أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق السالمي - الهاشمي الحامدي: الاتجار في الدين والسمسرة في بؤس المفقرين














المزيد.....

الهاشمي الحامدي: الاتجار في الدين والسمسرة في بؤس المفقرين


توفيق السالمي

الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا يزال الشعب التونسي ضحية للمتلاعبين والمخادعين فبعد أن نقضت النهضة وعودها مع الشعب واختارت التموقع في صفوف الأعداء من الامبرياليين والصهيانة من خلال المحافظة دستوريا وسياسيا على ما يضمن مصالحهم على أرضنا واستثمرت لتحصيل ثقة الشعب مشاعره الدينية وهمومه الاجتماعية فوعدته بتوفير 400 ألف موطن شغل كما اعلن رئيس الدولة أنه سيتخلى بعد6 أشهر إذا لم يتغير الوضع وكنا نعتقد أنه يقصد أن يتغير في الاتجاه اللإيجابي فإذا بنا نكتشف أنه يقصد أن يسوء الحال أكثر .. ولذلك لم يذهب بعد الأشهر الستة
على نفس الشاكلة يطل علينا السيد الهاشمي لينشر بيانا على نطاق واسع يشدد فيه على رفض الدستور الذي تعده الأغلبية النهضاوية في المجلس التأسيسي بدعوى أنه لا يعتمد الاسلام مصدرا أساسيا للتشريع وأنه لا يضمن الصحة المجانية ولا يضمن منحة مجانية للعاطلين..
إن السمسرة الانتخابية في هذا البيان لا تخفى فهي واضحة وضوح الشمس لأن السيد الحامدي ورغم الذكاء الذي يميز حركاته السياسية فإن غير المنحاز للشعب انحيازا فعليا سرعان ما تنتابه نوبات الغباء ، فقد أفصح عن نواياه الانتخابية من خلال السمسرة الدينية والاتجار في هموم المعطلين من خلال ما يرد في الصفحة الثانية للبيان عندما عندما يعلن أن هذا سيطبقه إذا تم تفويضه في الانتخابات الرئاسية .
السيد هاشمي : وأنت تدعو إلى اعتماد الاسلام مصدرا أساسيا للتشريع فإنني أذكرك بالآية " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض - البقرة 85 . وعليه فما الذي ستفعله بآية القصاص : "ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى " فقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن العبد لا يقتل بسيده .. فماذا ستفعل هل ستعلن العودة إلى عصر العبودية أم أنك ستترك بعض الكتاب ثم إذا قتل رجل إمرأة ما أنت فاعل ؟ الأكيد أنك ستقول إن هذه الآية منسوخة بالآية الواردة في سورة المائدة " النفس بالنفس" وللعلماء في النسخ حديث كثير يذهب حد عدم الاعتراف به.
ثم إنك يا سيد هاشمي ستمنح العاطلين مائتي دينار وتذكر أن هذا لن يكلف شيئا ميزانية الدولة (2 مليار دينار فقط ) .. أذكرك أن العاطلين لا ينتظرون منك ولا من غيرك منة ولا عطية. هم ينتظرون حقهم في الشغل ولن يحصلوا عليه إلا بتغيير منظومة السلب الرأسمالي التي لم تذكرها بكلمة وهي التي نمولها من عرق العاملين في بلادنا ب 5 آلاف مليار سنويا تسديدا لديون لم نوافق على حصول دولة العمالة عليها ثم نطالب بتسديدها من خبز أبنائنا.
