أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - ثورة الدماء السورية















المزيد.....

ثورة الدماء السورية


كور متيوك انيار

الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 12:03
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    




لقد إختلف السوريين حول تسمية ما يجري في سوريا ، فالمعارضة تسميها بالثورة و يسمون مقاتليهم بالثوار ، و النظام يسمي تلك الجماعات بالارهابية و المتطرفة ، لكن الحقيقة هو إن ما يحدث في سوريا لا يستحق تسمية ثورة فالدماء تتدفق امواجاً . الطرفين فقدا احقية تمثيل الشعب السوري او التحدث باسمهم لانهم طيلة فترة الازمة لم يقوما بخطوات يشير الى اهتمامهم بالمواطن السوري ؛ جُل إهتمام الطرفين هو الاستقواء بالاطراف الدولية للاستمرار في الحرب .
إن ضريبة ثورات الربيع العربي اصبحت مرتفعة جداً و خلقت واقعاً جديداً مقبول من ناحية إنها ادى بحكام عتاة مثل مبارك في مصر الى سجن طرة و زين عابدين بن علي الى منفاه في السعودية بينما قتل العقيد معمر القذافي الذي شغل فكر دول غربية عديدة بسبب افكاره الغريبة حتى داخل القارة الافريقية الذي سعى الى إنشاء الولايات الافريقية المتحدة على غرار الولايات المتحدة الامريكية لكن تخوف الكثير من القادة الافارقة من الفكرة و مالاتها و فشل سعيه الحثيث على الرغم من إنه دفع اموالاً ضخمة في سبيل ذلك ، و في اليمن إنتهى الثورة اليمينة بمغادرة علي عبدالله صالح لكرسي السلطة لصالح عبدربه هادي منصور ، و على الرغم من إن هولاء الحكام قد غادروا إلى إن تلك الثورات تركت ليبيا معقلاً للارهابيين حتى إن الامر وصل درجة إختطاف رئيس الحكومة علي زيدان من قبل جهات معروفة و نافذة في المؤتمر الوطني الليبي ، فإذا كان رئيس الحكومة لا يستطيع الاجهزة الامنية توفير الحماية له فكيف يمكن لتلك الاجهزة إن توفر الامن للمواطنين ، و اعتقد إن المواطن الليبي ربما اصبح يتذكر ايام حكم القذافي و اسرته ففي السابق كان المضايقات تطال اولئك الذين يقتربون من الخطوط الحمراء و التي تمس الذات المعمرية ( سلطة القذافي ) بينما يتمتع باقي الشعب بامن نسبي لكن اليوم لم يعد احد يسلم من اللامن سواء كان معارضاً او مؤيداً للسلطة الحاكمة و ذلك إذا كانت يوجد في الاصل حكومة ، حكومات ما بعد القذافي فقدت القدرة على السيطرة على البلاد في ظل الانتشار الواسع للسلاح لدى اغلبية المواطنين و ما يسمون بالثوار كما إن اولئك الثوار اصبحوا مهدد حقيقي للاستقرار ومستقبل ليبيا حيث اصبح العديدين من الجماعات المسلحة يطالبون باستقلال اقاليم في ليبيا و البعض يطالبون بحكم ذاتي ، لم تعد الحكومة الليبية قادرة على القيام بواجباتها كحكومة بسبب سيطرة مجموعات مسلحة على معظم مناطق إنتاج النفط حتى اصبحت الدولة لا تستطيع دفع مرتبات الموظفين في الدولة .
في مصر كان يبدوا في بداية تلك المظاهرات إن الوضع في مصر سيكون افضل بعد التجاوب الكبير الذي ابداه نظام الرئيس مبارك حيث تخلى عن الحكم بعد إن عرف إنه من الصعب له إن يبقى في السلطة بعد كل تلك الجماهير التي احتلت كافة الميادين ، بالاضافة إنه طيلة فترة حكمه لم يرى مثل تلك الجموع تخرج ضد الحكومة ، لكن فترة ما بعد مبارك و الفترة الانتقالية كانت صعبة جداً حتى إنتخاب الرئيس مرسي و تفاقمت الاوضاع السياسية لدرجة غير مسبوقة بعد إن حاول الاخوان المسلمين تطبيق افكارهم حول الحكم ، و وفقاً لما نصت عليه الشريعة الاسلامية دون إن يتريثوا لتثبيت اركان حكمهم و هو ما تم مقابلته برفض شعبي و رسمي ، فالمظاهرات الرافضة للاخوان استمرت من جانب و من جانب اخر اتخذت العديد من اجهزة الدولة خط مناهض لسياسات مرسي و الاخوان و خاصة السلطة القانونية الذي دخل في مواجهات شرسة حتى اصبح مرسي رئيساً بلا صلاحيات لتنفيذ ما ينوي او يخطط له ، لم يستطيع الاخوان قراءة الاوضاع السياسية على الارض لان موقف المؤسسة العسكرية لم يكن واضحاً و إنتهى الفترة الاولى من الثورة المصرية بالإطاحة بمرسي و اصبح سجيناً بجانب مبارك ليواجها العدالة في العديد من التهم المنسوبة اليه منها التخابر و هو ما اشرت عليه في مقال سابق ( الديكتاتور مرسي في متاهة ميدان التحرير ) ، حتى الان لا يمكن القول إن مصر تسير في طريقها الصحيح نحو الاستقرار لان الوضع مازال قابلاً للانفجار في ظل رفض الاخوان لما يسمونه بالانقلاب ضد الشرعية و إتخاذ البعض منهم العنف وسيلة للتاثير في مجريات الامور بالبلاد و من جانب اخر الرفض الكبير من قبل مجموعة كبيرة من القوى السياسية و المدنية و اجهزة الدولة لعودة الاخوان المسلمين الى الساحة السياسية .
