أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - أن تكون جنوبياً فهذا يعني














المزيد.....

أن تكون جنوبياً فهذا يعني


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 08:43
المحور: كتابات ساخرة
    


أن تكون جنوبياً فهذا ليس بالأمر السهل..كثيرون هم من يعتقدون أن المواطن الجنوبي بدأت معاناته بالظهور و التشكل منذ أيام الوحدة فقط..و لكنها معلومة خاطئة أو لنقل أنها "أكذوبة" ليست بالصغيرة..فالمُسترجع لتاريخ هذا الشعب الصبور سيكتشف أن كل ما في الأمر أن معاناته فقط "تفاقمت" بعد الوحدة لتأخذ شكلاً درامياً يذكرنا بالمآسي الإغريقية.

فأن تكون جنوبياً في عام 63م فهذا يعني أن تحمل سلاحك البدائي لتبدأ الكفاح ضد مستعمر خارجي كان يُعتبر حينها من أقوى الدول الاستعمارية في العالم..مستعمر لا يمتص فقط وجودك النفسي بل حتى الإنساني بحضوره في واقع حياتك اليومية.

و أن تكون جنوبياً في عام 70م فهذا يعني أن تخضع لدولة "الحزب الواحد"..و تنسى تلك الأحلام الوردية عن التعددية الحزبية أو عن حرية التعبير..فقد جاء وقت إلقاء السلاح لتدخل في منظومة اللافرد و تتعلم كيفية التعايش مع النظام الشمولي الجديد..لتتساءل حينها:"هل حاربت الاستعمار لأصنع وطناً شمولياً؟؟"..و لكنك حينها لن تستطيع التعبير عن تساؤلاتك هذه فالمعتقلات تنتظر "المتسائلين" لتشفيهم من داء التساؤل الخبيث.

و أن تكون جنوبياً في عام 86م فهذا يعني أن يكون تفكيرك محصوراً في النجاة بحياتك من حرب لا ناقة لك فيها و لا جمل..فتهرب و تحاول بشتى الوسائل النجاة لكي لا تُصبح رقماً عند الحديث عن الثالث عشر من يناير المشؤوم..تُقاتل و لكن ليس ضد مستعمر أو ضد نظام شمولي بل تصبح مقاتل ضد "ملك الموت"..فقط لكي لا تصبح رقماً ضمن قائمته الطويلة خلال العشرة أيام التي كان منشغلاً فيها بحصد أرواح من تعرفهم و من لا تعرف.

و أن تكون جنوبياً في عام 90م فهذا يعني أن تكون مواطناً متسائلاً يملؤك الأمل و تردد عبارة واحدة هي "لمَ لا؟؟" عندما يتحدث الآخرون أمامك عن إمكانية حدوث الوحدة مع اليمن الشمالي..حينها لا تتساءل كثيراً و لا تملؤك الشكوك أو حتى الرفض فقد أنهكت عقلك قبل جسدك الحروب و النزاعات المتتالية على السلطة في بلدك و بدأت تأمل بأي تحالف و لو كان مع الشيطان بحد ذاته فقط ليوقف أنهار الدم التي لا ترغب بالتوقف..حينها ستتحدث كثيراً عن بلدك التي ستكون نواة تحقيق حلم الوحدة العربية و لكنك نسيت أو تناسيت أن الرب كان له مخططات أخرى و أنه لم يسمح لك بعد بإلقاء سلاحك.

و أن تكون جنوبياً في عام 94م فهذا يعني أن يظهر شيخ يصبغ لحيته بالحناء "الحضَّرمية" ليكفر أصحاب الحناء و من والاهم و يصفهم بكل ما لم يتخيله عقلك..فيصفك بالملحد و يصف نساءك بالبغايا الذين لولاه و لولا أمثاله لما كنَّ اعتنقنَّ الإسلام!!..حينها تقع في حيرة من أمرك فأنت لو قاتلتهم ستصبح مرتد و إذا سلَّمت لهم فسيبيعون "نساءك و أطفالك في المزاد كعبيد" حسب فتوى الناطق الرسمي باسم الرب..و لكنك تصلي و تؤدي فرائضك فقط كل ما كان يزعجك أن البرلمان "الوحدوي" لا يمثلك بقدر ما يُمثل "بيت العائلة"..فهل هذا سبب كافي ليتم ترحيلك سريعاً إلى الآخرة؟؟..بل و يُعتبر قتلك "مُفسدة صُغرى" أيضا!!..أي أن موتك يدخل في خانة "اللاشيء"!!.

