أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعيد العليمى - الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من أرشيف حزب العمال الشيوعى المصرى - 1978 - القسم الثالث















المزيد.....



الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من أرشيف حزب العمال الشيوعى المصرى - 1978 - القسم الثالث


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 22:41
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


وإذا كان الوعى الإجتماعى لدى البروليتاريا ليس شيئا كامنا على نحو قبلى داخلها ، فيمكننا أن نميز مراحل معينة فى تطور وعيها ، هذه المراحل التى تستند فى التحليل الأخير على علاقات الإنتاج الإجتماعية ، المؤسسة على مستوى تطور القوى المنتجة ، فالمستوى الأول هو " المستوى الإقتصادى النقابى " ، والثانى " الذى يكون قد توصل فيه جميع أفراد الفئة – ( النص لجرامشى وهو يعنى بالفئة : الطبقة لضرورات أمنه حيث كتب قسما من أعماله فى سجون إيطاليا الفاشية – إلى وعى بالتعاضد المصلحى المحصور فى المجال الإقتصادى البحت " أما المرحلة الثالثة فتتحقق " حين يعى المرء بأن مصالحه النقابية فى تطورها الحاضر والمستقبل تتخطى الإطار النقابى للفئة المحض إقتصادية ، وانه بإمكانها وينبغى عليها أن تصبح مصالح فئات ثانوية أخرى . تلك هى المرحلة التى تصبح فيها الأيديولوجيات التى نمت بذرتها مسبقاً " حزبا " ثم تتعارض مع بعضها البعض وتتصارع حتى تصبح واحدة منها أو على الأقل مجموعة منها ميالة لأن تسيطر ولأن تفرض نفسها ولآن تمتد فى المجال الإجتماعي مسببة ، بالإضافة إلى أحادية القصد الإجتماعي والإقتصادى ، وحدة فكرية وأخلاقية تطرح جميع المسائل موضوع الإختلاف والصراع لا على الصعيد النقابى بل " العالمى " ( 29) إن هذا النص لجرامشى يحدد تباين مستويات تطور وعى الطبقات بشكل عام والبروليتاريا بشكل خاص . وقد حدد لينين فى كتابه ما العمل مراحل تطور وعى الطبقة العاملة فى روسيا ، وهى تشكل إستناداً على التجربة التاريخية قانونا عاما ، أى إتجاها عاماً . وإذا كنا قد ركزنا فى جدالنا مع كاتبنا المتبنى للنزعة العفوية على دور الوعى فلا يعنى هذا تجاهلنا للعلاقة الجدلية التى تنشأ بين الوعى المنظم فى حزب ، وبين عفويه الطبقة البروليتارية وحلفائها . فإذا كان الحزب هو أداه معرفة الواقع الإجتماعي ، وحاملا للوعى الإجتماعي البروليتاري ، فإنه لا يقوم بدوره معزولاً عن الصراعات التى تخوضها البروليتاريا ، بل يلتحم بها إلتحاماً عضوياً ، هذا الإلتحام الذى يربطه على نحو وثيق بقضاياها ومشاكلها ومواقفها ، وهو ما يمكنه من تقديم الأساس النظرى لإبداعاتها العفوية ، فهو يعكسها ، ويرقيها لتسهم فى تماسك وتبلور الحركة الجارية مرة أخرى ، أى أنه ينطلق من الممارسة إلى النظرية ثم إلى الممارسة مرة أخرى . وهذا الإرتباط الجدلى ليس هبة سماوية يحققها وجود الوعى المنظم من جانب ، ووجود الطبقة البروليتارية من جانب آخر ، لأنه عملية تاريخية معقدة تحيط بها فى كل بلد أوضاع عينية خاصة . وهذا الارتباط يحفل المسير إليه بالتناقضات ، والإنتكاسات المؤقتة ، لشروط موضوعية تتعلق أحياناً بالطبقة العاملة ذاتها ، أو بالحزب الثورى . إن العلاقة المزدوجة فى هذا الوضع تجد تعبيرها فى ضرورة ربط الحركة العفوية بالقيادة الواعية للحزب الشيوعي ، والإلتحام العضوى من جانب الآخير بقضايا الطبقة البروليتارية ومشاكلها . أى تحويل جنين الوعى " فى الحركة البروليتارية إلى وعى إشتراكى علمى ، وهو ما ينجم عن الدور التثقيفى للحزب القائد الذى يتجاوز آفاق الغريزة الطبقية وصولا الى الوعى الطبقى . رغم أن كل حركه عفويه تتضمن "وعياً" نقابيا إقتصاديا لكنه لا يرتقى لدرجة الصراع الجذرى ضد النظام الراسمالي ، أى لا يستطيع من داخله أن يرتقى الى الوعى الشيوعي على مستوى الطبقة بكاملها ، بل يدخل الطبقة العاملة من خارجها ، أى من خارج دائرة النضال الإقتصادى من جانب ، وبواسطة المثقفين الثوريين الذين تملكوا المعرفة الفلسفية والتاريخية والسياسية العميقة من جانب آخر .
