حمودة إسماعيلي
الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 18:42
المحور:
الادب والفن
مرّت
فتركت رائحة ورودٍ قديمة
ولك أن تسأل :
هل للورود القديمة رائحة ؟
إنها رائحة الموت والغياب
رائحة البلاستيك والصناعة؛
الورود القديمة
ورودٌ ميتة
تركت حديقتها وبستانها وحياتها
لتسكن دكان بائع الورد،
والكؤوس الزجاجية التي يملأ نصفها ماء،
فقدت طعم الحب والعفوية
وعانقت أسوار المدينة التي سوّد التصنع بياضها
فقدت الحرية ومراقصة النسيم
فلاقت السجن فوق طاولة مطعم،
لم تصل لمسامعها أن الوحش الثري
كاد أن يقتل تاجراً
لأنه تجرأ على مس وردته
ولم يستبدلها سوى بابنة التاجر الحسناء
قطفها من بيتها
مثلما اقتُطِفت وردته
فالسن بالسن
وثمن الجمال هو الجمال
فالوحش آمن
بالعطر والورد والماء
وبأن في بيع الورود
ترخص الحياة
وتموت الكلمات وتتصلب العواطف
ولا تبقى أغنيات،
سوى الظل
وحده يَظل..
شاهدا على الغياب
في جوٍ يعبق بعطرٍ رخيص
#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