أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمّد نجيب قاسمي - فرحة المسلمين بذكرى مولد الرّسول الأكرم من الحلال الطيّب














المزيد.....

فرحة المسلمين بذكرى مولد الرّسول الأكرم من الحلال الطيّب


محمّد نجيب قاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 12 - 19:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فرحة المسلمين بذكرى مولد الرّسول الأكرم من الحلال الطيّب

دَرَجَ جمهورُ غفيرُ منَ المسلمين منذ عهودٍ طويلةٍ على الاحتفال بالمولد النّبوي الشّريف .كما امتنع عن ذلك جمهور ٌآخر دون أن تُثارَ بين الفريقيْن اتّهاماتُ تبديعٍ ولا تعطيلٍ. ونشأنا منذ الصّغر على الاستعداد لبهجة الذّكرى والانتشاء بما يُمتِع السّمع من ابتهالات وأذكار ولِمَ لاَ تَذوّق بعض الحلويّات التي يفرح بها الكبار قبل الصّغار..
ولمّا اكتشفت أمريكا بعد احتلال العراق أنّ خير سلاح تمزّق به الوطن العربي وتتحكّم في موارده هو سلاح الطّائفيّة غذّت ما بين السنّة والشيعة من فرقة خامدة منذ قرون فتلقّفت الأسر الحاكمة في بعض بلاد العرب الفكرةَ لتلهي النّاس البسطاء عن امتلاك مقدّراتهم دون حقّ فأنفقت أمولا طائلة لنشر أفكار غريبة عن الإسلام بدعوى محاربة أعداء الإسلام وأصحاب البدع والضلالات. فكان القول بحُرْمة إظهار النّاس الفرحة بذكرى مولد الرسول الكريم لأنّه بدعة وضلالة تُغضب ربّ العزّة وتُودي بصاحبها إلى جهنّم.
وأصل الحكاية وسبب هذا التجريم لاحتفال بسيط لا ضرر فيه أنّ نشأة فكرة الاحتفال بالمولد النّبوي الشريف كانت شيعيّة..نعم شيعيّة .إذ انطلقت في عهد الفاطميين بمصر......وعوض مصارحة النّاس بهذا غلّفوا فتواهم بأنّ المسلمين لا يحقّ لهم الاحتفال سوى بعيدين اثنين فقط سنّهما الرّسول صلى الله عليه وسلّم هما الفطر والأضحى وكأنّهم بذلك يمنعون الفرحة والبهجة والبسمة عن النّاس خارج العيدين المذكورين في ذات الوقت الذي جعل الله التّحريم استثناءً والإباحة أصْلاً. ذلك أنّ استخلافَ الخالق للبشر في الأرض وتسخيرَ ما فيها لهم يجعلهم دائمي الشّكر له بإظهار نعمته عليهم لا بإخفائها ، بإظهار زينتهم وسرورهم وحبورهم لا بإعلان الحداد الدّائم...فلو كانت أيام بني آدم كلّها أعيادا لكان ذلك ما يُفرح الموْلى عزّ وجلّ لا ما يغضبه.
ويزعم بعضهم أنّ هذا الاحتفال بدعة مستحدثة في الإسلام فلم يأمر بها النّبي صحابته ولم يُجِزْهم عليها ولذلك فهي ضلالة تفسد عقيدة صاحبها .والصّواب أنّ استحضارنا لهذه الذكرى لم يُبطل فريضةً ولم يَستحدث أخرى وإنّما يجري على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم وحبّ الاقتداء به وتذوّق الحلال من نعم الله لا أكثر.
أمّا ما يُقال مِن أنّ هذا الاحتفال تشبّهُ بالنّصارى فنحن وإيّاهم نعلم أنّ للنّصارى دينهم ولنا ديننا ونحن جميعا نعلم بأنّ أمّة النصارى لهم الغلبة في الصّناعات والعلوم والتنظيمات في هذا العصر ومنهم نأكل ونلبس ونسكن ونتواصل ونتقاتل فمن أراد عدم التّشبّه بهم فليخرج من جلده ولْيرمِ جانبا ما بيده من أدواتهم .
ثمّ..... ، ما المُنكْر في الاحتفال بمولد الهدى؟ أتلاوة القرآن وترديد البُردة واستحضار قصّة ولادة محمّد صلّى الله عليه وسلّم عام الفيل وقصّة رضاعته لدى حليمة السعدية إلى بعثته من فعل الحرام الذي يخرجنا من الإسلام إلى الإثم و الشّرك والكفر ؟
تعوّدنا في تونس أن تَصْدح إذاعتنا وفضائياتنا كلّ صباحِ ذكرى المولد ب"زاد النّبي وفرحنا بيه " فنطرب أيّ طرب وتنتشي الرّوح فينا فنردّد مع المُنشدة " صلّى الله عليه" ويحدّث كبارنا صغارنا عن الإسلام والرّسل ونتبادل التّهاني ونزرع البسمة في وجوهنا ونرطّب ألسنتا وألسنة فلذات أكبادنا بالصّلاة والسلام على رسول الله وببعض حلوى "عصيدة الزّقوقو" حلوة المذاق ذات الفوائد الصّحيّة الكثيرة على أجسادنا . فما البدعة في ذلك ؟
و"عصيدة الزّقوقو" هذه لمن لا يعلم هي عصارة بذرة الصّنوبر الحلبي – فرّج الله كُربة حلب الشّهباء – ومن غابات الشمال التونسي التي التهمت النيران أجزاء واسعة منها بعد الثّورة يجمعها فلاحون قرويّون فقراء إلى حدّ العراء على امتداد أيّام طويلة شاقّة ثمّ يبيعونها بأثمان بخسة في الأسواق ومن محصولهم الزّهيد لا يأكلون ولا يشربون ولا يلبسون إلاّ مَا لا بُدَّ لهم منه . ..وأهل تونس جميعا لا يشترون تلك السلعة إلاّ في هذه المناسبة فقط.وتصوّروا بعدها مآل هؤلاء وأبنائهم لو انقطعت هذه العادة الحميدة التي لا تمنع عبادة ولا تحرّفها...
وبذلك يحقّ لنا القول بأنّ إحياء ذكرى المولد الشريف من الحلال الطيّب .فهنيئا لنا بدين سَمْحٍ يسير مسرّاته دائمة والحمد لله.