وينبغى التنويه إلى أن الوعى الإجتماعي لا يعنى الأيديولوجيا فقط ، بل كذلك السيكولوجيا الاجتماعية . وهما جانبان يتطابقان مع الوعى من جانب والعفوية من جانب آخر . أما دور السيكولوجيا الاجتماعية فهو الذى يؤشر إلى التغيرات الأيديولوجية .
كتب بورشنيف – وهو عالم إجتماع سوفياتى – مشيراً الى كيفية حدوث التغيرات الأيديولوجية وصلتها بالبنية التحتية ، والسيكولوجيا الاجتماعية : " لقد كان بليخانوف والماركسيون الآخرون على حق فى التأكيد بأن هذه الأيديولوجية الجديدة أو تلك ، تنجم لا عن التغيرات الإقتصادية مباشرة ، ولكن على أساس السيكولوجيا الإجتماعية كتكثيف فكرى لها . والعكس صحيح كذلك ، فإن الأيديولوجيا تؤثر بصورة عميقة على السيكولوجيا الاجتماعية ، وبتعبير آخر ، فإن كلتا المجموعتين من الظواهر تتفاعل فيما بينها – وإذا أخذنا ننظر إلى الأيديولوجيا كتكثيف للسيكولوجيا الاجتماعية فقط ، تنعدم إمكانية تصور التعاقب والمنطق الداخلى السببى فى تطور الأيديولوجيا من مرحلة إلى أخرى ، ومن الواضح ،أنه من الأصح أن نعتبر أن جانبى الوعى الاجتماعي كليهما والحاله النفسيه والأفكار يملك كل منهما بناءه وقوانينه الخاصة . ولكن الذى يدفعها الى الحركة ، أو على العكس ، يعرقل تطورها ، هو الظواهر الإجتماعية السيكولوجية التى تتطور على هذا الأساس الاجتماعي – الاقتصادى أو ذاك " ( 30 ) وقد اهتم لينين فى كتاباته بالتأثير المتبادل الجارى بين الأن الأيديولوجية والسيكولوجيا الاجتماعية ، وحين تحدث فى عام 1905 عن ثلاث مراحل وسمت تطور الحركة الاشتراكية الديمقراطية ، وجد أن كل مرحلة من المراحل الثلاث قد شهدت اعداداً فكرياً من قبل الإتجاه الشيوعي ، من جانب ، وقد إلتقى هذا الإعداد الفكرى من جانب آخر "بتغيرات عميقة فى شروط الحياة وفى كل التكوين السيكولوجي للطبقة العاملة وفى تنبه فئات جديدة ، وجديدة فيها للنضال الواعى الفعال" (31 ) وإذا كانت العفوية هى النضال فى إطار ضيق لا يصوب على هدف الإطاحة الشاملة بالنظام الرأسمالى ، فقد كانت من ثم تتضمن تكيفا غير واع مع العلاقات الاجتماعية السائدة . وفى مفهوم العفوية كما شخصها لينين تندرج ظاهرتان : ظاهرة الخضوع والإذعان للوضع القائم ، وظاهرة التمرد المشتت الذى يمكن قمعه من قبل الطبقة السائدة ، لأنه لا يهتدى بنظرية ثورية شاملة لمجمل الطبقات والعلاقات الاجتماعية والأهداف الأساسية التى ينبغى تحقيقها . وهو من ثم رغم طابعه الإجتماعي الرافض للإذعان ، فإنه ليس بالضروة ، قابلا لتلقى الوعى الاشتراكى العلمى ، بل يمكن أن يقبل أيضا شكلا من أشكال الأيديولوجيا البورجوازية . وقيمه العفوية لا تكمن فى إمكانية أن ينبثق عنها الوعى النظرى السياسى كما يرى كاتبنا العفيف الأخضر ، وإنما فى أنها توفر أرضا خصبة للدعاية والتحريض والتنظيم من قبل الحزب الشيوعي . هذا الحزب الذى تؤهله إمكاناته لتربية الطبقة العاملة وإفهامها شمولية النظام الإجتماعي الذى يتطلب أيضا لتغييره ثورة جذرية شاملة . وفى كل الأحوال ، ومادامت الطبقة العاملة ترزح تحت نير المجتمع الرأسمالي الإستغلالى ، فلا يمكن لأغلبها أن يتحصل على الوعى الإشتراكي العلمى ، وتتحقق هذه المهمة بأكفأ أشكالها فى ظل المجتمع الاشتراكي ، أى بعد الإطاحة الثورية بالرأسمالية . ورغم أن التحرر الكامل لوعى الجماهير لا يتم الا فى ظل الشيوعية الا ان النضال الثورى فى اتجاه الاطاحة بالأسس الطبقية للمجتمع الرأسمالي يربى ويثقف الجماهير ذاتها وخاصة فى الانتفاضات والهبات الواسعة النطاق . فبعد الاطاحة بالاستغلال الرأسمالى " بعد ذلك فقط ، وخلال سير النضال الطبقى الحاد يمكن تحقيق تعليم وتربية وتنظيم اوسع الجماهير الكادحة والمستثمرة حول البروليتاريا وتحت نفوذها وقيادتها وإنقاذها من