أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لماذا خدع يعقوب بسطاءنا؟














المزيد.....

لماذا خدع يعقوب بسطاءنا؟


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 21:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أين هو الآن يا تُرى؟ تُراه ماذا يفعل؟ وما قوله اليوم؟ عن الشيخ محمد حسين يعقوب أتحدث.
يوم 19 مارس 2011، أُجري استفتاءٌ شعبيّ على تعديل تسع مواد من دستور 71، (المواد: 75- 76- 77- 88- 93- 139- 179- 148- 189) التي تدور حول: تيسير الشروط التعجيزية السابقة للترشح لرئاسة الجمهورية، حتمية ألا يكون لوالدي الرئيس جنسياتٌ بخلاف المصرية، تقليص مدة حكم رئيس الجمهورية، وجوب الإشراف القضائي الكامل على انتخابات البرلمان، إلغاء عبارة "سيد قراره" وإخضاع البرلمان لأحكام المحكمة الدستورية، حتمية تعيين نائب لرئيس الجمهورية، إلغاء المادة التي تُبيح انتهاك خصوصية المواطنين وحُرمة البيوت بدعوى مكافحة الإرهاب، تقليص مدة إعلان حالة الطوارئ، وإلزام البرلمان القادم بوضع دستور جديد.
ورغم أن تعديل المواد جميعها منطقيٌّ ولصالح المواطن، إلا أننا قلنا: “لا"، لأننا لم نقبل إلا بدستور جديد محترم بعد ثورة يناير 2011 المحترمة (قبل سرقتها)، وليس دستورا مرقّعًا مهترئًا. فكل ثورة لابد أن يعقبها دستورٌ جديد، وإلا ففيمَ قامت الثورة؟! وجفّ حلقنا نهتف: (الدستور أولًا، قبل الانتخاباااااات!) لكن أحدًا لم يُنصت إلينا! لو كانوا أنصتوا، ما مررنا بكلّ الويل الذي شهدناه العامين الماضيين. فالدستور هو "المايسترو" الذي يضبط إيقاعَ الرئيس وإيقاع البرلمان. دونه يختلُّ أداء الأوركسترا فيعزفون نشاذًا وفوضى. لهذا يجب أن يأتي الدستورُ أولا (وهو ما نفعله الآن بعد ثورة 2013). ولكن ما حدث عقب ثورة 2011 هو ركوب مرسي وأهله وعشيرته على كرسي الرئاسة والبرلمان، قبل الدستور، لكي "يفصّلوا" بعدئذ دستورًا يناسب جسده المترهل بالطمع، وجسد جماعته المترهل بالعطش للدماء والإرهاب والعنصرية والإقصاء.
المهم في الأمر أن "المادة الثانية"، الخاصة بدين الدولة والشريعة الإسلامية، لم تكن أصلا من بين المواد المُعدّلة. يعني لم يكن للمواد التسع، ولا للاستفتاء عليها، أيةُ علاقةٍ من قريب أو من بعيد بالدين ولا بالإسلام.
ورغم هذا كذب الشيخ يعقوب على مريديه السُّذّج، كما كذب شيوخٌ كثرٌ آخرون على بسطاء المسلمين وأفهموهم أن التصويت بـ"نعم" هو الطريق للجنة، وأن مَن يقول "لا" فإلى جهنم وبئس المصير! وظهر يعقوب في الفيديو الأشهر وهو يرقص طربًا حين جاءت نتيجة الاستفتاء (نعم) بسبب خداع البسطاء، وهلل قائلا: "الصناديق قالت نعم للدين! والبلد بقت بتاعتنا خلاص!” وصدّقه البسطاء الجالسون أمامه وما قرأوا المواد ولا تعديل المواد وخرجوا يقولون: "نعم"!! ومنح الشيخ يعقوب هذا الاستفتاء اسمًا كوميديا هو: “غزوة الصناديق"، زاعمًا أن المؤمنين قالوا (نعم) للدين(!) شاكرًا طاعتَهم، قائلا: “لما الشيخ يقولك آه، لازم تقول آه، حتى ولو مش على هواك.” أما مَن قال (لا)، فهو يرفض الدين(!) وعلى أولئك القائلين "لا" السفر إلى كندا أو أمريكا! وطبعًا، لم يكلّف أحدُ أولئك البسطاء نفسَه ليسأل شيخَه: “أي المواد التسع يتحدث عن الدين يا مولانا؟"
لماذا خدع المشايخُ بسطاءَ المسلمين في استفتاء 19 مارس 2011؟ لماذا ضحك يعقوب على بسطائنا؟ لأنهم كانوا يريدون أن يأتي (أولا) رئيسٌ (منهم)، وبرلمان (منهم) يضم الأهل والعشيرة، وبعدما يستقرون على كرسي الحكم، يُفصِّل ترزي (منهم) دستورًا يناسب أطماعهم وفاشيتهم ودمويتهم. وهو ما كان بالحرف، وهو عينُ ما حذّرنا منه. في حين لو كنا كتبنا دستورًا جديدا في 2011 بعد الثورة مباشرة، لكانت صلاحياتُ الرئيس الذي (منهم) والبرلمان الذي (منهم) محدودة فما قدروا على ظلم المصريين وتخريب مصر الطيبة.
واليوم، بعد دستور مصر الجديد، ماذا نقول للشيخ يعقوب وأضرابه ممن خربوا مصر وأساءوا للدين بالاتجّار به تجارةً بورًا كسادًا؟ هل نقول لهم اليوم إن المصريين في 2014 قالوا: "نعم"، بالرغم من توجيه المشايخ بأن "نعم" كفرٌ وضلالة؟! هل وصلتهم اليوم المعلومة البسيطة التي جفّت حلوقنا ونحن ننشرها بين الناس بأن السياسة دنسٌ ولا يصحّ توسّلها لتلويث ساحة الدين النظيفة، كما فعلوا، ومازلوا يفعلون؟
وهل نقول له ولأضرابه اليوم إن مَن قال: "لا"، عليه الرحيل إلى قطر الحاقدة على مصر، أو أمريكا راعية الإرهاب في الشرق الأوسط، أو عند الأهل والعشيرة في حماس الإرهابية؟



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابتسامة جورج سيدهم
- موعدنا في كاتدرائية المسجد
- الدستور والسلفيون
- مصريةٌ رغم أنف مَن يكره!
- أطفالُ السماء
- الفارس -إبراهيم عيسى-
- البايونير عدلي منصور
- شكرًا للمصادفات!
- طفل اسمه سيف
- عام في منزلة بين منزلتين
- زيارة البابا
- الماريونيت تتمرد على صانعها
- ميري كريسماس يا مصر
- حكاية العمّ العجوز
- إخوان صهيون
- صورة السيسي وحطّة فلسطين
- اقتلْ واحرق بس بسلمية
- دولة الأوبر
- أراجوزات الإخوان
- عود الثقاب الإخوانىّ


المزيد.....




- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لماذا خدع يعقوب بسطاءنا؟