أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة....4














المزيد.....

اوراق على رصيف الذاكرة....4


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 03:40
المحور: الادب والفن
    


أوراق على رصيف الذاكرة  4

كانت قطرات الدم تنزل بهدوء وتنساب في الأنبوب الممتد نحو ساعد المعدوم.. خيل إلي كأنها قطرات تتجمع لتخلق حياة أخري في خضم عالم تزهق فيه الأرواح كما تحصد الزرازير الخريفية بالجملة ببنادق صيد عابثة..
كان لون وجهه قد تغير وأصبح موردا بعد أن سقيت عروقه بقنينتين وها هي الثالثة تأخذ طريقها براحة وهدوء لتعيد له الحياة.. لازال حيا إذن ولم يعد في عداد المعدومين .. لقد أضيف رقما آخرا لمعوقي القادسية المجيدة لكنه رقم من (صنف رديء)  في سفرها المقدس كما صرح ال ن ض استخبارات (اب)...!
كيف حالك؛؟ سأله العقيد الطبيب وكيل الآمروهو يتحسس جبهته أجاب الجندي بصوت ضعيف.. رحم الله والديكم.. كان الأطباء المقيمين والمضمدين تبدو عليهم علامات الرضا وتشع من عيونهم فرحة من قدم إنجازا كبيرا بل كأنهم قد قاموا بإسعاف فوجا كاملا...
كان الجندي قد هيئ لنقله الى صالة العمليات حين أصدر الباب صريرا حادا برز من بين مصراعيه عسكري ظل ماسكا بحافة الباب لثوان وهو يلقي نظرة باردة طويلة مسح بها القاووش ومن فيه قبل أن تستقر باتجاه الجندي ومن حواليه.. تقدم باتجاهنا بخطوات متثاقلة .. كان يرتدي بدلة ذات لون أخضر غامق .. كانت حذائه حمراء ذات قاعدة سميكة بعض الشيء وكان هناك فلمين كلميم واحد أزرق الرأس والآخر ذو رأس أحمر وهما يبرزون من جيبين ملتصقين في جانب ذراعه الأيسر.. ومن حزامه الأنيق تدلى في جانبه الأيمن غمدا أحمر اللون ذو ذوائب ويحوي مسدسا نوع سمث.. تقدم نحونا متبخترا ترائى لي وكأنه يقلد صدام في مشيته.. كان ن ض (اب) بسير خلفه كأنه كلب ذليل.. حين وصل إلينا سأل بدون أن يلقي التحية  وقد رسم إبتسامة لا معنى لها  وهو يشير بذقنه: هل هو الجريح المعدوم!!!؟؟ سارعت بتفادي عدم أدائه التحية ولكون الوكيل كان يرتدي صدريته البيضاء .. أشرت الى السيد الوكيل الذي يقف في الجانب الآخر من الجندي الجريح ، معرفا به.. قام برفع كفه مؤديا تحية باردة مد يده الى رأس الجريح وهو يخاطبه مبتسما: يبدو أنك رجل محظوظ!! دب أمل ضعيف في داخلي لكنه أملا يشوبه القلق .. استمر بتمرير كفه هل رأس الجندي وجبينه وصدغيه وهو يردد ::محظوظ .. تضاعف الأمل ببطئ .. عم سكون وغلف كل جوانب الردهة .. كانت النظرات منصبة على أصابع الرجل وهي تداعب حواجب الجندي وجبينه وعينيه ببرود وسكون .. لم يلاحظ أحد متى قام بفتح غمد مسدسه ومتى استله !! وضع فوهة المسدس على صدغ الجندي اليمنى.. كان ينظر في وجه العسكري وابتسامة مسكينة قد ارتسمت على فمه ومن عينيه.. تصور الجميع أن الرجل كان يداعب الجندي .. وفجأة هز جوانب الردهة صوت إطلاقة مرعب .. تناثرت بقع الدم المخلوط بقطع شحمية بيضاء على صدرية العقيد الطبيب وكيل الامر.. أعاد مسدسه الى غمده وأغلقه ببرود .. ألقى على كفيه نظرة متفحصة .. فهم ن ض ( اب)
مراده فركض أمامه داعيا إياه الى غرفته ليمسح الدم.. مشى بخطوات متثاقلة نحو باب الردهة .. امتلأت الردهة برائحة البارود المخلوط بالدم  ....

تمت



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق على رصيف الذاكرة ...2
- اوراق على رصيف الذاكرة 1


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة....4