كما أنك تتكرم على المسنين لمن هم فوق الخامسة والستين بالتنقل المجاني وأنت تعرف أن هذه الشريحة لا تتنقل إلا قليلا وإذا تنقلت فلا بد لها من مصاحب في أغلب الحالات وعليه فعطاؤك الغزير ليس إلا مخاتلة وابتزازا لمشاعر الناس الذين يتعاطفون مع المسنين. والمسنون يحتاجون إلى الرفع من مرتبات تقاعدهم وإلى مرتبات لمن ليس لهم مرتبات دفعا لخصاصتهم واحتياجهم لغيرهم وهم في هذه السن التي تكبر فيها أنفة الانسان ويقل جهده.
لقد وجدنا في الشارع البعض ممن آمن بما تقوله ولكن أغلبهم غير قادر على الدفاع عما ينشرونه إلى الآخر .. وما تطرحونه يا سيد هاشمي ليس إلا اختلاسا لبعض ما رفعته الحركة الشيوعية العالمية ولكنه اختلاس رديء ولا يرقى حتى إلى مستوى الاختلاس الواعي . إنه تهافت على الشعار دون وعي بأصوله وشروط تحقيقه.
إن الصحة المجانية والنقل المريح والشغل المحترم لا يكون بواسطة منظومة النهب الرأسمالي الملحقة بأجهزة الاستعمار الجديد للامبريالية العالمية . فصندوق النقد الدولي الذي يملي على كل السابحين في فلكه من أمثالك والذين لم يرفعوا في وجه العاملين فيه ولفائدته شعار القطيعة يأمر بأن تترك الدولة الشأن الاقتصادي لفائدة الاقتصاديين، وهو يقصد الرأسماليين، حتى يعبثوا بالفقراء تفقيرا وتجويعا. ولذلك فإن رفعك لهذه الشعارات هو مجرد كذب محض ، لأن الدولة الفقيرة ذات الدخل المحدود لن تستطيع توفير متطلبات الصحة المجانية . فإذا وفرت الصحة المجانية بألفي مليار فقط فقد نسيت تكوين الأطباء والممرضين وبناء المستشفيات وتجهيزها حتى تصبح قادرة على توفير العلاج المجاني ولا أخال ذلك ينجز بألفي مليار فحسب. ثم إنك ستقتطع الألفي مليار الذين تتحدث عنهم من عناوين أخرى من ميزانية هذا الشعب قد تكون التربية أو البحث العلمي أو من الثقافة أو الرياضة أو من التنمية والبنية الأساسية فتكون قد قتلت المريض قبل أن يبلغ إلى علاجك المجاني.
إن الثوريين فقط ، هم وحدهم ، من يستطيعون توفير حاجات الناس من الصحة والتعليم والبنية الأساسية وخاصة من الشغل لأنهم فقط من سيحولون الاقتصاد المتخلف المرتهن بالاقتصاد الامبريالي انتاجا وتوزيعا إلى اقتصاد منتج وهم فقط من يمكنهم إنهاء وضع المديونية الكارثي الذي ننفق من أجله ما يمكننا من إحداث 250 ألف موطن شغل في السنة . والثوريون فقط يمكنهم أن يوفروا للدولة دخلا محترما بما يمكن أن يوظفوه من ضرائب على أصحاب رؤوس الأموال تتناسب وحجم مرابيحهم، والثوريون فقط يمكنهم أن ينموا الجهات الداخلية عبر تشريك الدولة في رسم استراتيجات التنمية وفي تمويلها ومتابعة منتجاتها... أما الليبراليون أمثالك والذين لم يبق لهم غير ابتزاز مشاعر الناس الدينية ومراكمة الوعود للفقراء بتوفير منح لن تخرجهم من البطالة إذا أمكنك تقديمها أصلا بل سترسمهم إلى لحظة مماتهم في قائمة العاطلين، فما عليهم إلا أن يسكتوا ...



#توفيق_السالمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل قول ابن الراوندي
- واقعية أم ذرائعية : محاولة في فهم السلوك السياسي لليسار التق ...
- السيستام هو المشكل
- مأساة الطرح الديني بين الأسس المتعالية ومأزق النزول الأرضي .
- الإخوان والعسكر يفسدون الثورة


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق السالمي - الهاشمي الحامدي: الاتجار في الدين والسمسرة في بؤس المفقرين