أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمى مهنا - حريات مهجورة















المزيد.....

حريات مهجورة


سلمى مهنا

الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 00:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خلق الانسان متروك له حرية الاختيار ،بداخله الخير والشر معا وهو الوحيد القادر على اختيار ايهما يطغى على الاخر ،فاذا تأملنا قصة ادم وحواء سوف نجد ان ادم وحواء عصوا امر الهى منساقين وراء اطماعهم فى الخلد او ان يصبحوا شىء اخر افضل مما خلقوا عليه ،وبما ان الله علام الغيوب فهو كان يعلم بما يفكرون فيه وما سوف يقدمون على فعله ولم يحاول منعهم بل ترك لهم حرية الاختيار مع تحمل تبعاته ،فلم يميت الرب ادام وحواء او عذبهم بما اقترفوا بل طردهم من الجنة ليعيشا حياة فانية على الارض ،كما ان قابيل اتخذ قراره بان يقتل هابيل بعد ان تملك من قلبه الحقد والغيره على اخيه وتحمل عواقب فعلته فاصبح منبوذا هو وزوجتة وبنيه ،هكذا هى الحياة كلا منا يتحمل نتيجة اختياراته وتبعاتها ولكن لا يجب ان يحملنا من حولنا ردود افعالهم على ما نختاره فهذه حياتنا نحن، لماذا كل واحد فينا ينصب نفسه رقيب على الاخر ؟يترقب عثراته وسقطاته لتكون حديث المدينة،وعندما يعامل بالمثل تظهر هنا الحرية الشخصية التى لا يعترف هو نفسه بها عند تعامله مع الاخر،فالحرية الشخصيه حق للجميع وليس كما يفعل البعض وخصوصا فى مجتمعنا الذكورى تجد ان الرجل يعترف فقط بحق ممارسة الحرية الشخصيه له ،فهو حر ان يقيم علاقات جنسية وان يتحرش بالكلام واللمس باى فتاة ،وان يحب ويخرج مع حبيبتة ويتحدث معها بالساعات على الهاتف ،وان يدخن ...........الخ، ولكن اذا احبت اخته شابا وخرجت معه او قامت باى فعل مما يقوم هو به تتبخر الحرية الشخصية فى لحظات،ليس هذا فقط اذا نظرت الى جيرانك سوف تجدهم يراقبونك انت وامك واختك وزوجتك وابنائك لمعرفة اموركم الخاصه ،هى لا تعنيهم كثيرا ولكن الاهم بالنسبة لهم ان يعرفوا مشاكلكم الشخصيه لتكون تسليتهم فى مجالس النميمة ،حتى الاخوه يترقبون عثرات بعضهم ليثبت كل واحد لنفسه انه افضل من الاخر ،ولذالك نتصرف جميعا بحذر حتى لا يتحدث فلان او فلانه عنا بسوء مخالفين ما بداخلنا وما نحن مقتنعين به وقد يكون هذا احد العوامل التى تتحكم فى اختياراتنا وقراراتنا المصيريه،ولكن من حولنا الى مخبرين نراقب ونرصد حياة الاخرين منصبين انفسنا اوصياء عليهم ؟،وهل من حق الاخرين انتقاد افعالى واختياراتى الشخصية ؟ان كانت الاجابه بنعم فمن حقى ان اعرف من اعطى لهم هذا الحق؟،وسوف اطرح عليكم فى مقالى ما يثبت ان الانسان هو من قيد حرية اختياره بيديه وليس احد اخر .

-الحرية الشخصية عند القدماء.

امن اجدادنا القدماء ان الانسان لا يستقيم الا اذا حددت اختيارتة مع وجود من يراقبه ويرسم له مسار حياتة لانه لا يعلم الخير من الشر او خوفا من ان يسيطر عليه الشر المتمثل فى اطماعة الداخلية وشهواتة ،والاديان كانت احد الوسائل التى اخترعها البشر قديما ليعيشوا وفقا لمنظومة تجعل البشر اقرب الى الآلات،ياكل ويشرب ويحب ،يتزوج ،يعاشر زوجاته ،يمتلك الاماءوالعبيد،يحارب،يتاجر بقوانين الهيه، وهذه القوانين لا يفهمها الا كهنة الاله الذين يقومون على خدمتة وتجميع البشر حوله وفى نفس الوقت يسيطرون عليهم ،اما البشر المتعبدين فى محارب الالهه امنوا انها مصدر الخير والشر ،ليسوا هم مصدر ما يحدث فى حياتهم اطلاقا ، احساس رائع ان تجد من يتحمل نتيجة اخطائك خصوصا لو كانت قوى خفيه لن تواجها او تواجهك الا فى حياتك الاخرى،والاروع ان تجد انسان مثلك يقول لك افعل ولا تفعل يتحمل وزرك امام الله ان خالفت مفهوم النص المقدس او ان قمت بفعل ما كانت عواقبة سيئة.

