أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - لا بد للمثقف العراقي من حنجرة الديك














المزيد.....

لا بد للمثقف العراقي من حنجرة الديك


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 13:04
المحور: المجتمع المدني
    


هناك من يعتقد أن المثقف ليس له الحق في نقد الأوضاع السلبية والفساد السياسي، فلابد له الجلوس بعيدا لتدوين الخيال, بالرواية واللوحة أو الشعر الرومانسي فقط, وكأنه يعيش بمعزل عن هذا العالم وصراعاته ومابه من هموم وقهر، فاذا انتقد المثقف ظاهرة معينة هبوا بوجهه ولاموه بالسر والعلن، مع ان أغلب المثقفين العراقيين كانوا قد انخرطوا وأضاعوا سنوات طويلة من أعمارهم في النضال السياسي والتضحيات- وانا منهم- وعرفوا فساد من في السلطة غالبا, ولمسوا كيف ينسى أصحاب المناصب هموم الشرائح الصامتة والفقيرة.
المثقف الذي يقف متفرجاً على الأحداث, والجثث, والظلم، ولايصرخ على جرائم المنتفعين من المسؤولين, هو مدّاح وتبعي, مهما كان إبداعه وثقافته, فهو يبقى محدوداً لا يغير شيئا من واقع يسير بالعراقيين الى الهاوية، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
لسنا بزمن الرخاء لنطلب من الشاعر أن يقول مايعجبنا من شعر، ولسنا بزمن أمن وسلام لنقول للمثقف ابتعد واذهب الى أعمالك الأدبية والفنية لتلون لنا الحياة بالجمال فقط وبما تحب أذواقنا.
إننا في زمن الموت اليومي المتوحش, وكلنا مسؤول عن تشخيص الخطأ، لذا أدعو الجميع الى الوقوف بوجه المفسدين والخاطئين ومن وصلوا الى الكراسي بدون وجه حق- وأرى اليوم بعض من يرشح للانتخابات أغبى وأسوء ممن كان فيها- ولابد من غربلتهم وكشف حقائقهم كي لا يبقى التستر على الغلط وترك الفساد في جسد الدولة ومؤسساتها باقيا بقاء الزمن..
الى أين يمضي العراق اذا نحن تركنا الفاسدين وأخذنا نلوم بالمنتقدين ؟
أدعوا أصدقائي الذين راسلوني - وأنا أعرف انهم من النزيهين الذين لم تلوث أيديهم بفساد- بسبب نشري مقالة الصديق الكاتب رزكار عقراوي في صفحتي والتي تنتقد مايحصل في السفارات وملحقياتها من فساد والتفاف على الحقائق, الى قبول النقد بأي ثوبٍ كان, وإن كان قاسيا, فنحن للأسف بزمن قسوة مرعبة وزمن قطع رؤوس يخلف أثره الموجع حتى على اللغة, طالما كان الهدف منه شريفا ولصالح العراق والعراقيين..
أرجو أن لايساهم المثقف بهذه الموجة التي تلوم ناقد الفساد ومشخصه، بدلا من أن تفضح الفساد ذاته، وكما سكت الغالبية عن اجتثاث البعث, بل صار البعض يتفلسف بتحليل الكلمة لغويا رافضاً اياها, وواقفا ضدها بقوة, بدلاً من أن يفكر بوحشية هذا الفكر البعثي الذي دمر الوطن والشعب ولا زالت أذرعه تفعل الفعل ذاته, والتي أوصلتنا الى هذا اليوم الذي تحمل به داعش وغيرها صور المقبور صدام وتعتبر ذبح الأبرياء من أبناء العراق هو ثأر له ولحزبه الفاشي..
أتمنى أن يقول المثقف كلمته بصراحه, لأن جمهوره واسع وهو جمهورٌ أرقى, وأنزه, وأشرف من جمهور السياسيين, فعشاق الأدب والفن والثقافة هم الذين يحتاجهم الوطن اليوم, لاعشاق المال والسلطة, والمايكرفونات, والمنصات, والفضائيات, والكراسي, والحمايات, والسيارات المصفحة....
المثقف الحق لايهادن في قول كلمته دون مراعاة ومواربة في الموقف، فنحن لم نصل الى مأساتنا اليوم, إلا بسبب السكوت عن الخطأ, والبحث عن المصالح الشخصية, وتحويل الثقافة الى مدح, وردح تافه.
أخيرا، من لم تتلوث يده بالفساد لا يقلق, فالبريء معروف ولقلة الخيرين في هذا الزمن ترى البريء مشهوراً, ومكرماً, ومعروفا للجميع ولنا في محافظ العمارة مثلا جميلا, لأنه أدى واجبه بشرف..

***************************************
مواضيع ذات الصلة:
القذارة في السفارة!، حول النشاطات السياسية - الثقافية للسفارات العراقية وملحقياتها
رزكار عقراوي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=395560



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشقة بلا وطن /49
- عاشقة بلا وطن/48
- افتوني بأمري...
- هكذا رأيتُ صفات العاشق/ الجزء الثالث
- وقائع عن هروب الموناليزا
- عاشقة بلا وطن/47
- عاشقة بلا وطن/46
- عاشقة بلا وطن / 45
- عاشقة بلا وطن /44
- عاشقة بلا وطن/43
- عاشقة بلا وطن/42
- عاشقة بلا وطن/ 41
- هل شعب العراق بلا ذاكرة؟
- عاشقة بلا وطن/ 40
- عاشقة بلا وطن/ 39
- عاشقة بلا وطن/ 38
- عاشقة بلا وطن/37
- عاشقة بلا وطن/36
- عاشقة بلا وطن/35
- عاشقة بلا وطن/34


المزيد.....




- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - لا بد للمثقف العراقي من حنجرة الديك