أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري المقدسي - 90 مليون تحية للشعب المصري














المزيد.....

90 مليون تحية للشعب المصري


صبري المقدسي

الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


90 مليون تحية للشعب المصري
إعتبرت الديمقراطية وحرية التعبير أحد مميزات الحضارة الغربية الحالية التي ميزتها عن جيرانها العرب والمسلمين بعد زوال الإمبراطوريات الغربية السابقة. فما حدث في الغرب الأوروبي في القرنين الثامن والتاسع عشر، يُعد في الحقيقة الركن الأساس في بناء الدولة المدنية الحديثة، الذي بدأ بالدعوة إلى فصل سيطرة الكنسية على الدولة. وتأسيس النظام الديمقراطي البرلماني، والذي يتم عادة عبر حكم الاغلبية عن طريق نظام التصويت والتمثيل النيابي، بحيث تكون السيادة للشعب، ومنه تنتقل إلى الحكومة وليس العكس. فمن أهم واجبات الدولة في الحكومات الديمقراطية، معاملة الفرد على انه مواطن ذو حقوق وواجبات، وممارسة الناس لحقوقهم وتحقيق مصالحهم. مع العلم أن الدول الديمقراطية أكدت على حرية العبادة والتدين للمواطنين مع التسامح لجميع أشكال الإعتقاد دينيًا أو فكريًا أو اجتماعيًا؛ وحرصت منذ نشوءها مع بعض التغييرات هنا وهناك على أن تكون الدولة منفصلة عن الدين تمامًا، وعلى أن لا يتدخل أي منهما في شؤون الآخر(ما عدا في بعض الدول التي لا تزال الرابط بينهما شكلياً لا أكثر ولا أقل).
ولعل من أهم الأمور التي أنجزتها المجتمعات الغربية في تسهيل العملية الديمقراطية يكمن في المفهوم الذي نفتقر إليه في مجتمعاتنا الشرقية (العربية والإسلامية)، ألا وهو الفصل بين الدين والدولة، وتخليص الدولة من السلطات الدينية وتاثيراتها السلبية على سياسة الدولة، وضمان إتجاهات الدولة الطموحة في نهضة مؤسساتها وتحديثها بحسب مُتطلبات الزمن.
لقد نجحت الشعوب الأوروبية بدراسة أوضاعها وإرتباطاتها بالدين، إذ أكدت كل دولة على حدى، الطريقة المناسبة في التعامل مع الدين "الكنيسة"، مع إعطاء الإستقلالية الكاملة للكنيسة كي تنطلق في نشاطاتها التبشيرية والروحية والإدارية. في حين سنحت للدولة المدنية، الفرصة الكافية في إستهداف الصالح العام، وإعطاء المواطنين حق الحياةِ الدينية وكيفية صيانتها، مع الحرص الشديد في عدم تجاوز الدولة لحدودها في محاربة الدين، وعدم فرض أو تفضيل نوع خاص من الأديان أو المذاهب على الآخرين.
وكانت الدول الغربية جادة في بناء الدولة الحديثة وواعية بما فيه الكفاية في كيفية فصل الدولة عن الدين، ومع ذلك نجحت في إستخدام الدين كوسيلة إستقرار وتهدئة لأنظمتها الديمقراطية، بدلا من محاربته وطمس دوره الأخلاقي البالغ الضرورة. ولقد كانت على دراية تامة بأن الدين ينطوي على ذخيرة أخلاقية عالية. ولذلك لا يمكن منعه أو نكران دوره في المجتمع كما فعلت الدول الشيوعية التي نعرف نتيجة أفعالها وممارساتها القمعية سواء للدين أو لرموزه ومسؤوليه.
وتجدر الإشارة، أن الغرب لم يُحقق إنجازاته الحضارية الحديثة، إلا بعد نجاح النخب السياسية في تحييد الدولة عقائدياً، وإخراجها من دائرة النزاعات السياسية، والإرتفاع بها الى مستوى الدولة المؤسساتية التي تمنح حقوقاً متساوية لجميع المواطنين، الذين يخضعون لقانون واحد. أليس هذا ما نحتاجه اليوم في شرقنا العربي والإسلامي، أي أن تكون أوطاننا محايدة إزاء الديانات، وأن لا تتدخّل في ضمائر مواطنيها. أليس من حقنا نحن أيضا أن نجرب ولو لمرة واحدة بصدق وإخلاص، إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وخاصة أننا الشعوب الوحيدة في العالم اليوم التي تعاني من التخلف في هذا الجانب. أليس من اللائق لنا إذن أن نجرب الآليات الديمقراطيّة المعاصرة التي هي خير تجسيد لهذا المفهوم. إذ كما يعلم، كل الذين عاشوا في الغرب ودرسوا في جامعاته العظيمة، كيف أن الآليات الديمقراطية والانتخابية التي توصلوا عليها، هي في الحقيقة، أفضل آليات على الإطلاق، وخاصة ان فيها ضمانات تمنع وقوعنا تحت نير الاستبداد والطغيان سواء كان دينياً أو مدنياً.
فإذا أردنا أن نحقق المستقبل المشرق لشعوبنا في الشرق العربي والإسلامي، لا بد إذن أن نقوم بدراسة شاملة ووافية لتاريخ أوروبا وامريكا وأن نلم بخبراتهم في الديمقراطية البرلمانية كي نستفيد من تجاربهم في بناء الدولة المدنية الحديثة، ويكون بالتالي في مقدورنا إنقاذ شعوبنا من التخبط والوقوع في المعارك والسياسات والثورات والإنقلابات، التي يعود السبب الرئيسي في معظمها إلى إقحام الدين في تفسير كل ما يحدث من حوالينا، وإستخدام الدين في جميع القضايا السياسية في العالم، والنظر الى الأمور بالمنظار الديني الضيق فقط، وحتى إننا بتنا ننظر إلى العالم، وكأن المؤسسات الدينية هي التي تُدير العالم، مع أن الغرب لا تهمه المسألة الدينية، ولا تؤثر في سياساته الخارجية، ولا يحاول على الإطلاق، إعلاء شأن دين على آخر سواء في الداخل أو في الخارج.
ومن هنا لا يفوتني إلا أن اقدم 90 مليون تحية للشعب المصري في ممارساته الديمقراطية اليوم، إذ يبدو أنه قد خطى الخطوة الصحيحة في هذا الإتجاه. فالمسيرة الديمقراطية في مصر وإن تبدو طويلة جدًا، إلا أنها صحيحة وصادقة؛ تحاول فيها مصر ان تتحدى كل الحواجز والمعوّقات الداخلية والخارجية، كي تصل بشعبها إلى بر الأمان. ولا أبالغ إذا قلت ان مصر، ستكون من اوائل الدول العربية والإسلامية لتحقيق هذا الإنجاز العظيم الذي حققه الغرب في نضاله التنويري المرير. وأتمنى كذلك أن تكون مصر الإنموذج الأمثل في الشرق الاوسط في تأسيس النظام الديمقراطي الحرّ، وفي إعطاء الفرص للتعبير والتفكير وبناء الذات، وخلق الثقافة التسامحية مع الآخر، وإحترام الأديان من دون تمييز، وتحقيق أسس ومبادئ تقاسم السلطة والمشاركة السياسية، واحترام حقوق الإنسان، وتوفير أسس ملائمة لتطوير المجتمع المدنى وتحقيق استقلاليته.



