أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسين خضراوي - سطور في المحظور














المزيد.....

سطور في المحظور


ياسين خضراوي
كاتب وخبير لغوي تونسي


الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 21:39
المحور: كتابات ساخرة
    


هذا المساء سأطلق العنان لقلمي و سأكتب , سأكتب بجنون في المحظور , سأغوص عميقا في شيء يخالج ذهني و فكري منذ الأزل , ذلك الهاجس الذي لا يزال يطاردني أنى ذهبت و كأنه تحتم علي أن أتخلص منه أو أتركه ينهش ما تبقى من لحم يكسوني ...

استيقظ مبكرا كعادته , عيناه محمرتان دامعتان كأنه الرمد , ظل يمشي صوب الحمام بخطوات متثاقلة من شدة التعب و الإرهاق. لقد كان يوم الأمس شاقا جدا على فتى الرابعة عشر ,نظر إلى يديه فوجدهما منتفختان متسختان كأنهما قدمان لم يعرفا الحذاء في حياتهما. أكل حبتا تمر على مضض و هم بالخروج مسرعا لألا يغضب الشيخ من تأخره... ظل يمشي و مخيلته تأخذه تارة يمنى و أخرى يسرى, لقد مل الفتى بيئته المحافظة التي منعته من جل ما أراد , كل شيء حرام و لا يجوز و إن و جد بصيص الأمل في أمر ما , تبين له لاحقا أنه غير مباح و لم يباركه الشيخ الجليل . لماذا أُضرب و يُدق عنقي كلما غنيت , بل كلما همهمت بأنغام ما ؟ ما الضير إن استمعت إلى القليل من الموسيقى التي تريح النفس و تبعث الراحة و الطمأنينة في الروح ؟؟ إنها بلا شك دواء و ترياق قوي المفعول للنفس و الجسد ,بل كيف للشيخ أن ينهاني عنها دوما ؟ ظل يتساؤل حائرا و يمشي مترنحا إلى أن رأى في الأفق جسما أنثويا يرتدي الأسود في جله قادما نحوه , و ظل ذلك الجسم يقترب أكثر فأكثر و الفتى المسكين يتساؤل كعادته , ماذا يوجد تحت تلك العباءة التي لطالما حيرته ؟, ما سر هذا الغلاف الأسود الذي لم يرى غيره منذ نعومة أظفاره ؟ و ظلت دوامة الأسئلة تعصف بفكره المحدود و لم يفهم شيئا كعادته . تنفس عميقا و حس بحسرة غريبة تجثم على صدره , لم يعد يريد الذهاب إلى الشيخ و رؤية وجهه المكفهر , لم يعد يرغب في الإستماع إليه و لا إلى دروسه المملة التي تفوح منها رائحة الحقد و الكره للاخر , أراد أن يحيا حياة جديدة يستطيع فيها أن يستمع إلى الموسيقى , أن يرى حواء بعينيه اللتان لم تريا سوى السواد . توقف فجأة من شدة التعب و الإرهاق و استظل بظل شجرة لا تكاد تفوته في الطول ... لحظة , أين انا؟ و ما هذا المكان ؟ و أين الشجرة؟ شيء غريب يحصل هنا . مشى قليلا إلى أن تناهى إلى مسمعه قهقهات نساء كن بالجوار فتعجب الفتى .. ماهذا الصوت الحنون و من أين مأتاه ؟ سار قليلا فوجد صبيا لا يكبره كثيرا وفتاة إلى جانبه , وأي فتاة كانت , الشعر المتدلي تنعكس عليه أشعة الشمس , ينزل إلى أن يلامس وجها أبيض صاف و فما ضيقا يُسيل لعاب من يراه ... سحقا ماذا يفعلان ؟ إنهما يقبلان بعضهما البعض عميقا , أين الشيخ لينهش من لحمهما , انتظر قليلا حدوث شيء من المارة و لكن أي مارة كانوا ... لم يبالي أحد بذلك المشهد . ضحك الفتى و أدرك أنه تحرر , تحرر من ذلك المكان المظلم فعلا , فلا شيخ هنا و لا ممنوع , رفع يده عاليا كأنه النصر قد تحقق ...و لكن هيهات سمع فجأة صوتا غليظا معهودا لديه , و يدان تسحبانه من تحت الشجرة . تبا لقد كان مجرد حلم ... نظر إليه بازدراء , حول وجهه عنه و انصرف مبتعدا



#ياسين_خضراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسين خضراوي - سطور في المحظور