الانانية والانقسام والعيوب والضعف ، تلك الأشياء المتولدة عن الملكية الخاصة وتحويلها الى تحالف حر لعاملين أحرار – لينين " (32 ) فلا يمكن تحرير الطبقة العاملة – فى مجملها من الوعى الزائف فى ظل النظام الرأسمالي ، وإنما تتوفر الإمكانية بعد الإطاحه بالرأسمالية وحلول البروليتاريا محلها كطبقة سائدة ، قادرة ممثلة فى طليعتها المرتبطة بها عضويا ، لأن تحدث ثورة ثقافية ، هذه الثورة الموجهة للأيديولوجية البورجوازية ، أو السابقة عليها ، والتى لا يمكن للبرولياريا أن تعى ذاتيتها وتفردها ومكانتها دون النضال ضدها ، وتصفيها نهائيا : ان التبشير بالعفوية وتقديسها ، وإعتبار تعدد الأحزاب العمالية ، لا واقعة تاريخية ،إنما إنجازاً ينبغى الحفاظ عليه ، يهمل حقيقة نظرية أساسية ، وهى أن لكل طبقة حزباً واحداً يعبر عنها أكمل تعبير فى وضع تاريخى محدد . وهذه الحقيقة النظرية ، كما يقول جرامشى " تسطع فى المنعطفات الحاسمة، إذ يلتئم شتات مختلف التجمعات التى تعلن عن نفسها أحزاباً مستقلة ، فى كتلة واحدة . فالتعدد السابق كان ذو طابع "إصلاحى " بحت ، أى أنه كما يتناول مسائل جزئية بمعنى ما ، كان التعدد تقسيما للعمل السياسي .... حتى أن الوحدة تتحقق ، وتتكون الكتلة فى الأوقات الحاسمة ، أى بالضبط عند طرح القضايا الرئيسية " (33 ) . وتنطبق فى الواقع هذه الحقيقة على أحزاب الطبقات المستغلة ، مهما كانت تلاوينها وإتجاهاتها وتناقضاتها حتى مع قسم مهيمن من طبقة ما ، ففى المنعطف الحاسم حين تواجه الطبقة السائدة هبة أو أنتفاضة ثورية ، أو حتى حركة جماهيرية واسعة النطاق ، فإنها تلقى بخلافاتها جانبا لتواجه عدوها الرئيسى ، آنذاك يختفى التمايز الثانوي بينهما ليبقى التماثل الجوهرى ، وترفع راية مصالحها الإجماليه على حساب مصلحة أى من أقسامها ، حتى أنها تكون على إستعداد تام لقبول أشكال معينه للحكم ، بونابرتيا ، أو عسكرياً ...، على سبيل المثال . ولكن إذا كان هذا حال الطبقات الإستغلالية التى تعى مصالحها عبر مثقفيها وأيديولوجيها ، وتمد شبكاتها الفكرية والسياسية والتنظيمية على مستوى المجتمع بأكمله ، إستناداً إلى سيطرتها الإقتصادية ونفوذها الأيديولوجي الذى يتغلغل فى وعى كافة الطبقات فى المجتمع ، فإنها من ثم تكون أقدر على أن تجمع شتاتها فى المنعطفات الحاسمة لتشكل قبضة واحدة فى وجه عدوها الطبقى الذى يتهيأ للإنقضاض عليها . نقول ، إذا كان هذا هو حال الطبقات الإستغلالية ، فليس هذا هو حال الطبقة العاملة التى تناضل فى نطاق المجتمع الرأسمالي ، لأنها مستلبة الوعى ، بسبب تأثير الأفكار السائدة التى تفتتها وتحول أقسام منها أو فئات إلى ذيول مباشره للبورجوازيه ذاتها ، ومن ثم فإنها دون حزب ثورى يضرب بجذوره فى تربتها ويضم بين صفوفه طليعتها ويسعى لتغيير المجتمع ثورياً تكون "لاشيئ". ، والحزب الثورى مهما كانت إمكاناته ونفوذه وقوته ، فهو فى التحليل الأخير لا يتمكن من فرض أيديولوجيته على الطبقة العاملة فى نطاق المجتمع الرأسمالي ، لذلك ،فإن أحزابها لا تلتقى فى المنعطفات الحاسمة ، الإ وفقا لقوة ونفوذ الحزب الشيوعي الطليعى ، الذى يتمكن عبر الصراع ضدها من عزل خطها الفكرى والسياسي والتنظيمى على بعض أقسام الطبقة العاملة . ولذا تبدو وفكرة تعدد الأحزاب العمالية (34 ) كفكرة مجردة ، معزولة عن شروطها التاريخية فى كل بلد على حدة وفكرة رجعية ، لأنها تهدر قيمة الحزب العمالى الماركسى من ناحية كونه أنضج تعبير واع عن الطبقة العاملة ، ولأنها تتهادن مع عفوية الطبقة العاملة التى لا تقود بالضرورة إلى مواقف ثورية ، ولتنتذكر كيف خفق قلب الطبقة العاملة فى ألمانيا النازيه وإيطاليا الفاشيه لكل من هتلر وموسولينى ، كما خنق قلب الطبقة العاملة المصرية للإشتراكية البيروقراطية .
