أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد الستار نورعلي - حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية في العراق















المزيد.....

حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية في العراق


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 1233 - 2005 / 6 / 19 - 08:59
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لقد مر العراق خلال العامين المنصرين من عمر الاحتلال ، الذي يسميه البعض تحريراً ، وقد يحق له ذلك من وجهة نظره لأن العراق قد تخلص من اعتى ديكتاتورية في التاريخ ومن حكم دموي ارهابي ، مر باحداث جسام دفع الشعب العراقي فيها تضحيات جساماً من دمه وماله وبناه التحتية لتضاف الى سجل معاناته التاريخية منذ أكثر من أربعة عقود تمتد الى عام 1963 حيث انقلاب شباط الدموي المشبوه .

إن التضحيات الجديدة الكبيرة التي اعقبت الاحتلال والدماء الغزيرة التي تجري على أرضنا يومياً سواء من الارهاب أم من فلول النظام المنهار أم من القوات المحتلة أم من عصابات الجريمة تقتضي وقفة شجاعة وتحليلية موضوعية من قبل قوى اليسار والعلمانية والديمقراطية للوقوف على أهم الخطوات الواجبة واللازمة من أجل توحيد جهودها وعملها المشترك وتعميق تحالفاتها لإخراج الوطن الجريح من المأساة الجاثمة على ارضه ، وانقاذ شعبنا المناضل المعاني المضحي من وحل الجرائم التي تقترف ضده كل يوم ، ثم الاتجاه صوب الأهداف الكبرى التي ناضل وضحى من اجلها وهي الديمقراطية والحرية والعيش الكريم وبناء بلد حضاري عصري يواكب التطور الاقتصادي والتكنولوجي الجاري في العالم .

إن نظرة متفحصة لما يعاني منه مجتمعنا من تخلف وتدهور اقتصادي وفقر وحرمان ومرض وانهيار البنى التحتية تجعلنا نلح على الدعوة الموجهة من القوى الوطنية والشعبية الحقيقية على الساحة العراقية في العمل المشترك والائتلاف من أجل الوطن وتخليصه من معاناته ومن الوضع المتدهور الذي يعيشه.

لم تستطع قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية أن تستقطب الغالبية من الجماهير خلال السنتين المنصرمتين مع أنها المعبر الحقيقي والمخلص والفاعل عن آمالها وطموحاتها وأهدافها والمدافع الصلب عن حقوقها وحريتها منذ زمن بعيد وتاريخ مليء بالتضحيات حيث قدمت الكثير من الشهداء والمعتقلين والمشردين والمنفيين من أعضائها ومؤيديها على هذا الطريق . لكن السؤال الملح الذي يحتاج الى بحث واستقراء واستخلاص الجواب والعبرة ، هو لماذا .....؟ وكيف يمكن تصحيح المسار ؟

من الاسباب المهمة والجوهرية في ضعف التأثير وسط الجماهير هو التعتيم الاعلامي والاضطهاد الذي مورس ضدها خلال حقبة الحكم الدكتاتوري ، والستار الحديدي الذي أسدله النظام على الوعي والذاكرة داخل العراق من خلال نشر الجهل السياسي بكل مجريات التاريخ الوطني العراقي والقوى السياسية التي ساهمت في تلوين هذا التاريخ وخطت بصماتها على خارطته . لقد عمل النظام الشمولي على تغييب هذه القوى اعلامياً وسياسياً ، وعمل كل ما في استطاعته من امكانيات قمعية لاجتثاثها وطمس معالمها السياسية وتشويه سمعتها وتاريخها ووصمها بالخيانة والعمالة والاجرام لمسحها من الذاكرة الجماعية للجماهير التي عمل جاهداً على غسل هذه الذاكرة وشحنها بالكذب والتزييف والتحريف التاريخي . فكان مما فعله حملته في تغيير كتابة التاريخ والتي اسماها (اعادة كتابة التاريخ) وذلك وفق منطلقاته الفاشية العنصرية والطائفية.
لذا كان غياب القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية عن الساحة بالقسر والاضطهاد والمطاردة المبرمجة احد الاسباب الكامنة وراء هذا التأثير الضعيف خلال هذه الفترة التي نعيشها اليوم .

ومن الاسباب الأخرى أيضاً هو ما قام به هذا النظام وفق خطة مرسومة متعمدة في ما سماها الحملة الايمانية لكي ينشر في المجتمع الاتجاه الديني كذباً ودجلاً ليكسب القوى الاسلامية الى جانبه حين أدرك أن نهايته قريبة ، فلربما يكون في ذلك انقاذ في اللحظة الأخيرة . فسمح للقوى الدينية المنتفعة من النظام والمتطرفة والمتخلفة والارهابية كي تتسلل في مفاصل المجتمع وتعيث فيه افساداً وارهاباً وتخريباً فكرياً وحضارياً لتمزيق المجتمع العراقي والحيلولة دون تطوره وبناء مستقبله الديمقراطي الانساني التعددي المتطور . فتكون هذه القوى هي المعول الهادم والعقبة الكأداء في طريق بناء العراق الجديد وهذا ما يحصل الآن . وبما أن المجتمع العراقي يعاني من التخلف والأمية والجهل بفعل الهدم المنظم خلال فترة الحكم الدكتاتوري فإن التيار الديني يكون له التأثير الأكبر والأهم خلال هذه الحقبة التاريخية وهو ما حصل خلال العامين المنصرمين.
كما أن القوى الأخرى في الاتجاه المقابل من الأطراف الوطنية التي واجهت الحكم المباد ضمت تيارات دينية لها تأثير على الساحة الشعبية التي خرجت من رحمها ، ولها جماهير عريضة واسعة تقف خلفها وتسير يهديها وتوجيهاتها ، وهي قوى لا يستهان بها ولا بقوتها . وقد أبرزت الانتخابات الأخيرة مدى امتداد هذه القوى وتأثيراتها .

