أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - نعم للدستور ليست -نعم- للسيسي














المزيد.....

نعم للدستور ليست -نعم- للسيسي


شريف صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 16:33
المحور: المجتمع المدني
    


"نعم" للدستور.. ليست "نعم" للسيسي

1. حرصت على قراءة "دستور الإخوان" نتيجة شكوكي في وعودهم، وإيمانهم بالدولة المدنية وتداول السلطة، ثم قاطعت التصويت عليه. بينما قلت "نعم" لدستور ال50 دون أن أقرأه، رغم اللغط حول بعض المواد، لقناعتي بأن "نعم" خطوة مهمة نحو استحقاقات سياسية أما "لا" فتعني مزيداً من الفراغ والعنف، وانهيار مقومات الدولة. وأظن أن كثيرين صوتوا بالوازع نفسه: "نعم" من أجل مصر، من أجل فعل سياسي، يقلص بؤس المرحلة الانتقالية.

2. لكن فكرة الاستفتاء نفسها "نعم" أم "لا"، تكرس حال الاستقطاب بين ما يسميه الخصوم: "عبدة البيادة"/"أنصار جماعة الإخوان الإرهابية".. برغم أن هناك شريحة لا بأس بها قد تقاطع، إما تعاطفاً مع الإخوان، أو استياء من محاولة إعادة إنتاج نظام مبارك. وبالتأكيد هناك مواقف أخرى لكنها بلا تأثير، تحت وطأة تغذية الاستقطاب.

3. معركة الاستقطاب محسومة بإقرار الدستور، وترشيح السيسي رئيساً.. ومع الوقت سوف تتآكل ردود أفعال الإخوان، لتعود الجماعة إلى ممارسة دورها التقليدي ك "محظورة" تعيش على "موائمات" مع الجهاز الأمني والسياسي.

4. ولا يبدو لي أن جماعة "الإخوان" كانت جادة في مراجعة إدارتها للمرحلة الانتقالية، ثم عامها في السلطة وما تلاه، فقد بدأت مهزلتها بترشيح "مرسي" نفسه وهو ترشيح "مسخرة" في حد ذاته، وإهانة للشعب ولثورة يناير. كما حافظت الجماعة بقوة على انغلاقها، ومقولاتها، وعززت دائما الاستقطاب حتى في إقرار دستورها، و"تطفيش" مستشاري الرئيس، وصولاً لرفض أي صيغة سياسية مقبولة لتنحي مرسي، وعدم الانخراط في مرحلة انتقالية تالية، كانت قادرة أن تستثمرها لمصلحتها، لو أرادت. من ثم فإن "ظاهرة السيسي" نفسه، هي نتيجة مباشرة للغباء السياسي للجماعة، وعجزها الفادح عن التواصل وتقاسم السلطة مع التيارات السياسية والثورية.

5. قد يكون "السيسي" حلاً مؤقتاً، ومريحاً، كرئيس، خصوصاً بعد تشويه معظم مرشحي الرئاسة الآخرين، أو ارتكابهم لأخطاء فادحة.. يدعمه موقفه الصارم من "مهازل الإخوان"، وانتماؤه إلى المؤسسة العسكرية الوطنية، ورغبة عموم الناس في استمرار النموذج الأبوي الحامي.. لكن وصوله إلى السلطة، وهو طموح مستحق، ليس في مصلحة الثورة المصرية ولا أهدافها. بالعكس سيبدو الأمر كأنه مرحلة انتقالية ثالثة، أو عودة إلى "دولة مبارك" مصحوبة بتحسينات وإعادة طلاء.

6. معنى ذلك أن السيسي الرئيس سوف يواجه ثلاث معضلات ليست هينة، أولها "الإخوان" وأعوانها داخلياً وإقليمياً، وثانيها: تركة الفساد وانهيار منظومة الخدمات في الصحة والتعليم والسكن والإدارة والاقتصاد، وثالثها: من يعارضون "دولة مبارك" واستمرار "حكم العسكر" ولو بغطاء انتخابات نزيهة!

7. ولأن اللحظة مصيرية وبحاجة إلى اصطفاف وطني واسع، فمن الأفضل بقاء السيسي على رأس المؤسسة العسكرية، كشريك في الحكم، وضامن للانتقال الديمقراطي، مع اختيار مرشح مدني توافقي للرئاسة، والسعي لبناء مؤسسات سياسية وحزبية. هذه المعادلة الأقرب لمفهوم "الترويكا" وحدها هي القادرة على أن تعطي ثقة في المستقبل، وتخفف الضغوط على السلطة الجديدة، وتنهي حدة الاستقطاب. أما إصرار البعض على تغذية الطموح الشخصي للسيسي على حساب قراءة الواقع بدقة.. فهو استمرار للرؤية بعين واحدة وتجاهل حدة الانقسام والاستقطاب، ظناً أن الحالة العامة الفرحة بسقوط الإخوان، قابلة للاستثمار دائماً، فالشعب سيحاسب وبشدة رئيسه الجديد، وسيعيد فتح كل الملفات المؤجلة.

8. إذا كنا عانينا من قصر نظر مرسي وجماعته، فأتمنى أن يتسم السيسي ومن ورائه المؤسسة العسكرية الوطنية ببعد النظر، لأن البلد لا يتحمل دفع فواتير شخصية، لأحد، أياً كان.. وأكبر خطايا تلك اللحظة افتراض أن "نعم" للدستور، ولمصر، هي "نعم" للسيسي".



#شريف_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الإخوان- تنظيم إرهابي
- سبعة أسباب.. لرفض أحزاب العنف والخراب
- المعارضة المصرية بنت ستين كلب
- 30 سبب للخروج في 30 يونيو
- ماذا يريد الداعية الإسلامي مني؟
- أهم إنجازات مرسي.. احتقار رموز مصر
- حوار مع إخواني
- الجندي صدمته سيارة في السماء
- الأمنجي الملتحي والملتحي الإخوانجي والإخوانجي البلطجي
- ماذا يريد المواطن المصري من -الدستور-؟
- مسودة الدستور المصري لإنتاج -إله- جديد!
- إني اتهمك يا سيادة الرئيس محمد مرسي
- الشراميط الأوساخ.. مسلمين ومسيحيين!
- أبو إسماعيل المروج الأكبر للجهل
- العريان.. عارياً
- أولمبياد لندن.. ومارثون الأسد
- ملاعيب شفيق و-العسكري-
- الجهاز يلعب بذيوله
- لماذا انتخبت حمدين صباحي؟
- صباحي وأبو الفتوح.. بيع الوهم


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - نعم للدستور ليست -نعم- للسيسي