طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)
الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 23:07
المحور:
الادب والفن
بين سبيلك و ميركه سور 8
حين اجتزنا الكلي وصلنا خليفان كان المساعد قد أتى على نصف قنينته! وقد أصاب نطقه الكسل.. أخذ يدندن بصوت حزين:
اشلون بيه او بيك يبنادم ..!!
بدأنا نتسلق جبل سبيلك وحين دخلنا البهو كان فارغا وكانت الساعة قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل.. حاولت أن أقنعه بالذهاب الى فراشه لكنه جلس على كرسيه وأسند رأسه على ساعديه على الطاولة ونام..
كان التلفاز يوش وقد ملأ شاشته النمش بعد أن أغلق البث .. سارعت الى إغلاقه وقد كان شخير المساعد الصوت الوحيد الذي يخترق السكون السائد..
أخذت استعيد في ذهني تلك المغامرة التي مارسناها في تلك الليلة.. كان المطر قد توقف وهدأت الريح فأضافت سكونا آخرا وهدوءا يغري بالتأمل والإكتئاب..
ذهبت الى غرفتي ورحت في سبات عميق...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
دخل علينا الامر وكانت عينيه منتفختين وشعره الكث منفوشا !! رفع يده بالتحية بدون ان يتكلم وجلس وهو يتصدر طاولة الطعام وأخذ يمسح الجالسين بنظرة تفقدية ثم قال باستغراب:
- أرى أن عددكم كثير؟ كيف يمكن أن يتحمل هذا الجحر ومن أين لي القدرة على إطعامكم كلكم؟!
مد يده الى صحنه ورفعه أمام عينه بتبرم ثم أعاده وهو ينحسر ثم صفق يائسا وصاح
- عريف عثمان ...
ارتسمت على وجوه الحاضرين من الضباط تعابير الفرح والإبتهاج ، تناول أحدهم فطوره ووضعه أمام الآمر فزجره بتعبير نابي طالبا منه إرجاع الصحن.. أردف :
- لم يمضي على عودتك من إجازتك إسبوعا وتريد أن ترشيني؟!
انطلق الجميع بضحكة عالية وهم يرون انكسار صاحبهم وعلامات اليأس التي ارتسمت على محياه..
دلف عريف عثمان الى البهو وهو يعدل بيريته ويؤدي التحية وقد كان يحتضن بيده اليسار سجلا..
قال الامر مخاطبا الجالسين وهو يؤشر على ثلاثة منهم :
- انت ثم انت .. فكر قليلا ثم خاطبني وأنت ؛ اغربوا عن وجهي.. لكل منكم إجازة عشرة أيام!! قفز المعنيون نحو الامر وهم يقبلونه.. حذوت حذوهم لكنه قال لي : حين تعود سوف تلتحق بفوج المغاوير لمدة شهر!!
حين وصلت أربيل قررت أن أقتطع من إجازتي يوما فيها بعيدا عن الأجواء العسكرية..
اخترت فندقا متواضعا وبدأت أبحث عن كاكا حبيب المالح ...!! ترى اين أجدك يا أبا ايفان...؟!
يتبع
-
#طالب_الجليلي (هاشتاغ)
Talib_Al_Jalely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