أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - خطوة في الاتجاه الصحيح..!!














المزيد.....

خطوة في الاتجاه الصحيح..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يروي شاب سوري كان معتقلاً لدى داعش، كيف قذفوا إلى الزنزانة رأساً مقطوعة، وطلبوا من السجناء تقدير وزنها، وكيف كان السيّاف المصري يضع السيف على عنق أرمني معتقل، قائلاً إن العنق طرية، ولن تعذبه كثيراً. كان السجّان، حسب الرواية نفسها، عراقياً، والقاضي تونسياً، أما أبو البراء، وأبو يعقوب الحلبي، وهما من سورية، فكانا مسؤولين عن مفاوضات دفع الفدية.
أوّل ما نلاحظ، في هذه الرواية، تعددية الجنسيات المنضوية تحت لواء داعش. فهناك المصري، والعراقي، والسوري. ومن المنطقي توّقع وجود جنسيات أخرى، من المنطقة العربية، والإقليم، والعالم. وهؤلاء، كلهم، يريدون إنشاء دولة إسلامية. لا أحد يعرف، بالضبط، المقصود بالدولة الإسلامية، حتى هم لا يملكون تفسيراً يتجاوز تعبير الحكم بالشريعة. ولا أحد يعرف، بالضبط، ما المقصود بحكم الشريعة، فهناك مدراس، واجتهادات، وتأويلات مختلفة.
المهم، أن هذه الأممية الإسلاموية الجديدة، المُصابة بهوس العنف، تريد إنشاء دولة إسلامية، وحكمها بالشريعة، ووسيلتها لتحقيق هذا وذاك هي العمليات الانتحارية، وقطع الرؤوس، وتشويه الجثث. بكلمة واحدة، الوسيلة الوحيدة هي القتل. فليس لدى هؤلاء رغبة في إقناع أحد، بالحجة والمنطق. لا منطق سوى القتل، ولا فرق بين أبرياء وغير أبرياء، وبين رجل وامرأة، وبين بالغ وطفل. كل هؤلاء مرشحون للقتل، إذا رفضوا الخضوع، أو إذا حكم عليهم الحظ العاثر بالتواجد في المكان والزمان الخطأ.
لا يشعر دعاة الأممية الجديدة بـتأنيب الضمير، أو بالندم، أو حتى بالقلق من منطق القتل. فكل الناس، في نهاية الأمر، سيبعثون حسب نياتهم. ومن كان بريئاً، وقُتل ظلماً، سيجد حسابه، أو ثوابه في الآخرة. بمعنى تأجيل كل هذه الأشياء إلى يوم القيامة.
وحتى يحدث ذلك، فإن المطلوب هو إلغاء الأزمنة الحديثة، وتدمير الدول، والأحزاب، والبرلمانات، والانتخابات، والحريات الفردية والعامة، وفوق هذا وذاك، وأهم من هذا كله، حبس النساء في البيوت، والخضوع لمنطق الأممية الجديدة، ومشروعها التدميري، غير المسبوق في التاريخ العربي، وربما الإنساني، باستثناء الجنون الأوروبي الخالص في زمن الحروب الدينية، التي فتكت بالقارة الأوروبية على مدار قرون.
بداية، ليس صحيحاً أن العلمانية ترتكب عنفاً أقل من عنف الحركات الدينية المتشددة. فقد فعل الخمير الحمر في كمبوديا مثل هذا، وفي زمن التصفيات الستالينية عرف الروس، وغيرهم من شعوب الاتحاد السوفياتي قدراً غير مسبوق من القتل، والظلم، والخوف.
ومع ذلك، ينبغي ألا يضيع الفرق بين عنف الجماعات التي نطلق عليها سلفية جهادية، وقاعدية، ووهابية، وتكفيرية، وبين الجماعات الراديكالية، التي حاولت منذ زمن الثورة الفرنسية هندسة البشر، والدول، والمجتمعات، لتحقيق الخلاص الفردي والجمعي على الأرض، لا في السماء. الفرق أن الجماعات الراديكالية فعلت ذلك باسم فكرة التقدّم، باعتبارها مكلفة من التاريخ، وناطقة باسمه، بينما تتصرف الأممية الجديدة، وتعتقد، بأنها مكلفة من الله، وتحتكر حق النطق باسمه.
كان هناك، دائما، وعلى مر العصور، في أربعة أركان الأرض، من يعتقد بأنه مكلف من الله، وناطق باسمه. ومع ذلك، لم يكن هؤلاء جزءاً من لعبة الأمم، ولم تكن لديهم موارد مالية هائلة، وشبكات دولية عابرة للحدود القومية، ولا حتى محطات تلفزيون، ومواقع على الإنترنت، كما يتجلى، الآن، في حالة الأممية الجديدة، التي تتمدد في العالم العربي، وتهدد بتدميره. ومنشأ الخطورة، في حالة كهذه، أن التهديد بالتدمير حقيقي، وواقعي، وممكن على امتداد العالم العربي من أقصاه إلى أدناه.
وفي الرد على هذا الكلام كله يُقال: لهذا السبب يجب تمكين الإخوان المسلمين، من احتواء الظاهرة التدميرية. وهذا، في الواقع، منطق أطراف فاعلة في الإدارة الأميركية، وأوروبا، إضافة إلى أصوات مختلفة في العالم العربي.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشيك بوينت تشارلي..!!
- هديةٌ لمحمودنا ومِنه..!!
- أحمد فؤاد نجم..!!
- صورة الجلاّد المقدّس..!!
- الإعلام هو الحل..!!
- حاضر غزة مستقبل ليبيا..!!
- صورة جانبية لمحمد مرسي..!!
- فتّش عن المرأة..!!
- حجاب اللغة..!!
- الصليب، والكنيسة، والكهنة، والنبيذ..!!
- قرب النافذة، والضوء قوي..!!
- على باب حارة الأرمن في القدس..!!
- كش ملك..!!
- نزهة المشتاق في علم الأنفاق..!!
- الإخوان، سردية جديدة..!!
- مصر فازت، والديمقراطية لم تخسر..!!
- شعبان وبعض من وعود العلمانية..!!
- سلاح التلميذ النجيب في مفاوضات رام الله وتل أبيب..!!
- طه حسين في التحرير وقطب في رابعة..!!
- مصير مصر في الميزان..!!


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - خطوة في الاتجاه الصحيح..!!