أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الطائي - وهب من لا يملك ...















المزيد.....

وهب من لا يملك ...


جمال الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 23:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وَهبَ مـَن لا يملك ....
( بالمال ولا بالرجال .. ) مقولة غالبا ً ما كان أهلنا يستعملونها اذا حصل حادث أدّى الى خسارة مادية ، كحادث سيارة أو حريق وما شابه ، على أساس ان المال يمكن تعويضه الا ان البشر لا يمكن أن يعوّض اذا مات لا سمح الله .. وهذه مـَثـَلٌ يمكن ان نتداوله في المواقف الاجتماعية العامة ، الا ان الطبقة السلطوية في العراق يبدوا انها جعلت منه منهاج عمل ودستور لها . وقد قلت الطبقة السلطوية وليس الطبقة السياسية او الطبقة الحاكمة على أساس اننا في العراق نملك طبقة متسلـّطة على كل امور البلد في حين اننا لا نملك سياسة ولا سياسيين ، ومَن في الحكم ليسوا هم الوحيدين المتنفذين في البلد بل هناك اشخاص واحزاب وتنظيمات خارج الحكم ولكنها تتنفذ وتتمتع بامتيازات السلطة حالها حال من هم في الحكومة تماما ً وهذا واحد من عجائب العراق الكثيرة .
بعد سقوط النظام صعدت الى السلطة في العراق أحزاب وتنظيمات واشخاص لم نسمع بالكثير منها قبلا ً بل وما كنـّـا لنسمع بها لولا ظروف العراق غير الطبيعية وانفتاح ساحته السياسية لكل اجهزة المخابرات الاجنبية ترفع من تشاء وتنصّبه اين تشاء،
ظهرت زعامات ما كنـّـا نظن ان العراقيين سيسمحون يوما ً لامثالهم ان يظهروا في ساحتهم السياسية بل وظهرت زعامات عائلية وزعامات بالوراثة وظهر عندنا زعماء لكتل مهمة لا يستطيع احدهم أن يركـّب ثلاثة جمل متسلسلة ذات معنى !!!
من ضمن قيادات التوريث العائلي والتي يـُقال عنها قيادة شابة على اساس صغر سنها وكونها قليلة خبرة بالسياسة هي السيد / عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الذي ورثه بعد وفاة المغفور له والده ، ألسيد عمار أطلق قبل أيام ويبدو في ظل التنافس الانتخابي المحموم بين الكتل السياسية مبادرة اسماها ( انبارنا الصامدة ) يبدوا انهم في المجلس الاعلى قد حسموا أمر فوزهم او على الاقل تبوّأهم مركز متقدم في الانتخابات المقبلة فارادوا مغازلة الكتل السنية لضمان اسناد مرشحهم لرئاسة الوزراء ، مبادرة السيد الحكيم تدعوا لدفع 4 مليارات دولار وعلى مدى 4 سنوات لمحافظة الانبار ( لشراء ) ولاءهم لرئيس الوزراء القادم ( الذي يـُفترض انه من المجلس ) هذا طبعا ً بعد موافقة مجلس النواب الذي يبدوا ان المجلس الاعلى سيحشد مع الاكراد وجهات اخرى لتمرير هذا الاستحقاق للانبار ، السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل يريد الحكيم ان يطبق مقولة ( بالمال ولا بالرجال ) الشعبية هنا ، على اساس ان المال يمكن أن يحلّ أي اشكاليات ، فجماعة السلطة عندنا لايفهمون من الحكم غير مناقلة الاموال واستخدامها لخدمة اغراضهم سواء الشخصية او الحزبية ، في حين ان السياسي الحق يتعامل مع امور الحكم من مبدأ المواطنة ، والمواطنة كما هو معروف تبدأ بالواجبات ثم الحقوق ، فللوطن على المواطن واجبات تؤدى وللمواطن على وطنه حقوق ، على جماعة المنتفعين من السلطة عندنا أن يزنوا الامور من مبدأ المواطنة أولا ً، وعند ذلك يسألوا نفسهم سؤالا ً بسيطا ً : لماذا ومنذ عام 2003 حتى اليوم هناك مناطق ومدن محددة هي من تشكل بؤر توتر ومشاكل وحاضنات للارهاب ، أليس من اولى واجبات المواطنة الحفاظ على الامن والسلم الاجتماعي والنظام العام ، من أخلّ بهذا المبدأ فقد أخلّ بمواطنته وهو لا يستحق أي حقوق من الوطن ، وبالتالي لا يكافأ المذنب على ذنبه
ألم يكن الاولى بالسيد الحكيم مثلا ً أن يطالب بمثل هذه المليارات لمحافظة الديوانية التي تعتبر افقر محافظات العراق وتزيد نسبة العاطلين فيعا على 39% علما أ ان مواطني المحافظة انتخبوا رئيس مجلسهم من كتلة السيد الحكيم نفسه ،الى متى يبقى الساسة الشيعة يتصورون ان ناخبيهم جهلة يسهل تضليلهم ويبقون يتكلمون عن اللحمة الوطنية والاخوّة ، والجماعة منذ اكثر من سنة وبعد كل صلاة جمعة ( يتحفونا ) بكمّ هائل من السباب والشتائم ويتوعدون ( عبد الزهرة وعبد الحسين وعبد الكاظم )من دخول مدنهم ، اليست هذه المليارات التي يريد السيد الحكيم أن يتبرع بها من نفطات عبد الحسين وعبد الزهرة الذين يـُذبح ابناءهم وتحرق جثثهم في مدن الانبار والفلوجة ، الان سينبري بعض المنافقين ليقولوا ان هذا خطاب طائفي ولكن لا أحد يتكلم عن طائفية النجيفي حين يقول ان قتال الشيعة للقاعدة قتال طائفي في حين قتال السنة للقاعدة هو قتال دولة ، بمعنى ان الشيعة طائفة تابعة ولكن السنة هي الدولة ( اذا قالت قال العراق ) النجيفي ليس طائفي ونحن طائفيين ، والمطلك الذي يناشد امريكا وهو هناك ان توقف تسليح الجيش العراقي ليترك ابناءنا يـُذبحون في الصحراء وهو ليس طائفي ابدا ً ، ألم ير السيد الحكيم كتاباتهم على جدران مدنهم ( لا مكان للشروكية هنا .. ) ومع ذلك يريدون أن يدفعوا أموال ( الشروكية ) لهم ربما على مبدأ ( يسدد الاخيار .. ما تريده الانبار ! )
نحن ندرك جيدا ً والسيد الحكيم ايضا ً ان المسألة ليست مسألة وحدة وطنية بل هي دعاية انتخابية لا أكثر ، فلا وحدة وطنية ولا قبول للاخر في العراق ، واذا أراد السيد الحكيم أن اذكـّره قبل شهر وحين وافق مجلس الوزراء على اعلان حلبجة محافظة عراقية لم يعترض اي أحد ولم نسمع باي صوت سياسي يخرج رافضا ً، لكن قبل يومين وحين اقترحت بعض الجهات السياسية وبعد حمامات الدم التي اعطتها تلعفر ان تعلنها الحكومة محافظة هي الاخرى .على الاقتراح ( مجرد اقتراح ) ثارت ثائرة / أثيل النجيفي محافظ نينوى وشقيق رئيس مجلس نوابنا الموقر ، لان تلعفر شيعية والشيعة في نظرهم اقل منهم فلذلك هدد النجيفي : اذا صارت تلعفر محافظة فسنعلن نينوى اقليم ، هكذا هم يفكرون .وللعلم فحسب موسوعة ويكيبيديا فان قضاء تلعفر يعتبر اكبرقضاء في العراق يعود تاريخه للعصر الحجري ( 6000 ق.م ) ومساحتها مع اقضيتها الاربعة 3208 كم في حين مساحة حلبجة مع اقضيتها 878كم؟؟؟؟
لا يتصوّر احد اننا ( لاسمح الله ) لا نحب الخير لاخوتنا في الانبار ولكني أتصوّر ان مبادرة السيد الحكيم كي تكون مبادرة حقيقية تـُحسب لال الحكيم والمجلس الاعلى، وكي لايظهر السيد الحكيم وكانه يتبرمك بما في جيوب الاخرين فينبغي حينها أن يتكفّـل بدفع هذه المليارات من ماله الخاص وأموال المجلس وأظن انهم يمتلكون من الاموال ما يفوق مبلغ هذه المبادرة اضعافا ً مضاعفة ، يكفي فقط الاملاك التي وضع المجلس يده عليها في محافظة النجف وهي اكثر من 7000 قطعة ارض وملك قدّرت دائرة التسجيل العقاري بالنجف ثمنها بعدّة ( ترليونات ) هذه غير الشركات التجارية في بغداد وشركات الطيران والسياحة الدينية والبنوك ، فلن تشكـّـل هذه المليارات الاربعة سوى قطرة من محيط ما يملكه عمار الحكيم واسرته لكنه بالمقابل سيشكـّل بصمة من نور في تاريخه السياسي عندما سيذكر العراقيين عمار الحكيم كأوّل شخص من اصحاب السلطة في العراق ساهم بماله الخاص في دعم محافظة عراقية . وقد يستفز ّ هذا رجالا ً اخرين من رجالات السلطة لاخذ مبادرة الحكيم والعمل بها ، فربما نرى السيد اسامة النجيفي يتبرّع ببضع من ملياراته لاعمار مدينة الناصرية وربما سيساهم المطلك ببضعة مليارات لاعمارالديوانية .. وهكذا سيكون السيد عمار الحكيم قد بدأ الخطوة الاولى في اعادة جزء من اموال العراقيين المنهوبة لاهلها !!!
وما دمنا بصدد الاموال والحقوق فانني ارى ان على السيد الحكيم قبل ان يفكر بمساعدة اهل الانبار أن يعيد حقوق اهل بغداد التي اغتصبها ومجلسه الموّقر، فقبل أيام ومن على شاشة فضائية البغدادية أعلن السيد/ حسن العلوي( مرشح التيار الصدري ) ان ال الحكيم اغتصبوا العشرات من الاملاك في منطقة كرادة مريم و الجادرية وكلنا نعرف ان تلك المناطق أصبحت مقفلة وملك صرف للمجلس الاعلى وهم يبررون ذلك بان النظام السابق كان قد ( اغتصبها ) اصلا ً من اصحابها الاصليين ( فالجماعة يعتبرون ان سرقة المسروق اصلا ً ليست حرام ) في حين افتى السيد / حسن العلوي ان كل صلاة ال الحكيم هي صلاة باطلة لانهم يصلـّـون في املاك مغتصبة ، وقال فقهاءنا: من فسدت صلاته .. بَـطـُل سائر عمله ...!

المهندس / جمال الطائي



#جمال_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متّحدون ..ولحاف.. ملاّ عليوي ؟؟؟
- علي ماما وجماعته !!!
- ابتكار انتخابي عراقي جديد !!!
- أيها المغتربون .. انهم قادمون !!!
- الرياضة ، أخلاق .. اتحاد الكرة نموذجا ً !!
- ماذا تسمّون هؤلاء ؟؟
- عندما ( يكذب ) .. الرجال !!!
- لا تظلموا حكيم شاكر !!
- مبروك.. لشركات الهاتف النقال ...
- وماذا بعد المائة يوم ؟؟


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الطائي - وهب من لا يملك ...