أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بن جبار محمد - بإسم الدين ، لا خير في أمة أخرجت للناس














المزيد.....

بإسم الدين ، لا خير في أمة أخرجت للناس


بن جبار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 13:28
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



حتى نكون واضحين مع أنفسنا دون التستر وراء قشة تستر عقولنا و تخفي عوراتنا أن أي مشروع ثورة في أي بلـد عربي لا يمكن أن نرجو منه النتائج التي طالما نرددها ونتحمس لهـا أو نرفعها و قد تبين لنا أنها مجرد شعارات مثالية لا علاقة لها بالوضع الراهن العربي المتأزم المركب . هذا يزداد سوءا في ظل عدم الفهم لهذه الهشاشة العربية ، و الهشاشة لا تكون إلا عربية التي تشهد تردي فكري وثقافي و إجتماعي والسياسي . لم نفهم بعد أن القيم البدوية الأعرابية و الدينية تحديدا و تكريسها في الحياة العربية هي السبب في تخلفنا و هي السبب في تعقيد أمورنا و هي السبب في حالة الغشاوة التي تحجبنا عن رؤية الحقائق كما هي . الدين أصبح الهاجس الوحيد الأوحد لذواتنا و بدلا من العيش في سلام و تسامح و محبة و رفاهية أصبح محركا للفتن و الحقد و اللاإستقرار للأوطان ..أصبح عاملا لتفشي الجهل و العصبيات القبلية و التضخم الكاذب على حساب الحكمة و على حساب العقل وعلى حساب الإبداع الإنساني لنعيش كل العصور القديمة إلا العصر الحديث التي لم نفلح في وضع أقدامنا فيه و لم نفلح في فهمه و امتثاله في سلوكياتنا و في وعينا الجمعي ، الدين أصبح مثبطا لكل الهمم وكل إبداع وخصوصا النهوض بالإنسان العربي ، لا زلنا نفكر بأننا خير أمة أخرجت للناس و في الفترة التي نرددها هذا الكلام ، الكل يتبول علينا و أيضا نتبول على بعضنا مدرارا ، الدين أضحى بفعل قدسيته عاملا خطيرا في علاقتنا مع الحضارة و أهل الحضارة ، فبدلا ان نكون في علاقة شراكة معهم أصبحنا مجاري و مصاريف لكل تفاهات العالم بفعل تفاهات التي أصبحت جزءا من تكويننا ، لا نعدو سوى مستهلكين حمقى لإنتاجهم و لتراثنا . الدين أصبح مشكلة عويصة ليس في فهم أنفسنا و لكن حتى في فهم ما يحيط بنا ، الآخرون أصحاب الحضارة درسونا جيدا و من خلال دراستهم لنا تلاعبوا بمصائرنا و أحتلوا أوطاننا و أستنفذوا ثرواتنا و أشعلوا الحروب بينا بإسم الدين ، لأنهم يعرفون المقدار الهائل للتخلف الذي يضربنا . بإسم الدين لم نتمكن من معرفة صديقنا من عدونا ،بإسم الدين قسمنا إلى العالم إلى دار الحرب و دار السلام رغم ان هذا المصطلح يرافقنا سرمديا في كل عصور التخلف التاريخي ، بإسم الدين تحجرت عقولنا و تكلست مفاهيمنا و صدأت لغاتنا ولم تعد تحتفي سوى بكلام الفقهاء و مشايخ السوء .بإسم الدين تعطلت ملكات النقد عند أوسع الشرائح المثقفة و المتعلمة و بإسم الدين أصبح رعاة إبل أسيادنا و تقهقرت أعظم حضارة في مواجهتهم كحضارة وادي الخصيب و حضارة الفراعنة في بلادنا العربية .بإسم الدين عزفنا عن العمل و الإبداع و الإنتاج و أصبحنا نتطلع للأخرين أن يطعموننا من فتاتهم ومن تحت اليد و دأبنا على تكسير أراضينا و هدر ثرواتنا الزراعية بكل ما أوتينا من قوة التدمير و التخريب في أملاكنا مع الإشارة أن تراث الديني يحتقر كل عمل يدوي لأن هذا الدين لا يزال يقسم أعضاء المجتمع إلى ملوك و طبقة الفقهاء و طبقة التجار و العبيد . أما العبيد كل من يمتهن فلاحة الأرض و العمل اليدوي .بإسم الدين لا نزال نساير تخلفنا بوسائل التخلف وفي وقت نفسه نرفع شعارات لا تقل تخلفا بالعودة إلى العصور الرشيدية رغم أننا قرأناها أنها لا تصلح كنموذج حكم أو نموذج سياسي يقتدى به بل تاريخ او فترة غارقة في الدموية بفعل تسييس الدين الذي أبعاد خطيرة نتجرع مرارتها الآن .بإسم الدين نضحي بمزيد من وقتنا الثمين و دفع بمواكب الرجال نحو نار الإقتتال و بمزيد من القتلى و الشهداء و الأيتام و الثكلى باسم الدين نميع كل مفاهيم المواطنة و الديمقراطية لنحولها إلى كفر و مروق عن الدين لنبقى ندور في فلك المشايخ و الفقهاء بمزيد من الحقد التاريخي الدفين و بمزيد من تزييف الوعي ومزيد من الانحطاطي الإنساني . با سم الدين لا نرى في الرجال سوى عورات نسائهم و لا نرى في المرأة سوى ركوب المتعة و لا نرى في مآسينا سوى ركوب لحياة لا نعلم عنها شيئا سوى ما ورد في الأساطير .باسم الدين أصبح تجارة الدين رائجة و منها نصنع أقراص الأوهام و محاليل الميوعة البعيرية . باسم الدين نشهــد أننا أهدرنا كل فرص لنعيش بسلام على وجه الأرض .تبا لدعاة التخلف و تبا لمشايخ التخلف .



#بن_جبار_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الثقافة الجزائرية و الغزو الوهابي
- ماذا تنتظرون من الجماعات المتأسلمة ؟
- تونس بخلفية سلفية
- بين الولاء و الكفاءة
- صداع إنتخابي
- الهوية كقضية مؤجلة..
- هل نحن فعلا بحاجة لأعظم و أكبر مسجد في العالم ؟
- نيل أمسترونغ في أبعد من مرأى العين
- المدخل الصحيح للعلمانية
- فلاسفة الأنوار الوهابيين
- فرحت فرحتان
- عندما يصبح الإلتجاء الى القضاء مضيعة للوقت
- أسوء اللحظات تلك...
- حديث عن الرجل المناسب..
- المناضل الفذ : في ذكرى هاشمي الشريف
- أزمة إنسانية في الأفق : الأشرفيون يموتون عطشا
- مغالطات التي تبناها و آمن بها و أستسلم لها الكثير
- أمورنا.. سمن على عسل !
- وقفة إكبار و إجلال في ذكرى- الحوار المتمدن -
- أمة محمد لا تقرأ


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بن جبار محمد - بإسم الدين ، لا خير في أمة أخرجت للناس