أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رامي معين محسن - التيار الوطني الشبابي الفلسطيني وضرورته الملحة














المزيد.....

التيار الوطني الشبابي الفلسطيني وضرورته الملحة


رامي معين محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 21:55
المحور: المجتمع المدني
    


يمثل الشباب في فلسطين ما يعادل ثلث تركيبة سكان المجتمع "حسب الإحصاءات والتقارير ذات الصلة"، وهو ما يدلل بوضوح بأن مجتمعنا ذات صبغة شابة وفتية، الأمر الذي يفترض فيه دائماً أن يكون معولاً ديناميكياً للأمل، التطور، والتغيير، انطلاقاً من اعتبارات ودلالات كثيرة على رأسها أن الشباب في كل المجتمعات التي وجدوا فيها وأُعطوا الفرصة بداخلها أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم نصف الحاضر وكل المستقبل ليس بالشعارات الرنانة، إنما من خلال العمل والتفكير والتمكين والسعي الحقيقي للوصول لأفضل مما هو موجود .
ومن العدالة حين الحديث عن الشباب في فلسطين (قطاع غزة كنموذج) ما لهم وما عليهم، أن نأتي على ذكر أبرز التحديات التي تعترض طريقهم وتحول دون مشاركتهم في كل المجالات، باختصار هم يعانون اضطهاداً وتهميشاً مزدوجاً فتارة بوصفهم مكون أساسي من مكونات شعبنا القابع تحت الاحتلال، وتارة أخرى باعتبارهم فئة اجتماعية يتم التشدق بأهميتها وضرورة إزالة العوائق أمامها في ظل واقع عملي لا يوليهِم أدنى اهتمام، كما أنهم يعيشون في جو من تغول البطالة والفقر وانعدام فرص العمل سيما في أوساط الشباب المتعلم وخريجي الجامعات، ولا نغفل محاولات طمس الهوية الثقافية والفكرية واختزال قيمة العقل فيما تسمح به المنظومة التقليدية على رأسها "الدينية الأمنية" الحاكمة التي ترفض الاعتراف الحقيقي بمشاركة الشباب في مجمل القضايا "الوطنية، السياسية، الاجتماعية، الثقافية ..الخ"، بل للحق نسجل أن أجهزتها الأمنية تتعامل مع الشباب على أنهم دائماً في موضع الشبهة والاتهام مما يعرضهم للقمع الاستدعاءات الغير قانونية لإدعائها ارتباطهم بأجندات خارجية تسعى إلى تقويض نظام الحكم الملالي الأمر الذي يجعل من شعارات المحافظة على النظام العام مجرد حالة نفسية أو تصور ذهني لدى المنظومة الأمنية، وهذا بالطبع امتداد لحالة الوهم المريح، الأخطر من ذلك كله أن الأجهزة الأمنية اليوم بعد فشل القمع في تحقيق المراد، تحاول جاهدة الالتفاف على الحالة الشبابية برمتها من خلال تصدير فئة شبابية مرتبطة معها تكون بمثابة "شباب البلاط" تنفذ من خلالهم أجنداتها القامعة لكل من يخالف النمط المفروض، وتضرب من خلالهم الأمثال الوهمية لحرية الرأي والتعبير وللحريات عموماً، وهو ما حدث مؤخراً بمباركتها تبلور العديد من الأجسام والائتلافات الشبابية التي سمح لها ما لم يسمح لغيرها، الأمر الذي ساد معه تساؤل منطقي ومحق "منذ متى صارت ممارسة الوطنية حكر على جماعة أو توزع حسب اللون والتبعية؟، ويا ترى لمصلحة من تنميط المجتمع؟، ومن المستفيد؟!
