أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - عمرو عبد الرحمن - السد العالى: هل تحول إلي كعب أخيل في جسد مصر؟














المزيد.....

السد العالى: هل تحول إلي كعب أخيل في جسد مصر؟


عمرو عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 21:00
المحور: الصناعة والزراعة
    


لم تكن هناك أدني مبالغة حينما قال الدكتور منير الحسيني – العالم الكبير وأستاذ العلوم الزراعية – أن تفجر أزمة سد النهضة لم تلقِ فقط الضوء علي عجز الأنظمة المتتالية عن حماية أمن مصر المائي، ولكنها أيضا أعادت إلي الأذهان الظروف التي تنفذ فيها مشروع السد العالي، علي نهر النيل، قرب الحدود الجنوبية للبلاد.
ووصف د. الحسيني، السد العالي بأنه كان مشروعا سياسيا أكثر منه اقتصاديا أو تنمويا، حيث أراد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر استخدامه كسلاح في معركته ضد الإمبريالية العالمية التى تحافت ضده، إلا انه وواضعي المشروع الضخم والتاريخي لم يفطنوا إلي أمرين هامين، هما:
أولا، أن هناك مشروعات أخري كانت أولي بالدراسة لتنفيذ ذات الأهداف التى تم بناء السد العالي من أجلها.
ثانيا، أن مشروع السد وُلد ناقصا، ولم يكتمل حتي الانن فقد تم تنفيذ الشق الخاص بتوليد الكهرباء فيم لم يتم تنفيد مشروعات أخري تكميلية، لا تقل أهمية مثل مشورع الصرف الصحي لتخلص من تراكم المياه الجوفية، وكذا مشروع الصرف المغطي الخاص بالاستفادة من المياه المخزنة في بحيرة السد في ري الأرض الزراعية.
والنتيجة – يقول د. الحسيني – أن الغالبية العظمي من الأراض الزراعية بامتداد مصر طولا وعرضا، وكذا معظم المناطق الأثرية وتلك التى تضم المباني القديمة في المدن، أصبحت تحت رحمة طوفان المياه الجوفية الساكن تحت الأرض، مما يهدد بانهيارها علي المديين المتوسط والبعيد.
15 % فقط
وقد شهدنا ولازلنا، المحاولات الدائبة التي تكبدتها هيئة الآثار قبل عدة سنوات لإنقاذ تمثال أبو الهول – أحد أهم آثار مصر القديمة – والذي يئن من وطأة غرق قاعدته في مياه الصرف المتسربة من بحيرة السد.
من ناحية أخري، حذر د. الحسيني من أن توربينات السد العالي لا تعمل سوي ب15 % من طاقتها حتي لحظتنا هذه، وبالمقابل فإن الطمي المترسب خلف السد يترفع منسوبه حثيثا وباستمرار منذ عشرات السنين وسيأتي يوم عليه ليهدد التروبينات ذاتها ما يهدد بتوقفها عن الدوران، ومن تحول السد العالي إلي مجرد حجر ضخم في مجري نهر النيل.
البحث المنسي
في هذا الشأن الخطير، والمتعلق بمستقبل مصر لعقود قادمة، إن شاء الله، فإنه لا يمكن إغفال بحث تاريخي شديد الأهمية، حصلت علي "مصر الجديدة" والذي يذكر صاحبه أنه ذهب عمدا مع رياح النسيان، حينما تم تقديمه للمسئولين في عهد الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر"، وصاحب البحث هو أحد أهم المهندسين المعماريين في مصر الحديثة، ومن إنجازاته المعروفة، تصميم وبناء مشروعات "مدينة نصر" ومبني جامعة الدول العربية وفندق النيل هيلتون، داخل مصر، أما خارجها فتضم سابقة أعماله تصميم وإنشاء مدن الكويت وجدة وحي الخالدية في أبو ظبي، إنه المعماري وعالم المصريات د. سيد كريم.
الأرض طبِّلِتْ!
وفي بحثه المعنون باسم "السد العالي – داء ودواء"، يقول د. سيد كريم أن إلي جانب الإيجابيات الكبيرة لمشروع السد العالي، فهناك أيضا سلبيات خطيرة، لخصها فيم يلي:
أولا: إنشاء بحيرة السد يهدد بتعريض مصر لأخطار البحيرات الصناعية، وأهمها الزلازل.
ويذكر التاريخ أن أول بحيرة صناعية أقامها الإنسان كانت في مصر، في عهد الملك أمنمحات الثالث في القرن 19 "ق.م"، وهي بحيرة قارون الشهيرة والتي أقيمت ضمن حزمة من الواحات الزراعية أطلق عليها "بيوم" وهي مدينة الفيوم الحالية، وذلك لحماية مصر من خطري الفيضان والجفاف.
إلا ان التاريخ أيضا يسجل أن مصر تعرضت لأول زلزال كبير في تاريخها نتيجة إنشاء هذه البحيرة الصناعية، نتيجة تراكم المياه المخزنة فيها وتضاعف ثقلها علي القشرة الأرضية، وكانت تلك الواقعة ضمن حيثيات إطلاق نظرية جيولوجية معروفة وتقضي بأن البحيرات الاصطناعية تسبب الزلازل.
ويذكر هنا أن البلاد قد تعرضت لزازل كبيرة علي مدي العقود الماضية كان أشدها زلزال 92.
ثانيا: فقدت مصر روحها حينما اقيم السد علي نهر النيل، حيث توقف سريان الطمي الذي يمد شرايين أرضها بالخصب وأسباب الحياه، كما تسبب عدم وجود الطمي في تزايد معدلات النحر في شطئان النهر، وبالمقابل تسبب توقف تسريب الطمي في نهايات فرعي النيل شمال الدلتا، إلي تعرض شطئانها للتآكل كما يظهر جليا منذ سنوات في جميع المدن الساحلية المطلة علي البحر الأبيض المتوسط.
كما أن حرمان أرض مصر من الطمي قد أدي إلي اللجوء لاستخدام الكيماويات الضارة، سواء أسمدة أو مبيدات صناعية في الزراعة، ما انعكس سلبا علي صحة الإنسان وكم وجودة الإنتاج الزراعي ومن ثم ارتفاع أسعار الطعام، ورفع مستويات الفقر، بل وتهديد الأمن القومي للبلاد، حيث تآكلت الرقعة الزراعية واضطرت الحكومات التالية لعهد عبد الناصر إلي الاستيراد من دول العالم، العدو فيها والصديق، وبشروط الآخرين لا بشروطنا نحن، وأسهم ذلك في أن يصبح رغيف خبزنا في أيدي عدونا.
ثالثا: أدي ارتفاع منسوب مياه بحيرة السد لارتفاع منسوب المياه في جميع أنحاء مصر، ما أدي لإصابة الأراض بظاهرة التطبيل، نتيجة تشبعها بالمياه، كما أدي ذلك لارتفاع معدلات الرطوبة وازدياد الشعور بحرارة الجو، بما في ذلك من تأثيرات سلبية علي الصحة العامة، كما أدي تبادل الرطوبة والجفاف الي سرعة تفتيت اسطح المباني القديمة والآثار المصرية، علي حد سواء.
رابعا: أصبح السد العالي مثل "كعب أخيل"، أو نقطة ضعف في جسد الأمة المصرية، من منطلق كونه قنبلة موقوتة وهدفٌ مكشوفٌ لأعداء الوطن في الداخل والخارج، خاصة وأن نجاح أي جهة معادية في توجيه ضربة صاروخية له، يعني إغراق مصر كلها وموت الملايين في لحظات.
والتاريخ العسكري القريب يسجل العديد من عمليات استهداف السدود وإغراق البلاد بالمياه، كما حدث مرارا أثناء الحرب العالمية الثانية، منتصف القرن الماضي.
(ولا ننس هنا الإشارة إلي الدعوات الآثمة التى سبق وأن وجهها - قبل سنوات قلائل - المدعو "موريس صادق" لرئيس الوزراء الصهيوني الذي مات فقط هذا العام، لكي يوجه صواريخه ضد السد العالي، احتجاجا علي ما يزعم "صادق" أنه اضطهاد إسلامي لأقباط مصر).

