أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - القافلة تسير و نحن ننبح














المزيد.....

القافلة تسير و نحن ننبح


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 09:59
المحور: كتابات ساخرة
    


تضحكني تلك العبارة..فهي تحمل قدراً كبيراً جداً من الثقة..ذلك القدر الذي أجد أنه لا يمكن أن يكون ُمطلقاً لدى أي بشري طالما أننا بشر و لسنا بعد من ضمن آلهة الأوليمب..و لكن في اليمن ذلك المنطق يعمل بكفاءة غير طبيعية خاصةً لدى الجانب الحكومي فيها..فالكل آلهة و الكل يثق بقدراته بشكل كبير حتى و لو كانت -تلك القدرات- شبه مفقودة.

لم أكن قريبةً من موقع حادث وزارة الدفاع اليمنية لحسن الحظ و لكني بالفعل حزينة..ففي نهاية الأمر و بالرغم من كراهيتي لكل ما يرمز للدولة عسكرياً فقد أُستشهد أكثر من 50 شخص..كل ذنبهم أنهم كانوا فقط ليسوا من أفراد الطبقة المخملية في اليمن..تلك الطبقة التي لا أعتقد أنهم سيكونون يوماً من ضمن الضحايا ليكترث هادي أو سواه بهم.

حتى وزارة الإعلام اليمنية تعاملت مع الحادثة -كما عودتنا دائماً- بكثيرٍ من الاستخفاف بالمشاعر..فبينما كانت الأرواح تُزهق و العيون تُشاهد لحظاتها الأخيرة في الحياة كانت قنواتنا الرسمية تبث الأغاني العاطفية و برامج تزاوج الحيوانات في القطب الشمالي!!..فالقافلة لدينا تسير بإصرار غريبٍ و مؤلم..ذلك الإصرار الذي لا نجده لدى أفراداً من قافلة أكثر كفاءة منا بمراحل كما في الولايات المتحدة..و إليكم بعض الحكايا القصيرة لتوضيح الفرق بين "قوافلنا" و قوافلهم.

أنتوني وينر مواطنٌ أمريكي و لكنه كان مواطن بدرجة نائب..قام ذلك المواطن بخيانة زوجته إلى هنا يعتبر الأمر عادياً و لا يتعدى أمر الحرية الشخصية ..و لكن الشعب الأمريكي رفض أن يستمر وينر في تمثيله لسبب بسيطٍ جداً و هو أنك كما خنت زوجتك سيأتي اليوم الذي ستخوننا فيه..لهذا تعامل النائب بكل بساطة مع الموقف..مؤتمر صحفي يعتذر فيه للناخبين لأنه خيب ظنهم به و من ثم الاستقالة و اعتزال العمل السياسي.

سيقول البعض أن وينر كان نائباً من الوزن الخفيف -بالرغم من أنه كان نائباً عن مدينة نيويورك- و ليس في منصبٍ قيادي مهم..لهذا كانت استقالته أمراً متوقعاً كما هو الحال مع جرأة الأمريكيين و مطالبتهم له بالاستقالة..و لكن ماذا عن ديفيد بترايوس مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية الذي كرر ذات الأمر؟؟..فبترايوس قدم درساً قاسياً للأعراب و للعالم في تطبيق مفهوم تحمل العاقبة الأخلاقية لتصرفاته..قدم الدرس عملياً و ليس نظرياً كما يُفعل بنا..فهناك القافلة لا تستطيع أن تسير طويلاً مُتجاهلةٍ أصوات منتقديها لأنها تعلم أن هناك خطأ ما يجب عليها إصلاحه..فذلك الصارخ المُنتقد هو مواطن تعمل القافلة لديه و ليس العكس.

محمد ناصر و قحطان و حتى هادي يتعاملون معنا بمنطق القافلة فلا يكترثون لأي أمر يحدث لنا مهما عظُم أو صغُر..حالة ثقةٍ -لا ألومهم عليها للحظة- بقدراتهم و بشعبهم المطيع و الوفي كما الكلب..فمنذ الحادثة لم يحاول أياً منهم الظهور إعلامياً -و لو من باب المجاملة- لمدة خمس دقائق ليخبرنا بأي شيء..حتى لو كان ما سيخبرنا به هو بيانات الإدانة و الشجب و التنديد و "الضرب بيدٍ من حديد" ذات الأصول العربية..لم يكترثوا بالظهور لأنهم لا يخشون شيئا منِّا فنحن لا نملك لهم ضُراً و لا نفعا.

أتذكر الحادي عشر من سبتمبر و ألاحظ الفارق الإعلامي -على الأقل- المهول في التعامل مع المواطنين في أوقات الحوادث..طبعاً لا مجال للمقارنة بين الحادثتين حتى على صعيد عدد الضحايا..و لكن الإدارة الأمريكية آنذاك و بالرغم من أن قائدها كان الفشل مُجسداً و هو جورج دبليو بوش و لكنها لم تكتفي بالصمت تجاه ما يحدث..فكان عمدة نيويورك من أوائل من ظهروا إعلامياً و بعد أقل من ساعتين تقريباً من الحادثة "الكارثة" ليدلي ببيانٍ أولي لما حدث..و ليطلب من الأمريكيين بلهجةٍ عاطفية مؤثرة التماسك و الوحدة و ليعدهم بأن المُخفقين كما المُعتدين ستتم محاسبتهم و هو ما حدث "فعلياً".

منذ حادثة العرضي و الكل ينبح و لكن إلى ماذا سيقودنا النُباح؟؟..هل سيقوم أياً من الثلاثي السابق الذِكر بالتصرف كأي شخص يحترم عقولنا أو حتى إنسانيتنا فيعلن فشله في المهمة التي أُوكلت إليه لأنها كانت أكبر من قدراته الفذة فيستقيل؟؟..أشك..ليس لأني متشائمةٌ جداً و لكن لأني على ثقة من إيمانهم المطلق -و الذي في محله تماماً- بأننا سنكتفي بالنباح كالعادة.

أتعلمون من كان أصدق يمني في تعبيره عن ردة فعله على الجريمة؟؟..أنه اليمني الذي قام بتصوير لحظة انفجار السيارة المُفخخة بالأمس أمام وزارة الدفاع..فقد قال كلمةً تُعتبر بذيئةً جداً و لكنها في ذات الوقت صادقةٌ جداً و تحمل رأي أغلب اليمنيين في قيادتهم "الفذة"..ذلك الرأي الذي لا أعتقد أنه متواجدٌ بداخلنا منذ الأمس فقط..فلعل تلك الكلمة على ألسنة أغلب اليمنيين منذ فترةٍ طويلةٍ جداً و لكن من سينطقها منِّا صارخاً؟؟..لا أحد إلا من سيكون متواجداً لحظة التفجير الإنتحاري القادم.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ساقيَّ أنثى
- خطيئةٌ بلا حواء
- تباً لدين محمد*
- اغتصاب بالتراضي!!
- عند ركن الجنة -قصة-
- شعب الله الغير مُختار
- الجنازة حارة و الميت -كلب-!!
- اليمن بلا إسلام
- نساء البخاري*
- عن الجنس و الشغف نتحدث
- إبليس يسكن الجنة
- دين وقح
- الإسلام جزء من المشكلة
- أنا و عُمر و -ما أنا بقاريء-
- ديانا و أسامة
- فيروز تُخرج من الملة


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - القافلة تسير و نحن ننبح