و أن تكون جنوبياً في عام 2007م فهذا يعني أنك مللت الصمت..فأرضك نُهبت من الشيخ الشمالي و وظيفتك طُردت منها ليحتلها بدلاً عنك المواطن الشمالي و ثروات وطنك تذهب لجيب الجار الشمالي و متنفذيه و أنت أيضاً تُعامل و كأنك "عبد" لمواطنيَّ الدم الأزرق و فوق هذا كله تُشتم نساؤك و يوصفن بالساقطات فقط لأنهن لا يحملن ثوب "العفة" الحصري على الشماليات.

و أن تكون جنوبياً في عام 2011م فهذا يعني أن يعتبرك أبناء الشمال "فجأة" حليفهم في معركة محاولتهم إسقاط نظام العائلة المُقدس و المتغلغل في جميع أرجاء اليمن..فتبدأ الصحف الشمالية لأول مرة بتمجيدك و التحدث عن رفعة أخلاقك و وطنيتك و في محاولة للملمة جروح "فتاوي" الماضي يُعلن أنها "مفبركة" فتصدقهم لا لشيء و لكن لأنك تريد الحرية و العدالة و تظن أن بسقوط علي صالح ستحصل عليهما..لتكتشف لاحقاً أنك مخطئ و أنهم عندما كانوا يتحدثون عن التغيير فقد كانوا يعنون تغيير "مصيرهم" و ليس تغيير مصيرك.

و أن تكون جنوبياً في عام 2013م فهذا يعني أن ترى قوات "الثورة" تهجم على أخوانك و أقاربك و أهلك و وطنك لتهديكم رصاصاتها عندما تُطالبون فقط "باستفتاء"..أنت لم تطالب بعودة الأراضي المنهوبة و لا باعتذار عن فتاوي الشيخ "تقدسَّ سره" و التي أرسلت مئات الألوف إلى المقابر الجماعية و لم تطالب باحترام شرف نساء الجنوب و لم تطالب بعودة أموال وطنك و التي نُهبت لما يُقارب عقدين من الزمان و لم تطالب حتى بلهجة إعلامية رسمية "شبه" محترمة عند الحديث عنك..أنت فقط تطالب بأن تكون "إنسان" يحق له تقرير مصيره بنفسه كما كنت دوماً..تطالب أن يرفع الآخرون عنك وصاية "المعتوه" التي فُرضت عليك بالرغم من أنك من أقدر البشر على اختيار ما يُناسبك..تُطالب بأن يتم أي حوار معك على أساس أنك إنسان "كامل الأهلية" و ليس بناقصها.

و أخيراً أن تكون جنوبياً في عام 2014م فهذا يعني أنك ستقول للجميع و للعالم بأسره "أنت أردت و أنا أردت و الجنوبي فعل ما أراد"..فلا توجد وحدة بالإجبار أو على فوهات البنادق..و لا يوجد رجل يقبل بمعاشرة امرأة رُغماً عنها و هو يعلم علم اليقين أنها تمقته إلا إذا كان مختل العقل أو الرجولة أو الأخلاق..فاختاروا من تلك الصفات ما تحبون لأنفسكم يا من ترددون أمامي "الوحدة ستبقى رُغماً عنك أيه الجنوبي".



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسول عاشقاً
- مُنادي الرب -قصة-
- في بلد العُميان
- 3..2..1..أكشن
- أحبكِ و كفى -قصة-
- ردة الله
- القُبلة الأولى
- القافلة تسير و نحن ننبح
- بين ساقيَّ أنثى
- خطيئةٌ بلا حواء
- تباً لدين محمد*
- اغتصاب بالتراضي!!
- عند ركن الجنة -قصة-
- شعب الله الغير مُختار
- الجنازة حارة و الميت -كلب-!!
- اليمن بلا إسلام
- نساء البخاري*
- عن الجنس و الشغف نتحدث
- إبليس يسكن الجنة
- دين وقح


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - أن تكون جنوبياً فهذا يعني