إن كل نمط حاكم لم يحكم بنظريات العقد الاجتماعي الراسخة، ويخشى الانتقال للديمقراطية وتبعاتها، وما زال يُغلب أسلوب الممارسة الأمنية مع مواطنيه على "الفاضي والمليان" إنما يسعى دائماً وفق نظريات السياسة والاجتماع إلى تكوين هالة كبيرة حوله من المستفيدين ومن كل الفئات والمكونات، تسير في فلكه وتكون له مطية وهذا الخطأ القاتل بعينه، وعليه فإنني أدعو الجهات الرسمية إلى الكف عن هذه السياسة المكشوفة والتي لن تفلح بأي حال إلا في إطالة أمد الركود وتعزيز الهوان، كما وأدعوها إلى فتح حوار جدي وحقيقي مع الشباب كل الشباب لا من يدور في فلكها أو من ينفذ أجندتها من الشباب والمقصود هنا واضح، هذا إذا ما أرادت فتح صفحة جديدة مثمرة تحترم الشباب وتقدر كينونتهم وتدعم باتجاههم وصولاً إلى إزالة كل العوائق أمامهم لجهة أن يأخذوا دورهم الفاعل والطليعي في البناء والانتقال بمجتمعنا إلى بر الأمان،.
ومن ناحية أخرى فإنني أجزم بأن تعقيدات المرحلة، وتشظي الحالة، وضعف ركائز المجتمع "الأحزاب، المثقفين، المستقلين، مؤسسات المجتمع المدني"، وتأزم المشهد الفلسطيني برمته يحتم على الشباب الانطلاق وتولى زمام المبادرة، والانخراط الفاعل في المجتمع وتحدياته التي تأخذ طابعاً تصاعدياً على طريقة تحديد المشكلات وتصدير أو تسطير حلول عملية لها، ترد الأمور إلى بواطنها دون الغوص في الماوراء، وبعيدا عن ظاهرة الخوف والارتجاف، فالمرتجفين كما يحدثنا التاريخ لا تقوى سواعدهم على البناء، وهو ما يتطلب سرعة الخروج من دائرة التهميش والاستبعاد على طريقة أنه لا يمكننا الدخول في أعتاب التنمية إلا بالاستفادة من كل مكونات المجتمع، وعلى رأس هذه المكونات الشباب، وربما أسلم طريقة للوصول لذلك من خلال تنظيم الشباب لصفوفهم وأولوياتهم وبرامجهم والإجابة على التساؤلات: ما هو الدور المنوط بالشباب تجاه وطنهم ومجتمعهم؟، وهل واقع مجتمعنا اليوم يرقى لتطلعات ويلبي طموحات الشباب؟، وما هو نمط المجتمع الذي يأملون العيش في كنفه؟، وهل هم راضون على نمط التعامل مع قضاياهم المطلبية؟، أعتقد أن الإجابة ستكون كلا على الإطلاق لدرجة أن اليأس والتقوقع صار السمة الأبرز في نفوس الشباب، وعليه فإن الخروج من النفق المظلم يتطلب من الشباب إطلاق تيار وطني ديمقراطي مطلبي ومستقل يُشكل إضافة نوعية للموجود، ويكون الشباب لبنته الأولى وركيزته الأساسية، تتلخص مهمته في الالتصاق والانتصاف لهموم المواطن وتحدياته العاصفة، وتعتبر هذه الخطوة من أكثر الخطوات قبولاً على صعيد العمل الشبابي نظراً لفاعليتها وإمكانية تحققها في الحالة الفلسطينية، وبذلك يستطيعوا المشاركة كعنصر فاعل للتصدي لكل مظاهر الإحباط والالتفاف والقمع، على قاعدة أن الماء الراكد يأسن، وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد، "مالكوم إكس"، وأنا مصمم على بلوغ الهدف فإما أن أنجح.. وإما أن أنجح "ديل كارنيجي"، أعتقد أن الطريق ربما صعب لكنه ليس بمستحيل وعلينا كشباب أن ننتصف لما نريد وأن نساهم في رسم النموذج "المجتمع" الذي نطمح العيش فيه .



#رامي_معين_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلف ابن المجتمع
- ثورة مصر يناير2011 / يوليو 2013 الدروس المستفادة
- خطاب الصبر المعاصر أصل الأزمة .
- قراءة في خطاب رئيس وزراء غزة
- نظرة على واقع الشباب العربي


المزيد.....




- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- ارتفاع الحصيلة إلى 30.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب الم ...
- الخارجية الأمريكية تتهم مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ...
- تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الأسرى: تعرضنا للتخويف من ...
- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رامي معين محسن - التيار الوطني الشبابي الفلسطيني وضرورته الملحة