أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الإله إصباح - أحمدعصيد وتجريم التطبيع مع إسرائيل














المزيد.....

أحمدعصيد وتجريم التطبيع مع إسرائيل


عبد الإله إصباح

الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 23:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثار مشروع القانون الذي يجرم التطبيع مع إسرائيل نقاشا وجدلا في الساحة السياسية. وإذا كان رفضه من قبل بعض الأوساط المتصهينة أمرا مفهوما ومنتظرا، فإن التحفظ بشأنه من قبل الناشط الأمازيغي أحمد عصيد هو الذي يثير الاستغراب والدهشة، حيث اعتبر أن مشروع هذا القانون يمكن أن يخلق العديد من المشاكل وقد يسمح ببعض الممارسات غير العادلة. وقد يمس بحرية التفكير وبالتموقع سياسيا، وحتى بحرية التنقل. والحقيقة أن ما قاله السيد عصيد بهذا الخصوص هو مجرد تبريرات لإخفاء موقفه الرافض صراحة لمشروع هذا القانون، وهو بذلك قد يلتقي في هذا الموقف مع مجموعة من الجمعيات التي تستغل نبل القضية الأمازيغية لتحقيق مآرب شخصية واستجلاب منافع وامتيازات عبر بوابة التطبيع مع إسرائيل . وقد سمعنا في هذا الصدد بالعديد من الجمعيات التي تتحدث عن الصداقة الأمازيغية اليهودية، وهي تقصد بالضبط الكيان الصهيوني وتتعامل مع الأمازيغية كأنها كيان مستقل ومنفصل عن المغرب، وتسعى سعيا حثيثا لترسيخ وهم انفصال الأمازيغ عن مجموع الشعب المغربي. وتتوسل في تبرير العلاقة مع اسرائيل خطابا يمتح من المرجعية الحقوقية بمفاهيمها المتعلقة بالتاسامح والتعايش واحترام الآخر وقبول الاختلاف، في خلط واضح ومقصود بين اليهودية والصهيونية.وإذا كان السيد أحمد عصيد قد سبق له أن وضح موقفه من الكيان الصهيوني باعتباره كيانا استعماريا، فإن موقفه هذا سيقدم مزيدا من التشجيع لتلك الجمعيات التي تستغل الأمازيغية وتحرفها عن مضمونها الحقيقي .إذ ستدعي تلك الجمعيات أن التطبيع مع إسرائيل والدعوة إلى هذا التطبيع يندرج ضمن حرية التفكير والتعبير، وأن زيارة الكيان الصهيوني تندرج ضمن حرية التنقل.هكذا إدن سيتم الركوب على مفاهيم حقوقية لتبيض صحيفة كيان استيطاني عنصري وتشجيعه على الاستمرار في جرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وحرمان هذا الشعب من سلاح يدعم معركته من أجل التحرير وهو سلاح المقاطعة الشاملة لهذا الكيان الاستعماري إن بعض هذه الجمعيات التي تستغل الأمازيغية تتغاضى تماما عن الطبيعة الاحتلالية والاستعمارية لأسرائيل عندما تتحدث عن علاقات تجمعها بجمعيات إسرائلية وتتجاهل بالمطلق معاناة الشعب الفلسطيني من سياسة الإبادة والمذابح التي نفذها وينفذها الكيان الصهيوني ضده باستمرار ودون اعتبار لأي قيم أو مبادئ. وتماديا في التضليل تعتبر هذه الجمعيات ما يجري في الأراضي الفلسطسنية المحتلة مجرد نزاع بين طرفين لا دخل لنا نحن المغاربة فيه وأن التعامل مع إسارئيل هو مجرد تعامل مع دولة عادية كباقي الدول.بل لا تتوانى هذه الجمعيات في الإيحاء بأن معاداة إسرائيل ينطلق من نوازع عنصرية ودينية تنبذ قيم التعايش والاعتراف بالآخر. والسيد عصيد بموقفه هذ من قانون تجريم التطبيع يشوش كثيرا على موقفه السابق من الكيان الصهيوني، بل بقع في تناقض صريح مع هذا الموقف، إذ كيف تستقيم معاداة الطبيعة الاستعمارية لإسرائيل ورفض قانون يجرم التطبيع معها حتى وإن سوغ ذلك بتلك المبررات التي ذكرها ؟ إن أي حديث عن صداقة أمازيغية إسرائيلية مزعومة ، فضلا عن كونه انتهازية سياسية ممقوتة ومرفوضة هو تشويه للقضية الأمازيغية النبيلة وسطو عليها، و تواطؤ على جريمة ليس فقط ضد شعب بل ضد الإنسانية
والسيد أحمد عصيد باعتبارها مثقفا مرجعيا للقضية الأمازيغية ، يتحمل مسؤولية التوجيه والنقد لأي تحريف أو استغلال لهذه القضية في كل ما يتناقض مع مبادئها وأسسها، وعليه أن لا يجامل أي طرف بهذا الخصوص أو يسعى إلى إرضاء كل من يتحدث باسم الأمازيغية ولو من منطلق انتهازي، وإلا فإن دوره النقدي كمثقف سيصبح موضوع تشكيك وتساؤل. لأن المثقف لا يبحث عن زعامة لكي يسعى لإرضاء كل الأطراف ,وإنما تهمه الحقيقة والموقف المبدئي حتى وإن أغضب ذلك جل الأطراف.وأما الخلط بين اليهودية والصهيونية التي تتوسله بعض تلك الجمعيات إياها، فإننا نكتفي بخصوصه بالتذكير بموقف مناضلين يهوديين مغربيين شامخين هما الراحل ابراهام السرفاتي وسيدون أسيدون الذين ناصرا الشعب الفلسطيني وناهضا التطبيع مع الكيان الصهيوني بكل حزم وقوة، وذلك وعيا منهما بأن أي فرد لا يمكن أن يكون ديمقراطيا ويساند كيانا استطانيا يعادي الديمقراطية و يقوم على الاغتصاب والميز العنصري والإبادة الجماعية عبر مذابح متوالية في حق شعب أعزل لا يطالب إلا بحريته واستقلاله.



#عبد_الإله_إصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر السابع لحزب الطليعة ورهان وحدة اليسار
- الشهيد المهدي بن بركة، بلاغة الوضوح ومنطق التسوية
- حركة 20 فبراير ومرحلة ما بعد الاستفتاء
- الشعب المصري يواصل ثورته بعزم وإصرار
- الشعب المصري العظيم يريد الحرية.. يريد الحياة
- الشعب المصري يقرر إشعال ثورته
- ثورة تونس المجيدة.. وصناعة التاريخ
- محمد عابد الجابري.. ومسألة العلمانية
- علاقة التلازم بين الديمقراطية والعلمانية
- تمفصلات الحقوقي والسياسي في مسألة العلمانية


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الإله إصباح - أحمدعصيد وتجريم التطبيع مع إسرائيل