وينبغى أن ننوه إلى أن إشارتنا لتكتل البورجوازية وأحزابها فى المنعطفات الحاسمة ، خاصة أوقات الأزمة الثورية ، لا يعنى على نحو حتمى ، أى لا تاريخى ، تحولها إلى كتلة رجعية واحدة ، أى تجمع بلا تناقضات ، فحديثنا يجرى عن "ميل تاريخى " ، عن وجهة إجتماعية عامة ، وليس أمراً محتوماً ، والحزب الشيوعي بنفوذه يمكن أن يجتذب أقساماً من الطبقات السائدة ، وأن يستفيد من تناقضاتها بتعميقها ، ومن ثم إضعاف الطبقه السائده ككل . وجرامشى حين يناقش هذه المقولة ، فيبدو كما لو أنه يحدد قانون حتمياً ، إلا أنه لا يعنى سوى "قانون وجهه" لا أكثر . " فمادمنا على قدر كاف من القوة كى نستولى على السلطة ونحقق مبادئنا فلا مجال للكلام عن كتلة رجعية واحدة ، معارضة لنا" (35 ) .
ويتجاهل كاتبنا سؤالاً جوهرياً : أين ومتى توصلت الطبقة العاملة بنفسها ودون حاجة للمثقفين الثوريين المنظمين فى حزب إلى الوعى العلمى ، وعملت تحت راياته ، وحققت الأهداف الإشتراكية والشيوعية ... فهل وصلت كومونة باريس أو ثورة سنه 1905 إلى الوعى الشيوعي العلمى ؟ ولكن كاتبنا يبشر بالعفوية وينتقص من أهمية الوعى ، لذا من المنطقى أن يقوده هذا إلى المطابقة مرة بين الحزب والطبقة ، ومن ثم الوعى والعفوية ، حتى يصل الى اهدار قيمة الحزب الواعى المنظم والقائد الثورى للطبقة العاملة ، فيحاول التمييز من جانب بين " الإلتحاق" بالحركة التاريخية (النوع الماركسي الإنجليزى) والوقوف فى "طليعتها" ( نوع بلانكى – كاوتسكى – لينين) ولكنه لا يقول هل كان مؤسسى الماركسية ، ماركس وإنجلز ، فى الطليعة/ فى القيادة ، أم كانا " ملتحقان" بها أى فى ذيل الحركة التاريخية ؟ ويحاول من جانب آخر ، أن ينتقد كون الماركسية علماً – أى وعياً- بعد أن كانت سلاحاً ، وهو لا يدرك أنها كانت علما وبالتالي سلاحاً نافعاً، فليست الماركسية سلاحاً بمعنى قطعة من الحديد ، بل هى مذهب علمى ، منهج أفكار وأراء ، وبقدر علمية هذه الأشياء فقد إستطاعت أن تكون سلاحاً نظرياً علميا فكرياً – للطبقة العاملة . ( أنظر : التنظيم الثورى الحديث ص.ص. 40-41 ) . رغم أن تحويل الماركسية من "سلاح" إلى علم لم يتم على أيدى الأممية الثانيه وقادتها ، بل على يد مؤسسيها ، فمعروفة هى رسالة ماركس وإنجلز إلى بيبل / وليبكنخت وبراك وآخرين – مؤرخة فى 18 سبتمبر 1879 – التى يحذران فيها من قبول مثقفين بورجوازيين لم يتخلصوا من مفاهيمهم القديمة ، ويتجهون إلى تكوين نظريات مشوشه وذلك " بدلا من الدراسة المعمقة للعلم الجديد "، ومعروفة هى أيضاً مقدمة إنجلز لكتاب، حرب الفلاحين فى ألمانيا ، التى يدعو فيها لدراسة علم الماركسية من قبل القادة دراسة معمقة ، وبالأحرى فإنهما أسميا شيوعيتهما بالشيوعية العلمية ، فى مواجهة الاشتراكيات الطوباوية ، ومن ثم فكل علم هو سلاح بمقدار ما هو علم ، أى بمقدار ما يستند على معرفة القوانين الموضوعية طبيعية كانت أم إجتماعية ، ويعكسها فى المفاهيم النظرية بدقة وأمانة ، وكانت مأساة الأممية الثانية لا علميتها ، أى تخليها عن سلاح الماركسية النظرى .