لقد دأبت قوى كثيرة اعلامية وغير اعلامية داخلية وخارجية على التشويش على قوى اليسار والعلمانية والديمقراطية وتشويه توجهاتها من منطلق سياسي أو ديني أو قومي متعصب لتحجيم تأثير هذه القوى على الجماهير لأن مصالح تلك الأطراف المستغلة والمدغدغة للعاطفة الدينية والطائفية والقومية لدى العامة من الناس تتناقض وفكر هذه القوى النيرة المتفتحة التقدمية المدافعة عن حق الجماهير في العيش الكريم والمساواة الاقتصادية والاجتماعية والقضاء على الفقر والجهل والمرض وهي علل تعتاش فيها ومنها بعض القوى في الطرف المقابل وقد يكون متحالفاً وقد يكون معادياً . وبما إن تأثير الإعلام كما هو معروف كبير على الناس وخاصة البسطاء والمتخلفين والأميين فإن خط الكثير من الناس اتجه بالاتجاه المضاد لهذه القوى التقدمية. وهو من الاسباب الجوهرية في التأثير المتقلص لهذه القوى على الساحة السياسية ، رغم نظافتها ونزاهتها وعملها المتجرد عن كل مصلحة ذاتية عدا مصلحة الجماهير التي ناضلت و تناضل من أجلها .

ومن الاسباب أيضاً تشتت هذه القوى وبعدها عن بعضها وعدم التنسيق والتفاهم بينها والالتقاء على الأهداف الرئيسة في النضال الجاري من أجل العراق ومستقبل شعبه. فقد وصل الأمر الى حد القطيعة والنقد والهجوم والاتهام مع أن بعضها ذو تاريخ واحد .

وعلينا أن نذكر في هذا السياق أن المتغيرات التاريخية الاستراتيجية التي عمت العالم منذ عقدين من الزمان وأخطرها انهيار المعسكر الاشتراكي وتفكك الاتحاد السوفيتي والهيمنة الأمريكية على مقدرات العالم كقوة عظمى وحيدة كان لها الأثر الأكبر في تقلص وانحسار اليسار وتأثيره على المستوى العالمي وبالضرورة على المديات المحلية في بلدان العالم ومنها المنطقة العربية. وقد استغلت الرأسمالية ومنظروها هذه الظروف لتدق على وتر أن الفكر الاشتراكي واليساري قد فشل مثالاً وأيديولوجيا والرأسمالية انتصرت كنظام أصلح للبشرية فكراً وايديولوجيا واقتصاداً وسياسة ، فكانت نظرية فوكوياما والتي اسماها نهاية التاريخ .

إن ادراك الاسباب الكامنة المذكورة وراء قلة التأثير هذه على الساحة الجماهيرية العراقية يجب أن يدفع باتجاه العمل المشترك من خلال التنسيق والالتقاء والائتلاف في قوة واحدة ذات توجه مشترك وبرنامج سياسي واجتماعي واقتصادي متفق عليه مبني على اسس متينة منطلقاً من مصلحة الشعب العراقي العليا ومستقبله المنشود في الديمقرطية والتعددية والحرية وحكم القانون وحقوق الانسان وحرية الصحافة والتنظيم المدني والجماهيري والتطور الاقتصادي وبناء المحتمع العصري . إن العمل المشترك والائتلاف ضرورة تاريخية ملحة في هذا المنعطف الخطير من تاريخ العراق . فعلى كل هذه القوى أن تعمل بجد واصرار من اجل ذلك في قائمة واحدة تعمل بدأب ونشاط وسط الجماهير لتوعيتها بمصالحها الحقيقية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمصالح الفئوية الضيقة . وهذا الأمر يتطلب جهداً مضاعفاً وكبيراً وواسعاً سياسياً وإعلامياً وجماهيرياً من اجل خلق المناخ الذي يحدث التأثير المطلوب وسط الناس لكي يدركوا مواقف القوى الفاعلة والأصيلة تاريخياً وسياسياً والمدافعة الصلبة عن أهدافهم وطموحاتهم في بلد حر ديمقراطي خال من التمييز والتعصب والفقر والمعاناة والظلم والقهر . وبذا يمكن لهذه القوى أن تدخل في العملية السياسية الجارية موحدة بأهداف واضحة وبرامج متطورة تعبر عن المصالح الشعبية التي تصبو اليها الجماهير ، وتدخل على أساسها الانتخابات القادمة وفق برنامج سياسي واضح وموضوعي ينبع من المصلحة الوطنية والحقوق المشروعة لأوسع فئات وطبقات الشعب العراقي . وهي مهمة عاجلة تقع على عاتق هذه القوى المناضلة ، وقد علمنا تاريخ الشعوب أنها تعي تماماً وتفرز المخلص الحقيقي عن غيره مهما طال الزمن واشتدت النوائب عليها . وهي خير زاد للسياسي العامل بنكران ذات واخلاص وتفان .

إن العمل المشترك لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية في العراق سيسحب بالضرورة تأثيره على مثلها من القوى في المنطقة العربية والمحيطة بها ويكون نموذجاً لوحدة اليسار في مواجهة المشاكل والصعاب التي تعترض الشعوب متناسية الخلافات والمواقف المتعارضة مغلبة المصلحة العامة على الذاتية .
ليكن العمل المشترك والائتلاف شعاراً مركزياً لكل قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية في العراق والمنطقة العربية.



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد الستار نورعلي - حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية في العراق