أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشاهري - ابو عرب














المزيد.....

ابو عرب


كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 1234 - 2005 / 6 / 20 - 06:01
المحور: الادب والفن
    


كان مقر سريتنا في بيت كبير وهو بيت مادة بنائه من الطين وسقفه من الحصران وجذوع النخيل وعلى الرغم من بساطة مادة بناء البيت فانه يشعرك لاول وهلة ان هذا البيت لواحد من كبار الفلاحين . كان فارها وكبيرا وغرفه عديدة كان له اكثر من باب وكان في مقدمة كل باب ايوان كبير وكان امام كل باب تنور وحضيرة مواش وكانت له ثلاث فناءات كبيرة . وفي كل فناء هناك سدرة كبيرة تتوسطه . كان هذا البيت يقع وسط بساتين النخيل الواقعة في منطقة التنومة . والتنومة هي امتداد البصرة عبر الضفة الثانية لشط العرب .
كنت انا وكثيرين من رفاقي هناك محاربين غير محترفين نؤدي مهنة الحرب بالاجبار .
كان هذا البيت مقر سريتنا . وكانت سريتنا . سرية اسناد لعموم فرقة 11 وهذا يعني اننا يجب ان نكون جاهزين لاسناد اي هجوم تتعرض له اي قطعة من قطاعات الفرقة .
كانت سريتنا مقسمة الى حظائر وفق سياقات الجيش العراقي . وكنت في حظائر الرشاشات . وكانت حظيرتي مكونه من ثلاث اشخاص . السائق والرامي والمساعد . نحن الثلاثة نعمل على رشاشة ( دوشكا ) وكانت تلك الرشاشة منصوبة على عجلة ( واز ) وهي عجلة روسية تشبه الى حد ما سيارات ( الجيب ) الصغيرة .

الميلاد الكبير او اليوم الكبير هكذا فيما بعد سمى الاعلام الصدامي الهجوم الايرانى على قطعات الجيش العراقي على شرق البصرة .
ولاننا كنا سرية اسناد فقد صدرت الاوامر بان نتحرك لاسناد اللواء 506 وكانت مهمتنا حماية مقر اللواء . ولكن الايرانيين سبقونا الى ذلك وسيطروا على مقر اللواء .
واعطبت عجلات سيارتنا ( الواز ) التي كانت تحمل الرشاشة . وكانت اوامر الضباط ان نرمي . وكنا نرمي من دون حتى تحديد قوس الرمي . وبعدها جاء الامر دمروا الرشاشة وانسحبوا .

كانت حظيرتنا مكونة من ثلاثة اشخاص .......... ابو عر ب وهو السائق وانا الرامي وميخائيل مساعد الرامي . كان ابو عرب طويلا رهيفا وكان يحمل شاربين كثين وكان من اهل الرمادي وينتسب الى عشائر الدليم وكان يحب اغنية ( في السكة في السكة ) . وميخائيل كنا نسميه ميخا وهو مسيحيا من بغداد من محلة الرياض وانا جنوبي شروكي من الناصرية . وكان ابو عرب امر الحظيرة بوصفه اقدمنا . وكان ليس طروبا فقط ويحب اغنية ( في السكة في السكة ) بل كان يحب ( السُكْر ) . ولذلك كان يسرب واحدا من حظيرتنا الى ضفاف شط العرب المليئة بالبارات ومحلات بيع الخمور لكي يعود لنا لنا ( ببطل ) عرق . نسكر ونغني و ( نطربك ) وحينما يصل الامر الى امر السرية نخفي عدتنا ( العرقية ) ويخرج من الباب ابو عرب بشاربيه الكثتين ويقول . سيدي نحن نغني للمعركة وللقائد .( سيدي اتريد اننام لو اغني للسيد الرئيس والمعركة) .
يعود امر السرية من حيث اتى ويرجع الينا ابو عرب ضاحكا وهو يقول اعرف ( دواهم من تكول المعركة والسيد القائد ينجر بوشهم ......... يلا طلعوا العدة ).

كان زمنا رديئا سيئا اسود .


كان الانسحاب خطيرا جدا . كان خطيرا مثل البقاء . كانت الارض مكشوفة وكانت ليست عرضة فقط لقذائف المدفعية بل كانت مطرا ناريا من الاسلحة الخفيفة .
كان بيننا والساتر الترابي ثلاثة كليو مترات . كنا نركض كما يركض ابطال السينما بين الرصاص والقنابل والالغام وقبل ان نصل الى الساتر بخمسين مترا جرح ميخا .
ياربي خمسين مترا .

وابو عرب التفت ( وين ميخا ) .
كان ميخا جريحا سمعنا صوته يقول ( روحو خلصوا نفسكم ) في تلك اللحظة غنى ابو عرب ( في السكة في السكة ) ورجعنا الى ميخا حمله ابوب عرب كما يحمل الجريح في الحرب . في منتصف الطريق خارت قوى ابو عرب طرحه وحملته انا وطرحته قرب الساتر وحمله ابو عرب وعبرنا الساتر .
قلنا لسرية الاعدام خلف الساتر نحن لسنا
( فارين ) نحن من سرية اسناد الفرقة ولدينا جريح .
ابو عرب وانا وميخا نقول :
تفو على الذين يحرمون ابو عرب من ترديد اغنية
في ( السكة في السكة ) وتفو على الذين يحرموننا من خمرة ميخا وتفو على الذين لايحبون كاظم الشاهري
لانه يحب ابو عرب ويحب ميخا
تفو على الرايات جميعها
وطوبى لله في عرشه يرجم الشياطين بالتفاح ...........................



#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا البصرة
- اغتيال كوثر
- عربائيل
- شهيد اخر يموت عطشانا
- حدث هذا في مخيم الارطاوية
- مصائب المهدي - بمناسبة تغيير اسم شارع ابو نؤاس الى شارع المه ...
- اختيار ملكة جمال العراق
- الصحاف
- ريش العمائم
- هلهولة للتحرير الصامد .....الى نوري ابو رغيف ....من اجل ( جل ...
- سعدية سمينة جدا - انتهى العهد القديم ليبدأ القديم الجديد بال ...
- عراقيون وقبور جماعية وعرب
- اجنحة الدكتاتور
- في حضرة السائد الشمالي
- ما قبل الاخيرة
- بعد اعوام طويلة
- الرؤساء والحرب
- رسائل الربيع للطائر الى بغداد
- ظهور عطشة
- الذي رسم جنة الله


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشاهري - ابو عرب