ويصل الخطأ إلى مداه ، لدى كاتبنا حين يصور مؤسسى الماركسية وكأنهما من "رافضى الأحزاب" فحين يتحدث إنجلز عن نهاية صلاحية شكل معين ، جامع لبروليتاريا المعمورة (أى الجمعية الأممية للعمال ) يستنتج أن هذا معناه رفض الأحزاب ( أنظر هامش ص 34 ، التنظيم الثورى الحديث) . وهنا نريد أن نقف وقفة قصيرة ، نبين فيها الروح الحزبية لمؤسسى الماركسيه ، الروح الحزبيه التى يحاول كاتبنا عبثاً تزويرها.
فإضافة إلى بعض التزويرات الثانوية ، يبرز العفيف الأخضر رساله وجهها إنجلز إلى ماركس ، بعد أن خلصها من سياقها التاريخي ، كما فعل مع رسالة ماركس التى سبقتها ، ولابد أن نورد مقاطع الرسالتين كما قدمها العفيف ، لأنه أراد أن يصور ما جاء بهما وكأنه رفض للآحزاب عامة ، رغم أنهما دللا على روح حزبيه حتى بموقفها هذا ، روح التمسك الحازم بماركسيتهما.
كتب ماركس إلى إنجلز فى 11 فبراير 1851 : ".... إننى سعيد جدا بهذه العزلة الحقيقية التى نجد ، أنت وأنا ، نفسينا فيها ، انها تتفق تماما مع موقفنا ومبادئنا . إن نظام التنازلات المتبادلة والتدابير الناقصة التى نكابدها فقط لانقاذ المظهر والإلتزام بالمشاطرة العلنية مع جميع هؤلاء الحمير لسخافات الحزب ، كل ذلك قد إنتهى منذ اليوم بالنسبة لنا ". ورد عليه إنجلز (13-2-1851) قائلاً : " وأخيراً وجدنا من جديد الفرصة – لأول مرة منذ زمن طويل – للبرهنة على أننا لسنا بحاجة لا لشعبية ولا لدعم حزب مهما كان وفى أى بلد كان ، وللبرهنة على أن موقفنا مستقل كليا عن هذه الحسابات الصغيرة والحقيرة . منذ اليوم لم نعد مسئولين إلا أمام أنفسنا ، (....) كيف يجوز لمن هو مثلنا يفر من المواقف الرسمية كما يفر من الطاعون أن يجد مكانه فى "حزب " ؟ وهل نبالى بـ"حزب" نحن اللذين نبصق على الشعبية ؟ (...) وما هى بالنسبة لنا أهميه "حزب" أى عصابة من الحمير ...؟ فى الحقيقية لن تكون خسارة لنا إذا لم نعد نعتبر " التعبير الصحيح والصائب " لهذه الكلاب المحدودة الأفق التى عدونا فى عدادها هذه السنوات الأخيرة ...." وفى مقطع آخر من ذات رسالة إنجلز يقول : " هذا هو الموقف الذى نستطيع أن نتخذه وعلينا أن نتخذه فى مستقبل قريب . لا فقط علينا أن لا نقبل أية وظيفة رسمية فى الدولة ، بل أيضاً علينا أن لا نقبل ، لأطول أمد ممكن ، أى منصب رسمى فى الحزب ، ولا أى منصب فى لجان إلخ ، وأن لا نضطلع بأى مسئولية من أجل حمير ، وأن ننقد نقداً لا يرحم جميع الناس وان نحتفظ فوق كل ذلك بالهدوء الذى لن تستطيع جميع مؤامرات هؤلاء المعتوهين أن تخرجنا عنه . ونحن قادرون على ذلك . موضوعيا نستطيع دائماً أن نكون أكثر ثوريه من هؤلاء الثرثارين ، لأننا تعلمنا شيئاً وهم لم يتعلموا شيئا ، لأننا نعرف ما نريد وهم لا يعرفون مايريدون " ( 36 ) إن واجبنا إذن أن نبرز خصوصية اللحظة التاريخية التى كتبت فيها هاتين الرسالتين ، وهل تعنى موقفا من الحزب بشكل عام ، أم أنها موقف من حزب معين له إنحرافاته النظرية والسياسية والتنظيمية ، وهل إستمر موقف مؤسسى الماركسية حين وجدا حركه عمالية فعلية تتيح ممارسة عمل شئ حقيقي وفعال وفضلاً " العزله الحقيقيه" ؟
بعد هزيمة ثورات 1848 تبدد الأمل الذى راود القوى الثورية فى أوروبا حول إنفجار الثورة مرة أخرى ، ففى فرنسا دمر حق الإقتراع العام ، دون مقاومة من العمال ، وأحكم لويس بونابرت قبضته على فرنسا ، وفى ألمانيا ، أسدل الستار على الفصل الختامى للثوره ، بإنسحاب البورجوازية الصغيرة من حلبة السياسة . وكانت مرحلة الركود السياسي هذه تتطلب إعادة تهيئة الحركة البروليتارية ، وإعادة تنظيم قواها للمعارك المقبلة ، دون القفز على وضعها السياسى الفعلي ، فقد كانت مرحله جذر ثورى أعقبت هزيمه ثوراتها . وظهرت فى الأفق ميول يسارية عبر عنها المهاجرون السياسيون الألمان ،آراء لا تضع فى اعتبارها الواقع بقدر ما تضع نزوعها الإرادى ، فى إصطناع ثورة . وفى مواجهة هذه الآراء كان لكل من ماركس وإنجلز رأي أخر ، فقد رأيا أن المهمة الأساسية للحزب الثورى لا ينبغى أن تكون إصطناعا كميائيا للثوره ، فضلا عن إستحاله ذلك ، وإنما دعيا ، بحكم هدوء الوضع الإضطرارى ، إلى إعادة تنظيم القوى الثورية تحت راية نظريتهما العلمية ، وربط القوى الثورية التى مزق إنتصار الثورة المضاده صلاتها ، ووقفا ضد أى نزوع يساري مغامر ، يهدد بخسائر فادحة للطبقة العاملة ، كنتيجة لآنها تضحيات غير ضرورية ، وستكون مبرراً لإرهاب الثورة المضادة . وقد إمتدت هذه النزعة اليسارية حتى طالت صفوف عصبة الشيوعيين ، ومارست تأثيراً ضاراً على مركزها القيادي . وفى جلسة اللجنة المركزية ، التى عقدت فى 15 سبتمبر 1850 حصل إنشقاق داخل المركز القيادى . ولخص ماركس الخلاف الذى نشب بين إتجاهه هو وإنجلز ، والإتجاه اليساري المغامر على النحو التالي :
" إن الأقلية تستبدل الملاحظة النقدية بالدوغمائية وتستبدل الموقف المادى بموقف مثالى . فهى تعتبر رغائبها الخاصة القوى الدافعة للثورة بدلا من الوقائع الحقيقية للوضع . وبينما نخبر نحن العمال أن عليهم أن يخوضوا غمار عشر أو عشرين أو حتى خمسين سنة من الحرب الأهلية ، لا لكى يبدلوا الوضع القائم فحسب ، بل وأيضاً حتى يصبحوا مؤهلين للإستيلاء على السلطة السياسية ، تقولون أنتم لهم على العكس من ذلك أن عليهم أن يستولوا على السلطة السياسية الآن وفوراً والإ فليفقدوا كل أمل . وبينما نوضح نحن كيف أن البروليتاريا الألمانية لا تزال متخلفة ، تقومون أنتم بدغدغة العواطف القومية للحرفى الألمانى وتحيزاته بأتفه الوسائل ، وهذا بالطبع نهج أكثر شعبية . وكما أن الديمقراطيين جعلوا من كلمة شعب شيئا مقدسا ، تحاولون أنتم أن تفعلوا الشئ ذاته بكلمة بروليتاريا " (37 ) . أى أنه كان خلافا نظرياً سياسياً وجد إنعكاسه التنظيمي فى التآمر – بمعنى تنظيم مؤامرة ، كان خلافا حول طبيعة الثورة الألمانية والتاكتيكات التى ينبغى إتباعها . أى أن موقف ماركس يجد تبريره فى مواقف العصبة التى تبنتها على المستويات التى تحدثنا عنها ، ولم يكن موقفا من الأحزاب بشكل عام ، كما أن جو المنفى البعيد عن الوطن ، بما يجرى داخله على نحو ملموس ، كان يسعر من خلافات المهاجرين ويعلى من شآنها وهنا نستطيع أن نضع عبارات مثل سخافات الحزب وغيرها فى موضعها الصحيح : فكما يقول فرانز مهرنج فى كتابه عن ماركس " من الخطأ أن نأخذ تعابير " حمقى" و"حمير" و"أوغاد" على حرفتها ،إذا أنها يمكن أن تطرح من هذه الملاحظات الغاضبة ، ولكن ما يتبقى حينئذ يبين لنا أن ماركس وإنجلز كانا يعتبران على حق فى قرارهما بالإبتعاد عن منازعات المنفيين العقيمة خلاصا لهما ، فقد رضيا بقدر من العزلة ، وعلى حد تعبير إنجلز ، كي يكملا دراستهما العلمية حتى يحين الوقت الذى يفهم فيه الناس قضيتهما بشكل أفضل " (38 ). وفى كل الأحوال كانت الصراعات الفكرية بين المهاجرين تجد اهتماما منهما ، كما أنهما لم يعتزلا العمل السياسي ، وأسهما فى الصحف الشارتيه وبعدها بسنوات حين وجدا فرصة لعمل حقيقى وفعال ، أسهما فى تأسيس الأممية الأولى . وقد أشرنا فى أحد هوامش مقالنا – إلى تلك الرساله التى كتبها إنجلز إلى ا. هوروفيتش فى 27 مايو 1893 ، أى بعد ما يزيد عن أربعين عاما ، وهى تخلو من أى أثر إنفعالى حيث كتب :" إننى أعرف من خلال خبرتى الخاصه ( 1849- 1852 ) إستحاله تجنب إنشقاقات المنفييين سياسيا – إلى عدد من الإنقسامات المختلفة ، مادام الوطن الأم يبقى هادئاً . إن الرغبة الملحة فى العمل والإصطدام بإستحالة القيام بأى شيئ فعال ، يسبب فى عدد من الأدمغة الذكية ذات الطاقة تصورات ذهنيه مفرطة فى النشاط ، محاوله لإكتشاف ، أو أختراع وسائل جديدة وغالبا عجائبية ، للعمل". (39 )
على أى حال ،إذا كان ماركس وإنجلز قد إنعزلا مؤقتا – رافضين منهج الكميائيين القدامى للثورة ، وتآمر البورجوازييين الصغار ، الهادف للتعجيل الإرادى بالعملية الثورية ، بديلا عن تهيئة الطبقة العاملة للنضال الثورى الجماهيرى – فقد قبلا المشاركة فى تأسيس الأممية ، لأنها كانت قوى واقعية تمثل الطبقة العاملة وليست شيعاً تآمريه . والآن هل يمكننا أن نستخلص مع العفيف الأخضر أن ماركس وإنجلز كانا غريبين عن الروح الحزبية وعن "التعصب" الحزبى ، ألم يكن موقفهما هذا حزبيا بالمعنى النظرى السياسي ، انحيازا لمفهوم صائب فى مواجهة مفاهيم خاطئة و"بتعصب" أيضا . إنحيازا لمفهوم البروليتاريا الضرورى عن الثورة ووسائلها . عدم قبول تعايش فكرى فى اتجاه شيعى معزول وهو أمر يختلف عن وجود إتجاهات فكريه متباينه داخل حركة عمالية طبقية حقيقية . إذ يجرى فيها الصراع من الداخل ، إن جاز التعبير ، يهدف لف الطبقة العاملة حول المفاهيم الثورية الصائبة ، وكان هذا مغزى قبول مؤسسا الماركسية الإنضمام للأممية . وحتى بعد حل الأممية ، لم يستبعد إنجلز إعادة تكوينها فى شروط جديدة مختلفة ، بعد ذلك ، وقد قدم مؤسسا الإشتراكية العلمية ، كل المساعدات النظرية والسياسية الممكنة للأحزاب التى تبنت نظريتهما ، مثل الحزب الإشتراكي الديمقراطي الألماني ، بشكل مباشر تقريبا .
وفوضوية العفيف الليبرالية ، تدعوه إلى رفض " النظرية الثورية الواحدة " التى تبنتها الممارسة " البلشفية والستالينية " على حد قوله ، وهو يوحى فى سياق كتابه بأن ماركس كان متسامحاً " تجاه التيارات الأيديولوجية السياسية الأخرى داخل الحركة العمالية ، ولذا فهو يؤمن بحتمية تعدد أحزاب الطبقة العاملة ، وبتعدد أيديولوجيتها ، وهذا ما يقوده إلى الإيمان بحريه الانتقاد ، أى حرية مراجعة الماركسية . ناسياً أن مواقف مؤسسى الماركسية ، خاصة بعد أن تأسست الأممية الأولى ، كانت تهدف إلى الإنطلاقة من الأرض الفعلية لقوى الحركة القائمة ، بهدف تجاوز مفاهيمها ذاتها ، عبر الممارسة النضالية المتضافرة مع سلاح النقد النظرى ، ولم يكن نضالها المحتدم ضد شتى الأفكار الغريبه جوهرياً عن مصالح الطبقة العاملة ، إلا تطبيقا للروح الحزبية ، سواء كان ذلك ضد البرودونية ، أو الباكونينة ، أو اللاسالية ....إلخ ، فهما لم يؤمنا " بضرورة " تعدد أيديولوجيات الطبقة العاملة الذى يعنى كأمر محتوم تعدد أحزابها ، ويعنى من ثم تجاور نظريتهما الثورية ، مع أى نظريات أخرى . وقد كانا حتى أخر حياتهما ، حزبيين بأدق معانى الكلمة ، منحازين للوعى العلمى الطبقى البروليتاري ، فى مواجهة شتى التلاوين والإتجاهات البورجوازية ، والبورجوازية الصغيره .
لقد كان الهدف الأساسى لمؤسسى الماركسية حين تأسست الأممية وكما أشرنا فى موضع سابق – هو توحيد الحركة العمالية بشتى تياراتها ، أن توضع أقدامها على طريق النضال الحقيقي ، من خلال القيام بنشاط مشترك ، يجمع على أرض واحده مختلف الأفكار الاشتراكية البورجوازية ، من برودونية ، وباكونينية ، ولاساليه ... ولذلك كانت الأممية أقرب لأن تكون تجمعا عماليا منها الى حزب بالمعنى المعاصر ، بعد أن ترسخ المفهوم الماركسي الذى تأسست إستناداً اليه الأحزاب الشيوعيه . لذلك فقد كان برنامج الأممية واسعا بمعنى ما – ليتلائم مع هذا الخليط المتنافر الذى لا يجمعه سوى بروليتاريتة ، وكونه قوى واقعية لها تأثيرها ونفوذها – حتى يمثل نقاط إلتقاء مشتركة بين هذه التيارات المتابينة ، وقد وضع ماركس عمداً البرنامج كذلك ... حتى يتكون جيش واحد مقاتل تحت راية واحدة . لقد كان فتح أبواب الأممية أمام كافة الإتجاهات البروليتارية ، يقصد من جهة إلى توحيد حركة الطبقة العاملة ، وأن يقوم الصراع الأيديولوجى والسياسي من داخل الشكل الذى تجمعت فيه تحت راية واحدة ، من جهة اخرى ، لم يكن بمقدور ماركس أن يقفز على واقع التعدد الفعلى للأيديولوجيات الأخرى حيث لم تكن الماركسية قد رسخت أقدامها بعد داخل الطبقة البروليتارية .
ففى المؤتمر الأول لاتحاد العمال الدولى الذى إنعقد فى أواخر سبتمبر سنه 1866 ، وكان البرودونيون يشكلون ثلث أعضاء المؤتمر من بين مجموع المندوبين . وقد وجه ماركس رساله إلى كوجلمان فى هانوقر بتاريخ 9 أكتوبر سنه 1866 يقول فيها : " لم يكن فى مقدورى ، ولم أكن أرغب فى الذهاب إلى هناك ، ولكنى كتبت البرنامج لمندوبى لندن . وحصرته عن عمد فى تلك النقاط التى تسمح بالإتفاق العاجل والعمل الدؤوب من جانب العمال والتى تعطى غذاءاً مباشراً ودافعاً لمتطلبات الصراع الطبقى وتنظيم العمال كطبقه ". (40 )
لقد كان هدف مؤسسى الماركسية هو ألا تتحول الأممية الى حلقة معزولة بقفزها على أوضاع الحركة العمالية ، وكان منطقياً أن يحدث ذلك ، إذا أصرا على إستبعاد كافة المناهج الإشتراكية ما قبل الماركسية ، فقد كانت قوة الأممية كامنة فى إتساعها ، فإذا تحولت إلى أممية ماركسية ، فى وقت لم تنضج فيه آوعى عناصر الطبقة العمالية فى الوقت الذى تتبنى فيه أقسام واسعة من الطبقة العاملة لإتجاهات فكرية أخرى ، كانت ستتحول حتما إلى حلقه معزولة عن الطبقة البروليتارية بقواها الواقعية .
لم يكن ذلك إذن نوع من الليبرالية لدى مؤسسى الماركسية ، أو" تجرد نزيه " عن الروح الحزبية ، بل كان أرقى أنواعها ، من مفكرين لم يحلا إرادتهما ونزوعهما ، محل التاريخ بقواه الواقعية .



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من أرشيف حزب العمال ...
- الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من ارشيف حزب العمال ...
- دانتون لقد خدمت الإستبداد !
- حول الارهاب والدستور والذيلية
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- مبارك وسياسة إحتواء المعارضة - من ارشيف حزب العمال الشيوعى ا ...
- الثورة والثورة المضادة فى افريقيا - من أرشيف حزب العمال الشي ...
- جذور الفتنة الطائفية فى مصر - 1981-- من أرشيف حزب العمال الش ...
- فى أزمة غياب القيادة الثورية - 1
- حزب العمال الشيوعى المصرى - تأريخ النميمة والإغتياب
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى
- قبل أن تهب العاصفة 3 - حتى لانتذيل الجناح الآخر للثورة المضا ...
- قبل أن تهب العاصفة 2 - هل يمكن أن نتجاوز فوضى الشعارات ؟
- قبل أن تهب العاصفة - 1 - حتى لانعزز الثورة المضادة
- القانون ونشأة الذات الرأسمالية - يفيجينى ب . باشوكانيس
- الماركسية وأنثروبولوجيا المدارات الحزينة - سايمون كلارك - مر ...


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعيد العليمى - الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من أرشيف حزب العمال الشيوعى المصرى - 1978 - القسم الثالث