخت أكتشفت العامل الحاسم فى جمهرة العرض المسرحى الموحى بتاريخية الحدث ، ونعنى بهذا العامل حالة الاذعان الجمعى للسرد التاريخى للحدث. السرد الذى لا يعدو أن يكون غير الحامل الدرامى لسطان المقدس بوصف المقدس يتضمن الحقيقة المتعالية التى تنطوى على حكم واحكام يقارب الانسان همته بها لتجنب نكسات وارتكاسات المستقبل . فهذا المقدس يستمد كينونته ابدا من الصياغة التاريخية، فالحكمة والموعظة الدينية دائما ما تولدان نتاج المحكى تاريخيا. هذا القران بين التاريخى والمقدس يشكل أهم عناصر التقبل والاذعان فى سايكولوجية الجمهور لماهو تاريخى وبالتالى لماهو مقدس لندغامهما فى اللاوعية الجمعية.فابتداع بريخت للتأرخة كواحدة من اهم اضلع المسرح الملحمى بجانب ضلعيه التغريب والديالكتيك يؤكد عمق معرفة بريخت بجوانية السلوك والشعور الانسانى، فقد وصف نفسه"بأنه كاتب مسرحيات يحاول فقط اكتشاف الجانب النفسى لطريقة تصرف الانسان".أن "اضفا ملامح التاريخ على المسرحية أو تتريخها- عند بريخت -واحدة من أهم وظائف المخرج" و "انتقد بريخت مسرحية "اللصوص" لشلر التى اخراجها بيسكاتور ونسب فشلها بسبب غياب معالجة الاحداث بعاطفة وحس تاريخى وأسلوب فنى" .لان تاريخية الحدث الدارمى وجعله يبدو ماضويا يوغظ فى الواعية الحس الدينى وبالتالى الاذعان والتقبل لهذا الصوت المواز للالهى فى اللاواعية ،هذه هى حيلة بريخت التى كشف النقد المسرحى والادبى لاعماله فقط عن جانبها الوظيفى المتضمن للتغير الاجتماعى ولكنه كف نفسه عن اكتشاف جزرها الدينى الذى افضى لانتشار مسرح بريخت ونجاحه جماهيريا. فقد كان بريخت يوغظ الشعور الدينى بستدعائه للتاريخى فقط ليكون وفيا للمادية التاريخية والدياليكتيك الهيجلى وفق منظور كارل كورش الفلسفى .
* وبمزج التأرخة بكسر الحاجز الرابع واشارك الجمهور فى العرض المسرحى يكون بريخت قد منح الجمهور أعظم امنياته بالمساهمة الوجدانية فى صناعة الحدث التاريخى وهو احد الاسباب السايكولوجية فى شعبية المسرح البيرختى .
فبرتولت بريخت المخروط دينيا بالاساس والمتوج ماديا فى كل الكتابات النقدية لم يسلط الضوء على النشأ الدينية فى حياته الاولى بالقدر الذى يكشف عن اثر هذه النشأة فى تراثه الادبى والمسرحى.ولد بريخت لأب كاثوليكي وام بروتستانتية لعبت دور حاضر فى تنشئته وعندما توفيت نشر قصيدة بعنوان "أغنية عن امى" وكانت مسرحية "الانجيل" واحدة من اعماله المبكرة جدا ،وفى العام 1920 م نشر مسرحية بعنوان "بعل" "ينتقد فيها اخلاقيات المجتمع وانحلاله" ولم ينصرف لدراسة الماركسية وفلسفة هيجل الابعد نشوب الحرب العالمية الاولى 1914م. وبحسب فرضية التحليل النفسى الفرويدى تتكامل العناصر المكونة للشخصية خلال السنوات الخمس الاول من حياة الانسان.
وفقا لهذه الاطروحة لم يعد نجاح المسرح الملحمى2 لبريخت ينهض فقط على الدروس الماركسية والديالكتيك الهيغلى ، بل ايضا على جوانية النفس الانسانية وحقيقتها المتعالية فى المقدس.

------------------------------------------------------------------
* "نقل الشيء من متواليته في الواقع إلى متوالية جديدة في الفن يصبح غرائبياً"
1.هذا المقال حاشية على كتاب "مسرح بريشت" للدكتور عدنان رشيد الصادر عن دار النهضة العربية بيروت 1988م ،فصل " بريخت والتاريخ" ص81-100.
2. فى البدء اراد بريخت تسمية مسرحه بالمسرح الديالكتيكى لكنه احجم عن ذلك وارتضى تسميته بالملحمى!!.



#ميرغنى_ابشر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبان يولد من جديد
- حواشي نقدية على مهرجان البقع الأرجوانية
- أبان يولد من جديد
- حواشي نقدية على مهرجان البقع الأرجوانية
- مؤانسة على النقد المسرحي .. السيماتوراغيا*
- سفرجلة الأشياء
- ألانتظار
- الأسطورة و النبؤة فى سنِّار .. قراءة تبعيْضيِّة لعَصْرِ البُ ...
- رِدَّة الربيع: قصة أشواق (حنظله) للفراديس
- مسرحة (رؤيا فوكاى) أوتشظى الذات قراءة نقدية فى مسرحية ((وطن ...
- التحالف السري الجديد النظام العالمى فى مواجهة النظام العالمى ...


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميرغنى ابشر - بريخت محتالاًَََََََِِ!!.. الجزر الدينى لديالكتيك -التغريب-*