فصل من كتاب لنا غير منشور بعنوان" الإسلام من وجهة نظر مغايرة"



#محمّد_نجيب_قاسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافة والإمامة وجهان لعملة واحدة : الجزء الأول
- هل يجوز تكفير الشيعة؟
- الغناءُ والموسيقى نشاطٌ للبدن وراحةٌ للنّفس أم مزمارُ شَيطان ...
- تحليل نصّ -طموح أهل الفضل- من كتاب - كليلة ودمنة - لعبد الله ...
- تحليل نصّ : - آدم والشّعر - من رسالة الغفران لأبي العلاء الم ...
- هل من حقّنا - نحن العرب - أن نقول لأردوغان: ارحل؟
- المسلمون يفرحون أيضا بمولد عيسى بن مريم
- في الطّريق إلى الحريق
- إلى أيّ جحيم تأخذنا سياسة الأحزمة الناسفة والسيّارات المفخّخ ...
- نصّ من رواية ثورة الجسد
- الحريق الكبير
- أدب الثورة
- ثورة شعب على مرسي أم انقلاب عسكري؟ المقال الرابع: هل كان يمك ...
- ثورة شعب على مرسي أم انقلاب عسكري؟ المقال الثالث: انقلاب أم ...
- ثورة شعب على مرسي أم انقلاب عسكري؟ المقال الثاني: ثورة شعبية ...
- ثورة شعب على مرسي أم انقلاب عسكري؟ المقال الأول: سلسلة أخطاء ...
- حكاية- الإخوان المسلمين- والسلطة من حكاية الذئب وإلية الشاة
- لم يتقاتل المسلمون دوما في حين تهنأ بقية الأمم بالسلام معظم ...
- رسالة مفتوحة الى كل التونسيين :موالاة ومعارضة ومن هم على قار ...


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمّد نجيب قاسمي - فرحة المسلمين بذكرى مولد الرّسول الأكرم من الحلال الطيّب