---------------



#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية النظام العالمي الجديد تبدأ بمحاولة غزو مصر
- الملفات السرية لجرائم الحرب الأميركية
- وفد -الفلول- يقود الانقلاب علي خارطة الطريق
- الأسلحة الفاسدة .. والكاكي سايكوبات
- جرائم الإخوان في حق المسلمين لا تسقط بالتقادم
- صعود الحكومة العالمية الماسونية علي أنقاض الاقتصاد الأميركي
- إنه البيرامي وليس الهرم الأكبر كما يزعم الماسون اليهود!
- مصر تخوض معركة إسقاط النظام العالمي الجديد
- هرمجدون وإخوان الماسون
- حدث ذات يوم في الأزهر -الشريف-
- الوطني - إخوان .. وحديقة الديناصورات
- الْمَمْلَكَةْ وأَمِيرْكَا: إِلَي مَتَي تَبْقَي الْشَاةُ فِي ...
- من الشعب المصري إلي الجميع: انتهي الدرس يا أغبياء
- الفزاعة والدراويش، والثور والماتادور
- هل تصمد الإسكندرية أمام ضربة التسونامي بسلاح ال-H A A R P- ا ...
- عمرو عبد الرحمن: الإخوان سلاح الفوضي الخلاقة .. مصر تجابه ال ...
- ماذا يحدث في لبنان: محاولة تحليل للأوضاع الحالية
- بين أبجدية الأخلاق وأخلاقية المجتمع


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - عمرو عبد الرحمن - السد العالى: هل تحول إلي كعب أخيل في جسد مصر؟