أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صباح كنجي - محطات من أيام الشام2.. الكاسيت المزعج














المزيد.....

محطات من أيام الشام2.. الكاسيت المزعج


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 17:22
المحور: سيرة ذاتية
    


محطات من أيام الشام2.. الكاسيت المزعج

التنقل بين احياء دمشق رغم جمالها مزعج للغاية .. بالاضافة الى التأخير وصعوبة النقل بسبب الازدحام الشديد يزعق السواق بشكل مستمر بابواق المنبه وهو ما يسميه السوريون بالزمور .. الزمور المزعج يعكر المزاج.. يخلق توتراً يؤدي الى صعوبة التحكم بالنفس .
أذكر مرة استقلينا باص للنقل من القامشلي الى الشام.. انطلقنا مع بقية الركاب في الحادية عشر ليلا على أمل الوصول الى العاصمة في صباح اليوم التالي في رحلة تستغرق 11 ساعة أو أكثر ..
كان الركاب الذين داهمهم النعاس يميلون للنوم لكن منبه السائق بين الحين والآخر جعل النوم مستحيلا .. زعيق الزمور تواصل كل عشرة دقائق يرفع ضغط الركاب ويزيد من توترهم .. وعندها نهض شاب يستوضح منه سبب استخدامه للمنبه اجابه ببلادة: انه يزمر لنفسه كي لا ينعس وينام .. وبهذه الطريقة يحافظ على قيادة الباص مما دفع بالركاب للسكوت وكظم غيضهم من ازعاج الزمور لا لسبب الا لتفادي كارثة افدح في حالة مداهمة النعاس لجفون السائق الذي يبدو انه تمرس على هذه اللعبة الهمجية منذ ان اصبح سائقاً للباص المذكور .
كان هذا في الطرق الخارجية بين المدن ليلا .. لا اظن ان الحال افضل منها في النهار فالاسباب والمبررات والدوافع لاستخدام المنبه / الزمور اكثر واوسع .. اما في المدن وخاصة العاصمة دمشق فأن الزعيق يتواصل من آلاف السيارات دفعة واحدة في شتى الطرق والمعابر وان حدث ازدحام فستكون في حالة يرثى لها .. تتمنى ان تكون مصاباً بالصمم خاصة اذا ترافق هذا الازعاج بما يذاع من خلال الكاسيتات التي اصبحت هي الأخرة نقمة على الراكب.. إمّا ان تسمع الاغاني المبتذلة البذيئة أو تكون مجبراً على سماع اشرطة ترتل القرآن بأصوات اعتبرته ذات الآيات من انكرها واقبحها.. اصوات تتداخل فيها الأحرف مع الخنخنة والخشخشة والكركرة والسعسعة والخنخنة والعفطفة والدمدمة والهرهرة كأنك في جحيم استبدل مرجل حرارته بصراخ من حروف تلهب النفس لتظمر فيها حريقاً يستهدف الاعصاب ليدمرها ويمحو قدرتك للتحمل فينتهي الصبر لتتحول الى كتلة من غضب تعلن رفضها للازعاج مستعدة للمواجهة بعد نفاذ الصبر .
مررت بهذا التحول اكثر من مرة.. كنت الوذ بالصمت لحين مغادرتي الباص في اقرب موقف ممكن عسى ان القى باصاً آخر بلا اصوات مزعجة من هذه الكاسيتات التي انتشرت بشكل مخيف في كافة المكروباصات التي تجوب احياء دمشق ..
لكن في احدى المرات حينما كنت ذاهباً من مساكن برزة للسيدة زينب في رحلة تستغرق اكثر من ساعة يجري فيها تبديل المكرو باص في المنطقة الصناعية اضطررت في الجزء الاول منها لتحمل صوتاً في غاية الازعاج مما جعلني مرجلا يغلي وفي المرحلة الثانية بينما كنت جالساً في المقعد الامامي بصف السائق احسست بالدماء تفور في عروقي .
قبل ان اصاب بالاغماء صرخت بالسائق امراً باسكات المسجلة وايقاف الصوت المزعج.. تفاجأ السائق من الأمر .. ردّ ببرود مفتعل من جراء هول الصدمة التي واجهها في هذا الموقف الغريب.
ـ العمه في واحد بينجعز( ينزعج) من القرآن؟!..
على الفور اكملت .. أي نعم انا بنزعج .. شو هاد صوت فيروز .. خومو صوت فيروز؟!..
بخفة امتدت يد السائق لتنهي تشغيل المسجلة معتقداً اني رجل مخابرات.. لنواصل بقية الطريق المؤدي للسيدة دون همس بهدوء مغلف بالرعب..
ـــــــــــــــــــــــــــ
صباح كنجي
منتصف كانون الثاني 2014



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السنكاوي اغتالَ نفسه قبل مَصرع الكرمياني
- حكاية ثلاثة من ادباء الموصل
- الإسلام المُرعب .. شتان ما بين طبيب جرّاح وإرهابي نبّاح
- تجليات القمع والحرية في رواية الإرسي لسلام إبراهيم
- لَنْ يموتَ هذا الرجل .
- وا أحمداه ..
- الخسارة الفادحة للفائز في انتخابات كردستان!
- حكاية من بلد الخرافة .. لقاء مع بيدر ..
- كردستان جرائم السياسة والانتخابات
- فاتَ الأوان انها الحربُ يا دمشق ..
- امرأة الحلم رواية ل حمودي عبد محسن ..
- ليلة الرعب..
- عويل الذئاب لزهدي الداوودي ..
- محطات من أيام الشام ..
- الفرحُ بالمقابر الجماعية!!..
- زهدي الداوودي في زمن الهروب ..
- الدوغاتي في العهد الديمقراطي ..
- بالجمر والرماد يؤرخ لكفاح الأنصار..
- مسؤول بعثي شُجاع ..
- ابو فلمير ذلك الثوري المرح..


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صباح كنجي - محطات من أيام الشام2.. الكاسيت المزعج