لم يكن الوضع في تونس افضل حالاً مع حركة النهضة الاسلامية التي سعت لإقصاء بقية المجموعات السياسية و الانفراد بالحكم مع السعي لتطبيق برامجها و رؤية الحركة و هو ما يواجه برفض شديد ، و لقد وصل الامر في بعض الاحيان الى اغتيالات سياسية مثل اغتيال المعارض شكري بلعيد و محمد البراهمي ، و يستمر الحوار بين اطراف الازمة التونسية للوصول الى وفاق سياسي حول مختلف قضايا الخلاف لكن حركة النهضة تستمر في التقدم للامام حيناً و الرجوع للخلف حيناً مثل الموافقة على حل الحكومة و التراجع عنه لكن التجربة التونسية هي افضل بصورة ما على مستوى كافة تجارب دول الربيع العربي وهذا ليس بالامر الغريب باعتبار إن تونس كانت مهد ثورات الربيع العربي و من الممكن إن يكون تجربتها كادت تصل لمرحلة النضوج لكن مازال امام تونس المزيد ليحققه لذلك لا يمكن التعويل على الفترة الحالية .
وسط كل تلك التجارب و النمازج يبقى النموزج السوري فريد من نوعه و واحد من اسوأ نمازج خلقته ثورات الربيع العربي ، فلماذا اصبحت سوريا عصية لهذه الدرجة و بعد اكثر من سنتين و ها هي تدخل عامها الثالث دون إن يلوح في الافق حل للازمة التي تجاوز الازمة الصومالية و العديد من المناطق التي كانت ملتهبة على مستوى العالم .
اعتقد إن العديد من الدول التي دعمت المعارضة السورية توقعت سقوط سريع لنظام بشار الاسد لكن غابت امالهم لتماسك النظام السوري و استمراره في مجابهة كافة القوى في المنطقة ابتداءاً بالولايات المتحدة الامريكية و بريطانيا و فرنسا و السعودية و دولة قطر فمعركة سوريا لم تعد مقتصرة على تغيير نظام الاسد بل هي معركة اقليمية و دولية يسعى فيها دول الخليج للاطاحة بواحد من اقرب الاقربين و حليف استراتيجي لايران و ذلك في إطار حربها الباردة مع القمينية في ايران ؛ ينظر البعض للازمة السورية في إطار موجة الديمقراطية و التغيير الذي يجتاح منطقة الشرقة الاوسط و في الدول العربية خاصة ، لكن هل فعلاً إن المشكلة السورية لها إرتباط كبير بتلك الموجة التغييرية ، لن انظر للازمة السورية من وجهة النظر الربيعية بل من وجهة نظر اخرى و هو ما جاء في كتاب المفكر الامريكي نعوم شومسكي بعنوان ( الدول الفاشلة ) حيث يرى إن الولايات المتحدة كانت تسعى للهجوم على سوريا منذ زمن باعتبارها الدولة العربية الوحيدة التي مازالت تناهض و تتحدى سياسات واشنطن في المنطقة و يشير ايضاً الى إن الكونغرس اجاز قانون نافذ بالاجماع لمحاسبة سوريا وقع عليه الرئيس بوش الثاني في اواخر العام 2003م و لقد تم إدراج سوريا في قائمة الدول الراعية للارهاب على الرغم من العلم التام لواشنطن إن سوريا لا تدعم باي شكل من الاشكال الارهاب او حتى تتورط في اي عمل ارهابي ، و لقد سبق إن عرض الرئيس كلينتون رفع اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للارهاب و ذلك إذا وافقت على شروط السلام الامريكية – الاسرائيلية لكن سوريا رفضت تلك الشروط واصرت على استعادة كافة الاراضي التي احتلتها إسرائيل لذلك تم الابقاء على سوريا في قائمة الدول الراعية للارهاب ، يرى شومسكي لو كان سيتم رفع اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للارهاب لتم ذلك منذ العام 1982م حين رفعت ادارة ريغان اسم صدام من القائمة و من المهم الاشارة الى إن الولايات المتحدة بدات تصنيف الدول في تلك القائمة في ديسمبر من العام 1979م و ضمت وقتها كل من ليبيا و العراق و اليمن الجنوبية ، يتضمن قانون محاسبة سوريا تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 520 الداعي لاحترام سيادة و وحدة الاراضي اللبنانية و دعا البيان الى انسحاب كافة الاطراف من الاراضي اللبنانية لإمكانها من السيطرة على كامل اراضيها .

كاتب و محلل سياسي مهتم بشؤون الشرق الاوسط

نواصل



#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 7-10 )
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 8-10 )
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 6-10 )
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 5-10 )
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 4-10 )
- إنتصر الوطن و ليس منطقة ابيي (2-2 )
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 3-10 )
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 2-10 )
- الحركة الشعبية الانهيار و المستقبل ( 1-10 )
- بروق الحنين و ايات شيطانية
- القمة الافريقية العربية الثالثة بالكويت
- إنتصر الوطن و ليس منطقة ابيي ( 1 - 2 )
- فشل الوساطة الافريقية في قضية ابيي
- ابيي ما بين التطلعات القومية والمصالح الانية ( 2-2 )
- ابرز مخرجات قمة كير و البشير
- قمة كير و البشير .. النفط و مواضيع اخرى و قضية ابيي
- جدل الانقلاب و الثورة في مصر
- رفع سقف الدين او ازمة مالية عالمية
- ازمة الموازنة الامريكية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - ثورة الدماء السورية