في عيد ميلاد مارتن لوثر كينغ الخامس والثمانين: هل لا يزال الحلم نابضاً؟

ابتهال محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 08:47
المحور: المجتمع المدني
    

في يوم الإثنين الموافق 20 من يناير 2014، تعالت الخطابات وأقيمت الفعاليات والمراسم في جميع أنحاء الولايات المتحدة إحياءً لذكرى مولد القس مارتن لوثر كينغ الابن، الذي يعتبر من أحد أهم الرموز السياسية والإنسانية في التاريخ الأمريكي الحديث. ولمن لا يعرف الرجل، فهو الأب الروحي والقائد الملهم لحركة الحقوق المدنية ومبدأ اللاعنف، مما أسفر عن دحر الكثير من مظاهر العنصرية ضد الملوّنين في أمريكا الشمالية – والذي أدّى في النهاية إلى اغتياله – تاركاً وراءه نضالاً حياً وإرثاً ملهماً وبصمات لا تمحى في تاريخ الإنسانية المعاصر.

ولعل من أشهر خطابات الزعيم الراحل ذلك الخطاب الذي ألقاه واقفاً أمام النصب التذكاري للرئيس ابراهام لينكولن في أغسطس عام 1963، حين خرج عن النص المكتوب أمامه هاتفاً: "لدي حلم... أقول لكم اليوم، يا أصدقائي، إنه على الرغم من الصعوبات والإحباطات، ما زال لدي حلم... لدي حلمٌ أنه في يومٍ ما ستنهض هذه الأمة وتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها الوطنية بأن كل الناس قد خُلِقوا سواسية... لدي حلمٌ بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوماً ما في دولةٍ حيث لا يتمّ الحُكم على لون بشرتهم بل على مضمون شخصيتهم..." معلناً غضبه تجاه الاستعباد الذي عانى منه الزنوج طيلة المائة عام التي أعقبت توقيع لينكولن على اتفاقية تحرير العبيد – والتي أسفرت في وقتها عن اغتيال هذه الأخير.

أسفرت جهود مارتن لوثر كينغ الابن عن تحسّنٍ ملحوظٍ في نوعية الحياة للمواطنين الأمريكيين من الزنوج، ففي خلال الأعوام الخمسين التي مضت منذ رحيله، شهدت البلاد انخفاضاً كبيراً في معدل الوفيات من المواليد الزنوج، وارتفعت معدلات التعليم بينهم بشكل ملموس، وتلاشت مظاهر الفصل العنصري بين طلاب المدارس، وألغيت القوانين العنصرية المجحفة بحق الزنوج، كما احتل الكثير منهم مناصب مرموقة في الدولة.

ذلك القس الذي اعتاد أن يلقي عِظات القساوسة في الكنائس أيام الآحاد، خطب في الحشود التي تجمهرت أمامه عن قيم إنسانية عليا، رفعت من شأن الإنسان في بلاده وأعادت الحقوق المسلوبة إلى أصحابها. لقد سجّل التاريخ تلك اللحظة الحرجة في حياة الرجل الذي أوصل كلماته إلى البشرية جمعاء، ولم تقتصر على جماعته الدينية فقط. بالمناسبة، هل سبق وأن قلت لكم أنه قسيس؟؟؟

واليوم في بلادنا، يتبارى رجال الدين في كمية الدماء التي سيتسببون في سفكها عقب خطبهم الجهنمية، المختتمة بوعودٍ زائفة بالحور العين، وبفردوس النعيم المقيم، بعد أن تكون قد هيّأت النفوس لارتكاب مالا يمكن وصفه من الجرائم من أجل اللحاق بالوهم... لا يزال حلم مارتن لوثر كينغ قائماً، ونحن في وقتنا هذا أحوج ما نكون إلى مارتن لوثر كينغ النسخة العربية! فهل هناك يا ترى من سيجرؤ من رجال الدين على السماح للحلم بمجرد مداعبة خياله، وأن يقوم بالتفكير بدلاً من التكفير، والدعوة إلى صنع مستقبل أفضل للحياة على الأرض بدلاً من الترويج لصناعة الموت؟

#ابتهال_محمود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات