أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - الحياة تستحق الحب و الانسانية















المزيد.....

الحياة تستحق الحب و الانسانية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 13:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لا يمكن ان تستمر في حياتك دون ان تمر بمراحل فكرية مختلفة، ربما تكون متواصلة و لكنها متغيرة عن سابقاتها ولو بقليل، و يظهر الاختلاف حسب الانسان الفرد و وفق تعامله و مدى مثابرته للحصول على الفكر او العقيدة المناسبة المقنعة له ليعتمده في حياته لفترة ما ، و اما يثبت عليه او يتغير بعد مدة و يكتشف ثغراته و اخطائه. و هذا لا ينطبق على الدوغمائيين في الفكر و الثابتين على مسار فكري معيشي واحد. فكم من مفكر غير من توجهاته على الاقل بمرور الزمن و كلما كبر او تعمق، و كم من باحث تغير في مرحلة و عدل عن ما كان يؤمن به، و كم نظرية استعدلت نتيجة اكتشاف الفجوات و الاخطاء فيها من قبل صاحبها و غيره، و كم منا انتقل بشكل نسبي من جهة حاملة لفكر و ايديولوجيا و عقيدة معينة الى جهة اخرى معاكسة، و كم من الامور تغيرت نتيجة تغير الزمان و المكان تلقائيا او نتيجة التطور الحاصل في متطلبات و مسارحياة الانسان دون تدخله، او نتيجة التغييرات الحاصلة في الوسائل المتاحة بين يديه. انها سلسلة من التغييرات الدائمة منذ الاكتشافات. اما الان فالسرعة في تغيير الامور المتعددة ادت الى الانقلاب في الموازين العديدة .
لنتجاوز ما موجود عندنا و معمم في فكر كل فرد فينا، من العقيدة و الدين و المذهب و القومية و الافكار السطحية الاخرى، و حتى الشعارات التي وجدت لاسباب و مصالح مختلفة في زمانها، ونريد ان نتعمق في حياة الانسان بذاته و كيفية تعامله مع الاخر بعيدا عن كل ما حوله بتجرد كاملمن ما تمسك بها عقليا او فكريا ان كنا على الصح، لنكتشف ما هو الاهم له في مسيرته و نعتمد عليه علميا لنوضحه بعيدا عن الضغوطات التاريخية و الترسبات و العادات و التقاليد المقيدة لها في اية خطوة يخطوها الانسان في حياته.
اننا كبشر مختلفون عن كافة المخلوقات الاخرى بمستوى عقلنا و ذكائنا نحن البشرنسبيا ، و من المتوفر لدينا من الذي اعتمدنا عليه في تسير حياتنا استخدمناه في المكان الخطا في مسيرتنا في اكثر الاحيان . و لندع هذا جانبا ايضا، و نحسب افتراضيا اننا الانسان ولدنا جميعا في برهة و مكان و زمان معينين دون اي اختلاف في ما نملك و نفكر. في حينه العقل هو الذي يديرنا بشكل يمكن ان نسير نحو الطريق المؤدي الى مكان معين و ربما ينشا الاختلاف لمصلحة و عقلية تتولد لدينا، او نتعاون مع البعض و نتعاقد على ان نبقى كما نحن، و هنا اما ان نوفي بوعدنا او هناك من يخرقه. و عندئذ يولد عقائد و افكار مختلفة للعلاج، كما حصل في مسار التاريخ البشري .
و هنا يجب ان نوضح فيما نحن فيه بنو البشر في هذا العصر بالذات الذي لا يمكن ان يكون عصر القمة الانسانية الا اذا توافق الجميع بالنسبة المقنعة على السير على طريق و اتجاه انساني بحت . في هذا العصر بالذات يمكن ان نعلن اننا نحتاج الى ما يستحق ان نبذل كل جهدنا من اجل نشرهذا الفكر السليم المتوافق و تبسيطه في المعمورة و نتعمق في محاربة ذاتنا قبل غيرنا في منع الانحراف من الطريق الذي من الواجب ان يكون نحوالخير المتمثل بالحب و التسامح و المعايشة السلمية و التساوي و العدالة و الحرية التي يمكن ان تمنحنا ما نريد . و ربما يفكر البعض في ما يمكن او يجب ان توجد جهة او طريقة ما عليها ان تتبنى تطبيق هذه التوجهات او تجسد هذه الصفات فينا و توجهنا الى المقصود . اقول، انني على يقين لو توصل الانسان الفرد من ذاته الى قناعة ماهو الاصح في التمسك به في الحياة لا يحتاج الى متبني خارجي يقوم ما عليه القيام به اصلا سواء كان فردا اخر او جماعة او فكر مشترك او عقيدة او ايديولوجية، ابدا . لذا علينا ان نبتعد عن التجمعات و المؤسسات و اليوم ما موجود و الذي يسمى بالمنظمات و الاحزاب و الحركات لتحقيق المراد من تلك الاهداف، الا انها كل تلك التشكيلات تمنع تحقيق الاحسن، لما موجود من المعوقات الفكرية المتوارثة لدينا و يمكن التمسك بها جماعيا، اما اذا توصل الفرد بذاته دون فرض او اختلاطه مع الغير لمصالح مشتركة فيمكن تلافي المضر و تجاوز المؤذي بسهولة اكثر من كونه ضمن جماعة معينة.
اقول هنا و يمكن ان يعاتبني العديد، ان انسانيتنا، ان لم نكن جميعا، فنسبة كبيرة منا ليست بالانسانية بمعنى الكلمة، انها ربما يمكن ان نسميه قوانين القطيع و التجمعات، و الخوف من الامور العديدة التي ادت الى تلك الصعوبات التي خلقت امام تعايش الانسان و نشر المحبة و السلم و التعاون بيننا .
و اوقول بكل صراحة و ربما يتضايق مني الكثير ايضا، اننا جميعا لم نصل الى الانسانية في التفكير و نحن في مرحلة الحيونة و العقل البدائي( انني اعتذر عن استعمال هذه الكلمات و لكن العمق في التوصيل يحتاج لهذا)، و اقولها دون خجل و خاصة في المناطق التي ينحصر فيها الانسان بين المؤثرات الخارجية المتخلفة فكرا و عقيدة من كافة النواحي و خاصة الانسانية البحتة اننا لا نختلف عن البدائيات.
و لنا يمكن ان نحلم و نعتقد ايضا، فنقول ان المرحلة التي يمكن ان نعتقد اننا توصلنا فيها الى حال لا يفكر احد منا الا بالصفات و الخصائص الانسانية الجميلة، فيكون الحب هو المحرك القوي و هو القاعدة الرئيسية للفكر الانساني السليم وهو العمود و المسار الصحيح لكل البشرية في المجتمعات المختلفة جميعا . و الا كل ما موجود من الكره و البغض و الاستعداء ليس الا من صفات بعض الكائنات الاخرى و منهم الانسان المتخلف البدائي . و ان كان افكارنا بهذا العمقفي النظرة الى الحياة البشري، فماذا يبقى لدينا من العقائد و الايديولوجيات التي اصبحت وبالا على العقل الانساني، او ماذا نقول نحن في هذه المنطقة بالذات باننا من القومية او الدين او المذهبى الفلاني، و كم تستخف عندنا تلك الافكار و العقائد و نبتعد عن التمسك بها،و عندئذ ستكون النظرة العامة لنا نابعة من الانسانية و الانسنة كتوجه في العمل و الفكر والعقلية. و عليه يجب ان نوقل باعالي صوتنا ان الانسان لا يحتاج الى كل تلك التخرفات الذي يذهب سدى كثيرون و من يفنى من اجلها دون ارادته او نتيجه ايمانه بتلك الافكار او حامل لتلك العقليات او مجبرا لما تفرضه عليه المعيشة و الحياة . اذن يجب ان نعترف بان الحب او الانسانية متلاصقان و مترادفان و موصلان للانسان نحو السعادة الابدية فلنؤمن و نلتزم بهما جميعا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايهما المحق المالكي ام البرزاني
- طلب الاستئذان من ايران لتشكيل حكومة كوردستان
- طال الزمان بنا و لم نصل
- انقذوا خانقين قبل فوات الاوان
- هل السلطة الكوردستانية اهل لادارة الاقليم ؟
- هل من منقذ للوضع العراق الحالي ؟
- طبيعة العلاقات التركية مع اقليم كوردستان
- الغباء في ادارة اقليم كوردستان مترامي الاطراف
- هل شخصية المجتمع الكوردستاني تدعم تاسيس الدولة ؟
- سيطرة نفوذ تركيا و ايران على مناطق الحزبين في اقليم كوردستان
- اين وصلت الاخلاق و السياسة في اقليم كوردستان
- من المنفذ الحقيقي لاغتيال الصحفي كاوة كرمياني
- الى الراي العام الكوردستاني
- ماوراء استمرار الاغتيالات في اقليم كوردستان
- الارادة والاخلاص اساس تحقيق اي هدف مهما كان صعبا
- تنسيق الاتحاد الوطني الكوردستاني و حركة التغيير من ضرورات ال ...
- التوافق يفرض نفسه على نتائج انتخابات برلمان كوردستان
- يجب الحذر من ضياع صوتك في انتخابات برلمان اقليم كوردستان
- ما حال الشعب ومن يحكم العراق الان
- من الأَولى بالتغيير الفرد ام المجتمع


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - الحياة تستحق الحب و الانسانية