أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمى مهنا - مدينة الخوف














المزيد.....

مدينة الخوف


سلمى مهنا

الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 20:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخوف مدينة ليس لها اسوار وحراس ، طرقاتها مظلمة لم تشرق الشمس فيها يوما قط ،ظلمتها حالكة تتغذى على ارواح وقلوب ساكنيها ،تقتل بداخلهم كل شىء جميل وبرىء فيهم، يشعرون بالوحدة بداخلها ليس لهم فيها جليس او ونيس ،فسكانها لا يرون بعضهم بعضا ولا يشعر احدهم بالاخر ، يرتعدون خوفا من اشباحها المتشحين بسواد ليلها ،فهم لا يملون من مطاردتهم فى شوارع وازقة مدينتهم الملعونة،مشبعين رغباتهم المجنونة بخوفهم وقلة حيلتهم ،ولكن لماذا لا يتركون مدينة الاشباح المظلمة ويذهبون لاكتشاف غيرها ؟هل عشقوا الخوف ام انه هو من عشقهم ؟،كلاهما معشوق الاخر فالخوف يرحب بهم ملبى رغبات سجنائة يخلق لهم من وساوسهم كل ما يعيقهم عن التقدم فى حياتهم وهم يتخذون من الخوف اله يامرهم بالفشل وعدم تجربة اى شىء جديد ،يحكمون على انفسهم بملىء ارادتهم بالغاء عقولهم و العيش فى الجحيم الابدى.
كلا منا يزور هذه المدينة فمنا من يمكث فيها الى الابد ومنا من يتمرد عليها ولا يستطيع ان يبقى فيها طويلا ،فهى بالنسبة له العائق الوحيد عن المضى قدما فى حياتة،لا يطيق القيود ولا يريد ان يصنع لنفسه قيود من وحى خياله ،ولكن دعونى اخبركم سرا عن ساكنى المدينة وزائريها بعضهم سكنوها طوعا والبعض الاخر أتا بهم اناس اليها ثم تركوهم ورحلوا،اما من سكنوها طوعا فهم انواع، منهم من اقنع نفسة انه لا يستطيع فعل الكثير من ما يريد حتى لا يرهق نفسه بعناء المحاولة فبالنسبة له احلام اليقظة مريحة اكثر من الواقع ،يحقق فيها احلامه بسهولة ولا يتذوق فيها طعم الفشل ،ومنهم من اقنعة غيره انه هالك لا محاله ان لم يسطوتنة الخوف والرعب من الله ويجب عليه ان يدعوه وهو يبكى خوفا منه و طمعا فى رضا ،ولكن لماذا الله يعبد بالخوف والبكاء؟الا نعبدوا ونحن مبتسمين وسعداء ؟،انت اذا احبتت شخص تريده سعيدا وتحاول ارضائه باى طريقه وفى نفس الوقت لا تنتظر منه مقابل مادى او معنوى لارضائك حبيبك، فلماذا لا تكون هذه علاقتنا بخالقنا ؟نحبه لنرضيه ولا ننتظر ثمن طاعتنا ولا ثمن دموعنا وتضرعنا فانا لا اعتقد انى لو اقتنعت بضرر معصية اننى سوف ارتكبها ولكن البعض يوهمك ان حد المعصيه هو الرادع الوحيد لعدم القيام بها وان جادلتة يقوم بتكفيرك او يقول لك هو كده عاجبك عاجبك مش عاجبك اخبط راسك فى الحيطه ،طالما الح على عقلى بعض الاسئلة المحيره بالنسبة لى لماذا مع وجود الحدود يقوم البعض بقتلنا وتكفيرنا ؟لماذا نجد من يسرقنا ويفلت من العقاب دائما؟فاين الرادع هنا؟!.
هناك من يقول لك انك اداة لتنفيذ مشيئة الله فى الارض ويجب عليك الامتثال لامره بالجهاد ضد ابناء وطنك ،انت تقتل الابرياء لتدخل الجنة وتتمتع بالملذات التى حرمت منها فى حياتك الدنيا !!،نعم نحن كفار لاننا نعيق طريقهم لتحقيق اطماعهم الشخصية،فهم يستغلون خوفك من الله لصالحهم فتجد نفسك تعبدوا لتاخذ ثمن عبادتك له فى الاخره وتعصيه وتستغفره حتى لا تفوت على نفسك الجائزه الكبرى ،وهناك من يخيفك من التفكير حتى لا تفهم وتكون تابع له فهو ايضا يستفيد من خوفك حتى لا تستبدل فكره بفكر اخر اكثر استناره،فهم يجيدون الحشد دائما واى راى مخالف يعتبر خروج عن صحيح الدين وانت من المبتدعه حلال فيك القتل ،ليس هم فقط بل حكامنا استغلوهم ليستغلونا ولكن استغلالهم مدفوع الاجر ونحن من ندفع الثمن فى كل الاحوال ،(فمن خاف سلم )هكذا علمونا ابائنا واجدادنا ان الخوف هو الطريق الوحيد للعيش بسلام بعيدا عن المشاكل ،ان عدم التفكير والجهل راحة بال لا يقدر قيمتها من يستعملون عقولهم محررين انفسهم من عبودية الخوف وعبودية من يستغلوا لتوجيهنا الى اى اتجاه يريده،مدينة الخوف لم تكن حديثة المنشىء ولم نخترعها نحن بل بناها من سبقونا ورسخوها فى عقولنا ،مدينة الخوف مدينة وهميه بداخل كل واحد فينا اشباحها من نسج خيالنا نحن من نسجن انفسنا بداخلها، ظلمتها منعكسة على حياتنا ،نمنع انفسنا من عيش الحياة نمشى في ظلمتها تائهين ونظن انه النور فما عدنا قادرين على التفريق بينهما ،انتفضوا من ثباتكم العميق تحرروا من مخاوفكم ،اهدموا تلك المدينة ،تمردوا عليها فنحن خلقنا احرارا لا نطيق السجون والقيود ،كيف نسجن انفسنا بانفسنا ؟حريتنا بايدينا ثورتنا يجب ان تكون على انفسنا قبل ان تكون على انظمة دكتاتورية ،فانا وانتم طاقة بلا حدود .



#سلمى_مهنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افكار حره
- الحياة الابدية بين الدين والمنطق


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...
- عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وب ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمى مهنا - مدينة الخوف