-اطماع الانسان واستعباده لمن هو اضعف منه.

نحن من قسمنا الارض ورسمنا حدود فاصله بين الممالك وبعضها ثم حاربنا بعضنامن اجل ثروات الارض ،مع ان ثرواتها ملك لجميع البشر فاذا قسمت عليهم بالعدل لن تجد فيها فقير او مشرد ،ولكن حب الامتلاك منذ القدم يسيطر على النفس البشرية فتجد ان امتلاك قطعة من الارض كان البداية فقط ،وتجد فى كل مجموعه وضعت يدها على قطعة من الارض من يرى نفسة قائد لهذه المجموعة جدير بحكمها ،القائد الهمام سوف يحمى حقوق قبيلتة ويعمل على توفير سبل العيش الرغيد لهم ويسن قوانين صارمة تحفظ الحقوق والواجبات ،ولكن فى الحقيقة هو طمع من نوع اخر فى السلطة والنفوذ ،ان يشعر بداخلة انه مثل الاله يحكم على هذا ويسجن ويميت هذا ، ويجعل هذا وزير وهذا شاعر الملك وهذا كاتبة وذاك قائد جيشة ،يمتلك ما يشاء من النساء بالزواج او بالرق،من حقة ان يكون له عبيد يقومون على خدمتة ومن حقة ايضا ان يمتلك الكثير من المال والكثير من كل شىء .
هكذا اطلق الانسان العنان لشهواتة فاراد امتلاك قطعة ارض اخرى لتوسيع رقعة ملكة، مستحوزا على خيرات اراضى اخرى وسبيلة الوحيد للوصول لما يريد هو الحروب واراقة الدماء فالدماء البريئة لا تساوى شىء فى سبيل تحقيق رغباتة،والتاريخ ذكر كثيرين من راودهم حلم امتلاك الارض كلها تحت ظل حكمهم ،ولذلك كان يجب ان تكون هناك تشريعات تحفظ حقوق الاخرين، ممكن ان نقول انها اصلاح لما افسده الانسان والسيطره على رغباتة الجامحة .

-حرية الاختيار فى العصر الحديث.

كل عصر وله كهنتة وكل كاهن و له مورديه،ولا تختلف المنظومه الاجتماعية القديمة عن المنظومة الحديثه كثيرا خصوصا فى وطننا العربى ،مهنة الكاهن مهنة قديمة من يمتهنها يعلم جيدا انها سوف تدر عليه اموال طائله وسوف تجعل منه صاحب نفوذ اكثر من الحاكم وما خفى كان اعظم ،هؤلاء من اوهمونا ان حياتنا يجب ان تسير وفقا لما يقولون،نتاجر،نتزوج،نربى ابنائنا،ناكل ،نشرب،نموت حتى بفهم هم فقط ،ومهمنة الحاكم وحاشيتة ايضا مهنة مربحة ،من خلال مناصبهم المرموقه يضعون ايديهم على ثروات شعوبهم ويتحكمون فى مصائرهم.

-الله علمانى

انا اعتقد ان الله علمانى خلقنا احرار نختار ما نريد ونفعل ما نريد فى حدود ان ما نريده ونفعله لا يلحق الضرر بالاخرين وايضا اعطى لنا حق الايمان او الكفر به ،وما التشريعات الثلاثة الا تنظيم لما شيدة الانسان من منظومات اجتماعية مختلفة لمحاولة اقامة العدل فى مملكة البشر.

انت لك حرية الاختيار وانت فقط من يستطيع التفريق بين الخيروالشر وبين الصواب والخطا ،وتاكد انك لست بحاجه لمراقبة غيرك لتثبت لنفسك انك افضل منه او انه يفعل مثل ما تفعل ،فهذا ما جلعلنا نرتدى اقنعة زائفه لندارى بها قبح الجوهر ،كن كما انت ولا تبالى بالاخرين،ولا تنتظر ان يراقبك احد لتفعل الصواب،ثق فى نفسك وعقلك فهما دليلاك فى الحياة.



#سلمى_مهنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة الخوف
- افكار حره
- الحياة الابدية بين الدين والمنطق


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمى مهنا - حريات مهجورة