#صبري_المقدسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يحق للأكراد، ما يحق للآخرين
- مفهوم الصليب والقيامة في المسيحية
- مريم العذراء الحواء الثانية
- بولس رسول الأمم
- انتشار المسيحية الكنيسة الشرقية - (آسيا )الحلقة الاولى
- إنتشار المسيحية أوروبا (الحلقة الثانية)
- رموز عيد الميلاد: -البابا نوئيل ( سانتا كلوس Santa Claus )-
- مفهوم القربان المقدس (الافخارستيا) في المسيحية
- الطوائف اليهودية في عهد المسيح
- النصوص المسيحية غير القانونية (الكتب المنحولة)
- النصوص المسيحية المقدسة
- المسيحية: هل هي ديانة أم مُجرّد تعاليم أخلاقية وإنسانية
- نشوء المسيحية: البيئة والخلفية التاريخية
- المُختَصر في تاريخ المسيحية
- مفهوم الله في المسيحية
- العقائد المسيحية
- أساسيات الإيمان المسيحي
- تعاليم يسوع أجوبة مستفيضة عن الحقيقة والحياة ومعناها
- ميلاد المسيح تجسيد حقيقي لروح الأخوّة والمحبة والفرح والسلام
- خلق الانسان بحسب الألواح السومرية(قراءة جديدة للألواح السومر ...


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري المقدسي - 90 مليون تحية للشعب المصري